قال مسؤولون إن إسرائيل تخطط لقطع العلاقات مع قطاع غزة بشكل تام، عندما تنقضي حربها مع حركة حماس، في الوقت الذي تستعد فيه القوات الإسرائيلية لعملية برية محتملة، وفقا لصحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية.

وفي التعليقات الأكثر وضوحا حتى الآن على استراتيجية الحكومة الإسرائيلية، قال وزير الدفاع، يوآف غالانت، للجنة الخارجية والدفاع في الكنيست، الجمعة، إن بلاده "لن تتحمل بعد الآن المسؤولية عن تكاليف المعيشة في قطاع غزة"، وذلك بمجرد انتهاء الحرب.

وأضاف أن الصراع، الذي قال إن فصوله "ستجري على ثلاث مراحل"، سيخلق "واقعا أمنيا جديدا" للمواطنين الإسرائيليين.

وتقصف القوات الإسرائيلية غزة منذ أن شن مسلحو حركة حماس، المصنفة إرهابية، الهجوم الأكثر دموية على أراضي البلاد قبل أسبوعين تقريبًا.

لكن في حين أوضح المسؤولون أنهم يعتزمون "القضاء" على حركة حماس، فإنهم لم يقدموا تفاصيل عن خططهم للمنطقة بعد الحرب.

وانسحبت إسرائيل من غزة عام 2005، لكن حتى خلال الحروب السابقة مع حماس وبعض الفصائل المسلحة الأخرى، استمرت إسرائيل في توفير بعض الكهرباء للقطاع، كما أنها كانت تسمح لعدد محدود من سكان غزة بولوج البلاد للعمل، بالإضافة إلى دخول بعض البضائع.

"مطاردة أشباح".. كيف تؤثر الأنقاض والأنفاق على التوغل البري الإسرائيلي المحتمل بغزة؟ يعتبر التدخل البري المحتمل داخل قطاع غزة "اختبارا" لقدرة الجيش الإسرائيلي على الانتصار في "ساحة معركة حضرية فوضوية"، بحسب تقرير لصحيفة "وول ستريت جورنال".

وقال مسؤول إسرائيلي ثان: "إسرائيل لن تكون جزءاً من الحل فيما يتعلق بمنح سكان غزة فرص العمل. لقد قطعنا الحبل السري".

وأضاف المسؤول أن المعابر من غزة إلى إسرائيل التي كانت تعمل قبل الحرب، "لن يتم إعادة فتحها"، مؤكدا: "قضي الأمر".

3 مراحل

وقال غالانت إن حرب إسرائيل مع حماس "ستنقسم إلى 3 مراحل، حيث تتكون المرحلة الأولى من القصف الجوي الحالي والعمليات البرية التي تهدف إلى تحييد الإرهابيين وتدمير البنية التحتية لحماس".

ولفت إلى أن المرحلة الثانية "ستتضمن قتالاً أقل حدة للقضاء على جيوب المقاومة" في غزة، بينما تتطلب المرحلة الثالثة "إزالة مسؤولية إسرائيل عن تكاليف الحياة في القطاع الفلسطيني، وإنشاء واقع أمني جديد" للإسرائيليين.

وألمح وزراء آخرون إلى كيفية تطور تفكير الحكومة، حيث قال وزير الزراعة، آفي ديختر، الخميس، إن إسرائيل "ستفرض منطقة عازلة داخل القطاع بمجرد انتهاء الحرب، لمنع سكان غزة من الاقتراب من الحدود".

وتأتي هذه التعليقات في الوقت الذي تأخر فيه تسليم المساعدات التي طال انتظارها إلى سكان غزة، البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، بسبب الخلافات بشأن كيفية ضمان عدم استخدام حماس للإمدادات، حسبما قال 3 أشخاص مطلعين على الأمر.

وقطعت إسرائيل إمدادات الكهرباء والوقود والسلع، وفرضت قيودا شديدة على إمدادات المياه، مما أدى إلى تفاقم الظروف الإنسانية الصعبة في القطاع الساحلي.

وكان الرئيس الأميركي، جو بايدن، قد توصل، الأربعاء، إلى اتفاق مع إسرائيل للسماح بدخول المياه والغذاء والدواء إلى غزة.

وطالبت إسرائيل الأمم المتحدة بـ"تفتيش المساعدات التي تدخل غزة، للتأكد من عدم استخدامها لأغراض عسكرية من قبل  حركة حماس"، وفقا لمسؤول كبير في الأمم المتحدة.

وتتركز المناقشات بشأن دخول المساعدات من مصر إلى غزة عبر معبر رفح على الحدود الجنوبية للقطاع.

