أكد صاحب السموّ السيد عزان بن قيس آل سعيد، نائب رئيس مجلس إدارة اللجنة الأولمبية العُمانية، أن برنامج دبلوم الإدارة الرياضية المتقدمة يعدُّ من البرامج المهمّة التي تنفّذها الأكاديمية الأولمبية العُمانية، ويأتي في إطار تفعيل المشاريع والمُبادرات الواردة بالمحور العاشر من محاور العمل الأساسية المعتمدة من قِبل مجلس إدارة اللجنة الأولمبية العُمانية، وهو المحور المتعلّق بتأهيل الكوادر الوطنية الإدارية والفنية المتخصّصة في مختلف مجالات النشاط الرياضي.

جاء حديث سموه أثناء رعايته ختام برنامج دبلوم الإدارة الرياضية المتقدمة الذي نظمته اللجنة الأولمبية العُمانية ممثلة في الأكاديمية الأولمبية العُمانية بالتعاون مع التضامن الأولمبي الدولي.

وأضاف سموه: هذا البرنامج المهم هدف إلى توفير أعلى سقف من التطوير والتأهيل للمشاركين ممن يعملون في مختلف التخصّصات ومجالات الإدارة الرياضية حيث تمّ تصميم البرنامج وفقا للمعايير والمراجع الأولمبية المُعتمدة وبإشراف تشكيلة واسعة من المتخصّصين والمحاضرين المعتمدين من اللجنة الأولمبية الدولية، ونقدم التهنئة لكافة خرّيجي البرنامج والبالغ عددهم 22 دارسا من الهيئات والمؤسسات الرياضية الوطنية المختلفة، مُتمنيا لهم كل التوفيق في توظيف معارفهم النّظرية والعَملية المكتسبة من البرنامج في خدمة الهيئات الرياضية الوطنية وتعزيز حوكمة أدائها، تحقيقا للمصلحة العامة وللارتقاء بالرياضة العُمانية إلى أعلى المستويات المأمولة في ظلّ ما يحظى به قطاع الشباب والرياضة من رعاية سامية ودعم كريم من لدن مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق -حفظه الله ورعاه-.

ختام البرنامج

حفل ختام البرنامج بدأ باستعراض ملخص عن البرنامج وفصوله السبعة، ثم ألقى هشام العدواني المدير المعتمد للبرنامج كلمة شكر فيها جميع المشاركين على التزامهم وجهودهم المبذولة على مدى 7 أشهر، كما قدم شكره وتقديره لمجلس إدارة اللجنة الأولمبية العُمانية لدعمهم اللامحدود لهذا البرنامج المهم وإيمانهم بأهمية تأهيل الكوادر العاملة في المؤسسات الرياضية، آملا أن يستمر هذا التعاون البنّاء لرفع مستوى الأداء ورفع جودة وكفاءة العمل في المؤسسات الرياضية. وألقى عمر بن مبارك الشيزاوي من الاتحاد العُماني لكرة القدم كلمة نيابة عن المشاركين في البرنامج، أعرب خلالها عن شكرهم للجنة الأولمبية العُمانية على مبادرتها وسعيها لإقامة مثل هذه الدورات والبرامج التدريبية، وللجهود التي بُذلت وتسخير كافة الإمكانيات والحرص الكبير في تهيئة المناخ المناسب في سبيل إنجاح هذا البرنامج. بعد ذلك قام صاحب السموّ السيد نائب رئيس مجلس إدارة اللجنة الأولمبية العُمانية، بتوزيع شهادات الدبلوم المقدمة من اللجنة الأولمبية الدولية للمشاركين، بالإضافة إلى شهادة المشاركة من الأكاديمية الأولمبية العُمانية عضو الأكاديمية الأولمبية الدولية.

