أين المحلل السياسي السوداني من الاحداث الدولية ؟
تاريخ النشر: 21st, October 2023 GMT
يظهر فى القنوات الفضائية العربية والعالمية بعض المتحدثين لتحليل الاحداث الجارية في البلدان التي تشهد احداثا ساخنة او صراعات مستمرة او طارئة مثل الذي يجري فى فلسطين واوكرانيا و السودان(الخرطوم ودارفور )وغيرها.
وتعرف القنوات الفضائية الذين تستضيفهم بأنهم خبراء إما استراتيجيين او عسكريين او صحفيين او متخصصين فى العلوم السياسية او العلاقات الدولية او اعضاء فى احزاب سياسية او ناطقين رسميين فى مؤسسات ذات صلة بمجريات الاحداث.
قد يتساءل البعض ماالتحليل السياسي ؟
عرفه مهند العزاوي فى(كتاب فن ومهارات التحليل السياسي) الصادر عن دار الوراق بانه فهم وإدراك جذور وأصول الممارسة السياسية،والاهتمام بمخرجاتها وأهدافها.ويعد التحليل السياسي نوع من التفكير الإستراتيجي الذي يهتم بمعرفة الأحداث طبيعة السياسية وأسبابها ومساراتها والدوافع المسؤولة عن وقوعها وتطوراتها،ومعرفة الأحداث السابقة وما يشابهها من شواهد تاريخية،فيؤدي إلى الفهم العميق لمجريات الاحداث والأزمات ويهتم بتنمية المقدرة على التنبؤ بالمسارات المستقبلية للأمور و النتائج المتوقعة وتقديم النصائح والتوصيات في ظل هذه النتائج.
ويحدد د.مهند العزواي فى كتابه عدة ادوات للتحليل السياسي ومنها :-
١-العلمية والواقعية:- بحيث يتجنب المحلل السياسي اللغة العاطفية والمنحازة وإطلاق التهديد والتخويف والاتهامات والتجريح،كما يحرص على استخدام لغة بسيطة من المفردات التي يمكن لغالبية الناس فهمها بسهولة.
٢-المخزون المعرفي الواسع:-فلا يمكن بناء تحليل سياسي عميق إلا بخلفية كبيرة من المعارف والعلوم الأساسية مثل المنطق والفلسفة والعلوم السياسية، والعلوم الدينية والتاريخ ومتابعة الصحافة والأحداث والتحليلات المختلفة.
٣-معطيات الواقع :-مثل التصريحات الرسمية والتسريبات الأحداث والمعطيات ومصادر المعلومات الخاصة والاتصالات الشخصية والخبرة المميزة في القضية المعنية ومتابعتها والاطلاع على مستجداتها.
٤-توظيف قواعد البيانات:ومنها الإحصاءات والعينات العشوائية والاستبيانات،وطرق البحث الاستقصائي،واستخدام النظريات العلمية الحديثة،وتعد هذه الأدوات من مميزات التحليل السياسي الحديث المبني على أسس منهجية أقرب للواقع وأكثر دقة.
يؤدي التحليل السياسي دورا مهما فى تشكيل الوعي والوقاية من الظواهر الخطيرة والأزمات السياسية،كما يحلل أسباب الظواهر والتهديدات والأزمات،ويساعد بتقديم الحلول واختيار القرارات الأصلح،ويعمل وقاية للدولة والمجتمع مما يشكل مردودًا إيجابيًا على مصالح الدولة وحركة الاقتصاد والاستقرار السياسي، بتقديم العلاج لبعض الظواهر السلبية التي تنتشر في الدولة مثل الفساد والاستبداد والإقصاء.
ظهرت فى السودان فى السنوات الاخيرة ظاهرة المحللين السياسيين والاستراتجين وانتشرت هذه الظاهرة فى القنوات الفضائية العربية مؤخرا،خاصة بعد سقوط نظام الانقاذ،فى فترة سابقة كان هناك محللين سياسيين مختصين فى قراءة الواقع السياسي،يحللون الاوضاع الداخلية والعالمية،منهم عبد اللطيف البوني وصفوت فانوس،والساعوري والكرسني وعدلان الحاردلو وأخرين.
