مطاردة أشباح.. كيف تؤثر الأنقاض والأنفاق على التوغل البري الإسرائيلي المحتمل بغزة؟
تاريخ النشر: 21st, October 2023 GMT
قال تقرير لصحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، إن التدخل البري الإسرائيلي المحتمل داخل قطاع غزة، يعتبر "اختبارا" لقدرة الجيش الإسرائيلي على الانتصار في "ساحة معركة حضرية فوضوية".
وتعد الأدغال والمستنقعات وقمم الجبال بيئات قتال وحشية، لكن تعقيد المدن أيضا يمكن أن يحبط حتى قوات النخبة.
وقال ليام كولينز، العقيد الذي خدم في القوات الخاصة التابعة للجيش الأميركي: "إن التضاريس أكثر تحديا من أي شيء آخر"، مضيفا أن "معظم الجيوش تكره حرب المدن، لدرجة أنهم يضعون في عقيدتهم تجنبها".
وعندما قاتلت إسرائيل آخر مرة في قطاع غزة عام 2014، كان جندي المشاة الإسرائيلي، أرييل برنشتاين، يبلغ من العمر 20 عاما، وقال مسترجعا ذكريات المعركة، إنها بمثابة "مطاردة أشباح".
وطوال أسبوعين من الأسابيع السبعة التي دار فيها القتال عام 2014، احتمى برنشتاين ورفاقه في منزل ريفي فلسطيني، حيث تمكنوا من تفادي طلقات قناصة حماس.
وخلال ذلك الوقت، لم تتوغل إسرائيل سوى مسافة بسيطة في القطاع الفلسطيني، وكلفتها العملية مقتل 67 جنديا.
وفي السنوات التي تلت آخر قتال بري في غزة، طوّرت حماس، المصنفة إرهابية، شبكة أكثر تطورا من الأنفاق - المعروفة منذ فترة طويلة باسم "مترو غزة" - والتي يمكن أن تمنح مسلحيها ميزة في القتال.
وتمتد الأنفاق الواقعة أسفل قطاع غزة، والتي يبلغ طولها حوالي 40 كيلومترا وعرضها 12 كيلومترا، لمسافة تقدر بأكثر من 800 كيلومتر.
ويبلغ عمق بعض الأنفاق أكثر من 200 قدم تحت الأرض، لذلك فهي قادرة على تحمل القصف الجوي.
كما أن العديد من تلك الأنفاق الأرضية مجهزة بالأضواء وغرف التخزين والإمدادات والأسلحة، التي تسمح لمسلحي حماس بالبقاء مختبئين تحت الأرض لأيام، إن لم يكن لأسابيع.
وقال المستشار البارز في مركز راند للأبحاث الأمنية والخبير في شؤون الإرهاب، بريان مايكل جينكينز: "إن حرب الأنفاق وحرب المدن أمران صعبان بطبيعتهما". وتابع: "العديد من المزايا التي يتمتع بها الجيش الحديث تتراجع بسبب البيئة الحضرية".
"10 مقابل 1"وتمثل الأنفاق أيضا معضلة أخرى لإسرائيل، حيث يحتمل أن تُستخدم لإخفاء العديد من المدنيين الذين اختطفتهم حماس خلال هجوم 7 أكتوبر. وتناشد عائلات هؤلاء، الحكومة الإسرائيلية، أن تفعل كل ما في وسعها لتحرير أحبائهم.
وكان الرئيس الأميركي، جو بايدن، قد أعلن، الجمعة، إطلاق سراح رهينتين أميركيتين احتجزتهما حماس خلال هجومها على إسرائيل، الذي أسفر عن مقتل 1400 شخص، أغلبهم من المدنيين.
يذكر أن الرد الإسرائيلي على هجوم حماس، جاء من خلال غارات متواصلة لنحو أسبوعين، أسفرت عن مقتل أكثر من 4 آلاف شخص، معظمهم من المدنيين.
ونتيجة تلك الغارات الإسرائيلية، انهار عدد كبير من مباني القطاع الفلسطيني المحاصر، مما أدى إلى انتشار الأنقاض، التي تشكل عائقا إضافيا للجيش الإسرائيلي على الأرض.
ويمكن لتدمير المباني أن يقضي على بعض مراكز القيادة والسيطرة التابعة لحماس، وهذا يؤدي إلى تعقيد العمليات الدفاعية، لكنه يخلق أيضا أنقاضا تعيق التدخل البري.