إعداد قيادات رياضية

بعد نهاية حفل الختام أشار المحاضر هشام بن سالم العدواني المدير المعتمد لبرنامج دبلوم الإدارة الرياضية المتقدمة، إلى أن البرنامج يعد من أهم البرامج التدريبية لإعداد القيادات الرياضية حول العالم باللجنة الأولمبية الدولية، ومعد من قِبل التضامن الأولمبي الدولي من خلال منهج علمي تنفيذي ومؤطر بمصادر مساندة للمنظمين والدارسين مما يضمن جودة تنفيذ البرنامج ومخرجاته.

وأضاف: تضمن البرنامج سبعة فصول دراسية واستمر لمدة 7 أشهر بمعدل ٣ أيام في الشهر لكل فصل، وحاضر في البرنامج مجموعة من المختصين في مجالات الرياضة من سلطنة عُمان وخارجها، حيث غطت الفصول الستة من البرنامج كتاب إدارة المنظمات الرياضية الأولمبية والذي يعد أحدث كتاب في المجال الرياضي والمقدم من قِبل التضامن الأولمبي، وشملت مواضيع ومحاور متنوعة وهي تنظيم المؤسسة الرياضية الأولمبية، والإدارة الاستراتيجية، وإدارة الموارد البشرية، وإدارة الشؤون المالية، والمجال التسويقي، وتنظيم الأحداث الرياضية الكبرى، وتم تخصيص الفصل السابع لعرض الدراسات والمشاريع النهائية للمشاركين وتقييم المردود العام لهذا البرنامج.

وحول أهداف البرنامج أشار العدواني إلى أن الهدف الأساسي هو إعداد القادة المشرعين والتنفيذيين في اللجنة الأولمبية العُمانية والاتحادات واللجان الرياضية والأندية والجهات ذات العلاقة، وذلك من خلال تزويدهم بالمهارات والمفاهيم الحديثة في الإدارة الرياضية، كما هدف البرنامج لتزويد الدارسين بطرق البحث العلمي وكذلك القدرة على الإقناع من خلال تقديم عروض لدراسة الحالة يراد به تطبيقها في مؤسسته لكل فصل من فصول البرنامج.

استضافة مختصين

وذكر هشام العدواني أن ما ميز البرنامج هو استضافة مختصين ذوي تجربة وخبرة في بعض فصول الدبلوم، حيث شارك أ.أحمد المخيني الخبير بالهيئة العامة لسوق المال، وسجاد اللواتيا أمين صندوق الاتحاد الآسيوي لكرة الطاولة، وقيس المعمري مدير الفعاليات بعمانتل، كما أن تواجد الخبير دياميل فاي كبير مستشاري صاحب السمو عبدالعزيز بن تركي آل سعود رئيس اللجنة الأولمبية والبارالمبية السعودية قد ساهم بشكل كبير في إثراء البرنامج من خلال التجارب الكبيرة في استضافة البطولات الرياضية الكبرى. وأضاف: " إن ما اكتسبه المشاركون من المعارف والمهارات والتجارب ينبغي أن نراه على أرض الواقع من خلال تطبيق دراساتهم في مؤسساتهم وتطبيق أفضل الممارسات وبما يتناسب مع إمكانيات مؤسستنا الرياضية وتوجهاتها، حيث أن اللجنة الأولمبية الدولية تدعم هذا البرنامج ليقينها بأهمية إعداد القيادات الرياضية في العالم، وهو معد بجميع تفاصيله من قبل التضامن الأولمبي الدولي ويتم تنظيمه بين فترة وأخرى، ونحن بدورنا نلتزم بمتطلبات البرنامج مع بعض الإضافات التي تسهم في إثراء مخرجاته".

وحول مستوى الدراسات والمشاريع النهائية التي قدمها المشاركون، قال العدواني: "أنا راض جدا عن الدراسات النهائية التي تم تقديمها من قِبل المشاركين، حيث أننا نقوم بعملية التقييم المستمر لعروض المشاركين لكل فصل من فصول البرنامج، ولاحظنا تطورا في مستوى العروض، بحيث يتم تقديم تغذية راجعة لكل مشارك بعد كل دراسة يقدمها".