وأضافت المصادر أن "منبع القلق الآخر هو أن مسؤولي الأمم المتحدة يريدون ضمان التدفق المستمر للمساعدات، بدلاً من تسليم 20 شاحنة محملة لمرة واحدة".

وقبل الحرب، كانت نحو 450 شاحنة تدخل القطاع من مصر يوميا، وفقا لمسؤول في الأمم المتحدة.

بايدن: هجوم حماس استهدف تعطيل تطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل قال الرئيس الأميركي، جو بايدن، إن جزءاً من أهداف هجوم حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر الحالي، كان لإحباط جهود إسرائيل لتطبيع العلاقات مع السعودية.

وذكر 3 أشخاص مطلعين على الأمر، إن المناقشات بشأن السماح للمواطنين مزدوجي الجنسية والأجانب بالخروج من غزة تجري أيضًا بالتوازي مع تلك المتعلقة بتقديم المساعدات.

وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، الجمعة، إنه "متفائل بالتقارير التي تفيد بأن الأطراف المختلفة تقترب من اتفاق بشأن أساليب وطرق دخول المساعدات، وإنه من المقرر أن تبدأ عملية التسليم الأولى  يوم السبت أو نحو ذلك".

وتضغط القوى العالمية لمنع حدوث تصعيد خطير في الصراع يمتد إلى مناطق جغرافية أخرى، حيث تستضيف مصر، السبت، قمة تهدف إلى مناقشة "التطورات الراهنة ومستقبل القضية الفلسطينية وعملية السلام"، حسبما أفاد أشخاص مطلعون على المناقشات.

ومع ذلك، فإن الزعماء الأوروبيين منقسمون فيما إذا كان بشأن مخرجات القمة في ظل الضغط الذي تمارسه الدول العربية ذات الوزن من أجل إصدار إعلان للقمة يطالب بوقف إطلاق النار.

ووفقا لأشخاص مطلعين على مسودة البيان الذي من المتوقع أن يصدر عن القمة، فإنه لا يشير أيضا إلى "حق إسرائيل في الدفاع عن النفس".

وتقصف الطائرات الإسرائيلية قطاع غزة منذ أن نفذت حماس هجومها على البلاد قبل أسبوعين، والذي أدى إلى مقتل أكثر من 1400 شخص، معظهم من المدنيين، وإصابة أكثر من 3500 آخرين، وفقًا لمسؤولين إسرائيليين، بينما تم اختطاف ما لا يقل عن 203 رهائن ونقلهم إلى غزة.

وقال مسؤولون فلسطينيون، الخميس، إن 4137 شخصا قتلوا وأصيب 13162 آخرون، معظمهم من المدنيين، في الغارات الإسرائيلية على القطاع الفلسطيني المحاصر.

"حتى لا تتكرر مجزرة المعمداني".. مناشدات فلسطينية بعد إنذارات بإخلاء مستشفى القدس حذرت وزيرة الصحة الفلسطينية، مي الكيلة، من تكرار المأساة التي شهدها مستشفى المعمداني في مستشفى القدس التابع لمنظمة الهلال الأحمر في غزة، وذلك بعد أن تلقى الأخير أوامر إسرائيلية بالإخلاء.

والجمعة، أعلنت إسرائيل أنها ستقوم بإجلاء مواطنيها من بلدة كريات شمونة الشمالية، القريبة من الحدود اللبنانية، وسط مخاوف من أن تتصاعد حربها مع حماس إلى مواجهة إقليمية أوسع.

وتبادلت مليشيات حزب الله المدعومة من إيران في جنوب لبنان والقوات الإسرائيلية إطلاق النار عبر الحدود في الأيام الأخيرة، حيث قصف الجيش الإسرائيلي أهدافا في لبنان بعد أن أطلق حزب الله ما لا يقل عن 20 صاروخا على شمالي إسرائيل، الخميس.

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: الأمم المتحدة حرکة حماس سکان غزة قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

عام على حرب غزة.. إسرائيل لم تتعافى من صدمة هجوم حماس.. وحالات تأهب عالمية لتظاهرات ضد الجرائم الإسرائيلية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أحيا الإسرائيليون اليوم الاثنين الذكرى السنوية الأولى للهجوم المدمر الذي شنته حماس والذي أشعل فتيل حرب أشعلت الاحتجاجات في مختلف أنحاء العالم وتهدد بإشعال صراع أوسع نطاقا في الشرق الأوسط. 

وكان من المقرر أن تبدأ الاحتفالات والاحتجاجات  في حوالي الساعة 06:29 صباحا، وهي الساعة التي أطلقت فيها حماس الصواريخ على إسرائيل في بداية هجوم السابع من أكتوبر من العام الماضي، حيث قتل نحو 1200 شخص وأسر نحو 250 رهينة في غزة.

