المباني المتصدّعة قنبلة موقوتة.. ومبنى المنصورية أول الغيث
تاريخ النشر: 21st, October 2023 GMT
خطفت حرب غزة الأنظار عن الداخل اللبناني، فسقط مبنى سكني في المنصورية وسقط معه العشرات بين قتلى وجرحى من دون أن تحتل هذه المأساة عناوين الصحف والنشرات الإذاعية والتلفزيونية. فما بين انفجار مرفأ بيروت والهزة التي ضربت لبنان في السادس من شباط الماضي، مئات المباني لكي لا نقول الاف المباني باتت مهدّدة بالسقوط.
حواط: لا أموال
عضو لجنة الأشغال العامة والنقل النائب زياد حواط أشار في حديث عبر "لبنان 24"الى أن السلامة العامة في المباني المتصدّعة باتت أمراً خطيراً للغاية، وكارثة منطقة المنصورية قد تتكرّر في أي وقت وفي أي منطقة، مؤكداً أن العديد من العوامل تؤدي الى هذه الانهيارات، ولعل أبرزها الانهيار المالي والاقتصادي وعدم قدرة الأفراد على القيام بالصيانة الضرورية، لا سيما بعد ما تعرضت له هذه المباني من اهتزازات نتيجة انفجار 4 آب ونتيجة الهزة التي ضربت لبنان في شباط الماضي، هذا فضلاً عن أن المناطق البعيدة عن العاصمة تحتاج الى كشف دوري أكبر على المباني ومقاربة أخرى في طريقة التعامل مع تلك المهدّدة بالسقوط.
حواط إعتبر أن أي خطوة لا تترافق مع خطة مالية ومسح شامل وكامل، ستكون بمثابة كلام من دون معنى، مشدّداً على ضرورة أن يقوم الجيش والبلديات والهيئة العليا للإغاثة بمسح شامل لكل المناطق، والعمل على تجنّب وقوع مزيد من الكوارث، إلا أن هذا الأمر يتطلب الكثير من الأموال التي باتت اليوم غير موجودة لدى الدولة اللبنانية، حتى لدى المواطنين اذا ما طُلب منهم إخلاء منازلهم.
نقابة المهندسين تحقق
وبحسب معلومات ل "لبنان ٢٤ " فإن نقابة المهندسين فتحت تحقيقاً بالموضوع بطلب من النقيب عارف ياسين، وكذلك فعل محافظ جبل لبنان القاضي محمد مكاوي بطلب من وزير الداخلية والبلديات القاضي بسام مولوي، إلا أنه وقبل البدء في التحقيق فإن المسؤولية تقع على عاتق ٣ جهات: البلدية والمهندس المشرف على أعمال الدعم، وسكان ومالكي البناء.
الزهيري: أعباء جديدة لم تكن في الحسبان
رئيسة الهيئة اللبنانية للعقارات المحامية أنديرا الزهيري إعتبرت، أنه وفي ظل الفوضى والتقصير المقصود وغير المقصود نجد أنفسنا أمام أعباء جديدة لم تكن في حسبان كل مواطن لبناني، من الوضع الاقتصادي والمعيشي والأمني الراهن الى انعدام الثقة بالقطاع المصرفي، مشيرةً الى أنه لم يعد بمقدور اللبناني أن يلجأ الى المصارف من أجل الحصول على قرض إسكان أو شراء منازل، ما يؤدي الى غياب الصيانة لانعدام قيمة بدلات الإيجار وعدم تقديم الدولة أي دعم للمالكين لجهة مواد البناء أو الإعفاء من الرسوم والضرائب، والتأخر ببتّ الملفات العالقة أمام القضاء خلق نفوراً وحدةً بين المواطنين أنفسهم.
وقالت في حديث عبر "لبنان ٢٤" نعم "نحن في خطر فالأبنية متهالكة و متصدّعة ومرّت عليها الحروب والنزاعات والكوارث الطبيعية وانفجار مرفأ بيروت، بالإضافة الى العقارات التي صُنّفت ضمن الأبنية التراثية، والتي جُمّدت صلاحية أصحابها بالتصرّف بملكيتها، فنحن أمام محنة جديدة نتيجة الخلل في الأداء السياسي وحرمان المواطن من أبسط حقوقه الدستورية والتعدّي على الملكيات الفردية وعدم تسريع البتّ في الملفات العالقة أمام المحاكم...
