كرتي: سرقوا الصندوق يا بشة لكن مفتاحه معاي
تاريخ النشر: 21st, October 2023 GMT
لعبة حرّت التي استحوذت عقل وجوانح كل ذي خلافٍ مع مخالفه، صارت كالأفعوانية، تحدف بكل خصمٍ مع ما قدرت له الأقدارمن بقية اللعيبة، فإما اجتاز الإمتحان وإما عاد ملوماً محسورا.
من كان يتوقع أن يكون الجنجويد، وما أًعِدّ ليكون بحرس حدود يغازل ويساوم القارة العجوزمن دول الإستعمار القديم، ثم إلى شريكٍ روسي ضد الإقطاعية وحامي حقوق البروليتاريا، ثم إلى دعم سريع لجيش الصحوة، جيش الكيزان؟ ثم آفةً يجاهد الكيزان لمحوه من الوجود، بنفس زعم إسرائيل لمحو حماس من الوجود، ثم إلى المشهد الحالي الذي تداعت له المليشيات العالمية بغربلة فرنسا والغرب من إفريقيا ولعلعة السلاح النووي في القطب الشمالي بواسطة روسيا وفكرة تؤمة إحتلالها البحر القطبي مع الصين.
ومن كان يتوقع ان تجلد السعودية الرئيس الأمريكي بايدن بكرت الأتو، فتقفل كل شبابيك العرب عليه، ويثور العالم وتشنه الصين برفض إبادة المدنيين، وتشبيه الرئيس الألماني محرقة غزة ب محرقة لننجراد النازية؟
من كان يتوقع ان يكون عبد الفتاح السيسي بطلاً للعرب كسلفه جمال عبد الناصر وبدون منافس، بميزةٍ على جمال عبد الناصر الذي كان من الإخوان المسلمين حينها، والسيسي عدواً للتسييس الديني، عندما تناول قضية ضمير العالم في حالة حماس الإنسانية، التي حُدف بها إليه بفتح مدخل رفح، وكانت الخيارات صعبة وقليلة ومخيفة، فكان ثابتاً بمبدأ رفض تهجير الفلسطينيين، وعدم فتح الباب لحملة الجوازات الأجنبية في غزة لعبور سالم، بما في ذلك الرعايا الأميركان، مالم يُسمح لكونفوي شاحنات العون الإنساني للمرور بدون قصف إسرائيلي؟ من من فطاحلة السياسة من العرب والمسلمين أو من غيرهم، تمكن من فرض موقفٍ شجاع مثل ذلك، حتى بتهديدٍ بابتزاز مصر في حقوقها من تسهيل نجاح كامب دافيد، بحرمانها من استحقاقاتها لتتجرع الكأس مرتين؟
هذه الأفعوانية أخذت القوم على حين غرة بعوراتهم مكشوفةً، فانظر من ناصر الإسلام والإنسانية والعدالة؟ ومن خانها؟
من كان يتوقع فجأةً أن من كانوا عوار القرن الإفريقي ينتصبون لاعبي سياسة و فرض وجود ناجحين؟ عندما ضغط ابي أحمد على أسياسي أفورقي مطالباً بميناء مصوع نظير 30% من خصة سد النهضة مع أخرى من الخطوط الجوية الإثيوبية، ليكون ذا مقبض في القرن الإفريقي:
ومن كان يتوقغ أن ينتفض الحوثيون ويضربون الأسطول الخامس الأمريكي في البحر الأحمر، وسط تواجد شباب الصومال وألعابهم النارية في تلك المنطقة، فإذا بأمريكا يختل برنامجها الميداني لمشروع حماية شاملة لإسرائيل من إيران وقواعدها الجبلية، واحتلال نقورنو كراباخ أرمينيا بواسطة أذريبيجان .
