دق ناقوس الخطر في عشية الجمعية العمومية لمنتدى شروق
تاريخ النشر: 21st, October 2023 GMT
لأول مرة في تاريخ منتدى شروق الثقافي يذهب الاعضاء الى اجتماع الجمعية العمومية وليس بحوزتهم خطابا الدورة والميزانية، ولعمري هذا تراجع بين وخطر تدق له النواقيس.
لم نحرم نحن فقط من هذا الحق الاصيل المنصوص عليه في النظام الاساسي، بل تم حرمان الشعب السوداني باكمله من الاطلاع على حصاد منظمته منتدى شروق الثقافي.
ظل ديدن المنتدى على مر السنوات نشر خطابي الدورة والميزانية لعموم الشعب قبل موعد انعقاد الجمعيه العموميه ترسيخا لمبدأ الشفافية، وتأكيداً لمبدأ أن الاطلاع على تفاصيل منظمات المجتمع المدني ليس شأنا داخليا خاصا بالأعضاء فقط، وإنما هو شأن يخص كل الشعب . فلماذا هذا التراجع؟
ان زيادة شفافية المنتدى زادت ضرورتها، اذ ان المنتدى اضحى يتعامل مع مبالغ طائلة بسبب الشراكات والمشروعات الممولة من المنظمات الاقليمية والدولية. فحسب علمي ان هنالك حوالي خمسة مشاريع ممولة في هذه الدوره الماثلة بعشرات الالاف من الدولارات، لا يدري الاعضاء تفاصيلها حتى الان.
ولكي نعرف حجم النعمة/النقمة نذكر بالمشاريع الممولة في الدورة السابقة (الدورة 15) :
مشروع حقوق الانسان ممول من فريدم هاوس Freedom House بمقدار 10,000$،
ومشروع بناء السلام والحد من النزاعات الممول من سيفرويرلد Saferworld بمقدار 25,500 دولار،
ومشروع تطوير دور الشباب الممول من دي تي قلوبال DT Global، بمقدار 121,000 دولار،
ومشروع دعم السلم المجتمعي الممول من سيفرويرلد Saferworld بمقدار 30,000 دولار،
ومشروع الاصلاح الانتخابي الممول من فريدم هاوس Freedom House بمقدار 14,000 دولار.
وقد انتهى مشروع فريدام هاوس في الدوره 15، ولكن ميزانيته لم تدرج في في ميزانية نهاية الدورة. لذلك قررت الجمعية العمومية 2022 اجازة الميزانية بشرط ادراج المشاريع التي لم تدرج.
وكان هنالك رأيا في اجتماع العمومية بعدم إجازة خطاب الميزانية للأخطاء الكبيرة التي اعتورته. وقد أدت اجازة الخطاب، بشروط، دون الاستماع الى صوت البعض، الى خروج عضو المنتدى عثمان ادريس (فايز) من الاجتماع مغاضبا، ومن ثم تقديم استقالته عن المنتدى بعد ايام، ليخسر شروق احد اكثر أعضائه اخلاصا .
وحين تم ادراج المشاريع المموله في الميزانية، جاءت ميزانية مشروع فريدوم هاوس مليئة بالاخطاء، ولما تساءلنا عن ذلك، قيل ان هنالك اخطاء سيتم تعديلها مرة اخرى!
ولكن لم نرى هذه التعديلات بعد، ولا اعرف كيف تم التعامل مع هذا الملف الملف، إذ ليس بين ايدينا وثائق الدورة الحالية!
ناقوس الخطر:
الخطر ان تنعزل المشاريع الممولة عن اعضاء المنتدى، لا يلتقون بها الا لماما في اجتماع الجمعية العمومية، ثم تغيب لعام كامل فيسمع الأعضاء كخبر "كان" في اجتماع العمومية اللاحق، وقد لا يسمعون بها .
