تقرير لـForeign Policy : لا أحد يريد الحرب في لبنان.. لكن لا مفر منها
تاريخ النشر: 21st, October 2023 GMT
سادت حالة من التوتر لبنان منذ أن شنت "حماس" هجوماً مفاجئاً على إسرائيل في السابع من تشرين الأول، فقامت الأخيرة بحشد مئات الآلاف من القوات التي تمركز العديد منها على طول حدودها الشمالية مع لبنان.
وبحسب مجلة "Foreign Policy" الأميركية، "قد يحدد حجم الرد الإسرائيلي في غزة مستقبل لبنان، حيث قد يشعر حزب الله أنه مضطر إلى المشاركة في الحرب، على الرغم من رده المحدود حالياً على الاستهداف الإسرائيلي.
وتابعت المجلة، "عانى لبنان، ولا يزال، خلال السنوات القليلة الماضية من أسوأ أزمة اقتصادية. فمنذ اندلاع الاحتجاجات الحاشدة في عام 2019 بسبب أزمة تكلفة المعيشة، واجه لبنان ارتفاعًا في معدلات البطالة. ومع تدهور الاقتصاد، انخفضت قيمة العملة المحلية بنسبة 90%، وارتفع التضخم بشكل كبير، ما دفع 80% من اللبنانيين إلى ما دون خط الفقر. في موازاة ذلك، فشل المجلس النيابي مراراً وتكراراً في انتخاب رئيس للجمهورية. إذاً، وفي حال اندلاع حرب أخرى، يعتقد الخبراء أن لبنان قد لا يحصل على فرصة للتعافي، ويقولون إن الدولة اللبنانية المفلسة بالفعل لن تحصل على أي قروض من المجتمع الدولي، وقد لا ترغب الدول العربية الغنية كالمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة في إغراق لبنان بأموال يمكن أن تنتهي بسهولة في أيدي حزب الله. وقال غانم: "قد يؤدي ذلك إلى انهيار كامل للدولة. “وهذه المرة ليس لدى لبنان فرصة الاقتراض من الأسواق الدولية"."
ورأت المجلة أنه "في حالة الحرب، قد يتعرض هيكل البنية التحتية الأساسية للحياة اليومية للقصف والهدم، مما يجبر جيلاً آخر من اللبنانيين على الفرار من البلاد. أضف إلى ذلك، أنه هناك فرص لحدوث اضطرابات مدنية أيضًا. وإذا اقتصرت عمليات إسرائيل باستهداف جنوب لبنان الذي يهيمن عليه "حزب الله"، والبقاع، والضاحية، حيث تعيش أغلبية شيعية، فمن المرجح أن يفر سكان هذه المناطق إلى أجزاء أخرى من البلاد، ما سيؤدي إلى زيادة العبء على الخدمات المدنية التي تعاني بالفعل من ضغوط بسبب وجود اللاجئين السوريين، بل وقد يؤدي إلى تفاقم الخلافات الطائفية".
وتابعت المجلة، "حتى بعد عقود من الحرب، لا تزال البلاد منقسمة، وغالباً ما يهيمن أعضاء طائفة معينة على حي معين أو على مدينة بأكملها. كما وهناك توترات واضحة في البلاد، حيث يعارض الكثيرون نفوذ إيران من خلال حزب الله ويطالبون منذ فترة طويلة بنزع سلاح الحزب. إن أسلحة حزب الله، التي يخزنها ظاهرياً لحماية لبنان من إسرائيل، تمنحه القوة التي يجسدها في السياسة الداخلية. ويبقى السؤال الأساسي هو ما إذا كان حزب الله سيستجيب لنداء حماس، حليفته في محور المقاومة ضد إسرائيل، وهل ترى القيادة الإسرائيلية، مع حشد قواتها بالفعل والتعاطف العالمي إلى جانبها، فرصة في فتح جبهة أخرى لتدمير ترسانة حزب الله؟"
بحسب المجلة، "لا يحظى حزب الله بدعم الشعب اللبناني لشن حرب على إسرائيل، كما أن الحزب يدرس خطواته بشكل جيد ولا يدخل في صراع دون معرفة كيفية الخروج منه. وعلى الرغم من أن الولايات المتحدة أرسلت حاملتي طائرات إلى شرق البحر الأبيض المتوسط لردع حزب الله وإيران عن توسيع الصراع، إلا أنه لا يمكن استبعاد فتح جبهة أخرى في لبنان. في الواقع، هناك ثلاث حالات قد تدفع حزب الله إلى دخول الحرب: في حال استمرت إراقة الدماء في غزة، وإذا بدأت إسرائيل بقصف مخزونات حزب الله المخبأة في كل أنحاء لبنان، أو إذا رأى المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي أن هذا هو الطريق الصحيح الذي يجب اتخاذه. وقال العميد المتقاعد في الجيش الياس فرحات إن الجيش وحزب الله على درجة عالية من الاستعداد، مشيراً إلى أنه من المرجح أن يتدخل حزب الله في الصراع الحالي إذا "صعدت إسرائيل هجماتها على لبنان واستهدفت عمق البلاد" أو إذا "اقتحمت إسرائيل غزة وارتكبت المزيد من المجازر"."
