سودانايل:
2025-03-31@00:10:53 GMT

أين المحلل السياسي السوداني من الاحداث الدولية ؟

تاريخ النشر: 21st, October 2023 GMT

يظهر فى القنوات الفضائية العربية والعالمية بعض المتحدثين لتحليل الاحداث الجارية في البلدان التي تشهد احداثا ساخنة او صراعات مستمرة او طارئة مثل الذي يجري فى فلسطين واوكرانيا و السودان(الخرطوم ودارفور )وغيرها.
وتعرف القنوات الفضائية الذين تستضيفهم بأنهم خبراء إما استراتيجيين او عسكريين او صحفيين او متخصصين فى العلوم السياسية او العلاقات الدولية او اعضاء فى احزاب سياسية او ناطقين رسميين فى مؤسسات ذات صلة بمجريات الاحداث.


قد يتساءل البعض ماالتحليل السياسي ؟
عرفه مهند العزاوي فى(كتاب فن ومهارات التحليل السياسي) الصادر عن دار الوراق بانه فهم وإدراك جذور وأصول الممارسة السياسية،والاهتمام بمخرجاتها وأهدافها.ويعد التحليل السياسي نوع من التفكير الإستراتيجي الذي يهتم بمعرفة الأحداث طبيعة السياسية وأسبابها ومساراتها والدوافع المسؤولة عن وقوعها وتطوراتها،ومعرفة الأحداث السابقة وما يشابهها من شواهد تاريخية،فيؤدي إلى الفهم العميق لمجريات الاحداث والأزمات ويهتم بتنمية المقدرة على التنبؤ بالمسارات المستقبلية للأمور و النتائج المتوقعة وتقديم النصائح والتوصيات في ظل هذه النتائج.
ويحدد د.مهند العزواي فى كتابه عدة ادوات للتحليل السياسي ومنها :-
١-العلمية والواقعية:- بحيث يتجنب المحلل السياسي اللغة العاطفية والمنحازة وإطلاق التهديد والتخويف والاتهامات والتجريح،كما يحرص على استخدام لغة بسيطة من المفردات التي يمكن لغالبية الناس فهمها بسهولة.
٢-المخزون المعرفي الواسع:-فلا يمكن بناء تحليل سياسي عميق إلا بخلفية كبيرة من المعارف والعلوم الأساسية مثل المنطق والفلسفة والعلوم السياسية، والعلوم الدينية والتاريخ ومتابعة الصحافة والأحداث والتحليلات المختلفة.
٣-معطيات الواقع :-مثل التصريحات الرسمية والتسريبات الأحداث والمعطيات ومصادر المعلومات الخاصة والاتصالات الشخصية والخبرة المميزة في القضية المعنية ومتابعتها والاطلاع على مستجداتها.
٤-توظيف قواعد البيانات:ومنها الإحصاءات والعينات العشوائية والاستبيانات،وطرق البحث الاستقصائي،واستخدام النظريات العلمية الحديثة،وتعد هذه الأدوات من مميزات التحليل السياسي الحديث المبني على أسس منهجية أقرب للواقع وأكثر دقة.
يؤدي التحليل السياسي دورا مهما فى تشكيل الوعي والوقاية من الظواهر الخطيرة والأزمات السياسية،كما يحلل أسباب الظواهر والتهديدات والأزمات،ويساعد بتقديم الحلول واختيار القرارات الأصلح،ويعمل وقاية للدولة والمجتمع مما يشكل مردودًا إيجابيًا على مصالح الدولة وحركة الاقتصاد والاستقرار السياسي، بتقديم العلاج لبعض الظواهر السلبية التي تنتشر في الدولة مثل الفساد والاستبداد والإقصاء.
ظهرت فى السودان فى السنوات الاخيرة ظاهرة المحللين السياسيين والاستراتجين وانتشرت هذه الظاهرة فى القنوات الفضائية العربية مؤخرا،خاصة بعد سقوط نظام الانقاذ،فى فترة سابقة كان هناك محللين سياسيين مختصين فى قراءة الواقع السياسي،يحللون الاوضاع الداخلية والعالمية،منهم عبد اللطيف البوني وصفوت فانوس،والساعوري والكرسني وعدلان الحاردلو وأخرين.
