سودانايل:
2024-12-22@19:32:52 GMT

أكتوبر هنا واكتوبر هنالك، معا علي الطريق

تاريخ النشر: 21st, October 2023 GMT

( أكتوبر هنا واكتوبر هنالك ، معا علي الطريق ) ، مقطع من قصيدة للطالب الحضرمي سعيد محمد دحي الذي شهد معنا ثورة أكتوبر وهو طالب جديد في حنتوب الجميلة ... ولكن هذه السنة ياسعيد ( لك التحية اينما كنت ) لن نحتفل بذكرى أكتوبر الأخضر العطرة والبلاد تحت سنابك خيل
كيف نحتفل بذكرى أكتوبر الأخضر العطرة وقد راي العالم كله شاعر الملحمة يرحل الي منطقة آمنة بعربة تجرها الخيول وقد اشتدت عليه وطأة المرض والمستشفيات خرجت من الخدمة والمساكن احتلها الجنجويد !!.

.
غزة الآن تحت قصف عنيف والموتي بالالاف والجرحى لا حصر لهم والدمار شمل المستشفيات والمساجد والكنائس والمعاناة اشتدت لما لا يطاق وقد عز الطعام والشراب والدواء والغرب يقف مع المعتدين ويصف الضحية بالارهابيين والعرب كالعادة يتفرجون أو علي الاكثر يخرجون في مظاهرات خجولة تحت شعار ( القحة ولا صمة الخشم ) ... وياسلام علي الكوادر الطبية في قمة المعركة والصواريخ تنهال عليهم كالمطر وياسلام علي المسعفين ورغم كثرة الضحايا من الموتي والجرحى ومعظمهم من الأطفال يظل الإسعاف والطوارئ يعملان من غير كلل أو ملل والموتي تواري جثامينهم وتكريمهم بسرعة الدفن بعد أن يجهزوا ويصلي عليهم ومن ثم يسترون في قبورهم بكل هيبة واحترام ... وليس كما عندنا في العاصمة الخرطوم وضحايا القصف من الجنرالين جثامينهم ملقاة في الشوارع طعاما للكلاب ومن تعذر دفنه في المقابر الرسمية يواري جسده حيثما اتفق وقد صارت البيوت والمدارس والجامعات والساحات والمؤسسات مقابرا بديلة حيث صار التشييع مخاطرة كبري فالشوارع غير آمنة وكلها ارتكازات وسين وجيم من الطرفين الجيش من جهة والدعم السريع من جهة ثانية ولا إسعاف في طول العاصمة وعرضها والمستشفيات صامتة كالقبور ...
قالوا عن اكتوبر أنها من أعظم الثورات إذ استطاع شعب أعزل أن يسقط نظام عبود العسكري الذي حكم بالحديد والنار وكمم الأفواه ومال لليمين وطارد اليسار واكتظت السجون بالمعارضة ونصبت المشانق لكل من حاول الانقلاب وصارت الحياة جحيما لايطاق وفرضت اللغة العربية علي الجنوب وطرد المبشرون مما استجلب للسودان عداوة اتحاد الكنائس العالمي والغرب عموما علي أساس ان تصرف الخرطوم يرقي لتهمة محاربة الأديان وكان من بين جنرالات نوفمبر الأشداء حسن بشير نصر الذي صمم أن يحرق غابات الجنوب علي رؤوس ساكنيها طبعا من غير أن يفكر أن هذا الفعل لابد له من ردة فعل من العالم المسيحي لا تكون في صالح البلاد ...
رغم أن نظام عبود كان له من المخازي والتبعية والعمالة للغرب وقد ضيع حلفا وسلمها للمشتري بأبخس ثمن وقيل إن هذا النظام له ضلع في إغتيال لوممبا ...
ودارت الايام كما تقول أم كلثوم وكما ترون اليوم فقد جاءنا الاوباش من الساحل والصحراء واحتلوا الخرطوم وشردوا سكانها ودمروا وحرقوا ونهبوا واغتصبوا الحرائر ولم تسلم منهم دور العبادة فقد وجهوا نحوها المدافع وعمت الفوضي والعاصمة تحولت إلي مدينة أشباح يكسوها السواد والرماد وهجرها السكان لتحتلها البوم والغربان الكلاب الجائعة ... والجيش غائب تماما وقد وعد بأن يحسم المعركة في ستة ساعات وقد مضي من الزمن ستة أشهر ومازلنا ننتظر ...
كان عبود بالرغم من شراسة نظامه من أفاضل الناس علي المستوي الشخصي خلقا ودينا وكانوا يكرمون المرأة وحتي إذا قبض عليها في مظاهرة يرسلونها الي أهلها معززة مكرمة ... وكانت الشرطة قمة في النزاهة والانضباط وكان الجيش مهنيا به من الضباط في قمة الانضباط والخلق الرفيع ... ولا ننسى أن في زمن عبود تمت انجازات لا تخطئها العين ولا ينكرها مكابر ...
وبعد ان رأينا من الجنرالين العجب العجاب وتدهور البلاد للحضيض والشرطة غائبة والجيش مغلوب علي أمره والزمام في يد جهاز الأمن الحاكم الفعلي للبلاد وكما نعرف فإن إدارة عموم الوطن قد عادت من جديد للكيزان ... فهل نهتف مع اهلنا الطيبين ( ياعبود ضيعناك وضعنا وراك ) ؟!

