سودانايل:
2025-04-23@22:08:07 GMT

رحمة الله على صديقنا الدكتور معتصم عباس قدور

تاريخ النشر: 21st, October 2023 GMT

بعد الغياب وطول سنين زمن شقي
كان الأمل في يوم من الأيام نلتقي
نجمع الصحاب وديارنا تفرح تنتشي
لكن حل الغياب الأبدي الطويل
ورحل الصديق ذو الخلق النبيل
رحل المعتصم أبو الكرم الأصيل
ترك الفراغ وحزنا علي الكل تقيل
ترك الديار ترك الدموع أنهارا تسيل
حليل ليالي الأنس وجلسات المقيل
معاه في بربر وذكريات الزمن الجميل
رحمة الله على الفقير المعتصم عباس
لا في القهوة أو الإنداية كان جلاس
فقط كان وقورا جميلاً وبالشعر وناس
كم صار حزني اليوم على رحيل صديقي العزيز الذي كم كنت من وقت وآخر اتذكره وكم كنت اتنطر أن التقي به يوما بعد طول غياب.

قبل الخرطوم ونحن في بربر العريقة سنوات عديدة وأيام جميلة كانت تجمعنا فى القدواب وأخرى فى حي الحبَّالة ببربر تحت إكرام موائد كانت جداً عامرة بكل طيب ولذيذ من أيدي والدتي زينب الطاهر الربيع ووالدته خديجة بت ودالفراش رحمة الله عليهن،تجمعنا وأبناء أعمامه من آل قدور الذين بكل رقي وأريحية صداقة ومحبة حقيقية كانوا يشاركوننا تلك اللقاءات المباركة ، عفيفة وبريئة كانت تحفها عناية الرحمن من الإنزلاق في أوحال ما لا يحبه الله . كلهم كانوا نعم الأحباب ، نفر بالفطرة والسماحة متعهم الله بخلق عظيم وتهذيب ورقي فى التعامل مع الأخرين . كان معتصم من ضمن صحبة رحلتنا المدرسية الفنية إلى جبل مرة وكانت لنا منها بعد العودة حقائب من تاريخ وجغرافية الوطن محملة بدفاتر ذكريات جميلة لا تنسى فى الرهد والأبيض والدلنج ونيالا وكاس ونرتتي وجبل مرة نفسه وروائعه وكرم اهله، وفى الخرطوم عائدين احتفل بقدومنا كل من الاخ مجذوب وأساتذة كلية الفنون شبرين ورباح فأكرمونا جميعا. كان معتصم من الأذكياء والأول دائما على دفعته، وتخرج في جامعة الخرطوم من كلية الزراعة ومن بعدها إبتعث الى المملكة المتحدة حيث حصل على شهادة الدكتوراه . عاد إلي الوطن عاملا مخلصا حتى إنتدابه إلى المملكة العربية السعودية. فيها عمل عدة سنوات بالأحساء ، ثم عاد ، ولكن بعد الشقة والإغتراب حالتا بين إلتقائه وآخرين محترمين كثر نشتاق إليهم. عاش صوفيا حزينا زاهدا مباهج الدنيا والمجتمع بعد فقده زوجته في شبابها فلم يتزوج بعدها ، ظل هكذا رهين حب معتق، ناره لا تمت. وبعد كل ذلك الحزن المستمر فقد ابنته الكبرى في ريعان شبابها بعد ولادتها بأيام لطفلتها الأولى من وعكة الربو لعدم توفر سرير عناية مركزة بالخرطوم لإنقاذها. هكذا تراكمت الأحزان كالجبال على رهيف القلب المعتصم. ولد رقيقا وعاش رقيقا ورحل رقيقا وسريعا هكذا لأن قلبه الرهيف كان متعلقا بحب من رحلوا ويتوق إلى لقياهم. على بركة الله كان قد جمعنا الله قديما يا المعتصم وأبناء عمومتك الكرام وعلى بركة الله ارجو من الله أن يبارك لنا في اعمارنا وأعمار من بقي منهم وأن نلقاك وهو راض عنا وعنك فى فردوس هو نعم دار النعيم. رحمة الله عليك يا طيبا كنت طيلة عمرك فطب مع الطيبين ومع الخيرين والشهداء والصديقين وعباد الله المخلصين . رحمة الله عليك أخي ، والله إنا علي فراقك لمحزونون. العزاء الحار لأشقائك الاستاذ كامل وهاشم ولأبنائك البررة وللإخوة الأحباب أبناء عمك يس والنور عبدالقادر