من كان يتوقع ما بين يوم وليلة يرتبك الميدان العسكري في العالم بعد تورط أمريكا في اول دفاع عن إسرائيل منذ الحرب العالمية الثانية؟ وهذه المرة في حرب اديان مع العرب والمسيحيينن وليس أوروبا؟
في الوقت الذي يعجز فيه مجلس النواب الأمريكي من إجازة الميزانية التي تكبل يدي الحزبين الكبيرين في موسم انتخابات وحرب معلنة، والذي تشير الدلائل إلى أن الرئيس السابق ترامب يتفوق على الرئيس الحالي بايدن ب 20%، وتجري الآن محاكمته وربما سجنه، لكن المهم أن الجيش الأمريكي يضع ولاءة للدستور، وليس للحكام، وفي دولة شعبها كله مسلح، الترشيح هو قيام حرب أهلية ويمتنع منها الجيش على أنه يرى أن ولاء قسمه أهين..
فأين: إن علي إن لاقيتها ضرابها، السوداني؟
تمخض الجبل فولد فاراً
ففي مقالاتي الثلاث السابقة، صهيونية صناعة سودانية، طرحت برامج الكيزان الثلاث لطبخ السودان وجبةً دسمة لأطروحاتهم:
مع قطع الجنوب 1. تعريب وأسلمة دارفور والنوبة والأنقسنة، ثم ضخ ثروات السودان لبناء الخلافة الإسلامية ، او
ب.تتطويع دارفور والنوبة والانقسنا بأرض محروقة ثم بناء دولة الخلافبة الإسلامية، أو
ج. تغيير الجغرافيا العرقية للسودان في غياب دستور دائم، وبالتعاون ممع الإدارة الأهلية، تمليك الأراضي لعرب الشتاب المنتمين لللإخوان المسلمين، أو حسب طلب سوق شراء أراضي السودان بسكانها بفرصة اختيار السكان الذين يرغبون في إسكانهم فيها، لعملية تقرير المصير وايلولتهم للدولة التي شرتهم لضمها لها، ثم جمع ذلك الكنز لبناء دولة داعش في العراق والشام.
وزعيمهم علي كرتي.
فلما طالته يد "أمريكيا روسيا قد دنا عذابها "، فحظرت عليه الأموال تلك، فقد قدر أن عليه "عدم لقائها، أي هرابها"
فإذا به المتخلف الوحيد من الإسلاميين في كل العالم، والذين واتته فرصة حرب دينية تستحق الجهاد فيها ما دام المعتدي فيها إسرائيل بعدوان ديني وليس سياسي.ب
كل المحاربين الدينيين والمحاربين الرافضين للحروب الدينية من حماة الأمانة الإلهية:
كلهم وبدون تقاعس، بسيسيهم وبصينهم، وبشيعتهم وسنتهم، ما عدا الكيزان، وقوفاً طولى
بالهروب،وقد سبق كرتي بشة وإخوان بشة، وأحمد هارون والجاز وعلي عثمان وعدة من الفلول، واكتفى كرتي ما دام مفتاح حسابه معه، بأن يظل مجمداً، لكن ماله الوحيد الخاسر لأنه لا ينتمي إليه، وراحت الأرواح والاستشهادات ودماء وعرق ودموع شركائه من الشعب السوداني، الوريث الشرعي لسفينة نوح السودانية، راحت هباءاً، ديناً عليه يوم يلاقي ربه، في الدنيا مخذولاً وفي الاخرة حسيراً مخذولاً
izcorpizcorp@yahoo.co.uk
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
في انتظار عودة ترامب.. صفوف الاتحاد الأوروبي والناتو تتقارب رغم التنافس لمواجهة سياسات الرئيس الأمريكي المنتخب
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
يسعى الاتحاد الأوروبي وحلف الأطلسي إلى إبراز صورة الوحدة والتعاون من أجل تعزيز الأمن الجماعي، وذلك لمعرفة ما إذا كانت هذه النوايا الطيبة ستقاوم توجهات الرئيس الأمريكي المستقبلي.