اتابع عبر صحيفة سودانايل الالكترونية وما يخطه الكاتب الكاتب والمحلل السياسي زين العابدين صالح عبد الرحمن فهو يفند ويحلل المشهد السياسي السوداني ويقاربه باحداث عالمية مشابهة فى العالم،يكتب بموضوعية ومعقولية ولا يشعرني بانه منحاز فى رؤيته وطرحه لاي طرف من الاطراف يطرح رؤيته وفق المعطيات المتاحة أمامه يستند فى قراءاته وتحليلاته على الادوات التي أشار اليها العزاوي في كتابه. لذلك استغرب لماذا تتغافل عنه القنوات الفضائية وتاتينا ببعض المحللين السياسيين الذين (يفقعون)المرارة،وغالبيتهم لهم انتماءات سياسية صارخة اما مع فريق او ضد الفريق الأخر. لذلك نريد محللا يقدم رؤيته العلمية حول الاحداث دون تحيز لجهة انما حديثا يسنده العلم والمنطق والحجة والموضوعية امثال البوني و صفوت فانوس المحلل السياسي النابه المهذب المرتب الموضوعي،!!ولماذا لاتتيح الفرص لامثال صالح مختار عجب الدور(اعلامي ممارس لديه تجربة صحفية مميزة فى قناة الجزيرة ولديه اهتمام واسع بالعلاقات الدولية ويحمل درجة ماجستير فى العلوم السياسية)واين د.عبد الله علي ابراهيم و د. ابراهيم الصديق علي؟و عبد المنعم ابو ادريس واين د.جامع استاذ العلوم السياسية جامعة بحري ؟وبروف الساعوري والباحثين فى العلاقات الدولية والعلوم السياسية واساتذة العلوم السياسية؟!
وهناك يطرح سؤال مهم ما المعايير التي تنتخب بها القنوات الفضائية العربية هؤلاء المحللين الذين يظهرون على شاشاتها؟ حتما هناك اسس وضوابط ومعايير تحددها لمن يريد ان يطل عبر شاشاتها فى ظني يبحث المشاهد عن الادوات التى اشار اليها العزاوي فى كتابه (التحليل السياسي!)التي أشرنا اليها اعلاه.
ملاحظات مهمة :-
قدمت عدد من القنوات ابان الحرب الدائرة فى السودان عددا من المحللين منهم خالد الاعيسر،المناصر للجيش بصورة واضحة ويرى عدد كبير من المتابعين والمناصرين للجيش أن الأعيسر أسهم بدور كبير فى سد ثغرة ضعف اعلام القوات المسلحة ابان الحرب الدائرة في السودان ربما لتقديرات تفهمها قيادة الجيش وفى المقابل نجدد المحلللين الذين يناصرون الدعم السريع يقدمون تحليلات يكذبها الواقع عند المعارضين للمتمردين ولاننسى الاستاذ عثمان ميرغني يعد ايضا من المحللين البارزين فى قراءة الاحداث بموضوعيته ودقة تحليلاته رغم ميله الواضع لتيار الثورة مرة وتارة تجده فى صف الجيش ..
فى تقديري كان ضياء البلال نجما بارزا فى سماء قناة الجزيرة الاخبارية والجزيرة مباشر ويعد هو الابرز و الاكثر قدرة على تفكيك غموض كثير من الوقائع والاحداث بجرأة وموضوعية بعيدا عن الاجندة!
اظهرت عدد من الاحداث الدولية كالحرب الاوكرانية و الصراع الفلسطيني مع الاحتلال الصهيوني غياب المحلل السياسي السوداني المختص والمهتم بالاحداث الدولية هل عقمت حواء السودانية ان تلد محللا عالميا ينافس الاخرين؟!

khalidoof2010@yahoo.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: القنوات الفضائیة العلوم السیاسیة التحلیل السیاسی المحلل السیاسی

إقرأ أيضاً:

عقلية الساسة السودانيين والمآلات القادمة- قراءة في أزمة النظام السياسي

في خضم العاصفة السياسية التي تهز السودان، تبرز أسئلة جوهرية حول عقلية النخبة التي تدير البلاد منذ عقود. هذه العقلية، التي تبدو متجذرة في منطق "الغنيمة والصراع"، قد ساهمت بشكل مباشر في تعميق الأزمة السياسية والاقتصادية والاجتماعية، مما يهدد مستقبل السودان كوطن موحد ومستقر.
عقلية "الضحية والجلاد"
تمارس النخبة السياسية لعبة خطيرة من خلال تبني سردية الضحية الوحيدة، وهو ما يؤدي إلى ترسيخ الانقسامات بدلاً من معالجتها. فالجيش، الذي حكم البلاد لعقود بقبضة حديدية، يحاول اليوم تقديم نفسه كطرف مظلوم في معادلة الصراع السياسي، بينما تتبنى قوى المعارضة خطاباً انتقامياً يختزل كل الأزمات في "الفساد العسكري". هذه الازدواجية في الخطاب السياسي تعيد إنتاج العنف بدلًا من احتوائه، مما يجعل من الصعب إيجاد حلول مستدامة.
لغة التخوين وإسقاط الإنسانية
بلغ الانحدار السياسي ذروته في السودان باستخدام لغة التخوين المتبادلة والتوصيفات المهينة، والتي تصل في بعض الأحيان إلى مستوى خطابات الكراهية التي تستدعي أكثر الفترات ظلامًا في تاريخ البلاد. مثل هذه اللغة لا تعكس فقط انحطاطاً أخلاقياً، بل تؤكد أيضاً عجز النخب السياسية عن تقديم رؤية وطنية جامعة.
اقتصاد الريع والصراع على الموارد
يكشف التناقض الصارخ بين ادعاءات "الضعف السياسي" وواقع السيطرة على الموارد عن جوهر الأزمة: نظام سياسي قائم على اقتصاد الريع والصراع على الثروة. فالطبقة الحاكمة، بغض النظر عن موقعها في معادلة السلطة، تستمر في احتكار الموارد والاستفادة منها بعيداً عن مصلحة المواطن العادي، ما يفاقم حالة التهميش والإقصاء التي يعاني منها غالبية الشعب السوداني.
غياب العدالة الانتقالية واستمرار الإفلات من العقاب
لا يمكن للسودان أن يتقدم دون مواجهة ماضيه. فثقافة الإفلات من العقاب باتت جزءًا من التركيبة السياسية، حيث تتكرر الجرائم والانتهاكات دون مساءلة فعلية. إن عدم محاسبة المسؤولين عن جرائم دارفور، قمع المتظاهرين، والانتهاكات ضد المدنيين، يعني أن العنف سيظل متجذرًا في النظام السياسي، وسيستمر في إنتاج دورات جديدة من الصراعات والانتقام.
المستقبل: بين سيناريوهين
أمام السودان اليوم خياران لا ثالث لهما- الاستمرار في دوامة العنف والتفكك: إذا استمر المنطق السائد، فإن مستقبل البلاد سيكون مظلماً، حيث ستتزايد النزاعات المسلحة، وسيتعمق الانقسام الاجتماعي، وقد يصل الأمر إلى خطر انهيار الدولة.
تبني خيار الحوار الوطني الشامل: وهو المسار الوحيد القادر على إنقاذ البلاد من المصير المجهول، ويتطلب هذا المسار:
الاعتراف بالأخطاء التاريخية وتحمّل المسؤولية.
إعادة توزيع الثروة والسلطة بشكل عادل.
بناء مؤسسات عدالة انتقالية حقيقية تكفل المحاسبة والمصالحة.
رسالة إلى الشعب السوداني
أيها الصامدون في وجه الأزمات،
لقد آن الأوان لكسر هذه الحلقة المفرغة من العنف والانقسام. لن يكون السودان قوياً ومستقراً إلا إذا اجتمع أبناؤه على رؤية موحدة تضع مصلحة الوطن فوق المصالح الحزبية والذاتية. لنرفع جميعًا شعار "لا للعنف.. نعم للحوار"، ولنعمل معًا على إنقاذ ما تبقى من هذا الوطن الذي يستحق مستقبلاً أفضل.