وأشار إلى أن التقييم تم من خلال استمارة تم تصميمها من التضامن الأولمبي الدولي وتم التركيز خلالها على عدد من المعايير من بينها القدرة على عرض الدراسة، واستخدام محتوى الفصول لتحليل المؤسسة الرياضية، ودعم العروض بالأدلة والأمثلة، بالإضافة إلى تقديم خطة واضحة للتوصيات واستخدام التصاميم والجداول الداعمة، ومدى القدرة على الرد عن استفسارات الحضور، وغيرها.

عمود التطور والاستدامة

من جانبه قال إسحاق بن عبدالله البلوشي أمين عام الاتحاد العماني للدراجات الهوائية، وأحد المشاركين في البرنامج: مشاركتي في برنامج دبلوم الإدارة الرياضية المتقدمة تعد إضافة قوية في السيرة الذاتية والخبرات العلمية فالإدارة الرياضية هي عمود التطور والاستدامة في أي مؤسسة رياضية، حيث أنها تمثل الأساس الذي تقوم عليه الاستراتيجيات وتتبلور من خلالها الأهداف والرؤى.

وأضاف: خلال فترة الدورة التي نظمتها اللجنة الأولمبية العمانية والأكاديمية الأولمبية العمانية، أتيحت لنا الفرصة لنغمر أنفسنا في عمق هذا العلم الهام، حيث تناولنا المواضيع الرئيسية المتعلقة بالتنظيم الإداري والتسويق الرياضي والإدارة المالية وتنظيم الفعاليات الرياضية، وبلا شك إن الإدارة الرياضية الفعالة تلعب دورا حاسما في تحقيق النجاح للأندية والفرق والاتحادات الرياضية، ومن خلال وضع استراتيجيات واضحة، تُمكِّن المؤسسات الرياضية من تحقيق أهدافها، سواء كانت تلك الأهداف تتعلق بالأداء الرياضي أو التمويل أو النمو المؤسسي.

وتابع البلوشي حديثه: في ظل العولمة والتطورات السريعة، أصبحت الإدارة الرياضية أكثر أهمية من أي وقت مضى. فهي تساعد المؤسسات الرياضية على التأقلم مع التحديات الجديدة، وتوجيهها نحو النجاح في مشهد رياضي دائم التغيير، إذا، فإن فهم وتطبيق مبادئ الإدارة الرياضية الصحيحة يسهم بشكل كبير في تطوير العمل المؤسسي، مما يعزز من قدرة المؤسسات على المنافسة والتميز على الساحة المحلية والدولية، وأتمنى أن أضع كل ما تعلمته خلال هذه الدورة في خدمة الرياضة العمانية، وأشكر اللجنة الأولمبية العمانية والأكاديمية الأولمبية العمانية وجميع المحاضرين بقيادة مدير البرنامج هشام العدواني وكل من بذل جهدا في إقامة الدورة.

مفاهيم حديثة للقادة

بينما أشارت عبير الزدجالية عضوة مجلس إدارة الاتحاد العماني لكرة اليد رئيسة اللجنة النسائية، إحدى المشاركين في البرنامج إلى أبرز المفاهيم والمهارات التي اكتسبتها بعد انتهاء البرنامج كالتعرف بعمق على أبرز جوانب الإدارة الرياضية ومنها تنظيم المؤسسة الرياضية والبيئة التشغيلية المناسبة وكيفية وضع خطة استراتيجية وكذلك الجوانب الأخرى مثل الإدارة المالية والتسويق وإدارة الموارد البشرية وكيفية تنظيم الفعاليات الكبرى، والإعداد لعملية التخطيط الاستراتيجي.

وأضافت: مشاركتي في دورة دبلوم الإدارة الرياضية المتقدمة من الخيارات الصحيحة اللي قمت بها أفادتني الدورة كثيرا، وأكسبتني معارف ومهارات في مجالات متنوعة وهذه جميعا تدخل في مجال عملنا في الاتحادات الرياضية لأنها تسهل العمل وتنظمه، وجميع هذه الفصول التي تمت دراستها كنا نعمل عليها بشكل عملي من خلال عمل عرض في نهاية كل فصل لحل مشكلة في بيئة العمل من خلال الخطوات التي تطرق لها الفصل، وفي الفصل الأخير قمنا بعمل بحث ودراسة عن مشكلة معينة في مجال العمل وحلها من خلال التحليل والتوصل إلى نتائج نستطيع أن نطبقها.

