التسخين العسكري ينتقل من الحدود اللبنانية الى المنطقة ككل!
تاريخ النشر: 21st, October 2023 GMT
لم يعد اسلوب تسخين الجبهة الذي يعتمده "حزب الله" لإشغال الجيش الاسرائيلي واستنزافه، أسلوباً خاصاً بالجبهة اللبنانية، بل بات أمراً سائدا في المنطقة ككل، من العراق وسوريا وحتى اليمن، وهذا يظهر كأنه تنفيذ حرفي لخطة تدحرج يعتمدها الحزب وحلفاؤه لتصعيد المشهد في المنطقة بالتوازي مع فشل مساعي وقف اطلاق النار في غزة، وهذا ما يوحي بإمكانية الوصول السريع الى اشتباك عسكري واسع بين الحزب وحلفائه من جهة وبين تل ابيب من جهة اخرى.
استطاعت غزة وفصائلها استيعاب ردة الفعل الاسرائيلية التي وصلت الى ذروتها لحظة استهداف مستشفى المعمداني والمجزرة التي ارتكبت فيه، اذ ان تل ابيب لم تقم بأي رد فعل عسكري مباشر، بل مارست ما يمكن تسميته بالثأر العشائري، وقررت تدفيع أهالي غزة ثمناً بالارواح أكبر من الثمن الذي دفعته في معركة سيف القدس من اجل استعادة جزء من الردع اولاً، واسترجاع المعنويات التي سُلبت من الجيش الاسرائيلي في المرحلة الماضية.
احتواء ردة الفعل العنيفة، والتي كان من غير الممكن ان تستمر بالوتيرة ذاتها لاسباب كثيرة، فتح الباب أمام استعادة فصائل المقاومة وتحديدا حركة حماس زمام المبادرة العسكرية، وهذا يحصل بالتوازي مع إيصال "حزب الله" حجم التوتر والمعركة عند الحدود الجنوبية الى مرحلة لصيقة بالحرب، اذ ان حجم القوة التي يستعملها الحزب قادرة على فتح معركة شاملة، وهذا ينطبق ايضا على عدد القتلى والمصابين في الجيش الاسرائيلي.
أتم "حزب الله" كامل مهامه ووصل للى ذروة النشاط العسكري الذي يسبق دخوله الحرب الشاملة، وكان لا بد من الاستمرار بالتصعيد من دون ان يزج الحزب بنفسه في مخاطرة لم يأتِ وقتها بعد، فجاء دور حلفائه الاقليميين، وبات قصف القواعد العسكرية الاميركية في العراق وسوريا هو الحدث الاساسي، اذ،وليومين متتاليين، حصلت عمليات استهداف مباشرة للقواعد العسكرية وقتل بسببها اكثر من جندي اميركي، لكن الأهم هو دخول اليمن على خط المواجهة المباشرة مع اسرائيل.
وبحسب مصادر مطلعة فإن اطلاق اليمن لـ١٥ مسيرة و٤ صواريخ، كما أكد مسؤول اميركي لـ سي ان ان مساء امس، يعني أن هناك استعدادا ايرانيا ومن قبل "حزب الله" للذهاب بعيدا في الحرب، وقد تكون هذه المسيّرات أطلقت لكي يتم اسقاطها كما كان حال مسيّرات كاريش التي تطلقها الحزب كرسالة لاسرائيل الولايات المتحدة الاميركية، مما يعني أن التحذيرات الديبلوماسية الايرانية باتت اليوم تحذيرات ميدانية.
