القوى المدنية السودانية تبدأ اجتماعاتها في أديس اليوم بمشاركة واسعة و«البعث» يقاطع
تاريخ النشر: 21st, October 2023 GMT
تسعى القوى المدنية الديمقراطية السودانية، إلى توحيد صفوفها وجهودها عبر اجتماعات أديس أبابا لوقف الحرب وإعادة تأسيس الدولة السودانية.
الخرطوم: التغيير
تبدأ بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا اليوم السبت، اجتماعات اللجنة التحضيرية للمؤتمر العام للجبهة المدنية لإيقاف الحرب واستعادة الديمقراطية في السودان والتي تستمر حتى 25 اكتوبر الحالي بمشاركة العشرات من ممثلي القوى المختلفة، فيما أعلن حزب البعث العربي الاشتراكي “الأصل” مقاطعة الاجتماع.
وتهدف الاجتماعات للتحضير للمؤتمر العام للجبهة المدنية الذي سينعقد بعد فترة قصيرة من الاجتماع التحضيري، وستتناول القضية الأساسية المتمثلة في وضع استراتيجية لوقف الحرب وإحلال السلام- وفقاً للجنة التحضيرية.
وتفاقمت أزمة الحرب الدائرة بين الجيش والدعم السريع منذ 15 ابريل الماضي والتي خلفت مقتل نحو 9 آلاف من المدنيين وآلاف المصابين، فضلاً عن مقتل وإصابة آلاف العسكريين، بجانب الخسائر المالية والأضرار الجسيمة، فيما أجبر أكثر من 5 ملايين
وكانت اللجنة التحضيرية أكدت أن الاجتماع سينعقد بمشاركة 60 ممثلاً وممثلة من بينهم ممثلين لقوى المجتمع المدني ولجان المقاومة والحرية والتغيير وتنظيمات المهنيين وكيانات ولائية بجانب مشاركة شخصيات لها وجود كبير في الساحة السودانية وممثلين للمجتمع الدولي والإقليمي.
ووصفت الاجتماع بأنه نقطة انطلاق جديدة للقوى المدنية نحو إعادة تأسيس الدولة السودانية بما يحقق العدالة والشمول للسودانيين.
دعم ومشاركةوأعلن رئيس حزب الأمة القومي المكلف فضل الله برمة ناصر، أمس الجمعة، توجهه إلى أديس أبابا لحضور الإجتماعات الرامية لوحدة الأحزاب السياسية والقوة المدنية.
وقال في بيان صحفي إن الوحدة السياسية والمدنية مهمة مطلوبة لتمهيد الطريق لإحلال السلام والحفاظ عليه، وهو البداية القوية لنهاية الحرب.
وأضاف بأن عمل القوى السياسية والمدنية المشترك سيكون الركيزة الأساسية لإيقاف الحرب مما يؤدي الى الاستقرار الإجتماعي وعودة النازحين واللاجئين، وإعادة الإعمار.
وأكد برمة أنهم سيعملون جاهدين للتواصل مع جميع الأحزاب السياسية والمدنية لبناء جبهة وطنية عريضة لإيقاف الحرب لا تستثني إلا دعاة الحرب وإنشاء حكومة مدنية.
وقال: “من الضروري أن نعالج الاختلافات والتباينات من خلال التعاون والاجماع والتوافق، مما يضمن ويعجل بالسلام والاستقرار.
من جانبها، أعلنت نقابة الصحفيين السودانيين ترحيبها بانعقاد الاجتماع التحضيري، واعتبرته خطوة مهمة لإنهاء الحرب عبر تكوين أوسع جبهة مدنية.
وقالت النقابة في بيان، الجمعة، إنها ظلت وبحكم الالتزامات القومية في تحقيق السلام والتحول الديمقراطي العابرة للالتزامات الحزبية الضيقة من أهم المبادرين لنزع فتيل الحرب قبل اندلاعها، ونوهت إلى مواقفها ومبادراتها الرامية لعدم الانزلاق إلى الصراع المسلح، واستجابتها لكل المبادرات الرامية لوقف الحرب.