إن الوضع السائد لمنظمات المجتمع المدني المحلية أو الوسيطة التي تتلقى تمويلا من منظمات كبرى لا يبشر بخير، فغالبا تقتصر علاقة المنظمة الممولة بالمكتب التنفيذي للمنظمة المحلية، ويكون أعضاء المنظمة المحلية خارج الصورة! ، ومن الممكن أن يكون الأمر أسوأ من ذلك بأن تختزل العلاقة لأن تكون بين المنظمة الممولة والمسئول الإداري والمالي للمشروع، ويكون أعضاء المكتب التنفيذي أنفسهم خارج الصورة!!
فما الحل لتفادي هذا الخطر الداهم؟
إن أغلب المنظمات الممولة لا يُعوْل عليها، لأنها غير معنية بشفافية أو مساءلة أو أعضاء أو شعب، وإنما تريد فواتير وطريقة معينة لكتابة التقارير.
ينبغي للجنة شروق التنفيذية أن تشرك أعضاء المنتدى مشاركة حقيقية في تفاصيل المشاريع الممولة بأن تدير حوارا مع الأعضاء حول هذه المشاريع قبل تنفيذها وأثناء التنفيذ وبعده وفي خطابي الدورة والميزانية، بل على المنتدى أن يكسر الحائط الرابع ويدلق كل المعلومات عن المشاريع الممولة في الشارع العام لجماهير الشعب السوداني. إن هذا هو الترياق الأساسي للمحافظة على المنتدى وتقديمه كنموذج يُحتذى في ظل ثورة ديسمبر المستمرة التي تهدف إلى إعادة تأسيس الدولة .
أما إذا ركنت اللجنة التنفيذية لما هو سائد في المجتمع المدني بتعتيم المعلومات والاكتفاء فقط بتلبية مطالب الممولين، فهذا سيورد منتدى شروق مورد الهلاك.
لا شك أن المشاريع الممولة بآلاف الدولارات تحتاج إلى أشخاص يكلفهم المنتدى يفرغون أنفسهم للقيام بالمهمة على الوجه الأكمل، ويتقاضون مقابلا ماليا نظير ذلك، ولا ضير في هذا، بل هو مطلوب، وإن أحسنوا يجب تكريمهم .
وفي ذات الوقت يجب أن تكون هنالك طريقة عادلة لتوزيع التكليف (أو التشريف) على الأعضاء، بحيث لا يُسمح باحتكار هذه المهام بواسطة قلة، كما يجب أن يكون من يتولون هذه المهام معروفين لأعضاء المنتدى منذ البداية وأن يرد ذكر ذلك في خطابي الدورة والميزانية.
ولابد من ابتداع صيغه ليعود جزء من مرتبات الموظفين المفرغين لمصلحة المنتدى العامة، فلا يعقل ان يكون المنتدى فقيرا، لا يقوى على تدبير ثمن خلفيه النشاط القماشية، التي لا تكلف اكثر من 6000 جنيها سودانيا، في حين ان هنالك مفرغين يتقاضى الواحد منهم مئات الدولارات شهريا.
لم يكن عدم نشر خطاب الدوره والميزانية هو الاخفاق الوحيد في هذه الدورة. إن تجاهل توصيات الجمعية العمومية السابقة المجازة احد أكبر الأخطاء .
فقد أكدت الجمعية العمومية ( اكتوبر 2022) على حقيقة بديهية وهي أن توصيات خطاب الدورة ملزمة للجنة التتفيذية الجديدة ما لم تتناقض مع النظام الأساسي. وادرجت العديد من التوصيات التي تم تجاهلها تماما
من ضمن التوصيات التي تم تجاهلها كلها او جلها :
١/ إعداد خطة للدورة ١٦ في بدايتها ونشرها مباشرة في صفحة شروق على الفيسبوك وفي غيرها.
٢/ نشر أخبار بممثلي شروق الذين شاركوا في الورش في صفحة شروق على الفيسبوك وفي نهاية الدورة إرفاق كشف تفصيلي مع خطاب الدورة.
٣/ نشر التقارير الإدارية والمالية بمجرد انتهاء المشروع وإرفاقها مع خطابي الدورة والميزانية في نهاية الدورة.