وعلى الأرض، ستجلب إسرائيل وحدات المدفعية والدبابات وناقلات الجند المدرعة والقناصة والطائرات بدون طيار ومعدات التحكم عن بعد، والجرافات الضخمة والمروحيات والمقاتلات النفاثة، إلى أكبر حملة عسكرية لها على الإطلاق ضد حماس، وفقا لتقرير "وول ستريت جورنال".
وعادة ما يكون مسلحو حماس مزودين بصواريخ موجهة مضادة للدبابات، وقذائف صاروخية، وقنابل تزرع على الطرق.
وحصل الجيش الإسرائيلي على بعض المعلومات عما ستجلبه حماس إلى المعركة المحتملة، عندما قام بجمع الأسلحة من المسلحين القتلى المشاركين في هجوم 7 أكتوبر.
وتضمنت الأسلحة عبوات ناسفة قوية خارقة للدروع، قادرة على تفجير العربات المدرعة الإسرائيلية.
ويمكن للقتال في المناطق الحضرية أن يتطلب 3 أضعاف عدد القوات التي تتطلبها الظروف الأقل خطورة، حتى عندما تكون المدن خالية إلى حد كبير من المدنيين.
ولإيضاح الصورة، قال رئيس دراسات الحرب الحضرية في منتدى ماديسون للسياسات، جون سبنسر، إنه عندما تكون هناك حرب برية في مناطق مفتوحة، فإن القوات التي تشن الهجوم تحتاج إلى 3 جنود لمواجهة مقاتل واحد من الطرف الآخر الذي يتصدى.
وأضاف: "لكن داخل المدن، يمكن أن تصل النسبة إلى 10 مقابل شخص واحد".
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: الإسرائیلی على من المدنیین
إقرأ أيضاً:
الجيش الإسرائيلي يكشف عن إصابة 21 جنديا بغزة ولبنان في 24 ساعة
كشف جيش الاحتلال الإسرائيلي عن إصابة 21 جنديا بجروح في معارك قطاع غزة وجنوب لبنان خلال الساعات الـ24 الماضية.
ووفق موقع الجيش الإسرائيلي، بلغ عدد العسكريين الجرحى في غزة والضفة الغربية ولبنان 5282 منذ بداية حرب الإبادة الجماعية على غزة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، بينما كان عدد العسكريين الجرحى الثلاثاء 5261، مما يعني أن 21 جنديا أصيبوا خلال الساعات الـ24 الأخيرة.
وتفيد المعطيات بأن بين الجرحى 2402 من العسكريين أصيبوا بالمعارك البرية في غزة ارتفاعا من 2394 الثلاثاء، مما يعني إصابة 8 عسكريين في غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية.
ولم يحدد الجيش الإسرائيلي على موقعه مكان إصابة بقية العسكريين (13)، ولكن بياناته في الساعات الـ24 الماضية تحدثت عن إصابة جنود في جنوب لبنان.
واستنادا لمعطيات الجيش، قُتل 780 عسكريا منذ بداية الحرب، بينهم 368 في المعارك البرية المستمرة بغزة منذ 27 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وتشمل هذه المعطيات العسكريين الذي قتلوا وأصيبوا في غزة والضفة وداخل إسرائيل (أراضي 1948) وجنوب لبنان، ولا تشمل عناصر الشرطة وجهاز الأمن الداخلي (الشاباك) ومن تعتبرهم إسرائيل مدنيين.
لكن وزارة الدفاع الإسرائيلية أفادت في 25 أكتوبر/تشرين الأول الماضي بمقتل 890 من جنود وضباط الجيش والشرطة والأجهزة الأمنية منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول، وقالت إن هذا العدد يشمل جنود الجيش الإسرائيلي وأفراد الشرطة ومقاتلي جهاز الأمن الداخلي وحراس أمن المستوطنات، فضلا عن القتلى على جبهات غزة ولبنان والضفة الغربية.
وأسفرت حرب الإبادة الإسرائيلية بدعم أميركي على غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 عن نحو 146 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.
كما وسعت منذ 23 سبتمبر/أيلول الماضي نطاق الحرب لتشمل جل مناطق لبنان، بما فيها العاصمة بيروت، عبر غارات جوية، كما بدأت غزوا بريا في جنوبه.
وبينما تعلن إسرائيل جانبا من خسائرها البشرية والمادية في الحرب، تفرض الرقابة العسكرية تعتيما صارما على معظم الخسائر، وفق مراقبين.