تتعرض القوات الأمريكية في الشرق الأوسط مؤخراً لحالة عامة من القلق، بعد أن اعترضت سفينة تابعة للبحرية الأمريكية صواريخ أطلقها الحوثيون في اليمن، وذلك قبل تعرض قاعدتان أمريكيتان في سوريا لإطلاق نار، وأخيراً إطلاق طائرات مسيرة وصواريخ على قاعد عين الأسد الأمريكية في العراق.

وذكر تقرير لشبكة "سي إن إن" الأمريكية أن الحرب في قطاع غزة الآن تعطي أضواء تحذيرية من اشتعال الأزمات في المنطقة خلال الفترة المقبلة، حيث نشرت الولايات المتحدة مجموعتين من حاملات الطائرات في شرق البحر الأبيض المتوسط لردع إيران وحلفائها سوريا وحزب الله من فتح جبهات جديدة ضد إسرائيل.

ويوجد ألفان من مشاة البحرية الأمريكية على أهبة الاستعداد للانتشار في المنطقة.

حرب إقليمية

وأمضى وزير الخارجية الأمريكية أنتوني بلينكن سبع ساعات في الاجتماع مع مجلس الوزراء الحربي الإسرائيلي وليس مجلس الوزراء الإسرائيلي العادي، وفي الوقت نفسه، تقوم الولايات المتحدة بنقل كميات هائلة من الذخيرة والمعدات جواً لمساعدة المجهود الحربي الإسرائيلي.

وذكر تقرير "سي إن إن" أن كل ذلك يؤدي إلى  اقتراب الولايات المتحدة من التورط المباشر في حرب إقليمية في الشرق الأوسط. وهذه ليست مثل حملة عام 1991 لطرد جيش صدّام حسين من الكويت، أو غزو العراق عام 2003، وكلاهما سبقته أشهر من التخطيط والإعداد. ثم قامت الولايات المتحدة وحلفاؤها بتحديد الزمان والمكان وحجم الهجوم.
والآن، في أفضل الأحوال، تسعى الولايات المتحدة جاهدة للرد على أحداث خارجة عن سيطرتها إلى حد كبير، وأصبحت نقاط الضعف في الوجود العسكري الأمريكي المترامي الأطراف في جميع أنحاء الشرق الأوسط واضحة بشكل صارخ.

Seriously scary situation when it’s the United States saying, “hey, starting a wider war in the Middle East may not be prudent.” It’s like Snoop Dogg telling you to lay off the weed.https://t.co/Sm4L8qtY11

— Moti Gorin (@GorinMoti) October 21, 2023
المنافسات الإقليمية

لدى الولايات المتحدة قوات في شمال شرق وجنوب شرق سوريا، وهي الدولة التي يعمل فيها الجيش السوري، وقوات من روسيا وتركيا وإيران وحزب الله، ومجموعة من الفصائل المناهضة للنظام السوري، والميليشيات الكردية، فضلاً عن ما لا يزال مستمراً. فلول داعش النشطة. وتقصف إسرائيل بانتظام أهدافاً في سوريا، ويعتقد على نطاق واسع، أن آخرها، كما يُعتقد على نطاق واسع، هو مطاري حلب ودمشق، بهدف منع إيران من نقل الأسلحة والذخائر جواً.

وللولايات المتحدة أيضاً وجود عسكري في العراق، حيث يعمل عدد لا يحصى من الميليشيات المدعومة من إيران والمسلحة جيداً بشكل مستقل إلى حد كبير عن الحكومة في بغداد.


وعلى الرغم من عقود من العقوبات الصارمة التي فرضتها الولايات المتحدة، نجحت إيران في تطوير مجموعة من الأسلحة المتطورة. وقد اكتسب الحرس الثوري الإيراني خبرة قتالية قيمة في سوريا والعراق. وقدمت التدريب والأسلحة للحوثيين في اليمن والنظام السوري وحزب الله وحماس والجهاد الإسلامي.




وبينما يكلف نقل جندي واحد أو مشاة البحرية من الولايات المتحدة إلى الشرق الأوسط آلاف الدولارات، فإن الأمر لا يعدو أن يكون مجرد رحلة بالحافلة لجندي من الحرس الثوري الإيراني للوصول إلى بغداد أو دمشق أو بيروت.
ربما تمتلك الولايات المتحدة أقوى جيش في العالم، ولكن كما أثبتت الهزائم الأمريكية في فيتنام وأفغانستان، فإن هذا لا يضمن النصر على عدو مصمم وواسع الحيلة. أو، في حالة الشرق الأوسط اليوم.