٤/ ينبغي للجنة شروق التنفيذية الجديدة أن تشرك أعضاء المنتدى مشاركة حقيقية في المشاريع الممولة، بأن تخصص جزء ضئيل من ميزانية المشروع (مواصلات + ضيافة) لعقد اجتماع مع الأعضاء قبل بداية تنفيذ المشروع وإدارة حوار معهم لإنجاحه، وعقد اجتماع آخر في نهاية المشروع لتقييمه ، ونشر تطورات المشروع بين الاجتماعين في قروب شروق.
٥/ الصرامة في تطبيق لائحة الاختيار ومراعاة العدالة
٦/ تطبيق نظام الفواتير المتعددة و العطاءات في أي شيء تكلفته أكثر من 100 ألف ج
اذا كانت توصيات الجمعية العمومية المجازة تجد تجاهلا من اللجنة التنفيذية فما معنى سلطة الجمعية العمومية؟
واذا كان النظام الاساسي واللوائح الداخلية يتم تجاهلها، كان لم يحدث شيء، فكيف ستبنى المؤسسية؟
يقول المفكر الدكتور حيدر ابراهيم "انحرف كثير من المنظمات عن أهدافها وأصبحت ميداناً لصراعات داخلية قائمة على أسس ذاتية وشخصية، وهي خصومات لا ديمقراطية في الأسباب ووسائل إدارة الصراع، تميزت هذه المنظمات بصراع المكانة والوجاهة والامتيازات المادية والمعنوية. وغالباً ما تتحول ديمقراطية هذه المنظمات الى تحكم شلة نافذة تستولي على فائض القيمة المتمثلة في المال والسفر والعلاقات العامة"
ظللت أعتقد دوما، ولا أزال، أن منتدى شروق بإمكانه أن يقدم النموذج الأمثل في تحقيق قيم المؤسسية والشفافية والمساءلة والديمقراطية . وهذه أعظم مساهمة يمكن أن يقدمها منتدى شروق لثورة ديسمبر .
إن أحد الشعارات المركزية في ثورة ديسمبر العظيمة "الثورة ثورة شعب، والسلطة سلطة شعب، العسكر للثكنات والجنجويد ينحل".
إن الشعارات ليست هتافات نطلقها وتنتهي بانتهاء المواكب، ولا ينبغي ان تكون هكذا، وإنما يجب ان تترجم إلى سلوك على المستويات الصغيرة، لتترجم واقعا في ظل الدولة المدنية القادمة.
إن الترجمة المباشرة لشعار "اسلطة شعب" في حالة منتدى شروق هو "السلطة سلطة الجمعية العمومية"، لكن اللجنة التنفيذية الحالية قللت من معنى سلطة الجمعية العمومية .
بالتاكيد ان للجنة التنفيذية انجازاتها خلال هذه الدورة سنراها حينما نرى خطابي الدورة والميزانية، ولكن هذا المقال حاول التنبيه الى مواطن الخلل وكان بمثابة دق لناقوس الخطر.
gafarkhidir86@gmail.com
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: الجمعیة العمومیة المشاریع الممولة للجنة التنفیذیة
إقرأ أيضاً:
دائرة تنمية المجتمع – أبوظبي تعلن عن المشاريع الفائزة في الدورة الثالثة من مبادرة «ويّاكم»
أعلنت دائرة تنمية المجتمع – أبوظبي عن الفائزين بجوائز مبادرة «ويّاكم» لعام 2024، وهي منصة رقمية مجتمعية تهدف إلى إشراك أفراد المجتمع في تصميم الحلول المبتكرة، وتستقبل مقترحاتهم لمعالجة أهمِّ التحديات المجتمعية.
وركَّزت مبادرة «ويّاكم» لعام 2024 على استقطاب حلول للتحديات التي تواجه فئة الشباب واليافعين في محورين رئيسيين، هما قضاء الوقت النوعي مع العائلة، والحفاظ على القيم والهُوية الوطنية.