وتابعت الزدجالية حديثها بالقول: أتمنى أن يكون المترشحون لعضويات مجالس الاتحادات والأندية ممن التحقوا بمثل هذا الدورات لأنها مفيدة، وبلا شك أن برنامج دبلوم الإدارة الرياضية المتقدمة يعد أحد أهم البرامج التي يقدمها التضامن الأولمبي باللجنة الأولمبية الدولية، لما يحتويه من مهارات ومفاهيم حديثة للقادة المشرعين والتنفيذيين في المؤسسات الرياضية، ويُمكّننا من التسجيل في برنامج درجة الماجستير التنفيذية في إدارة المؤسسات الرياضية، وهو برنامج يقدم للجان الأولمبية الإقليمية والقارية بدعم من اللجنة الأولمبية الدولية عن طريق التضامن الأولمبي.

استراتيجية لكرة الطائرة

قال محمد بن يوسف القطان من نادي العربي بالاتحاد الكويتي لكرة الطائرة: شاركت في البرنامج واكتسبت العديد من المهارات أهمها البحث عن المعلومات بطريقه احترافية، واستخدام المراجع بالطريقة الصحيحة، وكيفية عمل عرض تقديمي واستعراضه في خمسة دقائق فقط بحيث يشمل المشكلة وحلها، كما تعمقنا في الخطط الاستراتيجية وفهمتها بشكل أكبر.

وأضاف: ساهمت مشاركتي في البرنامج في تعزيز مهاراتي في مجال الإدارة الرياضية، حيث أنني أستطيع الآن الفهم بشكل جيد جميع المفاهيم عند مناقشتي مع الخبراء الرياضيين، أو عند قراءتي لأي كتاب ومقال رياضي، بالإضافة إلى أنني أقوم حاليا بالعمل على استراتيجية لتطوير الكرة الطائرة.

وحول موضوع دراسته النهائية أشار القطان إلى أنه قام بتقديم خطة استراتيجية لبناء فريق كرة طائرة عالي المستوى، واستنبط بحثه من الفصل الثاني للبرنامج حيث قام بوضح خطة متكاملة لبناء الفريق، من خلال استعراض المشكلة الأساسية وهي نقص عدد ساعات التدريب وتحليلها والبحث عن حلول لها.

الأندية الصديقة لذوي الإعاقة

بينما قالت محفوظة بنت زايد الراسبية من نادي الكامل والوافي الرياضي: من أهم المفاهيم التي اكتسبتها خلال مشاركتي في البرنامج على مدار 7 أشهر هي المفاهيم والمهارات المتعلقة بإدارة الفعاليات الرياضية النسائية بشكل واضح ومفصل من الجانبين الإداري والفني، واستطعت من خلال ما تم دراسته تطبيقه على أرض الواقع ومعرفة الخطأ السابق وتحسينه، وكان الناتج تنفيذ فعالية رياضية نسائية مميزة ذات أثر إيجابي وبطريقة مستدامة. وحول موضوع دراستها النهائية التي قامت بتقديمها، قالت الراسبية: شاركت بمشروع (الأندية الصديقة لذوي الإعاقة) وهو مشروع يسلط الضوء على إدراج فعاليات خاصة لذوي الإعاقة (ذكورا وإناثا) في الخطط السنوية بالأندية الرياضية في سلطنة عُمان بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة مثل الجمعيات ومراكز التأهيل لذوي الإعاقة ويتم متابعتها من خلال وزارة الثقافة والرياضة والشباب.

