باختصار.. هكذا يتحرّك حزب الله عسكرياً في الجنوب
تاريخ النشر: 21st, October 2023 GMT
الأسئلة التي تطرحُ نفسها بقوة اليوم هي التالي: ماذا يفعل "حزب الله" عند جبهة الجنوب في ظل حرب غزة؟ ماذا قرّر؟ هل سيفتح جبهة نحو فلسطين المحتلة؟
منذ بدءِ عملية "طوفان الأقصى" يوم 7 تشرين الأول الجاري، اعتمدَ "حزب الله" نمطا واحدا وهو التقيُّد بقواعد الإشتباك المرسومة منذ حرب تموز 2006 ضدّ العدو الإسرائيلي.
النقطة الأساس هو أنّ "حزب الله" يعملُ حالياً إستناداً لما تقومُ به إسرائيل عسكرياً على قاعدة "ضربة مقابل ضربة". كذلك، حاول الحزب الركون إلى قاعدة أساسية وهي عدم إستدراج إسرائيل إلى حرب أو نسبِ "بداية المعركة" إليه. لهذا السبب، ذهب الحزب باتجاه مزارع شبعا التي تُعتبر أرضاً محتلة والتي يحقّ للبنان التحرك بإتجاهها، علماً أنَّ القرار 1701 يكفل ذلك. هنا، وأمام هذا المُعطى الأساسي، يتبيّن أن الحزب حاول تحصين نفسه عبر عمليات في تلك الأرض، علماً أن إسرائيل هي التي وسعت دائرة إستهدافها لأراضٍ أخرى في لبنان، وباتت تسعى تدريجياً لتصعيد الوضع من خلال توسيع بنك أهدافها.
حالياً، ما يفعله الحزب هو أنّه فتح المجال أكثر للتنظيمات الفلسطينية بالتحرّك جنوباً. هذا الأمرُ كان مضبوطاً في وقتٍ سابق، وقد تكون "قبة الباط" الحالية مستندة إلى أمرين: الأول وهو أنَّ الحزب بات غير قادرٍ على منع الفلسطينيين من شنّ عمليات محدودة في الجنوب كون غزة الفلسطينية تتعرض لعدوان، وبالتالي فإن منع أي ردة فعل فلسطينية ستكون محسوبة على التحالف الإستراتيجي للحزب مع الفلسطينيين. الأمر الثاني وهو أنَّ "حزب الله" يريدُ أن يبعث رسائل للإسرائيليين مفادها أنه ليس بمفرده في لبنان، فهناك جماعات يمكن أن تساهم في إرباك الإسرائيليين من ضمن النسيج الفلسطيني، وبالتالي هذا الأمرُ أساسي جداً لأي معركة مُقبلة.
يمكن القول أيضاً إن بند التسلل إلى فلسطين المحتلة واردٌ،وهناك الكثير من الشواهد التي يمكن أن تدفع المراقب والمتابع للاعتقاد بأنَّ دخول مقاتلي "حزب الله" إلى الداخل الفلسطيني سيحصلُ قريباً. قبل أيام، اعترف الجيش الإسرائيلي بأنّ الحزب فجر جزءاً من السياج الحدودي، في حين قام الأخيرُ بإطلاق النار على كاميرات مراقبة وأجهزة رصد.كل هذه الخطوات قد تعتبرُ مقدمة لتوغل "حزب الله" في المستوطنات الإسرائيلية، لكن هذا الأمر يحتاجُ إلى قرار كبير، وقد يكون حصول ذلك بمثابة إعلانٍ عن فتح جبهة جنوب لبنان ضد إسرائيل رسمياً.
ما يجبُ عدم إغفاله أبداً هو عنصر الإرباك الذي اعتمده الحزب للتعاطي مع الإسرائيليين في ظل معركة غزة. الآن، الجبهة الداخلية الإسرائيلية تعيشُ حالة غير مستقرة بسبب التفاوت في الأخبار والروايات الخاصة بـ"حزب الله".حالياً، بات بإمكان الحزب اللجوء إلى وسائل عديدة عسكرية وتقنية لشن حرب نفسية ضدّ سكان المستوطنات الإسرائيلية، فما كانت تفعله إسرائيل سابقاً يمكن أن يبادر الحزب إليه الآن ووفق قواعده، وبالتالي سيكون الضغط كبيراً. آخر فصول هذا الأمر تجلت في إشتباه سكان مستعمرة كريات شمونة الإسرائيلية قبل يومين بورود إتصالاتٍ مشبوهة إليهم، وقيل إن الجهة التي تقف وراء الإتصال تحاول جمع معلومات عن السكان تحت ذريعة أن تلك المعطيات هي لصالح قيادة الجبهة الداخلية. حينها، قالت بلدية كريات شمونة التي تم العمل على إخلائها بشكل كبير يوم أمس، إنَّ هناك جهات معادية تقوم بذلك ولكن من دون تسميتها.هنا،من الممكن أن يأخذ "حزب الله" المبادرة لإعتماد هذا الأسلوب للضغط على سكان المستوطنات الحدودية أكثر فأكثر، والأهم في هذه النقطة هو أنّ تطويق الإسرائيليين وتكبيل حركتهم وإخلاء المستوطنات هو مُخطط يسعى إليه الحزب خصوصاً أنه يساهم في إضعاف الكيان الإسرائيلي من الداخل.
