لماذا يخاف مصريون من منح السيسي تفويضهم الثاني؟.. توقعات بتوابع مرعبة
تاريخ النشر: 21st, October 2023 GMT
أعلن سياسيون وحقوقيون وكتاب وإعلاميون ومعارضون مصريون رفضهم منح رئيس النظام عبدالفتاح السيسي، تفويضا شعبيا جديدا طلبه من المصريين الأربعاء الماضي، لدعمه في قرار منع نزوح أهالي غزة الذين يتعرضون للقصف والقتل من قبل الاحتلال الإسرائيلي، إلى شبه جزيرة سيناء المصرية.
ويتعرض أهالي قطاع غزة لقصف إسرائيلي دموي أودى بحياة نحو 4 آلاف فلسطيني منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، وسط ضغوط إسرائيلية وأمريكية لتهجير أهالي غزة إلى شمال سيناء.
السيسي، وخلال مؤتمر صحفي الأربعاء، مع المستشار الألماني أولاف شولتس، بالقاهرة، أكد على إمكانية حشد ملايين المصريين للتظاهر رفضا لتوجه إسرائيل بمباركة أمريكية لتهجير الفلسطينيين من غزة إلى سيناء.
وخلال ساعات خرجت الدعوات المطالبة بحشد المصريين بالميادين مع صيغة تفويض تقول: "أفوض أنا المواطن المصري/.. الرئيس عبدالفتاح السيسي في: حماية أرض مصر من المخاطر والحرب مع إسرائيل وإنهاء مسيرة سلام استمرت عقودا". و"حماية سيناء من مخطط تحويلها لمسرح حرب وعمليات عسكرية". و"حماية الفلسطينيين ببقائهم على أرضهم، فلا أرض بلا شعب". و"حماية القضية الفلسطينية من الاندثار إلى الأبد حال تهجيرهم إلى مصر والأردن".
والخميس، حصل السيسي، على تفويض البرلمان بغرفتيه (النواب والشيوخ)، يمنحه حق اتخاذ إجراءات لحماية الأمن القومي، وتأمين حدود البلاد، ودعم الفلسطينيين.
وخرجت تظاهرات حاشدة بأغلب الجامعات، وببعض ميادين القاهرة والمحافظات، الخميس، الأمر الذي تكرر بشكل أوسع عقب صلاة الجمعة، استكمالا لمشهد تسيير تظاهرات بأوامر أمنية وبحراسة شرطية.
واحتشد فنانون بنقابة المهن التمثيلية، وأعلنوا منح السيسي التفويض المطلوب، فيما تبنت أحزاب السلطة وبينها "مستقبل وطن"، و"حماة وطن"، عمليات نقل المتظاهرين وحشدهم للميادين.
ووفق موقع "الأهرام" الحكومي، ردد المتظاهرون "شعارات تأييد وتأكيد المضي قدما خلف القيادة السياسية وتفويضا لها بكل ما تراه لصالح القضية الفلسطينية وحماية الأمن القومي المصري".
"تفويض بالدم"
وتثار المخاوف من التفويض الجديد، لأن السيسي، طلب ذات التفويض من المصريين 24 تموز/ يوليو 2013، وكانت نتيجته أعمال قتل وحرق للمصريين بميادين "رابعة العدوية والنهضة" وغيرها، وسجن آلاف الأبرياء، وغلق المجال العام، والتفريط بممتلكات وأصول المصريين.
وكتب مؤسس الحركة المدنية الديمقراطية في مصر يحيى حسين عبدالهادي، عبر "فيسبوك"، تحت عنوان: "استَقْوِ بشعبك ولا تَنْسَ خطوطه الحمراء"، مخاطبا السيسي: "لا تُقايض أرضا بأرض، ولا تُقايض أرضا بمال ولو منحوك الذهب... ".
وأشار إلى أن "الشكوك والهواجس لها ما يبررها، فالسوابق مزعجة، أقَّلُها أن شبح ما يُسَّمَى صفقة القرن لا يزال يُحَّلِقُ فوق رؤوسنا... ".
ودعا المعارض والحقوقي المصري أسامة رشدي، المصريين للتوقف عن "منح التفويضات على بياض لهذا المنقلب الذي كذب، ويكذب على الجميع، ولا يعلم أحد نواياه الحقيقية التي نكتشف كوارثها بعد فوات الأوان".
من جانبه، قال الإعلامي حافظ الميرازي: "لا أفهم الغرض من ترويج هذا التفويض الذي تنشره صحيفة مملوكة للأمن، لإعطاء رئيس الجمهورية صلاحيات وكأنه لا يملك كل الصلاحيات والسلطات المطلقة مجتمعة... ".