وترى المصادر ان اكتمال التصعيد في المنطقة، والذي يحتاج الى بعض الوقت، ليصبح مماثلا للتصعيد الذي وصل اليه "حزب الله" انطلاقا من جنوب لبنان بالتوازي مع نضوج الواقع الشعبي في مصر والاردن والمغرب العربي، من دون حصول اي تنازل اسرائيل وبدء الحملة البرية، سيعني أن إشتعال الحرب متعددة الجبهات لا مفر منه، وعليه فإن التوترات العسكرية ستتصاعد بشكل واضح في المنطقة خلال الايام المقبلة، فهل تصل الرسالة الى اسرائيل فتنزل عن الشجرة؟ ام ان رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو غير قادر على مثل هكذا تنازل؟
المصدر: لبنان 24
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: فی المنطقة حزب الله
إقرأ أيضاً:
بعد 60 عامًا.. فرنسا تطوي صفحة وجودها العسكري في تشاد آخرِ معاقلها بالساحل الإفريقي
بعد ستة عقود، طوت فرنسا آخر صفحات نفوذها العسكري في تشاد، مغلقة بذلك آخر معاقلها في منطقة الساحل. ففي 30 كانون الثاني/يناير، انسحب آخر الجنود الفرنسيين من معسكر كوساي في العاصمة نجامينا، حيث كان يتمركز نحو ألف جندي.
اعلانجاء هذا الانسحاب بعد قرار الرئيس التشادي محمد إدريس ديبي، في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، بإنهاء اتفاقيات التعاون الدفاعي مع القوة الاستعمارية السابقة، في خطوة تعكس تحولات كبرى بموازين القوى داخل القارة الأفريقية.
ويندرج هذا القرار ضمن توجه أوسع بدأ منذ عام 2022، حيث انسحب الجيش الفرنسي من مالي وبوركينا فاسو والنيجر، مع توقعات باستمرار هذا الانسحاب في الأشهر المقبلة. ففي الأسابيع الأخيرة، أعلنت السنغال وكوت ديفوار عن نيتهما سحب القوات الفرنسية من أراضيهما، ما يعكس تراجع نفوذ هذا البلد في غرب أفريقيا وتوجه دول المنطقة نحو استقلالية القرار الاستراتيجي بعيدًا عن وصاية باريس.
تحولات جيوسياسية في علاقات الدول الأفريقية"تسعى دول المنطقة إلى بناء شراكات جديدة وإعادة رسم مسارها الخاص"، يقول الصحفي في "يورونيوز" جيريميا فيسايو بامبي، مشيرًا إلى رغبة هذه الدول في ضمان سيادتها واتخاذ قراراتها بعيدًا عن النفوذ الفرنسي.
ورغم أن الأنظمة العسكرية في مالي وبوركينا فاسو والنيجر، التي وصلت إلى الحكم عقب انقلابات، قررت قطع العلاقات مع فرنسا، إلا أن تشاد لا تبدو ماضية في الاتجاه ذاته. فقد فضّلت نجامينا خيار "السيادة" بدلاً من القطيعة الكاملة، وهو الموقف ذاته الذي يبدو أن السنغال وكوت ديفوار تتبنيانه تجاه باريس.
قوات النخبة في سلاح الجو الفرنسي تستعرض مروحية "كاراكال" في قاعدة عسكرية بأورليان، وسط فرنسا، في يناير 2020.Ludovic Marin/ APنينا ويلين، مديرة برنامج أفريقيا في معهد إيغمونت، ترى أن "هذا التحرك يرسل إشارة قوية بأن هذه الدول لم تعد ترغب في وجود القوات الفرنسية"، لكنها تشير إلى أن العلاقات مع باريس لن تنقطع تمامًا، مستشهدة ببقاء السفارة الفرنسية في مالي رغم انسحاب القوات.
تداعيات على الاتحاد الأوروبيلا يقتصر تأثير هذا الانسحاب على فرنسا فحسب، بل يمتد ليشكل تحديًا للاتحاد الأوروبي، الذي فقد شريكًا رئيسيًا في إدارة ملف الأمن الإقليمي. وتوضح ويلين، في هذا السياق، أن "الكثير من قادة الاتحاد الأوروبي كانوا يختبئون خلف فرنسا في إدارة الملف الأمني في الساحل".