انتقاء المواهب الرياضية

أما المشاركة سوسن بنت علي الناعبية من المديرية العامة للتربية والتعليم بتعليمية بمسقط فقالت: أضاف لي البرنامج المعارف والمهارات القيادية في الإدارة الرياضية فيما يخص ببناء الأهداف الاستراتيجية الواقعية والقابلة للتطبيق، بالإضافة إلى الفهم العميق للمبادئ العالمية الأساسية للحوكمة الرشيدة للحركة الأولمبية والرياضة، وإدارة التغيير وإدارة المعلومات، والإعداد لعملية التخطيط الاستراتيجي، بالإضافة إلى تطوير إدارة الموارد البشرية وتنظيمها.

وأضافت: كانت دراستي النهائية بعنوان الانتقاء الرياضي للمواهب الرياضية المدرسية ورعايتها، وتتلخص في عدة محاور بداية تحديد المشكلة وهي عدم وجود منظومة واضحة لتبني مسار المواهب الرياضية المدرسية، وخضوع عملية الانتقاء المدرسي للملاحظة العابرة أو الصدفة وأيضا عدم الاكتشاف المبكر للموهوبين في المراحل الأولى من الدراسة واكتشافهم في مراحل متأخرة تكون غير مناسبة للبدء في إعدادهم وبذلك تفقد قاعدة كبيرة من المواهب الرياضية.

وأضافت: المواهب الرياضية المدرسية لا تتعدى أسوار المدرسة أو المؤسسة التعليمية وتنتهي بانتهاء المنافسة، وبعد الاطلاع على الدراسات السابقة وتحليلها توصلت إلى أهم التحديات التي تواجه المواهب الرياضية المدرسية وهي قلة الدعم والرعاية من قبل المؤسسات الحكومية والقطاع الخاص، ووضعت عددا من الأهداف والحلول من بينها تصميم خطة تشغيلية للمواهب الرياضية المدرسية في عملية الانتقاء والتدريب، وإعداد الخطة التسويقية لرعاية المواهب الرياضية المدرسية، تُعني برعاية المواهب الرياضية المدرسية والاستفادة من الإعلام العماني وذلك لتنمية مصادر التمويل الخارجي والعمل على جذب المستثمرين لبرامج الرعاية، واستغلال القيادات التسويقية الفاعلة في تسويق برامج وأنشطة المؤسسة الرياضية لدعم المواهب الرياضية وإشراك مؤسسات القطاع الحكومي والخاص في عملية التسويق.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: اللجنة الأولمبیة الدولیة الأولمبیة العمانیة المؤسسات الریاضیة المؤسسة الریاضیة بالإضافة إلى هذا البرنامج فی البرنامج مشارکتی فی من خلال من ق بل إلى أن حیث أن

إقرأ أيضاً:

سلطان العلماء: حكومات المستقبل الأقدر على توظيف التكنولوجيا المتقدمة في التمكين الرقمي

أطلقت مؤسسة القمة العالمية للحكومات بالتزامن مع أعمال اجتماعات الدورة التاسعة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، تقرير "مستقبل الحوكمة"، الذي أعدته بالتعاون مع شركة "برايس ووتر هاوس كوبرز"، وتضمن نتائج الاستطلاع العالمي للوزراء، الذي شمل 50 وزيراً من مختلف دول العالم.

حضر إطلاق التقرير، عمر سلطان العلماء، وزير دولة للذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي وتطبيقات العمل عن بعد، نائب رئيس القمة العالمية للحكومات، ورامي ناظر، قائد فريق القطاع الحكومي والعام في الشرق الأوسط وقائد فريق الاستشارات العالمية للحكومة والقطاع العام في "بي دبليو سي الشرق الأوسط"،  ونكيل شيث، مساعد أمين عام الأمم المتحدة المدير التنفيذي لمعهد الأمم المتحدة للتدريب والبحث.
ويهدف التقرير لوضع تصور مشترك لنماذج عمل فاعلة لحكومات المستقبل، التي تعتمد التكنولوجيا الحديثة وفق أربعة محاور رئيسية هي التمكين البياني، والابتكار، والمشاركة، وتبني طرق جديدة للعمل الحكومي.  