بدورها، أكدت لجنة المعلمين السودانيين تأييدها لقيام الجبهة المدنية، وقالت إنها واحدة من أدوات الشعب لإيقاف الحرب واسترداد المسار الديمقراطي وتحقيق أهداف ثورة ديسمبر المجيدة.
نهج مرفوضلكن لحزب البعث العربي الاشتراكي (الأصل)، أعلن عدم مشاركته في الاجتماعات، واعتبر أنه تم تحديده بتعجل وفقاً لرغبة المسهلين الممولة من قبلهم، بذات نهج “الاتفاق الإطاري” قبل استحضار كل مستلزمات نجاحها وإشراك كل أطراف قوى الثورة في تحديد مواقيتها وأماكن انعقادها استهدافا لأفضل النتائج التي تصب في المجرى العام للثورة وتحقيقا لأهدافها ومراميها وفي مقدمتها وقف الحرب، ودون شروط.
وقال الناطق باسم الحزب عادل خلف الله في تصريح صحفي، إن عمل الخارج مهما كان حجمه ونشاطه لا يمكن أن يكون إلا إسهاماً في عكس فعالية ونضالات ومعاناة القوى الحية في الداخل، لا بديلاً عنها.
وأضاف: “وهنا لا بد من التأكيد بأن التحدي الحقيقي هو في استنهاض قوى الثورة والديمقراطية وتعزيز وحدتها النضالية، ملتحمين مع جماهير شعبنا للدفع لإيقاف الحرب بدءاً، ومن ثم استكمال مهام الثورة”.
ووصف اجتماع 21 أكتوبر في أديس بأنه يأتي في (إطار عمل المسهلين الدوليين) وعلى ذات نهج الوصاية والضغوط الدولية؛ ورغم عدم مشاركته لكنه أعلن أن حزب البعث يؤكد العمل ومد يده لكل قوى الثورة والديمقراطية والسلام لاستنهاض الجماهير في الداخل لبلورة واستكمال جبهة حقيقية عريضة للديمقراطية والتغيير.
الوسومأديس أبابا إثيوبيا الجبهة المدنية لإيقاف الحرب واستعادة الديمقراطية الخرطوم السودان حزب الأمة القومي حزب البعث العربي الاشتراكي الأصل عادل خلف الله فضل الله برمة ناصر قوى الحرية والتغيير لجنة المعلمين السودانيين نقابة الصحفيين السودانيينالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: أديس أبابا إثيوبيا الجبهة المدنية لإيقاف الحرب واستعادة الديمقراطية الخرطوم السودان حزب الأمة القومي قوى الحرية والتغيير لجنة المعلمين السودانيين نقابة الصحفيين السودانيين لإیقاف الحرب أدیس أبابا حزب البعث
إقرأ أيضاً:
تصاعد نيران الحرب وضرورة وقفها
بقلم: تاج السر عثمان
١
تتصاعد نيران الحرب هذه الأيام، كما هو جارى الان في الفاشر امدرمان. الخ، ومواصلة تدمير البنيات التحتية، كما في قصف مطار دنقلا، ومحطة كهرباء وسد مروي، مما أدي لقطع الكهرباء عن معظم ولايات السودان، وتهديد عبد الرحيم دقلو باجتياح الشمالية، مما اكد انها حرب ضد المواطن بهدف تصفية الثورة، ونهب ثروات البلاد من المحاور الاقليمية والدولية التي تسلح طرفي الحرب.
٢
كما هو معروف الحرب مدمرة ولا يمكن حسمها عسكريا، ولابد من الوصول لحل تفاوضي ينهي الحرب ويرسخ الحكم المدني الديمقراطي.
