الجزيرة:
2025-04-17@16:31:52 GMT

خريطة جديدة للفضاء تضم ما يقرب من 400 ألف مجرة قريبة

تاريخ النشر: 21st, October 2023 GMT

خريطة جديدة للفضاء تضم ما يقرب من 400 ألف مجرة قريبة

سعى علماء الفلك منذ فترة طويلة إلى رسم خريطة للسماء ليلا، ليس فقط لاستكمال تصوراتنا للكون الذي نعيش فيه، ولكن أيضا لدعم المزيد من الأبحاث، إذ تخدم تلك المجموعات الشاملة للأجسام الفلكية العديد من الأغراض العلمية المتعلقة بعلم الفلك والفيزياء الفلكية.

مع ذلك، يجب تحديث هذه الموارد العلمية بشكل دوري لتعكس التحسينات التكنولوجية المستمرة للتلسكوبات، وضمن هذا السياق، أنشأ علماء الفلك أطلسا تفصيليا لما يقرب من 400 ألف مجرة في جوارنا الكوني.

وتم تجميع الأطلس الذي سمي "أطلس سيينا للمجرات" باستخدام بيانات من تلسكوبات "نويرلاب" التابعة للمؤسسة الوطنية الأميركية للعلوم، وهو مصمم ليكون أطلس المجرات الرقمي المخصص للمجرات الكبيرة، ويقدم كنزا من المعلومات للباحثين الذين يدرسون كل شيء بدءا من تكوين المجرات وتطورها وحتى المادة المظلمة وموجات الجاذبية. كما أنه متاح مجانا عبر الإنترنت ليستكشفه الجمهور. وقد تم تقديم هذا الأطلس في ورقة بحثية تظهر في السلسلة الإضافية لدورية "ذا أستروفيزيكال جورنال".

خلاصة 3 مسوحات

أطلس سيينا للمجرات، عبارة عن تجميع للبيانات من 3 مسوحات تم إنجازها بين عامي 2014 و2017، تم تنفيذها لتحديد أهداف المجرات، وتم جمع البيانات في مرصد سيرو تولولو للبلدان الأميركية، ومرصد كيت بيك الوطني، وكلاهما من برامج "نويرلاب"، وفي مرصد ستيوارد بجامعة أريزونا.

استخدمت المسوحات أحدث الأدوات في التلسكوبات التي تديرها "نويرلاب"، وتم تقديم بيانات المسوحات، بالإضافة إلى نسخة قابلة للاستعلام من "أطلس سيينا للمجرات" الكامل، إلى المجتمع الفلكي عبر منصة العلوم "أسترا داتا لاب"، وأرشيف البيانات الفلكية في مركز العلوم والبيانات المجتمعي التابع لـ"نويرلاب".

ويحتوي أطلس سيينا للمجرات على بيانات إضافية من مسح أجراه القمر الصناعي مستكشف المسح بالأشعة تحت الحمراء واسع النطاق التابع لناسا، والذي تمت إعادة معالجته بواسطة آرون مايسنر، عالم الفلك في "نويرلاب".

التقطت هذه المسوحات صورا بأطوال موجية بصرية وتحت الحمراء لرسم مساحة إجمالية قدرها 20 ألف درجة مربعة، أي ما يقرب من نصف سماء الليل، مما يجعلها من بين أكبر مسوحات المجرات.

وبجمع هذه الثروة من المعلومات معا في مكان واحد، يقدم أطلس سيينا للمجرات بيانات دقيقة عن مواقع وأشكال وأحجام مئات الآلاف من المجرات الكبيرة القريبة نسبيا. إلى جانب ذلك، فإن البيانات الموجودة في الأطلس تحقق أيضا مستوى جديدا من الدقة.

الفسيفساء الضوئية لـ 42 مجرة يضمها أطلس سيينا للمجرات (نويرلاب – المؤسسة الوطنية للعلوم) أطلس للباحثين والجمهور العام

يعتمد أطلس سيينا للمجرات على عدة قرون من الجهود لرسم سماء الليل. كان "كتالوج السدم والمجموعات النجمية" الشهير الذي نشره عالم الفلك الفرنسي تشارلز ميسييه عام 1774 بمثابة علامة بارزة، كما كان "الكتالوج العام الجديد للسدم ومجموعات النجوم" الذي نشره جون لويس إميل دراير عام 1888.

وفي عام 1991، قام علماء الفلك بتجميع "الفهرس المرجعي الثالث للمجرات الساطعة"، وقد تم نشر العديد من أطالس المجرات القيمة الأخرى على مدى العقدين الماضيين، لكن معظمها يعتمد على قياسات اللوحة الفوتوغرافية في الفهرس المرجعي الثالث للمجرات الساطعة، أو يفتقد أعدادا كبيرة من المجرات. وبما أن أطلس سيينا للمجرات يستخدم الصور الرقمية الملتقطة بأدوات حساسة للغاية، فإنه يمثل تحسنا كبيرا في جودة البيانات واكتمالها.

ويشرح أرجون داي، عالم الفلك في "نويرلاب" الذي شارك في المشروع، في البيان الصحفي المنشور على موقع "فيز دوت أورغ " قائلا إن مجموعات المجرات السابقة كانت تعاني من مواقع وأحجام وأشكال غير صحيحة للمجرات، كما احتوت أيضا على معلومات عن أشياء لم تكن مجرات، بل نجوما أو غيرها. وقد تجاوز أطلس سيينا للمجرات كل هذا.