أمام كل هذه الأمور وغيرها، يتعاطى"حزب الله"مع واقع الجبهة الجنوبية بناء لرؤية متشابكة بحيثيات ومعطيات كثيرة تجعله يتمايز عسكرياً ومن دون ثغرات تنقلب ضده. إلا أنه وسط ذلك، فإنّ المشكلة حالياً تكمن في الردود الإسرائيلية والذرائع التي قد تحمل تل أبيب لشن حربٍ ضد لبنان. هنا، من الممكن أن تتذرع إسرائيل بالتحرك الفلسطيني ضدها، وأن تُعيد سيناريو العام 1982 حينما زعمت أنها تريدُ ضرب التحركات الفلسطينية ضدّها من الجنوب. الأمرُ هذا يُعتبر كفيلاً بالنسبة لإسرائيل من أجل شن حرب، خصوصاً إذا اعتبرت أن الفلسطينيين الذين يهددونها في لبنان هم إمتدادٌ لـ"حماس" التي تسعى لتطويقها وإنهائها. أمام كل هذه المعطيات، تأتي التساؤلات التالية: هل سيتم الإنتقال إلى مرحلة المواجهة حقاً في الجنوب؟ هل سنكون أمام جبهة ثانية رديفة لغزة؟ هنا، يجب متابعة ما سيجري خلال الساعات القليلة المقبلة التي ستكشف ما سيجري، وطبعاً المراقبة أساس كل شيء!
المصدر: لبنان 24
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: هذا الأمر حزب الله
إقرأ أيضاً:
“كبار العلماء” تشدّد على وجوب استخراج التصاريح اللازمة من الجهات المعنية لأداء مناسك الحج
شدد الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء وجوب استخراج التصاريح اللازمة لمن أراد الذهاب إلى الحج، وأنه لا يجوز الذهاب إلى الحج دون أخذ تصريح، وأن من حج دون تصريح فهو آثم.
وقال معالي الأمين العام لهيئة كبار العلماء الشيخ الدكتور فهد بن سعد الماجد: “إن فتوى هيئة كبار العلماء بهذا الخصوص استندت إلى عددٍ من الأدلة والقواعد الشرعية، يأتي في طليعتها ما تقرره الشريعة الإسلامية من التيسير على العباد في القيام بعبادتهم وشعائرهم، ورفع الحرج عنهم، قال الله تعالى: {يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر}، وقال تعالى: {وما جعل عليكم في الدين من حرج}. والإلزام باستخراج تصريح الحج إنما جاء بقصد تنظيم الحجاج، بما يمكِّن هذه الجموع الكبيرة من أداء مناسكهم بسكينة وسلامة، وهذا مقصد شرعي صحيح تُقرره أدلة الشريعة. وهو كذلك -أي الالتزام باستخراج التصريح- يتفق والمصلحة المطلوبة شرعًا، ذلك أن الجهات الحكومية المعنية بتنظيم الحج، ترسم خطة موسم الحج بجوانبها المتعدِّدة، الأمنية، والصحية، والإيواء والإعاشة، وفق الأعداد المصرَّحة لها، وكلما كان عدد الحجاج متوافقًا مع المصرَّح لهم كان ذلك محقِّقًا لجودة الخدمات التي تُقدّم للحجاج، وهذا مقصود شرعًا، كما في قوله تعالى: {وإذ جعلنا البيت مثابة للناس وأمنا واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى وعهدنا إلى إبراهيم وإسماعيل أن طهرا بيتي للطائفين والعاكفين والركع السجود}”.
اقرأ أيضاًالمجتمعأمير المنطقة الشرقية ونائبه يستقبلان رئيس وأعضاء مجلس إدارة جمعية أصدقاء البيئة
وأضاف: “إن الالتزام باستخراج التصريح هو من طاعة ولي الأمر في المعروف، قال الله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم}، والنصوص في ذلك كثيرة، وكلها تؤكد وجوب طاعة ولي الأمر في المعروف، وحرمة مخالفة أمره، والالتزام باستخراج التصريح من الطاعة في المعروف، يُثاب من التزم به، ويأثم من خالفه، ويستحق العقوبة المقرَّرة من ولي الأمر”.