وتُشير إلى أن باريس قادت خلال العقد الماضي أكبر العمليات العسكرية ضد "الإرهاب" في المنطقة، ما أعفى العديد من الدول الأوروبية من إرسال قواتها إلى الميدان.
Relatedفرنسا تسحب مقاتلتين ميراج من تشاد إيذانًا بانسحابها العسكري"فرنسا ارحلي".. مظاهرات في تشاد تطالب بسحب القوات الفرنسية بعد إنهاء الاتفاق العسكريتشاد تنهي الوجود العسكري الفرنسي بإنهاء اتفاقية التعاون الدفاعيفي المقابل، تؤكد ويلين أن فرنسا ارتكبت أخطاء في تعاملها مع القادة الأفارقة، في وقت لم تُظهر الدول الأوروبية استعدادًا كافيًا للاستثمار في استقرار المنطقة.
ومع انسحاب فرنسا، تزداد التوقعات حول دخول لاعبين دوليين آخرين إلى الساحة، وعلى رأسهم روسيا. إذ تشير التقارير إلى أن مجموعة "فاغنر" الروسية، التي أعيدت تسميتها بـ"فيلق أفريقيا" بعد مقتل قائدها، باتت تضم نحو 5000 عنصر في القارة الأفريقية، ما يعزز نفوذ موسكو في المنطقة على حساب النفوذ الفرنسي المتراجع.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية ساحل العاج: الجيش الفرنسي ينسحب من آخر معاقله في إفريقيا بعد مالي والنيجر وتشاد وبوركينا فاسو ماذا بقى من القواعد العسكرية الفرنسية في أفريقيا بعد انسحابها من تشاد والسنغال؟ تشاد تستقبل أكثر من 700,000 لاجئ سوداني في ظل أزمة إنسانية متفاقمة تشادالاتحاد الأوروبيفرنساقوات عسكريةالساحلسياسةاعلاناخترنا لكيعرض الآنNextمباشر. إسرائيل تجري مشاورات أمنية لاستئناف الحرب على غزة وترامب واثق من استقبال مصر والأردن للفلسطينيين يعرض الآنNext الصين تبني أكبر مركز قيادة عسكري في العالم يفوق البنتاغون بعشرة أضعاف يعرض الآنNext إسبانيا: القبض على "عصابة إجرامية" سرقت 10 ملايين يورو من منازل فاخرة يعرض الآنNext أسعار القهوة ترتفع بنسبة 90% بسبب تهديدات ترامب لكولومبيا وتأثير الظروف الجوية يعرض الآنNext انتشار عدوى مقاطعة المتاجر الكبرى في دول البلقان احتجاجاً على ارتفاع الأسعار اعلانالاكثر قراءة ترامب يؤكد مقتل جميع ركاب الطائرة المدنية وطاقم المروحية العسكرية بالعاصمة واشنطن السويد: إطلاق نار يقتل سلوان موميكا اللاجئ العراقي الذي احرق القران عدة مرات الرئيس السوري أحمد الشرع يخاطب السوريين الليلة ودمشق تستقبل أمير قطر حاولت إسرائيل اغتياله مرارا وسيطلق سراحه اليوم.. من هو زكريا الزبيدي الممنوع من العودة إلى جنين؟ يتهم إسرائيل بالعنصرية ويجمع المساعدات لغزة.. روبوت مخصص لدعم تل أبيب يخرج عن السيطرة اعلانLoaderSearchابحث مفاتيح اليومدونالد ترامبإسرائيلحركة حماسغزةالصينشرطةقطاع غزةسوريااحتجاجاتروسياالاتحاد الأوروبيفرنساالموضوعاتأوروباالعالمالأعمالGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامجخدماتمباشرنشرة الأخبارالطقسآخر الأخبارتابعوناتطبيقاتتطبيقات التواصلWidgets & ServicesAfricanewsعرض المزيدAbout EuronewsCommercial ServicesTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactWork at Euronewsتعديل خيارات ملفات الارتباطتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2025