مع مرور الوقت، تتكشف خطة الاحتلال المتعلقة بالعدوان البري على غزة، في محاولة لتهيئة الرأي العام الإسرائيلي القلق من نتائجها غير المضمونة، ولذلك بدأ الحديث الإسرائيلي أن مساعي إزاحة حكم حماس ستتم بقتال صبور على مراحل مثل "السور الواقي"، بالتوازي مع إجراءات تحفظ شرعية العدوان حول العالم، وفي مرحلة لاحقة تحديد منطقة أمنية عازلة بعرض 1-3 كم، بزعم تحقيق استقرار أمني خلال 5-10 سنوات في ظل حكومة مدنية محلية تعتمد على القوة الدولية، دون امتلاك وصفة لتسوية طويلة الأمد أو حل عام للصراع.



رون بن يشاي الخبير العسكري الإسرائيلي زعم أن "تغيير الوضع من الألف إلى الياء في غزة، والتوصل إلى تسوية مستقرة على المدى القصير والمتوسط بعد الحرب، ووفقا للمعلومات المتراكمة، تقوم على عدة افتراضات أساسية، أولها أن بقاء الأجنحة العسكرية الفلسطينية لحماس والجهاد الإسلامي على بعد مئات الأمتار من مستوطنات الغلاف، وعلى بعد 70 كم من تل أبيب، يشكل تهديدا للأمن الإسرائيلي، وثانيها أن الشرط الضروري لتغيير الوضع في غزة هو إزالة حكم حماس، وتدمير قدراتها العسكرية، لأنه لا يمكن تدمير الدافع الجهادي، ولكن يمكن منعه، والتأكد أن حماس وباقي المنظمات لن تستعيد قدراتها العسكرية والحكومية".


وأضاف في مقال نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت"، وترجمته "عربي21" أن "الفرضية الثالثة تتعلق بالجوانب السياسية والإقليمية، واحتمال انضمام حزب الله وعناصر أخرى في المحور الإيراني لحرب غزة، وفتح جبهة أخرى في الشمال، ما يعزز حاجة إسرائيل لدعم سياسي وشرعنة، ولوجستيات، ودعم عملياتي من الولايات المتحدة، ورابعها الإدراك أنه في الوقت الحالي لا يوجد أحد في العالم، بما فيه الولايات المتحدة، لديه وصفة عملية لتسوية مستقرة طويلة الأمد للصراع النشط على حدود غزة، أو الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، كما لا توجد طريقة للقضاء على الحركات الإسلامية".

وأشار أن "أهداف العدوان على غزة يمكن تحديدها أولا بالعمل على غرار السور الواقي، بهجوم يتضمن مناورة داخل شمال القطاع للسيطرة العسكرية عليه، ما يسمح بجمع معلومات استخباراتية فردية وتنفيذها فورا، بهدف وقف عمليات الإطلاق إلى الخلف، لتدمير القدرات العسكرية والحكومية لحماس، وهذا هدف الغارات الجوية الآن، لأن السيطرة الفعلية على كامل شمال القطاع حتى وادي غزة ضرورية لإلحاق الضرر بالمقاتلين والبنى العسكرية، لأنه المكان الذي يوجد فيه مركز الحكم العملي والرمزي للحركة، التي ستفقد عاصمتها".

وأوضح أن "الهدف الثاني يتعلق بجنوب قطاع غزة، حيث تعمل إسرائيل على تحقيق نفس الأهداف بالضبط باستخدام وسائل أخرى تعتمد على معلومات استخباراتية دقيقة موجودة بالفعل في الشاباك وأمان وتلك التي سيتم جمعها أثناء القتال، والثالث مرتبط بمواصلة الجيش مناوشاته مع حزب الله، والفلسطينيين في لبنان، في محاولة لإبقاء الصراعات تحت عتبة الحرب، رغم استعداده على خوض قتال نشط واسع على جبهتين، ما سيطيل القتال لفترة أطول من المرغوب فيها، والرابع عمل سياسي إسرائيلي أمريكي أممي للحفاظ على الدعم السياسي واللوجستي المقدم لقطاع غزة، كالممرات الإنسانية ومناطق الملاذ الآمن والإمدادات الغذائية".

وخلص الى القول إن "الهدف الخامس من الحرب وفقا لنتائج القتال التوصل مع الولايات المتحدة إلى "خطة الخروج" المنشودة، والمبادرة للتحركات السياسية اللازمة لتحقيقها وتنفيذها، لضمان تحقيق الأهداف الاستراتيجية المنشودة لإسرائيل والولايات المتحدة على المدى المتوسط بين 5-10 سنوات".


وزعم بن يشاي أن دولة الاحتلال "لديها جملة من المبادئ الاستراتيجية من القتال بجانب الأهداف السابقة، أولها أن يكون القطاع منزوع السلاح، وثانيها الإدارة الحكومية فيه مدنية مهنية وليس أيديولوجية دينية سياسية، مع وجود قوة دولية، وتوفير ميناء يتم تشغيله بإشراف أمني، يسمح بحركة الركاب والسياح من وإلى قبرص، وثالثها إنشاء نظام إنذار ودفاع متكامل حدودي يشمل منطقة أمنية يتراوح عرضها بين 1-3 كم، لن يسمح لسكان غزة بدخولها دون إذن خاص، ورابعها عدم بقاء الجيش في غزة فترة أطول مما هو ضروري، وإنشاء إدارة بديلة فيها، مع احتفاظه بالمطاردة الساخنة، وخامسها الحفاظ على مصالح الولايات المتحدة وحلفائنا".