ويقود هذا المورد متعدد الاستخدامات التقدم في العديد من فروع علم الفلك والفيزياء الفلكية من خلال مساعدة العلماء في العثور على أفضل عينات المجرات للمراقبة والدراسة من قبل الباحثين. مع ذلك، يشار إلى أن الأطلس ليس مخصصا للباحثين الأكاديميين فقط؛ فهو متاح للعرض مجانا عبر الإنترنت لأي شخص يرغب في التعرف على ركننا من الكون بشكل أفضل.

المصدر: الجزيرة

إقرأ أيضاً:

زيارة السيسي إلى قطر والكويت: دبلوماسية تعيد رسم خريطة الشرق الأوسط

في توقيت بالغ الدقة، تأتي زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى دولتي قطر والكويت لتؤكد مجددًا أن القيادة السياسية المصرية تُجيد قراءة المتغيرات وتوظيفها ببراعة لصالح الدولة. لم تعد القاهرة مجرد طرف في معادلات المنطقة، بل أصبحت بوصلة يُعاد وفقها ترتيب الحسابات.

قبل سنوات، كانت قطر رأس حربة في مشروع تقسيم الشرق الأوسط عبر تمويل جماعات الإسلام السياسي، وعلى رأسها جماعة الإخوان الإرهابية. سارت حينها في فلك يخدم أجندات الفوضى الخلاقة، وسخّرت أدواتها الإعلامية لضرب استقرار الدول. لكن المعادلة تغيرت، وبفضل القيادة السياسية المصرية، نجحت القاهرة في تفكيك ذلك المشروع، وإعادة ضبط العلاقة مع قطر. اليوم، لم تعد الدوحة في موقع الخصومة، بل أصبحت شريكًا استراتيجيًا وأداة فاعلة ضمن مساعي إنهاء الحرب في غزة، في تنسيق مصري- قطري يعكس نضجًا سياسيًا يُحسب للطرفين.

أما الكويت، التي مرت علاقتها بمصر بمرحلة من البرود، فقد عادت إلى موقعها الطبيعي كداعم استراتيجي، بعدما تيقنت أن القاهرة هي الضامن الحقيقي للاستقرار. الزيارة الأخيرة فتحت أبواب التعاون، وجددت الثقة المتبادلة، وأعادت العلاقات إلى عمقها التاريخي.

ولا يمكن إغفال الأثر الكبير لزيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى القاهرة، التي شكلت نقطة تحول في نظرة القوى الكبرى إلى مصر. ما شهدته تلك الزيارة من استقبال استثنائي وحوار سياسي عميق، قدّم صورة واضحة عن دولة باتت تتعامل بندية واحترام مع العالم. لقد أعادت هذه الزيارة ترتيب الكثير من الحسابات، وجعلت عواصم عدة تهرول إلى القاهرة لكسب هذا الحليف القوي، الذي يثبت يومًا بعد يوم أنه لا ينكسر ولا يساوم.

الملف الفلسطيني كان حاضرًا بقوة، لا سيما في ظل التصعيد الإسرائيلي في غزة. زيارة السيسي إلى قطر جاءت في إطار مبادرة مصرية حقيقية لوقف إطلاق النار وإنهاء الكارثة الإنسانية. التحول القطري في هذا الملف لم يكن وليد اللحظة، بل ثمرة لجهد مصري طويل أعاد توجيه بوصلة السياسات القطرية لتصبح جزءًا من الحل. مصر، بعلاقاتها التاريخية مع السلطة الفلسطينية والفصائل، تستثمر هذا الرصيد لتقود مسار التسوية في ظل صمت دولي وعجز أممي.

الجانب الاقتصادي حظي كذلك باهتمام كبير، إذ أعلنت قطر والكويت عزمهما ضخ استثمارات بمليارات الدولارات في السوق المصري، في قطاعات حيوية كالبنية التحتية، والطاقة، والسياحة، والعقارات. تلك الاستثمارات تمثل شهادة ثقة في الاقتصاد المصري، وفرصة لتعزيز النمو وخلق فرص عمل، في وقت تشهد فيه الأسواق العالمية اضطرابًا.

ما تحقق خلال هذه الجولة الدبلوماسية يؤكد براعة مصر في إدارة التوازنات السياسية والاقتصادية، ويُظهر قدرتها على التأثير الإقليمي الهادئ دون ضجيج. الرئيس السيسي لا يطرق الأبواب طلبًا للدعم، بل يفرض احترامه بسياسات رشيدة ومواقف ثابتة تستند إلى رؤية وطنية وشعبية صلبة.

بهذا النهج، انتقلت مصر من موقع الدفاع إلى موقع التأثير وصناعة القرار. دبلوماسية هادئة، لكنها تُغيّر موازين القوى، وتصنع واقعًا جديدًا عنوانه: مصر أولًا.. .والعرب أقوياء بوحدتهم.

مقالات مشابهة

  • إنشاء خريطة ثلاثية الأبعاد لدماغ فأر لا يتعدى حبة رمل
  • معهد الفلك: غرة شهر ذوالقعدة 29 أبريل
  • خريطة مواقف الأطراف في مفاوضات وقف الحرب على غزة
  • طاقم نسائي بالكامل يسافر للفضاء في رحلة سياحية
  • عجز الموازين التجارية.. هل يعيد تشكيل خريطة الاقتصاد العالمي؟
  • استشاري: السموم التي تخرج من الشموع العطرية قريبة من السجائر ..فيديو
  • رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية يعلن عن زيارة قريبة له إلى إيران
  • زيارة السيسي إلى قطر والكويت: دبلوماسية تعيد رسم خريطة الشرق الأوسط
  • محكمة في بنغلاديش تصدر أمرا بالقبض على نائبة بريطانية قريبة للشيخة حسينة
  • ترامب يتحدث عن قرارات قريبة بشأن إيران.. كرر تهديداته باستهداف منشآتها النووية