أكتوبر هنا واكتوبر هنالك، معا علي الطريق
تاريخ النشر: 21st, October 2023 GMT
( أكتوبر هنا واكتوبر هنالك ، معا علي الطريق ) ، مقطع من قصيدة للطالب الحضرمي سعيد محمد دحي الذي شهد معنا ثورة أكتوبر وهو طالب جديد في حنتوب الجميلة ... ولكن هذه السنة ياسعيد ( لك التحية اينما كنت ) لن نحتفل بذكرى أكتوبر الأخضر العطرة والبلاد تحت سنابك خيل
كيف نحتفل بذكرى أكتوبر الأخضر العطرة وقد راي العالم كله شاعر الملحمة يرحل الي منطقة آمنة بعربة تجرها الخيول وقد اشتدت عليه وطأة المرض والمستشفيات خرجت من الخدمة والمساكن احتلها الجنجويد !!.
غزة الآن تحت قصف عنيف والموتي بالالاف والجرحى لا حصر لهم والدمار شمل المستشفيات والمساجد والكنائس والمعاناة اشتدت لما لا يطاق وقد عز الطعام والشراب والدواء والغرب يقف مع المعتدين ويصف الضحية بالارهابيين والعرب كالعادة يتفرجون أو علي الاكثر يخرجون في مظاهرات خجولة تحت شعار ( القحة ولا صمة الخشم ) ... وياسلام علي الكوادر الطبية في قمة المعركة والصواريخ تنهال عليهم كالمطر وياسلام علي المسعفين ورغم كثرة الضحايا من الموتي والجرحى ومعظمهم من الأطفال يظل الإسعاف والطوارئ يعملان من غير كلل أو ملل والموتي تواري جثامينهم وتكريمهم بسرعة الدفن بعد أن يجهزوا ويصلي عليهم ومن ثم يسترون في قبورهم بكل هيبة واحترام ... وليس كما عندنا في العاصمة الخرطوم وضحايا القصف من الجنرالين جثامينهم ملقاة في الشوارع طعاما للكلاب ومن تعذر دفنه في المقابر الرسمية يواري جسده حيثما اتفق وقد صارت البيوت والمدارس والجامعات والساحات والمؤسسات مقابرا بديلة حيث صار التشييع مخاطرة كبري فالشوارع غير آمنة وكلها ارتكازات وسين وجيم من الطرفين الجيش من جهة والدعم السريع من جهة ثانية ولا إسعاف في طول العاصمة وعرضها والمستشفيات صامتة كالقبور ...
قالوا عن اكتوبر أنها من أعظم الثورات إذ استطاع شعب أعزل أن يسقط نظام عبود العسكري الذي حكم بالحديد والنار وكمم الأفواه ومال لليمين وطارد اليسار واكتظت السجون بالمعارضة ونصبت المشانق لكل من حاول الانقلاب وصارت الحياة جحيما لايطاق وفرضت اللغة العربية علي الجنوب وطرد المبشرون مما استجلب للسودان عداوة اتحاد الكنائس العالمي والغرب عموما علي أساس ان تصرف الخرطوم يرقي لتهمة محاربة الأديان وكان من بين جنرالات نوفمبر الأشداء حسن بشير نصر الذي صمم أن يحرق غابات الجنوب علي رؤوس ساكنيها طبعا من غير أن يفكر أن هذا الفعل لابد له من ردة فعل من العالم المسيحي لا تكون في صالح البلاد ...
رغم أن نظام عبود كان له من المخازي والتبعية والعمالة للغرب وقد ضيع حلفا وسلمها للمشتري بأبخس ثمن وقيل إن هذا النظام له ضلع في إغتيال لوممبا ...
ودارت الايام كما تقول أم كلثوم وكما ترون اليوم فقد جاءنا الاوباش من الساحل والصحراء واحتلوا الخرطوم وشردوا سكانها ودمروا وحرقوا ونهبوا واغتصبوا الحرائر ولم تسلم منهم دور العبادة فقد وجهوا نحوها المدافع وعمت الفوضي والعاصمة تحولت إلي مدينة أشباح يكسوها السواد والرماد وهجرها السكان لتحتلها البوم والغربان الكلاب الجائعة ... والجيش غائب تماما وقد وعد بأن يحسم المعركة في ستة ساعات وقد مضي من الزمن ستة أشهر ومازلنا ننتظر ...
