أمريكا والصين..كيف يمكن تفادي الحرب؟
تاريخ النشر: 21st, October 2023 GMT
في إطار المنافسة الشرسة بين الولايات المتحدة والصين التي تتداخل فيها معركة كسب النفوذ مع الحرب التجارية التي أعلنتها الإدارة الأمريكية السابقة، هل يمكن أن تتطور تلك المنافسة إلى أكثر من ذلك؟
يقول المحلل الأمريكي جون أوستن، مدير مركز ميتشجان الاقتصادي وزميل كبير غير مقيم في مؤسسة بروكنجز ومجلس شيكاغو للشؤون الدولية، في تقرير نشرته مجلة "ناشونال إنتريست" الأمريكية إن الصين وروسيا حريصتان على تأكيد نموذجيهما الاستبداديين الخاصين بـ "العظمة" الوطنية.ويرتبط بهذا الهدف هدم النظام الدولي الذي صاغته الولايات المتحدة وحلفاؤها بعد الحرب العالمية الثانية، وهو نظام دولي مفتوح قائم على القواعد جلب الرخاء للعديد من الدول بما في ذلك الصين بمجرد أن تبنته بكين.
#الصين تعلق على تقرير أمريكي عن الرؤوس الحربية النووية https://t.co/3eFovMdU8y
— 24.ae (@20fourMedia) October 20, 2023 ولكن العظمة الوطنية سواء كانت نفوذاً سياسياً أو قوة ناعمة أو قوة عسكرية، بحسب أوستن، هي إلى حد كبير وظيفة للقوة الاقتصادية. ومن خلال المشاركة في النظام التجاري والاقتصادي الرأسمالي المفتوح، بنت الصين قوة اقتصادية. والآن أصبحت الصين والعالم مترابطين اقتصادياً. ويعتمد الكثيرون على صادرات الصين، وتريد الشركات العالمية الحفاظ على الوصول إلى السوق الصينية.ويضيف أوستن أنه في الوقت نفسه، خسرتها روسيا. فمع ناتج محلي إجمالي بحجم إيطاليا واستنزاف الغالي والثمين لديها بعد غزو أوكرانيا، فإن الاقتصاد الروسي هو حرفياً وهم زائف. فبعد الحرمان من الاعتماد على النفط والغاز الروسي، لم يكن أحد بحاجة إلى الاقتصاد الروسي. والطريقة الوحيدة لروسيا لتأكيد نفوذها في العالم والحفاظ على وهم "العظمة" أصبحت من خلال الأعمال العسكرية المدمرة.
والآن، تخاطر الصين بفقدان مصدرها الحقيقي للقوة والنفوذ، وهو اقتصادها القوي والقائم على ريادة الأعمال والمتشابك عالمياً. ويعمل الرئيس شي جين بينغ على كبح جماح رواد الأعمال وحرية التعبير، مما يخيف الشركات الأجنبية والمستثمرين ورجال الأعمال الصينيين.
وتخسر الصين أعمالها في الخارج حيث تعمل العديد من الدول والشركات على الانفصال عن الجهاز الاقتصادي الذي تديره الدولة. فمعدل المواليد في الصين آخذ في الانخفاض والنمو يتباطأ والزعامات السياسية تتجمع حول "رجل قوي" أكثر تركيزاً على السيطرة في الداخل والتهديد بالحرب في الخارج من الرخاء الاقتصادي.
ويقول أوستن إن أغلب المراقبين توقعوا أن صعود الصين سوف يطغى على نفوذ أمريكا الاقتصادي والسياسي في العالم. وهذه هي قصة الانحدار الأمريكي وصعود الصين الذي روج له شي جين بينغ. وترى الحكمة التقليدية أيضاً أن هذه الديناميكية هي المصدر الأكثر ترجيحاً للصدام العسكري بين الصين والولايات المتحدة. ويمكن أن ينشب صراع من خلال إمبراطورية في حالة تراجع تهددها قوة صاعدة
لكن هذا لا يصف الواقع الحالي. وتعمل الولايات المتحدة وحلفاؤها بجد. وحتى الآن، يحافظون على أرضية اقتصادية عالية من خلال ابتكارات مثل أسرع الرقائق والذكاء الاصطناعي، وهو ما يقود الشركات الجديدة ويحافظ على الأمن القومي. لقد ذهب اقتصاد الإبداع في روسيا، وتطارد الصين اقتصادها بعيدا، مما يكشف عن هشاشة النظام المدعوم بالإنفاق الحكومي، والاتجاه السياسي في مقابل اتجاه السوق، وفقا لما يقوله أوستن.