استراتيجيات التنمية

وأكد عمر سلطان العلماء، وزير دولة للذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي وتطبيقات العمل عن بعد نائب رئيس القمة العالمية للحكومات، أن حكومة دولة الإمارات بقيادة الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رسخت نموذج عمل مستقبلي استباقي ومرن ومعزّز بالتكنولوجيا، واستطاعت أن تنتقل بوتيرة متسارعة من نموذج الحكومة الخدمية إلى الحكومة الإلكترونية، فالذكية، ومن ثم الرقمية، وصولاً إلى نموذج حكومة المستقبل التي تستبق الاحتياجات وتوظف التكنولوجيا والرقمنة والذكاء الاصطناعي والحوكمة للارتقاء بالأداء والعمل  الحكومي وتعزيز مرونته وريادته وجاهزيته للمستقبل، حتى أصبحت مركزاً معرفياً ونموذجاً يحتذى لحكومات العالم.
وقال إن حكومات المستقبل هي الأقدر على توظيف التكنولوجيا المتقدمة في تحقيق التمكين الرقمي، وتعزيز الابتكار في مختلف القطاعات، وإشراك فئات المجتمع والمؤسسات ورواد الأعمال في تصميم الخطط والاستراتيجيات والبرامج والمبادرات، مشيراً إلى أن المواهب والكفاءات تمثل أساس إنجاح استراتيجيات التنمية التي ترسمها الدول وتنفذها الحكومات، مستشهداً بقصة نجاح دولة الإمارات التي حلت في المركز الأول عالمياً في قدرتها على استقطاب المواهب حسب "مؤشر الازدهار العالمي" لعام 2023، والثالث عالمياً في مؤشر ذوي المهارات العالمية، بناءً على الكتاب السنوي للتنافسية العالمية لعام 2023، الصادر عن المعهد الدولي للتنمية الإدارية في سويسرا.


التوجهات المستقبلية

ويشكل التقرير الذي أعدته مؤسسة القمة العالمية للحكومات بالتعاون مع "برايس ووتر هاوس كوبرز"، مرجعية مهمة للقادة وصناع القرار حول العالم، في بناء رؤاهم وتوجهاتهم المستقبلية لتطوير القطاع الحكومي، ومستقبل عمل الحكومات، وتحقيق التوازن بين الفرص والتحديات التي تنتج عن التطور الرقمي والأتمتة، مع إعطاء الأولوية لأمن البيانات والخصوصية وتحسين مهارات القوى العاملة وتعديل اللوائح التنظيمية. 

وأكدت نتائج التقرير أهمية الاستثمار في المواهب والموارد البشرية، من خلال تطوير مهارات الموظفين وتحديث البنية التحتية الرقمية لمواجهة التحديات المستقبلية، والتمكين الرقمي واستخدامات الذكاء الاصطناعي لتعزيز حكومات المستقبل.
وأظهرت النتائج أن 84% من الوزراء المستطلعة آراؤهم حول العالم، أكدوا أهمية الاستثمار في التكنولوجيا ورأس المال البشري ليكون على رأس أولويات للحكومات، فيما رأى 74% منهم أن الموارد المالية العالمية المتاحة حالياً غير كافية للتدريب وتنمية المهارات، و60% من الوزراء أكدوا أن النماذج الحكومية المستقبلية ستكون تشاركية وتمكّن التعاون والشراكة بين القطاعين الحكومي والخاص، بينما لفت 68% من المشاركين إلى تحديات في العثور على الموظفين الماهرين والاحتفاظ بهم.


نهج استشرافي

من جهته، قال رامي ناظر، قائد فريق القطاع الحكومي والعام في الشرق الأوسط وقائد فريق الاستشارات العالمية للحكومة والقطاع العام في "بي دبليو سي الشرق الأوسط": "يسلط الاستطلاع العالمي لآراء الوزراء الضوء على رؤية تحويلية لمستقبل الحكومة، مع التركيز على التشاركية مع المواطنين والقطاع الخاص، والاستفادة من التقنيات والابتكارات الجديدة في تقديم الخدمات العامة، وتلتزم "بي دبليو سي" بدعم الحكومات في تبني هذا النهج الاستشرافي، وتوظيف خبراتنا في تقديم سياسات عامة وخدمات شاملة وفعالة".