اتابع عبر صحيفة سودانايل الالكترونية وما يخطه الكاتب الكاتب والمحلل السياسي زين العابدين صالح عبد الرحمن فهو يفند ويحلل المشهد السياسي السوداني ويقاربه باحداث عالمية مشابهة فى العالم،يكتب بموضوعية ومعقولية ولا يشعرني بانه منحاز فى رؤيته وطرحه لاي طرف من الاطراف يطرح رؤيته وفق المعطيات المتاحة أمامه يستند فى قراءاته وتحليلاته على الادوات التي أشار اليها العزاوي في كتابه. لذلك استغرب لماذا تتغافل عنه القنوات الفضائية وتاتينا ببعض المحللين السياسيين الذين (يفقعون)المرارة،وغالبيتهم لهم انتماءات سياسية صارخة اما مع فريق او ضد الفريق الأخر. لذلك نريد محللا يقدم رؤيته العلمية حول الاحداث دون تحيز لجهة انما حديثا يسنده العلم والمنطق والحجة والموضوعية امثال البوني و صفوت فانوس المحلل السياسي النابه المهذب المرتب الموضوعي،!!ولماذا لاتتيح الفرص لامثال صالح مختار عجب الدور(اعلامي ممارس لديه تجربة صحفية مميزة فى قناة الجزيرة ولديه اهتمام واسع بالعلاقات الدولية ويحمل درجة ماجستير فى العلوم السياسية)واين د.عبد الله علي ابراهيم و د. ابراهيم الصديق علي؟و عبد المنعم ابو ادريس واين د.جامع استاذ العلوم السياسية جامعة بحري ؟وبروف الساعوري والباحثين فى العلاقات الدولية والعلوم السياسية واساتذة العلوم السياسية؟!
وهناك يطرح سؤال مهم ما المعايير التي تنتخب بها القنوات الفضائية العربية هؤلاء المحللين الذين يظهرون على شاشاتها؟ حتما هناك اسس وضوابط ومعايير تحددها لمن يريد ان يطل عبر شاشاتها فى ظني يبحث المشاهد عن الادوات التى اشار اليها العزاوي فى كتابه (التحليل السياسي!)التي أشرنا اليها اعلاه.
ملاحظات مهمة :-
قدمت عدد من القنوات ابان الحرب الدائرة فى السودان عددا من المحللين منهم خالد الاعيسر،المناصر للجيش بصورة واضحة ويرى عدد كبير من المتابعين والمناصرين للجيش أن الأعيسر أسهم بدور كبير فى سد ثغرة ضعف اعلام القوات المسلحة ابان الحرب الدائرة في السودان ربما لتقديرات تفهمها قيادة الجيش وفى المقابل نجدد المحلللين الذين يناصرون الدعم السريع يقدمون تحليلات يكذبها الواقع عند المعارضين للمتمردين ولاننسى الاستاذ عثمان ميرغني يعد ايضا من المحللين البارزين فى قراءة الاحداث بموضوعيته ودقة تحليلاته رغم ميله الواضع لتيار الثورة مرة وتارة تجده فى صف الجيش ..
فى تقديري كان ضياء البلال نجما بارزا فى سماء قناة الجزيرة الاخبارية والجزيرة مباشر ويعد هو الابرز و الاكثر قدرة على تفكيك غموض كثير من الوقائع والاحداث بجرأة وموضوعية بعيدا عن الاجندة!
اظهرت عدد من الاحداث الدولية كالحرب الاوكرانية و الصراع الفلسطيني مع الاحتلال الصهيوني غياب المحلل السياسي السوداني المختص والمهتم بالاحداث الدولية هل عقمت حواء السودانية ان تلد محللا عالميا ينافس الاخرين؟!
khalidoof2010@yahoo.com
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: القنوات الفضائیة العلوم السیاسیة التحلیل السیاسی المحلل السیاسی
إقرأ أيضاً:
روسيا.. ابتكار سوار للتحكم المريح بالأطراف الصناعية الحيوية
روسيا – أفادت إدارة ريادة الأعمال والتطوير المبتكر في موسكو بإكمال اختبار جهاز متعدد القنوات للأطراف الصناعية الحيوية.
وتشير الإدارة إلى أن هذا الجهاز عبارة عن نظام تحكم خارجي، مصنوع على شكل سوار يسمح ليس فقط بالتحكم في الذراع الحيوي الاصطناعي، بل وبالقيام بذلك عن بعد.
ويتكون هذا السوار من ثمانية أجهزة استشعار كهربائية العضلات، ما يسمح بالتحكم بالطرف الصناعي أسهل من السابق.
ويقول ستيبان تشويكين المدير العام لشركة Sutura Medical Technologies الروسية: “معظم أنظمة التحكم الموجودة في السوق ثنائية القناة. لذلك، يستغرق الانتقال من إشارة إلى أخرى وقتا طويلا جدا لأن الشخص يحتاج إلى القيام بعدة إجراءات تصل إلى الضغط على زر في الطرف الاصطناعي. أما نظامنا فمتعدد القنوات. وبالتالي، يتم تنفيذ الحركات في مرحلة واحدة وتستغرق وقتا أقل”.
وبالإضافة إلى ذلك يسمح الجهاز بأداء عدد من الوظائف دون الحاجة إلى استخدام الطرف الاصطناعي على الإطلاق. وعلاوة على مساعدة الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات الجهاز العضلي الهيكلي، يمكن استخدام السوار عند توجيه الطائرات المسيرة والروبوتات، وكذلك عند العمل مع المواد السامة التي تشكل خطورة على البشر.
المصدر: صحيفة “إزفيستيا”