السودان عند مفترق الطرق: قراءة نقدية في عقلية النخبة السياسية ومآلات الأزمة
في خضم العاصفة السياسية العاتية التي تهز أركان السودان، تطفو على السطح أسئلة وجودية حول العقلية السياسية السائدة بين النخب الحاكمة. هذه العقلية التي تتسم بالجمود والتكلس، ظلت حبيسة منطق "المكاسب الفئوية" و"صراع النفوذ"، مما عمق الأزمة وأدخل البلاد في نفق مظلم يصعب التنبؤ بنهايته.
عقلية الضحية المزيفة:
تمارس النخبة السياسية لعبة خطيرة من خلال تبني خطاب الضحية الانتقائي. فالقوى العسكرية التي ظلت تحتكر السلطة لعقود، تقدم نفسها اليوم كطرف مظلوم، بينما تتحول قوى المعارضة إلى آلة اتهام أحادية البعد. هذا التشظي في الرؤية يحول الصراع السياسي إلى حلبة صراع وجودي، بدلاً من أن يكون ساحة للتنافس الديمقراطي السلمي.
خطاب التكفير السياسي:
بلغ التدهور الأخلاقي في الخطاب السياسي مستويات غير مسبوقة، حيث أصبحت لغة التخوين والتجريح هي السائدة. هذا الخطاب الذي يستدعي أسوأ لحظات التاريخ السوداني، لم يعد مجرد أداة سياسية، بل تحول إلى آلة تدمير للنسيج الاجتماعي، تغذي الكراهية وتعمق الانقسامات.
اقتصاد المحاصصة:
يكشف التناقض الصارخ بين خطاب التقشف وواقع النهب المنظم عن جوهر الأزمة. فالنخبة السياسية بمختلف ألوانها، تواصل لعبة تقاسم الغنائم تحت شعارات براقة، بينما يدفع المواطن العادي ثمن هذه السياسات من لقمة عيشه وصحة أبنائه ومستقبل بلده.
إشكالية العدالة الانتقالية:
غياب آليات المحاسبة الحقيقية يشكل أحد أهم معضلات النظام السياسي السوداني. فجرائم الماضي التي لم تحاسب، تتحول اليوم إلى سوابق خطيرة تفتح الباب أمام تكرار العنف بصور جديدة. هذا الإفلات من العقاب ليس إخفاقاً أخلاقياً فحسب، بل هو أيضاً وصفة أكيدة لاستمرار دوامة العنف.
سيناريوهات المستقبل:
يواجه السودان خيارين مصيريين:
• الاستمرار في النموذج القائم الذي يقود حتماً إلى مزيد من التفكك والانهيار
• أو تبني خيار التحول الديمقراطي الحقيقي عبر:
o المصارحة التاريخية والاعتراف بالمسؤوليات
o إعادة هيكلة النظام السياسي والاقتصادي على أسس عادلة
o بناء مؤسسات وطنية قائمة على المساءلة والمشاركة
نداء إلى ضمير الأمة:
أيها السودانيون الأحرار،
لقد حان الوقت لانتشال الوطن من براثن هذه العقلية السياسية العقيمة. مستقبل السودان لن يبنيه المتصارعون على السلطة، بل سيبنيه أبناؤه الذين يؤمنون بأن "الوطن أكبر من الجميع". فلنوحد الصفوف، ولنرفع سوية شعار "كفى عنفاً.. لنبدأ حواراً وطنياً حقيقياً"، ولنعمل معاً لإنقاذ ما تبقى من هذا الوطن العزيز.

zuhair.osman@aol.com

   

مقالات مشابهة

  • محلل إسرائيلي: الافتقار للاستخبارات والتنظيم وراء فشل 7 أكتوبر
  • وول ستريت جورنال: المشهد السياسي الفرنسي قد يشهد تحولا زلزاليا
  • ميزة جديدة.. يوتيوب يختبر إيقاف الإشعارات للقنوات التي لا تشاهدها
  • الشيخ الرزامي يهنئ قائد الثورة ورئيس المجلس السياسي بعيد الفطر المبارك
  • بعد سجن إمام أوغلو.. هل يعيد أردوغان تشكيل المشهد السياسي في تركيا؟
  • القوى التي حررت الخرطوم- داخل معادلة الهندسة السياسية أم خارج المشهد القادم؟
  • بيت المال: كيف نكون سعداء في ظل التفاوت الاقتصادي والجمود السياسي؟
  • ماكرون: رفع العقوبات أمر مُلح لتحقيق مزيد من التقدم السياسي داخل سوريا
  • شاهد بالفيديو.. الجيش السوداني ينجح في الوصول إلى المدافع التي يتم بها قصف المواطنين بمدينة أم درمان بعد أن تركتها مليشيا الدعم السريع داخل المنازل وهربت
  • عقلية الساسة السودانيين والمآلات القادمة- قراءة في أزمة النظام السياسي