صدى البلد:
2024-09-20@01:33:12 GMT

نص كلمة الرئيس السيسي أمام قمة القاهرة للسلام

تاريخ النشر: 21st, October 2023 GMT

افتتح الرئيس عبد الفتاح السيسي قمة القاهرة للسلام التي دعت لها مصر بشأن الأزمة الفلسطينية الإسرائيلية ، وجاء نص كلمة الرئيس السيسي كالتالي:


بسم الله الرحمن الرحيم 
أصحاب الجلالة والسمو.. ملوك وأمراء ورؤساء الدول والحكومات،
أصحاب المعالي.. السادة رؤساء الوفود،
الحضور الكريم،

نلتقي اليوم بالقاهرة، في أوقاتٍ صعبة.

. تمتحن إنسانيتنا، قبل مصالحنا.. تختبر عمق إيماننا، بقيمة الإنسان، وحقه في الحياة.. وتضع المبادئ، التي ندعي أننا نعتنقها، في موضع التساؤل والفحص.

وأقول لكم بصراحة.. إن شعوب العالم كله، وليس فقط شعوب المنطقة.. تترقب بعيون متسعة.. مواقفنا في هذه اللحظة التاريخية الدقيقة، اتصالاً بالتصعيد العسكري الحالي، منذ السابع من أكتوبر الجاري، في إسرائيل والأرض الفلسطينية.

إن مصر تدين، بوضوح كامل، استهداف أو قتل أو ترويع كل المدنيين المسالمين.. وفي الوقت ذاته، تعبر عن دهشتها البالغة.. من أن يقف العالم متفرجاً.. على أزمة إنسانية كارثية.. يتعرض لها مليونان ونصف المليون إنسان فلسطيني، في قطاع غزة.. يُفرَض عليهم عقاب جماعي.. وحصار وتجويع.. وضغوط عنيفة للتهجير القسري.. في ممارسات نبذها العالم المتحضر.. الذي ابرم الاتفاقيات، وأَسَسَّ القانون الدولي، والقانون الدولي الإنساني، لتجريمها، ومنع تكرارها.. مما يدفعنا لتأكيد دعوتنا، بتوفير الحماية الدولية، للشعب الفلسطيني والمدنيين الأبرياء.

ودعوني أتساءل بصراحة:

أين قيم الحضارة الإنسانية.. التي شيدناها على امتداد الألفيات والقرون؟

أين المساواة بين أرواح البشر.. دون تمييز أو تفرقة.. أو معايير مزدوجة؟

إن مصر، منذ اللحظة الأولى، انخرطت في جهود مضنية.. آناء الليل وأطراف النهار.. لتنسيق وإرسال المساعدات الإنسانية، إلى المحاصرين في غزة.. لم تغلق معبر رفح البري في أي لحظة.. إلا أن القصف الإسرائيلي المتكرر لجانبه الفلسطيني.. حال دون عمله.. وفى هذه الظروف الميدانية القاسية، اتفقتُ مع الرئيس الأمريكي على تشغيل المعبر بشكل مستدام، بإشرافٍ وتنسيق مع الأمم المتحدة، ووكالة "الأونروا"، وجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني.. وأن يتم توزيع المساعدات، بإشراف الأمم المتحدة، على السكان، في قطاع غزة.

السادة الحضور،
إن العالم لا يجب أن يقبل، استخدام الضغط الإنساني، للإجبار على التهجير.. وقد أكدت مصر، وتجدد التشديد، على الرفض التام، للتهجير القسري للفلسطينيين، ونزوحهم إلى الأراضي المصرية في سيناء.. إذ أن ذلك، ليس إلا تصفية نهائية للقضية الفلسطينية.. وإنهاءً لحلم الدولة الفلسطينية المستقلة.. وإهداراً لكفاح الشعب الفلسطيني، والشعوب العربية والإسلامية، بل وجميع الأحرار في العالم، على مدار ٧٥ عاماً، هي عمر القضية الفلسطينية.

