قالت الدكتورة إيمان زهران، أستاذ العلاقات الدولية، إن انعقاد قمة القاهرة للسلام مهم للغاية، بسبب تفاقم الأوضاع في غزة والمنطقة، مشددة على أنه لا يمكن المساس بـ3 مسارات أساسية، ومن المتوقع أن يتم الحديث فيها خلال قمة القاهرة للسلام والبناء عليها كخارطة طريق مستقبلية.

وأضافت، خلال مداخلة هاتفية لفضائية "إكسترا نيوز"، أن القمة جاءت لتجميع رؤية واضحة من قادة العالم على المستويين الإقليمي والدولي؛ لوقف التصعيد في قطاع غزة، وتكثيف دخول المساعدات.

 

وأوضحت أستاذ العلاقات الدولية أن المسارات التي تتخذها القمة هي ما يتعلق بخفض التصعيد وإيقاف هجمات جيش الاحتلال الإسرائيلي على غلاف غزة سواء شمالًا أو جنوبًا، مشيرة إلى أنه جرى خلال الساعات الماضية هجوم مكثف على الجنوب خاصة خان يونس، وحتى وقتنا هذا يتم القصف.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: قمة القاهرة للسلام الأوضاع في غزة التصعيد فى قطاع غزة دخول المساعدات

إقرأ أيضاً:

القوة الناعمة في زمن أزمة العلاقات الدولية

المتأمل لما يحدث في المشهد العالمي اليوم، بعيدا عن الأوهام، يستطيع أن يرى بوضوح أن العلاقات الدولية تمر بمرحلة ضعف غير مسبوقة منذ نهاية الحرب العالمية الثانية. ويتمثل هذا الضعف في التآكل التدريجي لقيم النظام العالمي والتصدع الذي ظهر بشكل جلي في شرعية مؤسسات، وعودة الاحتفاء بمعادلات القوة بدلا من القانون الدولي.. إضافة إلى تعميم البراجماتية الجافة التي تبرر كل شيء باسم المصلحة الوطنية.. وهي مصلحة تتجاوز كل القوانين وتدوس على مصالح الآخرين دون أي اعتبار أخلاقي.

وأمام كل هذا المشهد يبرز سؤال مهم جدا وهو: «كيف نستطيع حماية مصالحنا؟» و«كيف نستعيد معنى أن نكون جزءا من عالم مشترك؟ كما كان العالم يبحث منذ عقود طويلة ويحتفي «بالقرية الصغيرة» التي بنتها العولمة!!

دخل العالم الآن فيما يمكن تسميته بمرحلة «ما بعد النظام الدولي»، وهذه المساحة تبدو أكثر احتفاء «بالعسكرة» منها بالدبلوماسية وأكثر اهتماما بالتحالفات المؤقتة وبالتدخلات في الدول الأخرى دون أي مساءلة من مؤسسات المجتمع الدولي الذاهبة نحو فقدان كل أدواتها وإمكانياتها التأثيرية أو العملية.. لقد تغيرت قواعد اللعبة بحسب منطق القوة والمال والإعلام.

لكن هذا لا يعني أن على العالم أجمع التسليم بما يجري وانتظار ما يمكن أن تسفر عنه مرحلة «ما بعد النظام» من تشكل لـ«نظام جديد» بل على الدول التي تملك تاريخا من القيم والمبادئ والتجربة السياسية الراسخة أن تعمل جاهدة على ترميم ما تصدع من «روح النظام الدولي»، على الأقل، عبر أدوات القوة الناعمة التي تملكها.

دون أدنى مبالغة فإن سلطنة عُمان تحاول القيام بهذا الدور في حدود ما تستطيع مستندة إلى تجربتها التاريخية وإلى علاقاتها الدولية الراسخة التي تتمسك بها وتحميها عبر التمسك بمبادئها وقيمها الأصيلة.