في بروكسل، تتطلع إدارتان إلى بعضهما البعض. يقعان على بعد بضعة كيلومترات فقط، لكنهما كانا يحدقان في بعضهما البعض لفترة طويلة. إلى الشمال الشرقي من بروكسل، في المنطقة المجاورة مباشرة لمطار زافينتيم، يقع المقر الرئيسي لحلف شمال الأطلسي (الناتو) الذى يضم اثنين وثلاثين حليفًا، على رأسهم أولهم الولايات المتحدة وقواتها البالغ عددها ٤٠٠٠ جندي. وحيث يتواجد بالمقر الموظفون المدنيون الدوليون والدبلوماسيون والجنود المسؤولون عن الدفاع الجماعي عن القارة الأوروبية. وإلى الجنوب، حول منطقة شومان، يعمل بضع عشرات الآلاف من التكنوقراط في مؤسسات الاتحاد الأوروبي، الذي فرض نفسه في مجال الدفاع بعد خروج المملكة المتحدة، في يناير ٢٠٢٠، ومنذ اعتماده، في ٢٠٢٢، لأول "بوصلة استراتيجية" له، وخطته لتطوير الأمن والدفاع، وبالطبع الحرب الروسية فى أوكرانيا، في فبراير ٢٠٢٢.
تسلح الاتحادفي غضون عامين، قام الاتحاد الأوروبي بتسهيل نقل أكثر من ١٠ مليارات يورو من الأسلحة من دوله الأعضاء إلى أوكرانيا، وتولى تمويل تدريب ٦٥ ألف جندي أوكراني، وقدم دعمًا ماليًا بما يصل إلى ٥٠٠ مليون يورو، واستثمارات في صناعة الدفاع، أو حتى بتمويل مشترك بمبلغ ٣٠٠ مليون يورو لشراء الأسلحة، وكان جزء منها مخصصًا لكييف.
ومنذ عام ٢٠٢١، قامت مؤسسات الاتحاد الأوروبى أيضًا بتمويل التعاون في مجال البحوث في مجال صناعة الدفاع. ومن المفترض أن تقدم السلطة التنفيذية الجديدة للاتحاد الأوروبى كتابًا أبيض في غضون ثلاثة أشهر بشأن الدفاع. وتضم هذه السلطة فى تشكيلها الجديد مفوض الدفاع الجديد، الليتواني أندرياس كوبيليوس، بالإضافة إلى كاجا كالاس، الممثلة الأعلى المستقبلية المسئولة عن الشئون الخارجية والقضايا الأمنية.
وهنا، يأتى السؤال: في أي اتجاه سوف يتجه التعاون بين الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي مع اقتراب عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض في يناير ٢٠٢٥؟ إن تعيين رئيس الوزراء الهولندي الليبرالي السابق مارك روته، أحد الشخصيات ذات الثقل في الاتحاد الأوروبي، أمينًا عامًا لحلف شمال الأطلسي، ووصول الإستونية كاجا كالاس إلى منصب رئيس الدبلوماسية الأوروبية لتحل محل جوزيب بوريل، يميل إلى طمأنينة اليمين. ويقول دبلوماسي أوروبي، "إنه أمر يبشر بالخير"، في حين التقى المسئولان، اللذان يعرفان بعضهما البعض جيدًا، رسميًا يوم الثلاثاء ١٩ نوفمبر.
حالة أرتكاريالفترة طويلة، كان مجرد ذكر الاتحاد الأوروبي في المقر الرئيسي للحلف يثير غضب قيادات الناتو. وتظاهرت المنظمتان بتجاهل خلافات بعضهما البعض. من المؤكد أن سلف مارك روته، النرويجي ينس ستولتنبرج، كان على اتصال جيد مع أورسولا فون دير لاين، رئيسة المفوضية، لكنه كان منزعجًا باستمرار من تدخلات الاتحاد الأوروبي في المسائل العسكرية. في الواقع، قام الاتحاد الأوروبي بتجهيز نفسه بمركز قيادة عسكري، من أجل إدارة المهام العسكرية الأوروبية على وجه الخصوص، سواء كانت برية في أفريقيا أو بحرية في البحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر. وعلى نحو مماثل، يعكف الاتحاد الأوروبي على وضع قوة رد سريع مستقلة قوامها ٥٠٠٠ رجل على المسار الصحيح، والتي نظمت بالفعل، في عام ٢٠٢٣، مناورة في قادس بإسبانيا. ومن المقرر إجراء تدريب جديد في ألمانيا في عام ٢٠٢٥.