عزيزي القاريء حفظك الله. من مصادفات الحياة الدنيا قد يحدث أن تذكرك خاطرة من حاستك السادسة "telepathy" أو مناسبة ما بشخص كان محترما أو صديق له في قلبك وذاكرتك مساحة تحتويه، وإن طال زمن الفراق يعاودك الحنين الي لقاء به فتلتقي به فجأة خلال دقائق ومن غير ميعاد أو تسمع عنه أو تصلك منه رسالة. قبل أيام تذكرت المعتصم وأنا أكتب عن رحيل الأديب جعفر السوري فبعثت الأسبوع الماضي إلي شقيقي مولانا الطاهر حيث يقيم الان ببربر نسخة من مقال الأديب عمر جعفر السوري عن رحلات الشاعر ودالفراش حاملاً البريد حتى تسني، وطلبت منه أن يتأكد إن كان صديقنا وزميل الدراسة الدكتور معتصم حفيد ود الفراش قد يوجد ببربر ضمن من نزحوا نتيجة غزو الخرطوم الجائر ليسلمه تلك النسخة التوثيقية مع تحياتي له. عاد لي بعد عدة أيام برسالة تليغراية التعبير " سألت عن معتصم فبلغت أنه قد توفي منذ أكثر من سنة وابن عمه يس عالقا ً في السعودية " رحمة الله عليه ! فصدمت وجدا حزنت

هكذا نعيش حياتنا أياما جدًا معدودة وشتاتا مريرا على أرض دنياها غريبة وأهوالها عجيبة وعوالمها ليست لنا وأناسها ليسوا إخوانا أو أصحابا لنا، نظنهم أصدقاء فنكتشف أنهم مخربون ويسيؤن. يا رب لطفك وستر جميل تكسونا به ثوب عفاف وطهر ونقاء وأمان ورحمة منك يا رب وحسن خاتمة تنقلنا إليك نظيفين من أي دنس وأنت راض عنا.
عبدالمنعم

aa76@me.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: رحمة الله

إقرأ أيضاً:

يمرون بالقطارة.. أصحاب التحويلات الطبية في غزة تحت رحمة المنفذ الإسرائيلي

غزة- بعدما أصاب الحزن قلب المسن الفلسطيني جمال أبو اغبيط بفقد 25 من أفراد عائلته، بينهم زوجته و4 من أبنائه في حصار جباليا في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، بدأ السرطان ينهش جسده وأعضاءه، متنقّلا من القولون إلى الكبد فالرئتين.

في غزة، حيث لا دواء ولا أمل لمرضى السرطان، حصل أبو اغبيط بصعوبة على تحويل طبي للعلاج خارج القطاع، لكن المعابر المغلقة سدّت معها نوافذ نجاته، ما ضاعف من سوء حالته الصحية بعد تفشي خلايا السرطان إلى أعضاء أخرى من جسده الهزيل.

ويقول السبعيني أبو اغبيط للجزيرة نت "أحتاج وحدتي دم أسبوعيا كي أبقى على قيد الحياة، إذا لم أخرج خلال أيام للعلاج فسأُحمل إلى القبر".