يمكن أن نقرأ خلال هذا الأسبوع ثلاثة أحداث تؤكد مسار سلطنة عُمان في هذا النهج. الحدث الأول يتمثل في الزيارة التاريخية التي قام بها حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم، حفظه الله ورعاه، إلى مملكة هولندا، والحدث الثاني في رحلة السفينة «شباب عمان»، والحدث الثالث في معرض مسقط الدولي للكتاب.

أكدت زيارة جلالة السلطان المعظم إلى مملكة هولندا على مبدأ آخذ في التلاشي وهو أن العلاقات بين الدول تُبنى على أسس الاحترام المتبادل، وتتشكل عبر الحوار لا عبر التهديد، وتترسخ على قواعد المصالح المشتركة وليس على نزوات الهيمنة. أحيت الزيارة السلطانية الكثير من القيم والمبادئ وفتح مسارات للحوار، كما فتحت مسارات اقتصادية جديدة قائمة على تبادل المصالح وليس على احتكارها.

أما السفينة «شباب عمان»، التي ستبحر نهاية الشهر الجاري إلى أكثر من 20 محطة عربية وعالمية فإنها تحمل معها رسالة السلام. وتهدف السفينة من هذه الرحلة إلى التأكيد على مبدأ الانفتاح ومناهضة الانغلاق وانكفاء العالم على نفسه، كما ترفع علم الحوار والتقارب بين الشعوب في لحظة عالمية صعبة جدا تتآكل فيه لغة الإنسانية وتنهار القيم.

أمّا معرض مسقط الدولي للكتاب فإنه يأتي ليكمل بهاء المشهد حيث تتحول سلطنة عُمان إلى مساحة تلتقي فيها الأفكار والأطروحات الثقافية التي تمثل كل شعوب العالم.. ورغم أن المعرض ساحة ضخمة لبيع الكتب إلا أنه ساحة أضخم أيضا للاحتفاء بالمنتج الإنساني الفكري سواء كانت عبر الكتاب أو عبر الفعاليات الثقافية النوعية التي يقيمها المعرض.

هذه الأحداث الثلاثة وغيرها من الأحداث القائمة مثل مشاركة عمان في إكسبو أوساكا في اليابان، وما يتبعها من أحداث أخرى الأسبوع القادم ليست منفصلة عن بعضها البعض إنما هي حلقات مترابطة بعضها البعض تمثل رؤية عُمان لترميم الفكرة الجوهرية للعلاقات الدولية التي تقول دائما إن البشرية، رغم كل خلافاتها ومصالحها المتشابكة، تحتاج إلى أن تبني الجسور لا الجدران، وأن تعود إلى مرجعيات القانون، والاحترام المتبادل، وقيم الحوار لا إلى لغة الإقصاء والتهديد والوعيد الأكثر حضورا في السياسة الدولية السائدة اليوم.

مقالات مشابهة

  • مستقبل أفضل للاقتصاد.. ضياء رشوان: علاقات مصر الآسيوية تدعم النهوض بالصناعة
  • القوة الناعمة في زمن أزمة العلاقات الدولية
  • هل الضرب يحول ابنك إلى متحرش؟.. خبير علاقات أسرية يكشف أبعادا نفسية خطيرة
  • جعجع بحث مع السيناتور الفرنسي رافييه التطورات في لبنان والمنطقة
  • لجنة في «الوطني» تبحث التعاون مع جمعية السنغال الوطنية
  • قائد الجيش بحث مع سيناتور فرنسي الأوضاع في لبنان والمنطقة
  • وزير الخارجية يستعرض العلاقات الثنائية هاتفيًا مع نظيره السوري
  • الهجمات الإرهابية تفاقم الأوضاع الإنسانية شمال بوركينا فاسو
  • الكرملين يؤكد استعداد روسيا لتطبيع العلاقات مع جورجيا
  • أستاذ علوم سياسية: زيارة الرئيس السيسي للكويت محطة مهمة في مسار العلاقات الثنائية بين البلدين