وقال مصدر أوروبى طلب عدم ذكر اسمه: "هذه القوة لا علاقة لها بما يفعله حلف شمال الأطلسي. ويمكن أن تمنح للاتحاد الاستقلال الذاتي خارج القارة الأوروبية. ونرد على الحلف قائلين: هذه كلها وسائل عسكرية بعيدًا عن حلف شمال الأطلسي". وينتقد هذا المصدر هذه "المنافسة" مع وجود صعوبة في إقناع بعض الدول الأوروبية والتحالف العسكري بإرسال عدد كاف من الضباط للعمل بشكل جيد مع القوات التى يعدها الاتحاد.
وفي ١٢ نوفمبر، أثناء جلسة تأكيد تعيينها أمام أعضاء البرلمان الأوروبي، بدا أن كاجا كالاس تدعم هذا التوزيع الصارم للأدوار. وأكدت بالتالي أن "الناتو تحالف عسكري، والاتحاد الأوروبي تحالف اقتصادي"، وأنه من الضروري تجنب وجود سلسلتين قياديتين عسكريتين متنافستين.
وجعل تعليقها جوزيب بوريل يتصبب عرقًا، والذي سيترك منصبه كرئيس للدبلوماسية في نهاية نوفمبر. ويدرك بوريل الدور الذي يلعبه حلف الأطلسي في الدفاع الجماعي، لكنه أشار في ١٩ نوفمبر إلى أن "أوروبا لا يمكنها أن تكون مجرد منتج للذخائر والأسلحة لحلف شمال الأطلسي". وأضاف "نحن اتحاد سياسي، ويجب أن يضمن درجة معينة من الاستقلال الذاتي. إنها مسؤولية استراتيجية. كأوروبيين، يتعين علينا أن نبني الركيزة الأوروبية لحلف شمال الأطلسي"، وفسر كثيرون تصريحات بوريل بأنها طريقة للحفاظ على الفضاء في مواجهة عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، خاصةً أن الأوروبيين لا يزالون لا يعرفون نوايا الملياردير على وجه التحديد.
في عموم الأمر، يتمتع الاتحاد الأوروبي بأصول يحسدها حلف شمال الأطلسي: ميزانيته الضخمة وسلطته التشريعية. بفضل وسائله وأدواته، يستطيع الاتحاد الأوروبي أن يدعم بشكل ملموس تطوير الصناعة الدفاعية في القارة، بما فى ذلك الاستثمار في البنية التحتية العسكرية المشتركة أو تجميع شراء الأسلحة المنتجة على الأراضي الأوروبية، فيما يرغب الناتو في أن يكون له تأثير أكبر على المشتريات، حسبما يذكر مسئول في المنظمة، ويوضح: "يمكننا تجميع الطلب من أجل خفض أسعار الأسلحة لتعزيز صناعة الدفاع، في كل من أوروبا وأمريكا الشمالية". وهنا تكمن المشكلة بالنسبة للاتحاد الأوروبي. فقد حددت بروكسل لنفسها هدف تطوير صناعتها الخاصة بحيث تعتمد بشكل أقل على حليفتها الأمريكية، التي تصادر بالفعل جزءًا كبيرًا من مشتريات الأسلحة من دول القارة القديمة.
نظرة للأمامورغم كل ذلك، فمع مارك روته، وكاجا كالاس، وأورسولا فون دير لاين، لم يعد الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي يرغبان في النظر إلى الوراء بل يرغبان في إبراز صورة الوحدة والتعاون بين الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي من أجل تعزيز الأمن الجماعي. يجب أن تعطي فرق العمل تحت مسؤولية زعماء الكيانين زخمًا جديدًا لعدد من الموضوعات، مثل التنقل العسكري، من أجل تكييف الطرق والجسور مع المعدات، وتعزيز الحرب ضد الإنترنت، والتهديدات والأعمال التخريبية، خاصة في بحر الشمال أو بحر البلطيق، وتشجيع الابتكار. وإذا كانت حالة الوئام الجديدة ستقاوم دونالد ترامب وتوجهاته، فلننتظر الجواب في عام ٢٠٢٥.