Iranian-backed militias have conducted eight attacks over the past three days across the Middle East in a multi-theater escalation against the United States and #Israel. https://t.co/bZ26nmhrGa https://t.co/yhldiaK19T pic.twitter.com/owENBKF611

— ISW (@TheStudyofWar) October 21, 2023

ومع احتدام الحرب في غزة، ينظر الشرق الأوسط إلى الأمور بغضب. وفي الأردن، ولبنان، وليبيا، واليمن، وإيران، وتركيا، والمغرب، ومصر، اندلعت احتجاجات أخرى ضد إسرائيل، ولكن قدراً كبيراً من الغضب موجه أيضاً ضد الولايات المتحدة، الداعم الأكثر صوتاً وإصراراً وكرماً لإسرائيل.



وختم التقرير قائلاً "هذا يكفي لإبقاء الأعصاب متوترة، لكنه ليس كافياً حتى الآن للتعجيل بحرب شاملة، ولا يكفي حتى الآن لجر الولايات المتحدة إلى الصراع. لكن الاحتمال الحقيقي  مازال موجوداً. لقد أصبحت كل القطع جاهزة الآن لكي ينفجر الخلاف الإسرائيلي المستمر منذ عقود مع الفلسطينيين ليتحول إلى كارثة إقليمية. وربما تكون الولايات المتحدة في منتصفها".



المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة أمريكا الولایات المتحدة الشرق الأوسط

إقرأ أيضاً:

الولايات المتحدة تعلن اكتمال انسحابها من النيجر

أعلن الجيش الأميركي -أمس الاثنين- اكتمال سحب قواته من النيجر وفق اتفاق مع السلطات هناك في أعقاب انقلاب عسكري في يوليو/تموز سنة 2023 أطاح الرئيس المنتخب محمد بازوم، مما دفع واشنطن إلى تعليق معظم تعاونها مع نيامي ومن ذلك التعاون العسكري.

وردّ المجلس العسكري الحاكم بالطلب من واشنطن سحب قواتها من البلاد، كما بدأت الدولة الواقعة في غرب أفريقيا تقاربا متزايدا مع روسيا، منافسة الولايات المتحدة إستراتيجيا في أماكن متعددة من العالم بينها القارة الأفريقية.

وقال الجيش الأميركي إنه سحب ما يقرب من ألف عسكري إذ كانت الولايات المتحدة شريكا رئيسيا للنيجر في الحرب على المتمردين في منطقة الساحل بأفريقيا، الذين قتلوا آلاف الأشخاص وشردوا ملايين آخرين.

وفي مارس/آذار الماضي، انسحبت النيجر من اتفاقية تعاون عسكري موقعة عام 2012 مع الولايات المتحدة، معتبرة أن واشنطن "فرضتها أحاديا".

وتبحث الولايات المتحدة عن خطة بديلة في غرب أفريقيا، لكن العملية بطيئة، ويحذر المسؤولون الأميركيون من أنه أصبح من الصعب مراقبة "حركات التمرد المتنامية" في غرب أفريقيا.

وتم تنفيذ الانسحاب الأميركي من النيجر على مراحل، فقد انسحبت القوات والأصول الأميركية من القاعدة الجوية 101 في نيامي في 7 يوليو/تموز، ومن القاعدة الجوية 201 في أغاديز في 5 أغسطس/آب، ليكتمل الانسحاب بحلول الموعد النهائي في 15 سبتمبر/أيلول.

وقالت القوات الأميركية في بيانها "على مدى العقد الماضي، قامت قواتنا بتدريب قوات النيجر ودعمت مهام مكافحة الإرهاب التي يقودها الشركاء ضد تنظيم الدولة الإسلامية والقاعدة في المنطقة، وإن وزارة الدفاع الأميركية ووزارة الدفاع الوطني بالنيجر تعترفان بالتضحيات التي قدمتها قوات البلدين".

مقالات مشابهة

  • الولايات المتحدة تهنئ اليمن على الريادة في الشرق الأوسط
  • السفارة الأمريكية تهنئ اليمن كونه أول دولة في الشرق الأوسط تتمتع بإمكانية الانترنت الفضائي "ستارلينك"
  • الولايات المتحدة: تهانينا لليمن على كونها أول دولة في الشرق الأوسط تستخدم هذه التقنية
  • الولايات المتحدة تهنئ اليمنيين بإدخال تقنية اتصالات هي الأولى من نوعها في الشرق الأوسط
  • البنتاجون: لا تعديل لوضع القوات الأمريكية في الشرق الأوسط بعد تفجيرات لبنان
  • الولايات المتحدة تعلن اكتمال انسحابها من النيجر
  • العرب في مصيدة الانتخابات الأمريكية
  • رئيس إيران: لا نعادي الولايات المتحدة
  • ما دلالات هروب حاملة الطائرات الأمريكية “روزفلت” من الشرق الأوسط؟
  • انتخابات البلديات في شرق سوريا.. لماذا لا تدعمها واشنطن؟