وقالت قوات الأمن الإسرائيلية أنها في حالة تأهب قصوى في جميع أنحاء البلاد يوم الاثنين، تحسبًا لهجمات فلسطينية محتملة مخطط لها في الذكرى السنوية لـ 7 أكتوبر 2023.

وخارج إسرائيل، من المتوقع أن تشهد مختلف أنحاء العالم مظاهرات احتجاجية ضد هجومها على قطاع غزة، حيث أدى القتال إلى تدمير جزء كبير من الجيب الساحلي، وبالنسبة لإسرائيل، كان الهجوم المفاجئ الذي شنته حماس أحد أسوأ الإخفاقات الأمنية التي شهدتها دولة.

وفي حين ينصب تركيز أغلب دول العالم على الرد العسكري الإسرائيلي على هجمات حركة المقاومة حماس في السابع من أكتوبر 2023 والدمار الناجم عنه، طغت صدمة ذلك اليوم على حياة الإسرائيليين في العام المنصرم.

ويوصف هجوم حماس بأنه أسوأ كارثة في تاريخ إسرائيل، وأحدث صدمة في البلاد بسبب إخفاق جيشها الذي طالما افتخرت به في حماية شعبها.

وقال هين مازيج من معهد تل أبيب، وهو مؤسسة مناصرة لإسرائيل "أعتقد أن إسرائيل دولة ما زالت في حالة حزن، ولا أعتقد أنها استطاعت تجاوز الحزن والتعامل مع ما حدث في السابع من أكتوبر".

فخلال ذلك اليوم قتل مسلحون من حماس نحو 1200 شخص خلال هجوم مباغت على بلدات في جنوب إسرائيل، واقتادوا أكثر من 250 شخصا رهائن إلى غزة، وفقا لأرقام إسرائيلية، وهي أكبر خسارة في الأرواح في يوم واحد لليهود منذ محرقة النازي.

وأدى رد إسرائيل، الذي يهدف إلى القضاء على حركة حماس، إلى إلحاق دمار هائل بقطاع غزة إضافة إلى مقتل ما يقرب من 42 ألفا وفقا لمسؤولي الصحة الفلسطينيين. وتسبب أيضا في نزوح كل سكان القطاع تقريبا والبالغ عددهم 2.3 مليون شخص.

ومع حلول الذكرى السنوية الأولى للحرب، يواجه الإسرائيليون حربا أوسع نطاقا مع جماعة حزب الله اللبنانية المدعومة من إيران وربما مع إيران نفسها، التي أطلقت وابلا من الصواريخ على إسرائيل الأسبوع الماضي.

ورغم تزايد أعداد الإسرائيليين الذين يطالبون بوقف إطلاق النار في غزة في الآونة الأخيرة، فإن هناك دعما واسع النطاق أيضا للحرب ضد حماس وحزب الله، الذي يقول الجيش الإسرائيلي إنه كان يخطط لشن هجوم في شمال إسرائيل على غرار هجوم السابع من أكتوبر تشرين الأول. 

وأظهر استطلاع للرأي أجراه معهد الديمقراطية الإسرائيلي الأسبوع الماضي أن نحو 80 بالمئة يرون أن الهجوم على حزب الله كان قرارا صائبا على الرغم من عدم انتهاء الحرب في غزة.

 

مقالات مشابهة

  • نيويورك تايمز تكشف الأهداف الإيرانية التي تعتزم إسرائيل ضربها
  • تصاعد الضربات الإسرائيلية وحزب الله..الصين تعتزم إرسال إمدادات طبية طارئة إلى لبنان
  • جنوب إفريقيا تعتزم تقديم أدلة جديدة على الإبادة الإسرائيلية بغزة
  • جنوب إفريقيا تعتزم تقديم أدلة جديدة على الإبادة الإسرائيلية في غزة
  • جنوب إفريقيا تعتزم تقديم أدلة جديدة في قضية الإبادة الإسرائيلية بغزة
  • إسرائيل تعتزم بدء مرحلة جديدة من الحرب ضد حزب الله
  • عام على حرب غزة.. إسرائيل لم تتعافى من صدمة هجوم حماس.. وحالات تأهب عالمية لتظاهرات ضد الجرائم الإسرائيلية
  • إسرائيل تكشف عدد عمليات الإطلاق التي حاولت استهدافها على مدار عام من الحرب
  • المتطرف سموتريتش يضع 4 أهداف لإنهاء الحرب الإسرائيلية على جميع الجبهات
  • صحافة عالمية: الضربة الإيرانية أكثر فعالية مما أعلنت إسرائيل ويجب إنهاء الحرب