حمد النيل فضل المولي عبد الرحمن قرشي .
معلم مخضرم بمصر .

ghamedalneil@gmail.com  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

نهاية أم باقة ١-٢

بعد سقوط البشير، شكل الدع م السريع غرفة للتواصل مع أبناء المكونات العطوية داخل التنظيمات السياسية من أجل حشدهم وتوجيههم نحو رؤية واحدة، أساسها ورثة نظام الإنقاذ والسيطرة على المقدرات الاقتصادية في السودان، نجح هذا التواصل في استقطاب آلاف الرموز السياسية من أحزاب المؤتمر الشعبي، الوطني، حزب الأمة، والمؤتمر السوداني ..

تم التواصل مع هذه الشخصيات عن طريق عبد الرحيم دقلو، ومضوي حسين ضي النور والقوني دقلو وإدريس مدلل. تم توسيع تلك اللقاءات والتغطية عليها من خلال إقامة اجتماعات داخل أحياء الخرطوم، وجمع رموز وأعيان تلك الأحياء للقاء حميدتي ، فتم عقد لقاء لأبناء جبرة مع قائد الدعم السريع في مارس ٢٠٢٠ بمنزله بجبرة، ولقاء لأبناء الجريف في أكتوبر من نفس العام، ولقاء لأبناء أحياء أركويت، الرياض، المعمورة والخرطوم ٣ في شهر أبريل ٢٠٢١ ..

تواصلت تلك اللقاءات في مناطق أم درمان وبحري، والتي كانت تبدو في ظاهرها اجتماعات اجتماعية بهدف مساعدة تلك الأحياء ، ولكن في باطنها كان الهدف خلق ولاء والتزام من سكان تلك المناطق تجاه الدعم السريع، وبناء قاعدة تكون نواة لمكاتب معلوماتية داخل تلك الأحياء تحت غطاء اللجان الخدمية. تم توظيف عدد من أبناء الخرطوم في مكاتب إعلامية تتبع للدع م السريع، وتم اختيار مجموعة من خريجي جامعة مأمون حميدة للعمل في المكاتب الإعلامية لحميدتي. لم يكن ذلك التعيين عبثاً، بل كان يستهدف شريحة معينة من أبناء الطبقة العليا وحاملي الجوازات الأجنبية لتشكيل سياج ومانع وسط القوى المتنفذة التي لها علاقات قد تشكل إزعاجاً لمشروع الدعم السريع ..

نجحت هذه الخطوات في احتواء مجموعة من أبناء الخرطوم وتوجيه الرأي العام المحلي داخل تلك الأحياء لصالح الدع م السريع كمخلص للسودانيين. لم تكن تلك التوجهات المؤيدة للدع م السريع بائنة على مستوى الخطاب الإعلامي المسيطر عليه من قبل المجموعات المتنازعة حينها، خصوصاً بين قوى الحرية والتغيير والمجلس السيادي، والتي كانت متأثرة بحالة السخط العام الرافض للإسلاميين والمنشغلة بالحراك الجماهيري والاحتجاجات. ولكنها كانت ظاهرة على مستوى الخطاب اليومي داخل الأحياء التي كانت مطمئنة تماماً للدع م السريع ..

كانت عملية الاحتواء هذه دقيقة بحيث استطاعت توجيه تلك الأحياء لصالح القبول بالدع م السريع وحميدتي، ليس فقط كفاعل في المشهد، بل كبديل للقوات المسلحة والسياسيين الموجودين في الساحة. استمرت تلك الغرف في عملها وتم عقد لقاءات مشتركة لأعضاء تلك التنظيمات المختلفة بحضور عبد الرحيم دقلو وتم النقاش حول ضرورة توجيه الرأي العام داخل التنظيمات لصالح الدع م السريع .
نواصل

Hasabo Albeely

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • أيام قرطاج السينمائية تمنح "أرزة" جائزته الثالثة
  • انتصار عبود تزور بلدية أجدابيا لتعزيز تمكين المرأة الليبية
  • قداس في كنيسة مار يوحنا مرقص - جبيل على نية العميد نبيل فرح
  • (..) ليصبح الطريق سالكاً للقيادة العامة وإعلان تحرير الخرطوم بحري
  • نهاية أم باقة ١-٢
  • القراي: ديسمبر حدث تاريخي انتهى زي ثورات ابريل واكتوبر!
  • مصر أكتوبر: حجم استثمارات الدولة في 2024 يؤكد خطواتنا على الطريق الصحيح
  • الخرطوم تبدأ إزالة مخلفات الحرب في بحري
  • في ذكرى الثورة.. الخرطوم بين طورين
  • حسين خوجلي يكتب: وخزة آخر الليل