أما بالنسبة للمسؤوليات، فتؤكد الزهيري أنه لا يمكن تحميل المالك القديم مسؤولية، وخصوصاً بعدما تدخّل المشرّع في العقد وقيّد صلاحيات المالك من دون تعويض أو مساعدة أو دعم، ولا يمكن تحميل كل المسؤولية لإجراء المسح النهائي للأبنية القديمة على عاتق نقابة المهندسين، داعيةً الى وضع خطة معتدلة وتخطيط وإدارة كوارث منظّمة ومدعمة ومموّلة لمعالجة الحالة الشاذة التي أوجدتها الحكومات المتعاقبة، سواء من قوانين غير مدروسة أو إهمال أو رمي المسؤوليات على غيرها...
وقعت الكارثة في المنصورية، وقبلها منذ أشهر في النبعة وبيروت وطرابلس، ومع وقوع مثل هذه الكوارث، لن يتوقف عدّاد إنهيار المباني المتصدّعة ومقتل المدنيين الأبرياء، فهذا الموضوع يحتاج الى حل جذري وسريع، فهل مَن يتحرّك قبل فوات الآوان؟ المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
جباليا تتحول إلى مدينة أنقاض بفعل العدوان الإسرائيلي.. تدمير 70% من المباني
من مهد انتفاضة الحجارة عام 1987 إلى مدينة إطلال يسكنها الدمار والموت، جباليا تلك المدينة المحاصرة في شمال قطاع غزة منذ أكتوبر الماضي باتت الآن شاهدة على كل أشكال الجرائم التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي منذ بداية العدوان على القطاع، لا سيما الحصار الأخير على الشمال الذي بدأ في أكتوبر الماضي، وهو ما جاء في تقرير تلفزيونيًا عرضته قناة «القاهرة الإخبارية»، بعنوان: «بعد أن كانت الأكثر ازدحاما بالسكان.. جباليا تتحول إلى مدينة أنقاض وأشباح بفعل العدوان الإسرائيلي».
تدمير 70% من المباني بجبالياما ارتكبه الاحتلال الإسرائيلي من إبادة جماعية وتدمير وانتهاكات في شمال غزة لم يعد خافيا حتى على الإعلام الإسرائيلي، فقد وصف عاموس هاريل المحلل العسكري الإسرائيلي جباليا في مقال نشرته صحيفته «هارتس» بأنها مدينة أشباح بعد أن كانت قبل الحرب أحد أكثر الأماكن ازدحاما.
الكاتب الإسرائيلي كشف أن الجيش الإسرائيلي دمر 70% من المنازل والمباني في مخيم جباليا نتيجة القصف الإسرائيلي وعملية التجريف لأراضي المدينة، حتى المباني القليلة المتبقية تضررت وتشوك على السقوط.
تدمير البنية التحتية للكهرباءنشرت صحيفة «هارتس» في تفاصيل مقال وصفها لجباليا، أن مخيم المدينة لم يعد صالح للعيش نهائيًا بعد أن أقدم الاحتلال ليس فقط على تدمير المنازل بل كذلك البنية التحتية للكهرباء والمياه والصرف الصحي كما أعدم كل مقدرات الحياة ونسف أبراجا سكينة كانت تضم عشرات الوحدات السكنية.
وبحسب صحيفة «هارتس» أجبر الاحتلال نحو 69 ألف فلسطيني على النزوح قسريًا من مخيم جباليا تحت تهديد الدبابات وقصف المدفعية.
وفي الشمال من جباليا تحديدا في بيت لاهيا تقف مستشفى كمال عدوان هناك صامدة في وجه العدوان الإسرائيلي الذي يستهدفها بشكل يومي كهدف عسكري، ورغم أن المستشفى تعد آخر ملاذ للمصابين والمرضى في قطاع شمال قطاع غزة، إلا أن الاحتلال طالب بإخلاء المستشفى في ظل عجز الطاقم الطبي عن نقل المرضى والجرحى.