تكشف أهداف ومبادئ وافتراضات العدوان الإسرائيلي على القطاع، التي لا يستطيع الاحتلال ضمان نجاحها، أنه هذه المرة يسعى لإحداث تغيير جذري في الوضع القائم، ما قد يستدعي تغييرا جذريا في أنماط التفكير، والعمل على المستويين السياسي والعسكري، مقارنة مع الجولات العسكرية السابقة، الأمر الذي قد نجد تفسيره في إطالة مراحل العدوان الحالية، بما في ذلك مواصلة الضربات الجوية والبحرية والمدفعية التي تقتل المدنيين الفلسطينيين بالآلاف، استعدادًا للاقتحام البري، من خلال التعاون الوثيق مع الأميركيين.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة غزة حماس حماس غزة الاحتلال الإسرائيلي طوفان الاقصي صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الولایات المتحدة

إقرأ أيضاً:

ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 41 ألفا و689 شهيدا

 

أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، ارتفاع عدد شهداء  العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 41,689 شهيدا و96,625 مصابا منذ 7 أكتوبر.

مادورو: الولايات المتحدة تدعم العدوان الإسرائيلي ضد فلسطين ولبنان برلماني يطالب مجلس الأمن بإصدار قرار مُلزم لإسرائيل لوقف عدوانها على فلسطين ولبنان

أضافت وزارة الصحة، أن الاحتلال ارتكب 5 مجازر في القطاع وصل منها للمستشفيات 51 شهيدا و165 مصابا خلال 24 ساعة.

 

إيطاليا تحث الأطراف بالشرق الأوسط على خفض التصيعد

حث وزير الخارجية الإيطالي، أنطونيو تاياني، جميع الأطراف في الشرق الأوسط على العمل من أجل خفض التصعيد، وتجنب تكرار مقتل المدنيين في لبنان، كما في غزة".

وقال تاياني، أمام لجنتي الشؤون الخارجية والدفاع بمجلسي النواب والشيوخ الإيطاليين مع وزير الدفاع جويدو كروسيتو، إن "الدعوة التي نواصل توجيهها للجميع، بما في ذلك إسرائيل، هي العمل من أجل خفض التصعيد، وتجنب الصراع الذي يتسبب في سقوط مزيد من الضحايا، خاصة بين المدنيين".

وأضاف تاياني، بحسب وكالة أنباء أنسا الإيطالية، أن " نشوب حرب تشمل الشرق الأوسط بأكمله لا يزال من الممكن تجنبها، وأن فتح الجبهة اللبنانية والتدخل المباشر لإيران زادا من خطر اندلاع صراع إقليمي واسع النطاق"، منبها إلى أن "التصعيد في الساعات القليلة الماضية يدفعنا أكثر إلى العمل من أجل السلام والحوار.. ولا يزال هناك احتمال لتجنب حرب تشمل الشرق الأوسط بأكمله".

ودعا وزير الخارجية الإيطالي إلى "اضطلاع جميع الجهات الفاعلة الإقليمية بمسؤوليتها تجاه هذا الأمر".. وقال إن "الحكومة الإيطالية، بصفتها رئيسة مجموعة الدول السبع، تعمل في كل اتجاه نحو هذا الهدف".

من جانبه، قال وزير الدفاع الإيطالي إن التحرك السريع والفعال من جانب الأمم المتحدة ضروري "حتى تعمل قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان يونيفيل كرادع حقيقي".. مشيرا إلى "ضرورة تحرك سريع وفعال للأمم المتحدة حتى تتمكن يونيفيل من ممارسة ردع حقيقي لاستخدام القوة؛ مع الأخذ بعين الاعتبار إمكانية العمل بشكل مستقل حتى بدون القوات اللبنانية".. مطالبا بضرورة الاعتراف بأن يونيفيل لم تحقق أهداف قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701.

 

مقالات مشابهة

  • هوكشتاين: الولايات المتحدة لم تعط "الضوء الأخضر" للعمليات العسكرية في لبنان
  • إعلام إسرائيلي عن مسؤولين في الجيش: تقديرات بانتهاء القتال جنوب لبنان بعد أسبوعين أو ثلاثة
  • تصاعد النزوح في لبنان وسط القصف الإسرائيلي واستنفاد قدرات مراكز الإيواء
  • باحثة سياسية: الولايات المتحدة الأمريكية هي التي تسير الأمور في الشرق الأوسط
  • لافروف: الولايات المتحدة لم تبد أدنى إدانة للغزو البري الإسرائيلي للبنان
  • قوات صنعاء تكشف تفاصيل العملية العسكرية التي استهدفت العمق الإسرائيلي
  • يوسف القعيد: البشرية كلها مدانة بموقفها من العدو الإسرائيلي (فيديو)
  • الولايات المتحدة تسعى لتقليص الرد الإسرائيلي على إيران.. نتنياهو توعد برد قاس
  • مجزرة جديدة.. مقتل 8 أشخاص بقصف إسرائيلي لمدرسة في غزة
  • ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 41 ألفا و689 شهيدا