بنك قطر الوطني يتوقع أن يوقف المركزي الأوروبي دورة التشديد النقدي لمكافحة التضخم
تاريخ النشر: 21st, October 2023 GMT
توقع بنك قطر الوطني "QNB" أن يوقف البنك المركزي الأوروبي دورة تشديد السياسة النقدية مؤقتا نظرا لانخفاض معدلات التضخم، وصعوبة الأوضاع المالية الحالية، وضعف الاقتصاد.
وقال البنك في تقريره الأسبوعي: إنه في ظل الوضع الضعيف للاقتصاد، فإن رفع أسعار الفائدة قد يكون غير ضروري، بل قد يؤدي إلى مخاطر تدفع الاقتصاد إلى ركود عميق.
وأشار إلى أن أسعار الفائدة الحالية ستبقى خلال الفترة المقبلة دون تغيير، حتى يقترب التضخم بشكل أكبر من المعدل المستهدف من قبل المركزي الأوروبي.
ولفت التقرير إلى أن مزيج الصدمات الاستثنائية في منطقة اليورو، وتدابير الاستجابة لها عبر السياسات الاقتصادية، أدى إلى ارتفاع مستويات التضخم، في الفترة بين عامي 2021 و2022، وخلال جائحة فيروس كورونا "كوفيد-19".
ونوه في سياق متصل إلى أن الإغلاق فرض قيودا على العرض، فيما أدت السياسات النقدية والمالية الميسرة إلى تعزيز الطلب، وترتبت على ذلك زيادات استثنائية بالأسعار من قبل المصنعين وتجار التجزئة.
وأشار إلى أن هذا الأمر تحول إلى موجة تضخمية أوسع نطاقا عندما أعيد فتح الاقتصادات الأوروبية، وتضخمت هذه الموجة لاحقا بسبب صدمة السلع الأساسية الناجمة عن الصراع الروسي الأوكراني، وتسارع معدل التضخم الكلي بسرعة، ليصل إلى ذروته عند 10.6 % في أكتوبر 2022، بعد أن كان -0.3 % في 2020.
ولفت إلى أن البنك المركزي الأوروبي استجاب للموجة التضخمية من خلال البدء في تنفيذ دورة قياسية لتشديد السياسة النقدية، بهدف إعادة التضخم إلى نسبة 2 بالمئة المستهدفة، والتي ابتعد عنها كثيرا آنذاك، وبعد ذلك، تم رفع أسعار الفائدة 10 مرات، بإجمالي زيادات بلغ 450 نقطة أساس إلى أن وصل سعر الفائدة إلى 4.5 %.
ونوه إلى أنه في الآونة الأخيرة، أعلن "المركزي الأوروبي" إلى أنه يوشك على إيقاف دورة التشديد النقدي لأن أسعار الفائدة تعتبر حاليا عند مستويات إذا تم الحفاظ عليها لفترة طويلة، فستساهم في عودة التضخم إلى النسبة المستهدفة في الوقت المناسب.
وحدد التقرير 3 أسباب ترجح قيام مجلس إدارة البنك المركزي الأوروبي بإيقاف دورة التشديد مؤقتا، والتحول إلى وضع الانتظار والترقب لتقييم تأثيرها على الاقتصاد، وهي أولا: انخفاض التضخم بشكل كبير من ذروته التي تجاوزت 10 % ولا زال يتراجع إذ تظهر البيانات أن التضخم الكلي انخفض بأكثر من النصف من 10.6 % في أكتوبر 2022 إلى 4.3 % سبتمبر الماضي.
وبدأ التضخم الأساسي، الذي يستثني أسعار السلع الأكثر تقلبا كالغذاء والطاقة، وهو عادة أكثر تماسكا، في الانخفاض في أبريل 2023، وانخفض بنسبة كبيرة بلغت 0.6 نقطة مئوية في سبتمبر، علاوة على ذلك، ظلت التوقعات طويلة الأجل منخفضة، وهي الآن تقترب من نسبة 2 % المستهدفة، وعليه فإن انخفاض معدلات التضخم، واحتواء التوقعات يدعمان التوقف المؤقت عن زيادة أسعار الفائدة.
ومن بين الأسباب الأخرى، اعتبر البنك أن الدورة القياسية من جولات رفع أسعار الفائدة، وتطبيع الميزانية العمومية للمركزي الأوروبي، أديا إلى تشديد الأوضاع المالية لمستويات استثنائية، حيث يقدم مؤشر الأوضاع المالية لمنطقة اليورو ملخصا مفيدا لتكاليف الائتمان.
