لم يعد اسلوب تسخين الجبهة الذي يعتمده "حزب الله" لإشغال الجيش الاسرائيلي واستنزافه، أسلوباً خاصاً بالجبهة اللبنانية، بل  بات أمراً سائدا في المنطقة ككل، من العراق وسوريا وحتى اليمن، وهذا يظهر كأنه تنفيذ حرفي لخطة تدحرج يعتمدها الحزب وحلفاؤه لتصعيد المشهد في المنطقة بالتوازي مع فشل مساعي وقف اطلاق النار في غزة، وهذا ما يوحي بإمكانية الوصول السريع الى اشتباك عسكري واسع بين الحزب وحلفائه من جهة وبين تل ابيب من جهة اخرى.



استطاعت غزة وفصائلها استيعاب ردة الفعل الاسرائيلية التي وصلت الى ذروتها لحظة استهداف مستشفى المعمداني والمجزرة التي ارتكبت فيه، اذ ان تل ابيب لم تقم بأي رد فعل عسكري مباشر، بل مارست ما يمكن تسميته بالثأر العشائري، وقررت تدفيع أهالي غزة ثمناً بالارواح أكبر من الثمن الذي دفعته في معركة سيف القدس من اجل استعادة جزء من الردع اولاً، واسترجاع المعنويات التي سُلبت من الجيش الاسرائيلي في المرحلة الماضية.

احتواء ردة الفعل العنيفة، والتي كان من غير الممكن ان تستمر بالوتيرة ذاتها لاسباب كثيرة، فتح الباب أمام استعادة فصائل المقاومة وتحديدا حركة حماس زمام المبادرة العسكرية، وهذا يحصل بالتوازي مع إيصال "حزب الله" حجم التوتر والمعركة عند الحدود الجنوبية الى مرحلة لصيقة بالحرب، اذ ان حجم القوة التي يستعملها الحزب قادرة على فتح معركة شاملة، وهذا ينطبق ايضا على عدد القتلى والمصابين في الجيش الاسرائيلي.

أتم "حزب الله" كامل مهامه ووصل للى ذروة النشاط العسكري الذي يسبق دخوله الحرب الشاملة، وكان لا بد من الاستمرار بالتصعيد من دون ان يزج الحزب بنفسه في مخاطرة لم يأتِ وقتها بعد، فجاء دور حلفائه الاقليميين، وبات قصف القواعد العسكرية الاميركية في العراق وسوريا هو الحدث الاساسي، اذ،وليومين متتاليين، حصلت عمليات استهداف مباشرة للقواعد العسكرية وقتل بسببها اكثر من جندي اميركي، لكن الأهم هو دخول اليمن على خط المواجهة المباشرة مع اسرائيل.

وبحسب مصادر مطلعة فإن اطلاق اليمن  لـ١٥ مسيرة و٤ صواريخ، كما أكد مسؤول اميركي لـ سي ان ان مساء امس، يعني أن هناك استعدادا ايرانيا ومن قبل "حزب الله" للذهاب بعيدا في الحرب، وقد تكون هذه المسيّرات أطلقت لكي يتم اسقاطها كما كان حال مسيّرات كاريش التي تطلقها الحزب كرسالة لاسرائيل الولايات المتحدة الاميركية، مما يعني أن التحذيرات الديبلوماسية الايرانية باتت اليوم تحذيرات ميدانية.

وترى المصادر ان اكتمال التصعيد في المنطقة، والذي يحتاج الى بعض الوقت، ليصبح مماثلا للتصعيد الذي وصل اليه "حزب الله" انطلاقا من جنوب لبنان بالتوازي مع نضوج الواقع الشعبي في مصر والاردن والمغرب العربي، من دون حصول اي تنازل اسرائيل وبدء الحملة البرية، سيعني أن إشتعال الحرب متعددة الجبهات لا مفر منه، وعليه فإن التوترات العسكرية ستتصاعد بشكل واضح في المنطقة خلال الايام المقبلة، فهل تصل الرسالة الى اسرائيل فتنزل عن الشجرة؟ ام ان رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو غير قادر على مثل هكذا تنازل؟

المصدر: لبنان 24

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: فی المنطقة حزب الله

إقرأ أيضاً:

الخارجية الأمريكية: تعزيز التعاون مع مصر وقطر لتحقيق الهدوء على الحدود الإسرائيلية اللبنانية

أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية اليوم استمرار تعزيز التعاون مع مصر وقطر بهدف ممارسة الضغط على حركة حماس، وذلك في إطار جهودها لتحقيق وقف إطلاق نار شامل وإعادة الهدوء إلى الحدود الإسرائيلية-اللبنانية.