رهينة الشلل

الحاج جمال ليس وحده الذي ينتظر الخروج للعلاج، فهناك أكثر من 2784 مريض سرطان بانتظار موت محقق ما لم يتمكنوا من الخروج خلال أيام، ويقابل هذا العدد من المرضى عشرات الآلاف من الجرحى الذين كانوا ضحية لحرب مستمرة منذ نحو 560 يوما على غزة.

كانت الفتاة سارة سلمان واحدة منهم، إذ أُصيبت بشظية عند قصف منزل عائلتها في جباليا، حيث استشهد شقيقها الأكبر، وفقدت شقيقتها عينها، بينما بُترت أطراف أخرى، أما سارة فقد كشفت الشظية عظام عمودها الفقري، وأصيبت بالشلل لمدة عام.

إعلان

ويقول والد سارة، الذي تنقّل بها بين مشافي غزة وحوصر مرات عدة خلال ذلك، للجزيرة نت "في البداية قالوا إن إصابتها مدمرة، وإن مصيرها الشلل".

ومع ذلك لم تستسلم الطفلة التي خضعت لجلسات علاج طبيعي، وتمكنت من الجلوس على كرسي متحرك، ليبزغ أمل جديد لديها.

ويؤكد الأطباء -يضيف الوالد- أن العملية الجراحية خارج غزة ستمكن سارة من المشي على قدميها، لكنها ما زالت رهينة الشلل ودورها في قائمة انتظار ممتدة.

وسُجل، وفق وزارة الصحة بغزة، أكثر من 12 ألف مريض على قوائم الانتظار، وقد أنهوا كافة الإجراءات المتعلقة بالحصول على تحويل علاجي، بينهم 5100 حالة طارئة مهددة بالموت إن لم تتلقَ العلاج، و450 مريضا في نزاعهم الأخير ويحتاجون إلى إجلاء عاجل قد ينقذهم من الموت.

جندي إسرائيلي قرب معبر كرم أبو سالم مع قطاع غزة حيث تتحكم إسرائيل بخروج المرضى الغزيين (رويترز) تحكُّم الاحتلال

وكشف مدير مركز المعلومات الصحية في وزارة الصحة في غزة زاهر الوحيدي للجزيرة نت، أن 1100 مريض غادروا قطاع غزة من معبر رفح لتلقي العلاج خلال فترة سريان اتفاق وقف إطلاق النار، لكن منذ استئناف الحرب في 18مارس/آذار الماضي وإغلاق معبر رفح بات معبر كرم أبو سالم الخاضع للسيطرة الإسرائيلية المنفذ الوحيد، ولم يغادر عبره سوى أقل من 100 مريض ومرافقيهم.

من جهته كشف مسؤول ملف العلاج في الخارج الدكتور محمد أبو سلمية، للجزيرة نت، أن أعداد المرضى والجرحى الذين يغادرون للعلاج منذ استئناف الحرب "كارثية" مقارنة بالحاجة الحقيقية.

وقال أبو سلمية "كان يخرج من معبر رفح 50 مريضا يوميا، بينما لا يسمح معبر كرم أبو سالم سوى بـ10 إلى 15 حالة كل أسبوعين، نحتاج لإجلاء الآلاف يوميا، وإلا سننتظر سنوات حتى يحصل المرضى على حقهم في العلاج".

وعزا أبو سلمية شح أعداد المغادرين للعلاج إلى عدم استعداد الدول العربية أو الأوروبية لاستقبال مرضى غزة، عدا عن تحكم الاحتلال في أعدادهم من خلال الفحص الأمني المشدد للمرضى ولمرافقيهم، وتعسفه بحرمان المئات منهم العلاج.

إعلان

وشدد على عدم قدرة المنظومة الصحية في غزة على علاج ورعاية عشرات الآلاف من المرضى والمصابين خاصة مع استهداف مستشفى المعمداني وخروجه ومعظم مشافي القطاع عن الخدمة.

وبين أنه لم يدخل قطاع غزة أي دواء أو مستلزمات منذ أكثر من 40 يوما، وفاقم ذلك عدم توفر أجهزة أشعة أو رنين مغناطيسي أو قسطرة قلبية أو علاج كيميائي.