و يجمع المؤشر بين معلومات أسعار الفائدة قصيرة وطويلة الأجل، وهوامش الائتمان، وقد بدأ المؤشر اتجاها تصاعديا ثابتا في يوليو 2022، وهو حاليا عند مستوى لم يتم تسجيله إلا في أسوأ مراحل الأزمة المالية العالمية، عندما واجه الاقتصاد الأوروبي أزمة ائتمان وانهارت أسعار الأصول.
وإضافة إلى رفع أسعار الفائدة، واصل "المركزي الأوروبي" عكس مسار توسيع الميزانية العمومية، الذي تم تنفيذه خلال "الجائحة" لدعم النشاط الاقتصادي، وستستمر عملية التشديد الكمي الجارية في سحب السيولة الفائضة الناتجة عن التدابير الاستثنائية والمؤقتة من النظام المالي، وقد أدى انخفاض السيولة، وارتفاع تكاليف الائتمان إلى انخفاض أحجام الائتمان، التي تنكمش الآن بالقيمة الحقيقية، وستنخفض الأشهر المقبلة.
من جهة أخرى، شهد النشاط الاقتصادي ركودا واسع النطاق خلال النصف الأول من العام، وتشير المؤشرات إلى مزيد من الضعف بقطاعي الخدمات والتصنيع، وأدى الصراع الروسي الأوكراني إلى انخفاض توافر الطاقة وارتفاع أسعارها، مما أثر بشكل كبير على قطاع التصنيع، مع انخفاض الإنتاج الصناعي بنسبة 4 % عن ذروته التي بلغها في ديسمبر 2021.
وفي ألمانيا، التي تعتبر القوة الصناعية الرئيسية بمنطقة اليورو، أدت أزمة الطاقة إلى تفاقم الرياح المعاكسة الهيكلية، مثل ارتفاع الضرائب ونقص العمالة، مما أدى إلى انكماش حاد.
كما تراجع قطاع التصنيع الألماني حاليا بنسبة 7.4 % عن مستوى فبراير 2020، ويواصل الاتجاه الهبوطي الذي بدأ في 2017، بجميع أنحاء المنطقة، دعم قطاع الخدمات الاقتصادية بما يكفي لتجنب الركود في الفصل الأول، لكن المؤشرات قصيرة المدى تظهر حالة من الركود أو حتى الانكماش التام خلال الأشهر الماضية.
المصدر: العرب القطرية
كلمات دلالية: بنك قطر الوطني مكافحة التضخم رفع أسعار الفائدة المرکزی الأوروبی إلى أن
إقرأ أيضاً:
هل يُخفض «البنك المركزي» أسعار الفائدة اليوم؟.. خبير اقتصادي يُجيب
اجتماع البنك المركزي.. يقرر اليوم صنّاع السياسة النقدية في البنك المركزي سعر الفائدة على أموال الإيداع والاقتراض، في ثاني الاجتماعات الدورية للبنك خلال 2025.
وقرر البنك المركزي في اجتماعه الأول يوم 20 فبراير 2025، الإبقاء على سعر الفائدة الحالي دون تغيير.
أشار الدكتور سمير رؤوف، الخبير الاقتصادي، إلى أنه وفقا لمؤشرات السوق عالميا، وخاصة بعد رسوم ترامب الجمركية، التي طالت أغلب الأسواق التجارية العالمية، وتسببت في ارتفاع معدلات التضخم في الكثير من الدول، فقد يرجئ البنك المركزي خفض سعر الفائدة حاليا لحين اتضاح الرؤية.
ولفت الخبير الاقتصادي في تصريحات خاصة لـ «الأسبوع» إلى أن المتغيرات السوقية الحالية في الولايات المتحدة ستؤثر على أسعار السلع عالميا، وهو ما يدفع صناع السياسة النقدية في البنك المركزي للانتظار.
رفع سعر الفائدة في البنك المركزي اليومواستبعد «رؤوف» أن يلجأ البنك المركزي لرفع سعر الفائدة اليوم، حتى لا يتسبب ذلك في حالة ركود، حيث تشهد معدلات التضخم الحالية انخفاضا.
وتابع: في حال خفض سعر الفائدة فبذلك يكون مستهدفا النمو ولكن قد يؤدي ذلك إلى حدوث تضخم، لذا يجب قياس حالة التغير السوقي بعد اجتماع اليوم.
وتوقع أن يلجأ البنك المركزي في اجتماعه الثالث لخفض سعر الفائدة بعد الوقوف على المشهد الاقتصادي عالميا، ومدى انعكاسه محليا.
اقرأ أيضاًقبل قرار الحسم غدًا.. تفاصيل أول قرار لـ اجتماع البنك المركزي 2025
الثاني في 2025.. ترقب تحديد سعر الفائدة باجتماع البنك المركزي اليوم
موعد اجتماع البنك المركزي المقبل 2025.. هل يخفض سعر الفائدة؟