 

وأكد المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الأمريكية على أن هذه الجهود تأتي في سياق التعاون الدولي المشترك لتعزيز الاستقرار في المنطقة، مشيرًا إلى أن التعاون مع مصر وقطر يشكل أولوية بالنسبة للولايات المتحدة في الوقت الراهن.

 

وأضاف المتحدث أن الخارجية الأمريكية تسعى لسد الفجوات وتحقيق تقدم في المفاوضات لتحقيق الهدف المشترك لوقف التصعيد الحالي وضمان استعادة الهدوء والاستقرار على الحدود، مؤكدًا على ضرورة تضافر الجهود الدولية لمكافحة العنف والتطرف في المنطقة.

 

وفي سياق متصل، أشارت الخارجية إلى أنها تعمل على تحقيق حل سياسي دائم للصراعات الإقليمية، وتعزيز الحوار والتفاهم بين الأطراف المعنية بهدف تعزيز الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط.

 

إذاعة الجيش الاحتلال : متضررون من 7 أكتوبر يرفعون دعوى في الولايات المتحدة ضد إيران وسوريا وكوريا الشمالية لدعمهم هجوم حماس

 

أفادت إذاعة الجيش الإسرائيلي اليوم أن مجموعة من المتضررين من أحداث 7 أكتوبر رفعت دعوى قضائية في الولايات المتحدة ضد كل من إيران وسوريا وكوريا الشمالية. وتتهم الدعوى هذه الدول بتقديم الدعم المالي والعسكري لحركة حماس، التي شنت الهجوم.

 

وأوضحت الإذاعة أن المدعين يطالبون بتعويضات مالية عن الأضرار التي لحقت بهم جراء الهجوم، مؤكدين أن الدعم المزعوم الذي قدمته إيران وسوريا وكوريا الشمالية ساهم بشكل مباشر في تمكين حماس من تنفيذ عملياتها.

 

من جانبه، صرح أحد المحامين الممثلين للمدعين بأن هذه الخطوة تأتي ضمن مساعيهم لمحاسبة الدول التي تدعم الإرهاب وتقديم العدالة للضحايا وعائلاتهم. وأضاف أن الأدلة التي سيتم تقديمها في المحكمة ستثبت تورط هذه الدول في دعم حماس.

 

في المقابل، لم تصدر أي تعليقات فورية من الدول المتهمة بشأن الدعوى القضائية، لكن من المتوقع أن تثير هذه القضية جدلاً واسعًا على الصعيدين القانوني والسياسي.

 

وتعتبر هذه الدعوى جزءًا من سلسلة من الإجراءات القانونية التي اتخذها المتضررون من الهجمات الإرهابية في محاولة لتحميل الدول والكيانات الداعمة للإرهاب المسؤولية عن أعمال العنف التي يتعرضون لها.

 

مقالات مشابهة

  • من أيّ مسافات يشنّ الحزب هجماته على المواقع الإسرائيليّة؟
  • سليم الصايغ يقرأ في محاضرة فياض: الهواجس الوجودية تصيب الطوائف كلها وهذا هو المطلوب
  • أجواء متوترة.. كوريا الجنوبية تستأنف مناورات بالمدفعية قرب الحدود
  • حزب الله ينشر ملخص عملياته ضد مواقع وانتشار للجيش الإسرائيلي عند الحدود اللبنانية
  • الخارجية الاميركية: إعادة الهدوء عند الحدود اللبنانية الإسرائيلية أولوية لدينا
  • قصف بين حزب الله وإسرائيل وسموترش يدعو لإقامة منطقة عازلة داخل لبنان
  • البحرين تؤكد ضرورة تجنب التصعيد العسكري على حدود لبنان وإسرائيل لعدم اتساع دائرة النزاع
  • الخارجية الأمريكية: تعزيز التعاون مع مصر وقطر لتحقيق الهدوء على الحدود الإسرائيلية اللبنانية
  • الجميّل التقى السفير الإيطالي الجديد
  • هل استعاد حزب الله حاضنته الوطنية فعلاً؟