كان عبود بالرغم من شراسة نظامه من أفاضل الناس علي المستوي الشخصي خلقا ودينا وكانوا يكرمون المرأة وحتي إذا قبض عليها في مظاهرة يرسلونها الي أهلها معززة مكرمة ... وكانت الشرطة قمة في النزاهة والانضباط وكان الجيش مهنيا به من الضباط في قمة الانضباط والخلق الرفيع ... ولا ننسى أن في زمن عبود تمت انجازات لا تخطئها العين ولا ينكرها مكابر ...
وبعد ان رأينا من الجنرالين العجب العجاب وتدهور البلاد للحضيض والشرطة غائبة والجيش مغلوب علي أمره والزمام في يد جهاز الأمن الحاكم الفعلي للبلاد وكما نعرف فإن إدارة عموم الوطن قد عادت من جديد للكيزان ... فهل نهتف مع اهلنا الطيبين ( ياعبود ضيعناك وضعنا وراك ) ؟!
حمد النيل فضل المولي عبد الرحمن قرشي .
معلم مخضرم بمصر .
ghamedalneil@gmail.com
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
الخرطوم: إجراء 22 ألف عملية لاستخراج أعيرة نارية ومعالجة 33 ألف جريح
ولاية الخرطوم قالت إن التحديات الراهنة تتضمن استعادة خدمات المستشفيات بالمناطق التي يتم تحريرها من قبضة قوات الدعم السريع.
الخرطوم: التغيير
كشفت السلطات الصحية بولاية الخرطوم، عن معالجة أكثر من 33 ألف جريح وإجراء 22 ألف عملية مجانية لاستخراج أعيرة نارية جراء الحرب الدائرة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
وتضرر القطاع الصحي في الخرطوم التي اندلعت منها حرب 15 ابريل 2023م بين الجيش والدعم السريع، قبل أن تتمدد إلى ولايات أخرى وتخلف فيها أوضاعاً إنسانية قاسية، حيث سقط آلاف القتلى وفر ملايين المدنيين بحثاً عن الأمان داخل وخارج البلاد.
وزار رئيس مجلس السيادة، القائد العام للقوات المسلحة السودانية عبد الفتاح البرهان، يوم السبت، مقر وزارة الصحة بولاية الخرطوم ومستشفى البلك، يرافقه عضو مجلس السيادة، مساعد القائد العام ياسر العطا، ووالي الخرطوم أحمد عثمان حمزة.
وبحسب إعلان وزارة الصحة بالولاية، أكد البرهان دعم الدولة لجهود ولاية الخرطوم في تعزيز القطاع الصحي، وأشاد بالدور البطولي للعاملين به، الذين يقدمون الخدمات في ظل ظروف الحرب، سواء في المناطق الآمنة أو “مناطق تواجد العدو”.
وأشار إلى أن هذه الزيارة تأتي تقديراً لجهود كوادر الوزارة ودورهم في السيطرة على الوبائيات رغم تحديات الحرب.
وأثنى البرهان على جهود وزير الصحة الاتحادي لتطوير المؤسسات العلاجية، وشكر الدول الشقيقة والصديقة على دعمها لقطاع الصحة.
التحديات الراهنةمن جانبه، أكد والي الخرطوم أحمد عثمان حمزة، أن الولاية تسعى لتعويض خروج العديد من المؤسسات العلاجية عن الخدمة نتيجة التخريب، من خلال استكمال إنشاء مستشفيات ومراكز صحية جديدة وتوسعة وتأهيل المستشفيات القائمة مثل مستشفيي النو والبلك لتصبح مستشفيات مرجعية.
وأوضح الوالي أن التحديات الراهنة تتضمن استعادة خدمات المستشفيات بالمناطق التي يتم تحريرها، مع الحاجة إلى تمويل لإعادة التأهيل وصيانة البنية التحتية.
من جهته، استعرض رئيس لجنة الطوارئ الصحية بولاية الخرطوم د. محمد إبراهيم، تقرير أداء الصحة خلال فترة الحرب، ولفت إلى أن المؤشرات تجاوزت التوقعات وفق معايير منظمة الصحة العالمية.
وأوضح إبراهيم أن عدد المستشفيات العاملة حالياً بلغ 31 مستشفى من أصل 54، إضافة إلى تشغيل 158 مركزاً صحياً من أصل 243.
وكشف عن معالجة أكثر من 33 ألف جريح وإجراء 22 ألف عملية مجانية لاستخراج أعيرة نارية، وأكد السيطرة على الوبائيات واستعداد الوزارة لتشغيل ثلاثة مستشفيات جديدة.
الوسومأحمد عثمان حمزة الجيش الدعم السريع السودان عبد الفتاح البرهان مجلس السيادة مستشفى النو وزارة الصحة ولاية الخرطوم ياسر العطا