عدن الغد:
2025-02-20@01:55:34 GMT

حضن قاتل عائد من الجبهة يقتل نفسه ووالده

تاريخ النشر: 21st, October 2023 GMT

حضن قاتل عائد من الجبهة يقتل نفسه ووالده

خيوط

المدرس ح. ع. ش. (52 سنة)، يعمل في مدرسة الروضة، مديرية كتاف، بمحافظة صعدة، وهو من أبرز المدرسين على مستوى المحافظة. 

عُرف حسين بتفانيه وحبه لعمله، لكنه قبل خمس سنوات، أصيب باليأس بفعل انقطاع الرواتب، فقرر العمل على متن حافلة (باص) لنقل الركاب من مركز المحافظة إلى المديرية والعكس، وبالرغم من دماثة أخلاقه، قضى على يد ابنه هائل (24 سنة)، المُجند السابق لدى جماعة أنصار الله (الحوثيين).

 

وكان هائل قد عاد من الحرب، لكنه لم يعد بالمعنى المعنوي للكلمة، إذ أصبح شابًّا بلا روح، فكل يوم يدخل في خلاف مع أسرته. وذات مرة قبل شهر تقريبًا، نام ثم أتاه كابوس بأن الطيران الحربي قصف منزله، فهرب في نومه متجهًا نحو النافذة ليسقط من الدور الثاني على صخرة، ويصاب بكسور في رجليه.

عرف والده أن حالته غير مستقرة، وأنه لم يعد "هائل" الذي عرفه، لقد تغيرت طباعه، فقرر أن يُلحقه ببرامج العلاج النفسي، فكان يجلب لابنه المهدئات النفسية من مرشدين نفسيين، ويوهمه بأنها علاجات من أطباء الباطنية، وفي يوم الأحد 20 أغسطس/ آب 2023، نشب خلاف بين هائل وأبيه، على مشكلة صغيرة. 

لم يكن المدرس، يدرك أنّ ابنه يتربص به، ولم يكن حتى ليخطر على باله أن يتجرأ عليه، مع ذلك، كان لديه إحساس بأن ابنه يجب ألا يكون قريبًا من السلاح، فتم إبعاده عنه، لكن لم يحسب أحد حسابًا لوجود أدوات قتل أخرى غير البندقية.

في عزاء أحد الجيران، دعا هائل والده من بين الجموع، وأخذه في طرف من مخيم العزاء. اقترب من والده، وعلى شفتيه ابتسامة شرّ، فشعر الأب بالريبة؛ فقد كان على خلاف معه منذ الصباح الباكر. 

هنا، قام هائل بقطع أفكار والده، وأخذه في حضنه، لكن والده حاول التملص منه، لكن دون جدوى، إذ شاهد في جيب ابنه قنبلة موقوتة، ولم يفق من الدهشة إلا على صوت انفجارها السريع، فتحول الاثنان إلى كومة من اللحم الممزق. أصيب أيضًا الحفيد حسن (9 سنوات)، بجروح طفيفة. 

تحول العزاء، إلى عزاء آخر، كيف حصل كل هذا في لحظات، لماذا لم ينتبه أحد للكارثة؟! 

لكنّ ما حدث فتح العيون مجددًا على كارثة العائدين من الجبهات، وأمراض ما بعد الصدمة التي يصابون بها، والتي تحولها إلى قنابل موقوتة، في مجتمع حزين ومكلوم.

المصدر: عدن الغد

إقرأ أيضاً:

أ تصحو أم فؤادك غير صاحِ

 

أ تصحو أم فؤادك غير صاحِ

خالد فضل

   عشيّة همّ صحبك بالرواح ..  

و الإستهانة بحياة الناس، عار يكلل أداء الحكومات العسكرية في السودان، لأنّ القتل مهنة العسكر ، عليها يتدربون جسديا ومعنويا، هذا من صميم عملهم وأداء واجباتهم المهنية . أمّا  في المجتمعات التي تحضّرتْ وأزدهرت ؛ تتحكّم القوانين، ويسود الإنضباط لدرجة لا يصبح القتل مجرد نزهة ، بل عمل محكوم بالقانون وأي تجاوز له يدخل  مباشرة في حيّز الجريمة التي يتم المحاسبة عليها بصرامة . لذلك نسمع كثيرا عن إحالة جنود وضباط  للتحقيق في كبريات الجيوش في البلدان الديمقراطية  ولم نسمع عن سيادة ثقافة الإفلات من العقاب كرافعة لتولي القيادة، مثلما هي الطريقة المُثلى لمن يريد أنْ يؤتى به في شاشات الأخبار بطلا قوميا مغوار . تغني له المغنيات وتمجّده الحكّامات، وتهتف باسمه الحشود، تتدافع لتصافح يديه وربما تقبّلها من شدّة التعلق باستار القتلة .