وأجمع الوزراء المشاركون في الاستطلاع على أن النماذج الحكومية في المستقبل ستمتاز بثلاث سمات رئيسية هي الابتكار، والتمكين الرقمي، ومشاركة الأفراد، وسيكون لهذه السمات دور مهم في صنع السياسات، وتسهيل الخدمات، وتعزيز الثقة والمساءلة.
وقال أكثر من ثلاثة أرباع المشاركين إن للحكومات دوراً أكبر في مستقبل المجتمعات والاقتصادات، مشيرين إلى الدور المتنامي للابتكار ومشاركة المواطنين في عمل الحكومات.
ومع تأكيد غالبية المشاركين أن التكنولوجيا الحديثة وفي مقدمتها الذكاء الاصطناعي ستحقق تحولًا في كيفية تعامل الحكومات مع التحديات، وتقديم الخدمات، والتفاعل مع الأفراد والشركات، اعتبروا أنه لتسخير التقنيات الجديدة بشكل كامل، يجب على الحكومات أن تستثمر بشكل أكبر في تطوير البنية التحتية الرقمية ورأس المال البشريً، ورغم التحديات، أشار الاستطلاع إلى آفاق واعدة لمستقبل الحكومات الملتزمة بالتحول والابتكار، والمشاركة في رسم مستقبل واعد يلبي احتياجات الأفراد والمجتمعات.
وتضمن التقرير ونتائج الاستطلاع العالمي للوزراء جملة توصيات أكدت الحاجة إلى تعزيز آليات تكيّف الحكومات مع التحديات الكبرى مثل المعلومات المضللة، والتهديدات السيبرانية، والتغير المناخي، والاضطرابات الجيوسياسية، وشددت على ضرورة على تحقيق التوازن بين الفرص والتحديات التي تنتج عن التطور الرقمي والأتمتة، مع إعطاء الأولوية لأمن البيانات، والخصوصية، وتحسين مهارات القوى العاملة، وتعديل اللوائح التنظيمية.
وأوصى التقرير بالتركيز على خفض الانبعاثات، والاستثمار في الطاقة المتجددة، وتحفيز التعاون الدولي لمواجهة التغير المناخي، مع الحاجة على المستوى الاقتصادي إلى تحسين عمليات تحصيل الإيرادات، وترشيد الدعم الحكومي، وتحديث الأنظمة الضريبية لمختلف الحكومات في الاقتصادات الناشئة والنامية والمتقدمة.

 

مقالات مشابهة

  • سهيل المزروعي: صفقة أدنوك تساهم في تعزيز العلاقات مع ألمانيا
  • الطيران المدني: تحويل مسارات الطائرات التابعة لدولة الكويت لتكون في مأمن عن الأحداث التي تشهدها المنطقة
  • بدء المرحلة الثالثة من برنامج التوعية للتعريف بدور الإدارة المتكاملة للمخلفات الصلبة بالدقهلية
  • سلطان العلماء: حكومات المستقبل الأقدر على توظيف التكنولوجيا المتقدمة في التمكين الرقمي
  • لجنة سنن البحر بولاية صحم تناقش التحديات التي تواجه الصياد الحرفي
  • مدبولي: تخفيف المعاناة عن الحالات التي تحتاج رعاية طبية من صميم عمل الحكومة
  • “الأولمبية الوطنية” تشارك في الاجتماعات التحضيرية “للآسيوية الشتوية” بالصين
  • سالم بن عبدالرحمن يفتتح وحدة أمراض القلب في «برجيل الشارقة»
  • عاجل| أهم تصريحات الرئيس السيسي خلال لقائه مع عدد من طلاب الأكاديمية العسكرية المصرية
  • مياه الإسكندرية تستقبل لجنة تفتيش لمعاينة الاصطفاف و الاستعداد لموسم الأمطار