في الميثولوجيا اليونانية القديمة برزت أصوات دعت إلى الحكمة، وحذرت حكام أثينا من شرور وويلات الحرب، لأن الحرب في نهاية المطاف تجعل: " المغلوب يبكي ، والغالب يشق الجيوب" ، ولأن الحرب علي حد تعبير الفيلسوف سقراط: " يقتل فيها الانسان أخاه الإنسان أو يعرض نفسه لضربات أخيه الانسان" . ولكن حكام أثينا أصموا آذانهم عن صوت الحكمة و تنكبوا درب الحروب حتى ضعفت شوكتهم ، وفشلوا وذهبت ريحهم.
في السودان، كان انقلاب 30/يونيو/ 1989 وبالا علي البلاد، فبعد الوصول إلى اتفاقية الميرغني - قرنق، والاتفاق على الحل السلمي وعقد المؤتمر الدستوري، أشعل الإسلامويون نيران الحرب وحولوها لحرب دينية جهادية، واتسعت حرب الجنوب التي اتخذت طابعا دينيا ، واتسع نطاق الحرب بكل مأسيها ودمارها ليشمل جنوب النيل الأزرق ، وجنوب كردفان، ودارفور، وشرق السودان، وتعمق الفقر والاملاق حتي اصبح 95% من السكان يعيشون تحت خط الفقر، وتعمقت الفوارق الطبقية حتي اصبح 2% من السكان يستحوذون علي 88% من الثروة ، ورغم إنتاج الذهب، واستخراج وانتاج وتصدير البترول الا أن عائده لم يدعم الانتاج الزراعي والحيواني والصناعي والتعليم والصحة والخدمات، حتى جاء الفشل الذي يتمثل في طامة الانفصال الكبري التي فقدت فيها البلاد 75% من بترول الجنوب، وازدادت الأوضاع المعيشية تدهورا، وتوقفت عجلة الإنتاج والتنمية وانهارت المشاريع الصناعية والزراعية وانتشر الفساد بشكل لامثيل له في السابق، وتعمقت التبعية للعالم الرأسمالي حيث بلغت ديون السودان الخارجية أكثر من ٦٠ مليار دولار، وتم تنفيذ روشتة صندوق النقد الدولي(الخصخصة، سحب الدعم عن السلع الاساسية، رفع الدولة يدها عن خدمات التعليم والصحة.الخ.
٣
وبعد ثورة ديسمبر واصل الإسلامويون عن طريق العسكر في اللجنة الأمنية في القمع كما في مجزرة فض الاعتصام، وتخريب الثورة، حتى المشاركة مع اللجنة الامنية في انقلاب ٢٥ أكتوبر 2021 مع الدعم السريع وبعض حركات جوبا، الذي أعاد التمكين، وقاد للحرب اللعينة الجارية حاليا التي جلبت المزيد من الدمار والخراب وتدهور الاوضاع المعيشية جراء زيادة ميزانية الحرب، والضرائب والجبايات، والزيادات المستمرة في الأسعار. والخدمات. الخ. إضافة لمصادرة الحقوق والحريات الأساسية، والأعمال البشعة التي يقوم بها طرفا الحرب من تدمير البنيات التحتية وانتهاكات ترقى لجرائم الحرب كما في الابادة الجماعية وحالات الاغتصاب والاستعباد الجنسي، وقطع الرؤوس وبقر البطون، ونهب الممتلكات وتهجير الملايين ، حتى اصبح حوالي ٢٥ مليون سوداني حسب بيانات الأمم المتحدة يحتاجون لمساعدات غذائية إضافة لخطر الحرب الإثنية والعرقية والجهوية التي تهدد وحدة البلاد.
٤
وأخير، لابديل غير مواصلة النضال اليومي في أوسع تحالف جماهيري لوقف الحرب واستعادة مسار الثورة، وقيام دولة المواطنة التي تسع الجميع غض النظر عن الدين أو العرق أو اللغة أو الثقافة، والتي تفتح الطريق للتوزيع العادل للسلطة والثروة وقيام التنمية المتوازنة.
alsirbabo@yahoo.co.uk