وأضاف أبو سلمية "أمام غياب مقومات العلاج هذه، أصبح الموت رديف الآلاف من المرضى"، لافتا إلى أن الوفيات في ازدياد أسبوعي، حيث يفقد بين 10 و20 مريضا حياتهم أسبوعيا بسبب تعذُّر علاجهم، ويتابع "السرطان لا ينتظر، ومريض القلب المفتوح لا يحتمل التأجيل، ومرضى الأعصاب والكلى مهددون بالموت ما لم يتم إجلاؤهم فورا".

وجددت وزارة الصحة مطالبها بالسماح بدخول المستشفيات الميدانية والمختصين كحلول مؤقتة إلى القطاع، إضافة إلى كافة الأجهزة الطبية والأدوية الضرورية، بما في ذلك علاج السرطان والعلاج الكيميائي، فالوضع الصحي لا يحتمل أي تأخير.

أداة للتهجير

وبينما يخرج أصحاب التحويلات المرضية بـ"القطَّارة" (بطء كبير) كما يصف المراقبون، فإن الاحتلال سمح بخروج المئات من الرعايا أصحاب الجنسيات المزدوجة وأقاربهم، وهو أمر يراه الكثيرون جزءا من التهجير تحت غطاء إنساني.

ويرفض المستشار القانوني أسامة سعد، وصف مغادرة البعض من معبر كرم أبو سالم بالهجرة الطوعية، فما يحدث -برأيه- هو "تهجير قسري ممنهج"، فقد أجبر الاحتلال الغزيين على العيش في خيام أو منازل مدمرة تفتقد لأدنى شروط الحياة، وجرَّدهم من أبسط مقوماتها، لدفعهم إلى الهروب قسرا بحثا عن الأمان، وهذه جريمة حرب وفق القانون الدولي.

وقال سعد للجزيرة نت إن سيطرة الاحتلال على كل المعابر، بما فيها معبر رفح، حوَّلت غزة إلى سجن كبير، وأضاف "إذا كانت إسرائيل تُصر على احتلال القطاع، فإن القانون الدولي يُلزمها بتحمّل كامل المسؤولية عن حياة السكان فيه، من الصحة والتعليم إلى الأمن والقضاء".

لكن إسرائيل -يتابع سعد- "تتصرف كأنها فوق القانون، وتُشرّع لنفسها ما تُريد من دون حسيب أو رادع، وأمام صمت عربي ودولي مريب".

إعلان

مقالات مشابهة

  • صفقة بقيمة 15 مليون أورو.. بن رحمة يحسم مستقبله !
  • شاهد بالفيديو.. مواطنون سوريون يعودون لفتح مطاعمهم بشارع الستين بالخرطوم ويطالبون الأهالي بالعودة: (لا تلتفتوا للشائعات الخرطوم آمنة مطمئنة وبإذن الله ترجع أحسن من الأول بهمة شبابها)
  • اللجنة العليا لامتحانات الشهادة الابتدائية تقف على الترتيبات النهائية لانطلاق الامتحانات بولاية الخرطوم
  • موعد عرض مسلسل فرانكلين على نتفليكس.. للنجمين محمد الأحمد ودانييلا رحمة
  • السجون.. استئناف العمل بمدينة الهدي الإصلاحية بعد اكتمال عمليات التأهيل والصيانة
  • أبو ريدة يلتقي رئيس الاتحاد السوداني
  • الأستاذ الدكتور عمر أبو نواس في ذمة الله
  • يمرون بالقطارة.. أصحاب التحويلات الطبية في غزة تحت رحمة المنفذ الإسرائيلي
  • معتصم النهار يتصدر تريند جوجل بعد الإعلان عن بطولته لمسلسل "أنا أنت.. أنت مش أنا" بمشاركة ميرنا نور الدين
  • سليمان عيد.. كل هذا الحزن