ويخطئ في فهم طبيعة الشعب الفلسطيني، من يظن، أن هذا الشعب الأبي الصامد، راغب في مغادرة أرضه، حتى لو كانت هذه الأرض، تحت الاحتلال، أو القصف.

كما أؤكد للعالم.. بوضوح ولسان مبين.. وبتعبير صادق، عن إرادة جميع أبناء الشعب المصري.. فرداً فرداً: إن تصفية القضية الفلسطينية، دون حل عادل، لن يحدث.. وفي كل الأحوال.. لن يحدث على حساب مصر.. أبداً.

الحضور الكريم،

هل كُتب على هذه المنطقة، بأن تعيش في هذا الصراع للأبد؟

ألم يأن الوقت، للتعامل مع جِذر مشكلة الشرق الأوسط؟

ألم يأت الحين، لنبذ الأوهام السياسية، بأن الوضع القائم، قابل للاستمرار؟ وضع الاجراءات الأحادية.. والاستيطان.. وتدنيس المقدسات.. وخلع الفلسطينيين من بيوتهم وقُراهم، ومن القدس الشريف؟

إن مصر.. دفعت ثمناً هائلاً من أجل السلام في هذه المنطقة.. بادرت به.. عندما كان صوت الحرب هو الأعلى.. وحافظت عليه وحدها.. عندما كان صوت المزايدات الجوفاء هو الأوحد.. وبقيت شامخة الرأس، تقود منطقتها، نحو التعايش السلمي القائم على العدل.

واليوم.. تقول لكم مصر.. بكلمات ناصحة أمينة: إن حل القضية الفلسطينية، ليس التهجير.. وليس إزاحة شعب بأكمله إلى مناطق أخرى.. بل إن حلها الوحيد، هو العدل، بحصول الفلسطينيين على حقوقهم المشروعة، في تقرير المصير، والعيش بكرامة وأمان، في دولة مستقلة على أرضهم.. مثلهم، مثل باقي شعوب الأرض.

السادة الحضور،
نحن أمام أزمة غير مسبوقة.. تتطلب الانتباه الكامل، للحيلولة دون اتساع رقعة الصراع، بما يهدد استقرار المنطقة، ويهدد السلم والأمن الدوليين.

ولذلك، فقد وجهت لكم الدعوة اليوم، لنناقش معا، ونعمل على التوصل إلى توافق محدد، على خارطة طريق.. تستهدف إنهاء المأساة الإنسانية الحالية، وإحياء مسار السلام، من خلال عدة محاور.. تبدأ بضمان التدفق الكامل والآمن، والسريع والمستدام، للمساعدات الإنسانية لأهل غزة.. وتنتقل فوراً، إلى التفاوض حول التهدئة ووقف إطلاق النار.. ثم البدء العاجل، في مفاوضاتٍ لإحياء عملية السلام، وصولاً لإعمال حل الدولتين، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، التي تعيش جنباً إلى جنب، مع إسرائيل، على أساس مقررات الشرعية الدولية.. مع العمل بجدية على تدعيم السلطة الوطنية الفلسطينية الشرعية، للاضطلاع بمهامها، بشكل كامل، في الأراضي الفلسطينية.

الحضور الكريم،
دعونا نوجه رسالة، لشعوب العالم.. بأن قادته يدركون عِظَم المسئولية.. ويرون بأعينهم، فداحة الكارثة الإنسانية.. ويتألمون من أعماق قلوبهم، لكل طفل برئ، يموت بسبب صراع لا يفهمه.. يأتيه الموت بقذيفة أو قصف.. أو يأتي بطيئاً، لجُرح لا يجد دواءً.. أو لجوع، لا يجد زاداً.

دعونا نوجه رسالة أمل، لشعوب العالم.. بأن غداً، سيكون أفضل من اليوم.