ورأت المجلة أن "حزب الله قد يختار التدخل بشكل محدود لتهدئة حماس وحفظ ماء الوجه، كما وقد يقوم بتكثيف القصف الصاروخي وإرسال وحدة "الرضوان" التابعة له لتنفيذ غارات متفاوتة الحجم عبر الخط الأزرق. في الواقع، حزب الله مدجج بالسلاح وهو الخصم الأكثر خطورة لإسرائيل. وقد حذر كل من حزب الله وإسرائيل من قصف بعضهما البعض والعودة إلى "العصر الحجري"، ويتفق الخبراء العسكريون على أن هذه الحرب ستكون مدمرة لكلا الجانبين. في الواقع، إسرائيل قادرة على تدمير لبنان، ولكن حزب الله أيضاً قادر على إلحاق قدر هائل من الضرر ومهاجمة المنشآت الحيوية والمراكز السكانية في إسرائيل. فبإمكانه إطلاق وابل من الصواريخ للتغلب على نظام الدفاع الجوي "القبة الحديدية" وفتح جبهة ثالثة في جنوب سوريا ضد مرتفعات الجولان التي تسيطر عليها إسرائيل. وقال فرحات: "الجبهة السورية ستُفتح إذا تدهور الوضع إلى درجة خطيرة"."
وختمت المجلة، "إن تبادل إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل، وعلى الرغم من أنه محدود نسبياً، إلا أنه لا يريح الأشخاص الذين يعرفون مدى السرعة التي يمكن أن تتحول بها المناوشات إلى صراعات شاملة".
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: حزب الله
إقرأ أيضاً:
اعلام القوات: بعد خراب البصرة يطالبون السياديين بالتحرُّك
صدر عن الدائرة الإعلامية في حزب "القوات اللبنانية"، البيان الآتي:
"انتقل بعض المسؤولين في "حزب الله" في الآونة الأخيرة إلى نغمة جديدة بعد نغمة توازن الردع التي سقطت وأسقطت معها لبنان، ومفادها ان الفريق السيادي في لبنان لا يحرِّك ساكنا حيال التمادي الإسرائيلي في الجنوب.
يهم "القوات اللبنانية" ان تذكِّر جميع هذه الأصوات ان الشريحة الأكبر من اللبنانيين ومن ضمنها الشريحة السيادية وبشكل خاص "القوات اللبنانية" حذروا مرارا وتكرارا من الانعكاسات السلبية إن لوضع اليد على قرار الحرب، أو توريط لبنان في الحروب، أو عدم تطبيق الدستور والقرارات الدولية، وطالبوا بتطبيق القرار 1701 الذي لم يطبّق منذ إقراره، وعقدت "القوات" مؤتمرا بهذا الخصوص، ولو تمّ الالتزام بتوصيات هذا المؤتمر لتوقفت الحرب وما توسعّت، ولكن ضرورات "حزب الله" الإيرانية حالت، ويا للأسف، دون تجنيب اللبنانيين الموت والكوارث". اضاف البيان: "بعد خراب البصرة يطالبون السياديين بالتحرُّك، ويصمّون آذانهم لمطالبة هؤلاء السياديين بوجود دولة فعلية في لبنان تُمسك وحدها بقرار الحرب، ويُحصر السلاح بمؤسساتها، فيما الطريق الوحيد الذي يحمي لبنان واللبنانيين هو طريق الدولة والمؤسسات، والخروج عن خط الدولة نتائجه معروفة: موت ودمار وتهجير وخراب وويلات".
وختم: "إن الطريقة الوحيدة لإنقاذ ما تبقى تكمن في وقف التذاكي، وتطبيق الترتيبات التي أقرتها الحكومة في 27 تشرين الثاني الماضي، وتسليم السلاح غير الشرعي، وحصر القرار العسكري والأمني بيد الجيش والقوى الأمنية، وانتخاب رئيس جديد للجمهورية سيادي وإصلاحي يعيد الاعتبار للجمهورية اللبنانية الحرة والمستقلة والسيدة والمزدهرة والمستقرة، وذلك من أجل ان يحظى لبنان من جديد باحترام الدول الغربية والعربية، وهذه هي الطريقة الوحيدة لانتشال البلد من حيث أوصلتموه.