وتأتي النسخة الثالثة في عام 2024 بعد النجاح الذي حقَّقته المبادرة في الدورات السابقة، حيث بلغ إجمالي مشاركات أفراد المجتمع أكثر من 500 فكرة، طُبِّق منها العديد من الأفكار الفائزة بالجائزة على أرض الواقع، مثل مبادرة التطوُّع وخدمة كبار المواطنين في مستشفى «إن إم سي رويال» في مدينة خليفة، ومبادرة كشتة سياحية.
وقالت سعادة المهندسة شيخة الحوسني، المدير التنفيذي لقطاع الرصد والابتكار الاجتماعي في دائرة تنمية المجتمع – أبوظبي: «تؤكِّد مبادرة (ويّاكم) أهمية مشاركة أفراد المجتمع في إحداث تغيير إيجابي، من خلال تسليط الضوء على أبرز التحدّيات الاجتماعية، وتقديم حلول اجتماعية مبتكرة من شأنها تعزيز جودة حياة مختلف فئات المجتمع. وقدَّم الفائزون بجوائز الدورة الثالثة من (ويّاكم) أفكاراً متميِّزة تعكس حسَّهم الاجتماعي العالي، ومهاراتهم في إيجاد حلول مؤثِّرة وناجحة تُسهم في معالجة التحدّيات الاجتماعية، وترسيخ قيمنا وهُويتنا الوطنية وتعزيز التماسك الأُسري».
وأضافت سعادتها: «نتطلَّع إلى التعاون مع شركائنا من الجهات المعنية في مختلف القطاعات لتنفيذ تلك الحلول والأفكار المبتكرة التي قدَّمها المشاركون، والتي ستُسهم في بناء مجتمع أكثر استقراراً ونمواً واستدامة».
وتتيح منصة «ويّاكم» لجميع أفراد المجتمع من مواطنين ومقيمين وزوّار اقتراح الحلول لمواضيع عدة تلامس جودة حياة الفرد والمجتمع. وتنشر المنصة جميع الأفكار التي تجتاز معايير الفحص والأهلية، ليصوِّت عليها أفراد المجتمع، ثمَّ يقيِّم خبراء في القطاع الاجتماعي الأفكار التي حصدت أعلى عدد من الأصوات، لاختيار أفضل ثلاث أفكار مؤهَّلة للتنفيذ ومكافأة الفائزين.
وفازت بالمركز الأول لعام 2024 مبادرة «برنامج سفراء القيم» من سارة النهدي وحسين المنصوري، وهي برنامج توعوي لتمكين الشباب من أن يصبحوا نماذج ملهمة وسفراء للقيم الإماراتية الأصيلة، يركِّز على ترسيخ قيم الاحترام والتسامح والعطاء والتعاون وغيرها من القيم الأساسية. ويطوِّر البرنامج مهارات القيادة والتواصل، ويشجِّع على المشاركة الفعّالة في المشاريع المجتمعية.
وفازت بالمركز الثاني مبادرة «يوم في حياة ذَوِينا» من ندى الحمادي، وتهدف إلى زيادة التفاهم بين الآباء وأبنائهم المراهقين. وتتيح المبادرة للمراهقين بدءاً من عمر 13 سنة مرافقة والديهم في مكان العمل من أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع سنوياً، لمساعدة المراهقين على فهم المسؤوليات والتحديات التي تواجه والديهم يومياً، ما يسهم في تعزيز مشاعر الاحترام والتقدير. وتطوِّر المبادرة أيضاً مهارات التواصل والذكاء العاطفي لدى المراهقين، وتمكِّنهم من استكشاف اهتماماتهم المهنية المستقبلية.
وحلَّ في المركز الثالث تطبيق الهواتف «كنوز – رحلة البحث عن التراث والثقافة»، الذي قدَّمه محمود سليمان وسارة حمدان وأمنية أحمد وسواله شافي. وهو يدعو أفراد الأسرة إلى خوض مغامرات أسبوعية مشوّقة، ويكلِّفهم بحل ألغاز تقودهم إلى اكتشاف أماكن جديدة، ما يُسهم في تعميق فهمهم لثقافة أبوظبي وتراثها ويقوّي الروابط الأُسرية.