شكراً.. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

المصدر: صدى البلد

إقرأ أيضاً:

فى اخر خطابات الرئيس الاسبق جعفر نميرى ردد كلمة واحدة ثلاث مرات

من يقتلنا؟ فى اخر خطابات الرئيس الاسبق جعفر نميرى ردد كلمة واحدة ثلاث مرات وختم بها خطابه فحفظتها انا وعقلتها وظللت اقولها واكررها واحذر منها السادرين فى غيهم وادعوا الجميع للوفاق ولم الشمل ونبذ الخلاف والفرقة والشتات وتقديم المصالح العليا للوطن على المصالح الدونية والشخصية الضيقة ولقد تعرضت فى سبيل ذلك للكثير من الهجوم والاساءات … غير انى لم ابدل ولم احول موقفى واخذت اصدع بكلمة الوطن والهج وانا احذر وانذر وانادى يا بلادى … ثوبوا الى رشدكم لا تخرخوا سفينة الوطن فان البحر ساعتها لن يفرق بين كبير وصغير ووضيع وشريف وحاكم ومحكوم ومنتصر ومهزوم … انظروا الى من حولنا خذوا العبرة واعتبروا يا اولى الالباب قبل ان نجتث بمعاول الخراب وان نجنى الشوك بدل العنب ونطارد السراب … قال لى احدهم لقد كنت مرجوا فينا قبل هذا يا ود بطران فسقانى العلقم والقطران … ولكننى ظللت اكتب واحتمل الوصب والنصب من اجل ان تصل رسالتى ويلامس صوتى اذن معتصم … ولكن لا حياة لمن تنادى يا بلادى حتى افقت ذات يوم على سموم وحميم ولظى وسعير وجحيم ، وحلت الكارثة ووقعت الواقعة واتسع الجرح والمصاب وبدلا من ان تشتعل الحقول قمحا اشتعلت نارا … وعشت شاهدا على الحرب وعلى العصر بلا سلاح ورماح مهيض الجناح ابحث مثلى ومثل الاخرين الشرفاء من ابناء بلادى عن لقمة عيش وشربة ماء بعد ان جاوزت احلامنا عنان السماء …… اما الكلمة التى قالها نميرى فى اخر عهده اختلفنا ام تفقنا معه لم تكن وهما انما كانت حقيقة وسأختم بها وكفى : السودان مستهدف مستهدف مستهدف ، ودمتم بخير.

Ahmed Butran

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • «مدبولي»: الرئيس السيسي شدد على أولوية التدخل الحاسم لإزالة العراقيل أمام المساعدات لأهالي غزة
  • «الراي الكويتية» تبرز تأكيد الرئيس السيسي على دعم لبنان.. وحرص مصر على أمنها واستقرارها وسيادتها
  • الرئيس الفلسطيني يوجه بفتح المستشفيات الفلسطينية في لبنان لاستقبال جرحى التفجيرات
  • قطر تدعو المجتمع الدولي لمعالجة الأزمة الإنسانية المتفاقمة في الأراضي الفلسطينية
  • د.إبراهيم صابر: معرض بازار القاهرة تمت إقامته تنفيذًا لتوجيهات الرئيس السيسي
  • فى اخر خطابات الرئيس الاسبق جعفر نميرى ردد كلمة واحدة ثلاث مرات
  • وزير التعليم: أتوقع تراجع المقبلون على السناتر من طلاب الشهادة الثانوية بنسبة 10%
  • وزير التعليم: تقييم أسبوعي للمدارس.. ويقرر إضافة أعمال السنة على الحضور بنسبة 40% إلى المجموع
  • بالفيديو|سنجر: الرئيس السيسي يدعم القضية الفلسطينية من قبل أحداث 7 أكتوبر
  • الرئيس السيسي وملك الأردن يؤكدان رفضهما تصفية القضية الفلسطينية