هذه سكة وجع عويصة وماساة غميسة، مشتها أجيال وأجيال على أرض هذه البلاد التي لم تحظّ بجمّة قصيرة من  زمجرة أنهار الدم  . كل جيل يسلّم الجيل التالي قوائم الشهداء، ليتمسّكوا بها،  والقتلة هم هم، لا يتبدلون، فقط يرتدون الجلابية بيضا ومكوية يلفون فوق رؤوسهم العمائم السويسرية الفاخرة، يشيلوا على المرحوم الفاتحة ويقلدوا أباه . ويهرع لملاقاتهم جمهرة المعزين في الديوان أو الصيوان، ثمّ يُفسح لهم في المجلس ريثما يستقرون على الكراسي، يتآنسون ويهمسون ويبتسمون ، وأكواب الماء البارد والشاي والقهوة تتراص أمامهم، ويعزمونهم بالطلاق على مائدة الفطور . نفس الزول .

وقصة الألم طويلة طويلة، بلاد ليست لأهلها ، أرض يملكها من ينهبها ، سلطة يتسيدها من (يقلبها) ولو بغطاء التصحيح !! نفس الزول .. وجموع هادرة تهتف ملء حلاقيمها المزوّرة، وعلى الوجوه في الخيام البائسة قترة، والشفاه الظمأى تستحلب مطر السماء الرحيم ولا خريف .. والجوع ممض و ممرض للأبدان ، مهلك للأرواح .. والحًرّة لا تأكل من ثديها ، يتقعّر الحديث ، وأصداء البعيد يتردد صداها ، أنْ حيّ على الفداء .. حيّ على الجهاد ..حيّ على الوطن !!

ويرتد الصدى  شظايا براميل متفجّرة ، وزخّات دانات منهمرة ، وسياط عذاب مسلّطة تلهب القفا ، وعجوز تتلوى ، وسيّدة تتضرع،  لكنها في عُرف الزبانية مجرمة طالما مدّت بيد مرتعشة كوب ماء للعدو.. وشيخ يترنح من هوان إذ هو في شرعة القتلة فلول .. يا رب ما هذه القيادات المنافيخ التي تشكو فراغا في المخيخ ..

والمذياع والوسائط وكل من خط حرفا بليغا ومن عمّر ساعة حوار تلفازي ماسخ، يتأرجح في مقعد الأستديو ليعظ المشاهدين عن الوحدة الوطنية والسيادة الوطنية والكرامة الوطنية، وعندما تضع الوطنية خارج القوس لتضربها في مستحقاتها، تذوب المفردة بين اللواعج واللواكن والمفاوات الغبية . ولا يصحو الفؤاد عشية همّ صحبه بالرواح، فالقلب مشغول بعدّادات اللايكات على اللايفات، وحصاد الدولار . والنهر يتلوى دولة قبالة البحر، وسبائك الدهب، ومناجم توهب عطايا لمن يحسن التشوين للمجاهدين .. و يتحكّر البعض بدقينة خفيفة، أو سروال طويل، يلهج بالثناء على .. نفس الزول .. لأنّه قاد الناس إلى الفناء، والأمم المتحدة .. تقاريرها مضروبة ونوايا موظفيها استعمارية فلا جوع بل غول هبط من السماء ونبت في الصحراء بروس .. وتجقلب إذ همّ صحبك بالرواح،  من قاتل إلى قاتل المآب، يا هذا الموغل في الحسرات، صدف أنّك إنسان في هذي الأرض المخضبة دوما بدمك بأنهار الدماء .. وتصبحون على حلم بوطن . إلا ورا القبر ورا القبور يا بلد القبور .والعسكري المغرور .

 

الوسومالسودان العسكري المذياع الوسائط حالد فضل

مقالات مشابهة

  • مسلسل حكيم باشا.. صراع على «ميراث حرام» من تجارة الآثار
  • جريمة أخلاقية.. «فلاح» ينتهك جسد زوجة ابنه.. والفتاة تفضل الرحيل عن الفضيحة
  • أ تصحو أم فؤادك غير صاحِ
  • بسبب الوضوء.. مدرس يكسر ذراع تلميذ بإحدى المدارس الدولية في مصر
  • بابل.. رجل يقتل زوجته ويسلم نفسه للشرطة
  • عائلة تقتل صديقة ابنهم وتدفنها بحديقة منزلهم
  • ولي عهد الشارقة يعزي بوفاة عبدالرحمن سالم الصابري
  • في آخر أيام العزاء.. أسرة آل زيدان تتلقى التعازي في صباح
  • الرئيس المشاط يعزي في وفاة الشيخ عبد الخالق الردماني
  • ابن يطعن والده ومجهولين يقتلون مواطنا غدرا.. حوادث متفرقة بالعاصمة بغداد