#أمريكا تفرض قيوداً تجارية جديدة على #الصين https://t.co/yYFrduQTgs
— 24.ae (@20fourMedia) October 17, 2023 ويضيف أنه مع ذلك، هذه ليست كل الأخبار الجيدة. وكما تبين فإن قوة معزولة ومتضائلة بشكل متزايد مثل روسيا تختار الهجوم عسكريا. والصين التي تبدأ في فقدان أسس نفوذها الدولي الجديد يمكن أن تكون أكثر خطورة وأكثر حرصاً على تأكيد "عظمتها" من خلال المغامرات العسكرية والإكراه السياسي والاقتصادي.ويقول أوستن إن تجنب الحرب يتطلب توازناً دقيقاً، مضيفاً أنه في الولايات المتحدة يجب أن نعترف بتطلعات الشعب الصيني والقائمة على الهوية، أي الرغبة في الاعتراف به كأمة عظيمة وأن ينهض اقتصادياً.
ويضيف: "علينا أن نقول للصين: نرحب بنهضتكم كأمة عظيمة وثقافة وشعب عظيم. ليس لدينا رغبة في إبقائكم محبطين. لكننا لا نرحب بالإكراه السياسي والاقتصادي للدول والشعوب الأخرى، وأعمال القوة العسكرية. وبالعمل مع الحلفاء، سنتحقق من هذه الجهود ونحتويها عند كل منعطف".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الصين أمريكا الولایات المتحدة من خلال
إقرأ أيضاً:
الصين باعت سيارات كهربائية في 2024 أكثر من أمريكا وأوروبا
قال لي شو، مدير مركز المناخ الصيني في معهد سياسات مجتمع آسيا، إن المشهد في الصين يشبه الدخول إلى المستقبل، في إشارة إلى عدد السيارات الكهربائية في الشوارع.
وتابع لشبكة "سي أن أن" الأمريكية: "لقد تغيرت شوارع بكين بشكل كبير في غضون سنوات قليلة فقط. تم استبدال ضجيج حركة المرور الصاخب والرائحة الكريهة بهدوء غير عادي بالنسبة لمدينة ضخمة".
وباعت الصين بحسب الشبكة في عام 2024 لوحده 11 مليون سيارة، أكثر من أوروبا (3 ملايين) وأمريكا وكندا (1.7 مليون) تقريبا.
وتابع: "هذه ليست مجرد ظاهرة في بكين، بالنسبة لأولئك الذين يصلون إلى العديد من المدن الكبرى في الصين من بلدان تهيمن عليها كميات كبيرة من الغاز، فإن الهدوء سيكون انطباعهم الأول".
في وقت سابق، رحّبت رابطة صناعة السيارات في ألمانيا باستثمارات صينية في القطاع في خضم منافسة متزايدة من صانعين آسيويين.
وقالت رئيسة الرابطة هيلدغارد مولر "إذا كنا نريد أن نصنّع في الصين، فمن الجيد بالطبع أن ترغب شركات صينية بالتصنيع في ألمانيا".
وشدّدت مولر في المؤتمر السنوي للرابطة، على أن الأسواق المفتوحة "تعمل بالاتجاهين"، بعد عام صعب لقطاع صناعة السيارات.
وترزح شركات صناعة السيارات الألمانية تحت وطأة ضغوط كبيرة بسبب ارتفاع تكاليف الإنتاج محليا والمنافسة المتزايدة من الصين.
وفي حين عانت الشركات الأوروبية الرائدة في مجال صناعة السيارات في التحوّل إلى السيارات الكهربائية، سبقتها نظيراتها الصينية في مجال تصنيع السيارات العاملة بالبطاريات.
يعتبر مسؤولون أوروبيون أن نجاح الشركات الصينية في سوق تشهد نموا، مردّه أيضا إعانات غير منصفة تقدّمها الحكومة الصينية.
ردا على ذلك، فرضت المفوضية الأوروبية رسوما إضافية تصل إلى 35 بالمئة على السيارات الكهربائية الصينية المستوردة.
وكانت الحكومة الألمانية واحدة من خمس دول أعضاء فقط عارضت التدابير، خشية اتخاذ إجراءات رد ضد شركاتها.
في الأثناء، عرضت شركات صينية لصناعة السيارات، على غرار بي واي دي، خططا متقدمة للإنتاج في التكتل، في خطوة من شأنه تجنيبها رسوما أوروبية أو تخفيفها عنها.
وسبق أن حذّر أولا كالينيوس، المدير التنفيذي لمرسيدس-بنز ورئيس الرابطة الأوروبية لصانعي السيارات، في الشهر الحالي من أن نزاعا جمركيا سيكون "مضرّا اقتصاديا على نحو كبير".
وشدّد على أن الأسواق الحرة والمفتوحة تصب في صالح صناعة السيارات الأوروبية، مشيرا إلى تبادلات تجارية مع الصين والولايات المتحدة.
عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض فتحت المجال أمام نزاع جمركي مع الولايات المتحدة، وقد توعّد الرئيس فرض ضرائب أكبر على واردات شركاء تجاريين أساسيين.
لدى سؤالها عن ترامب، أعربت مولر الثلاثاء عن "أملها بمزيد من النقاشات حول هذه النقطة"، مشدّدة على وجوب ان يحسّن الاتحاد الأوروبي قدراته التنافسية لكسب أفضلية.