وأكد أنها "حركات غوغائية ينقصها التوقيع بالدم على وثيقة تأييد للزعيم القائد الملهم".
الحقوقي المصري بهي الدين حسن، أعلن أنه "ضد تفويض السيسي"، قائلا: "لا يؤتمن على أرض (تيران وصنافير)، ولا اقتصاد، ولا مياه النيل، ولا أرواح المصريين التي أهدرها بمذابح ماسبيرو، ومحمد محمود، واستاد بورسعيد، ورابعة".
ويرى الحقوقي ناصر أمين، أن "الدعوة إلى تفويض؛ استغلال رخيص لمعاناة شعب يتعرض للقتل دون حماية، ورقص على جثث أطفال غزة، لتحقيق مصلحة داخلية".
وذهب الكاتب والروائي إبراهيم عبدالمجيد، للقول: "كلما سمعت كلمة تفويض، سلمت أمري إلى الله في هذا البلد".
وأكدت حركة "الاشتراكيين الثوريين" أن "سنوات التفويض الأول لم تشهد سوى تكديس السجون والإفقار وإغراق البلاد في الديون والتفريط في الجزر المصرية، ومشاركة العدو الصهيوني في حصار غزة، وتهجير أهل رفح المصرية"، مضيفة: "التفويض الثاني لا يعني سوى المزيد مما سبق".
ويظل السؤال حاضرا حول مخاطر منح المصريين للسيسي التفويض الثاني، والتوابع المحتملة عقب ذلك التفويض، والقرارات والإجراءات المتوقعة والتي يتخوف منها مصريون، واحتمالات أن تتعدى توابع تفويض 2013.
"هذا هو المؤكد"
السياسي المصري المعارض الدكتور عمرو عادل، قال لـ"عربي21"، إنه "اختراع جديد في السياسة والعمل السلطوي"، متسائلا: "بطلب تفويض من الشعب، أين إذا القانون والدستور والمؤسسات".
رئيس المكتب السياسي للمجلس الثوري المصري المعارض من الخارج، أكد أن "السيسي لا يحتاج لتفويض؛ فهو مستبد لأعلى درجة ويبطش ولا يبالي، هو فقط يريد توريط الشعب فيما لا يعلمه أحد".
وأضاف: "المؤكد أن السيسي، ومن ورائه الكثير من قيادات الجيش متصهينين حتى الثمالة؛ فهو يعمل لخدمة المصالح الصهيونية وضد المقاومة الفلسطينية قولا واحدا، وأي إجراء يبدو غير ذلك فهو جزء من عمل تكتيكي لا ندرك ما أهدافه النهائية".
ضابط الجيش المصري السابق، يرى أن "محاولة توريط الشعب في أي فعل من النظام الحالي لا يعني شيئا من الناحية العملية، فالشعب الآن بلا أي سلطة حقيقية؛ ولكنه يريد رسم هالة الزعامة المفقودة والكاريزما الغائبة، فلا قيمة عملية لمسالة التفويض غير تضخيم إحساس العظمة الزائف عنده".
وفي ختام حديثه "دعا السياسي المصري، الشعب المصري إلى "عدم الانجرار لهذا الكمين، وندعوه أيضا للنضال في كل شوارع مصر ليس فقط حفاظا على القضية الفلسطينية ولكن لإنقاذ مصر أيضا من كارثة مروعة في الأفق نتيجة لاستمرار هذا النظام العميل على رأس السلطة".
"طبخة على نار الصواريخ الصهيونية"
من جانبه، قال السياسي المصري والبرلماني السابق الدكتور محمد عماد صابر، في حديثه لـ"عربي21"، إن "توجهات هذا النظام من البداية معادية للشعب المصري ومهدرة لمصالحه ومعادية كذلك لقضايا الأمة ومتجاوزة لثوابتها".
وأضاف: "سبق لهذا النظام التفريط في حقوق مصر التاريخية بنهر النيل، والتنازل عن جزء من التراب الوطني في جزيرتي (تيران وصنافير)، وسبق له إخلاء شمال سيناء من سكانه وتهجيرهم قسرا وقصف بيوتهم بالصواريخ، وسبق لهذا النظام على لسان رئيسه الترحيب بصفقة القرن وبالمشاركة فيها".
صابر، أكد أن "هذه المقدمات تعني بوضوح قابلية هذا النظام للتفريط في الأرض والتماهي مع المشروع الأمريكي تحقيقا لمصالح النظام في البقاء ونيل رضا الأمريكان والصهاينة ولو على حساب الأمن القومي والتراب الوطني".
ويرى أن "ما رفع السقف ومزايدات النظام الحالية إلا مساومة رخيصة ومتاجرة بالدماء غايتها رفع الثمن في الصفقة التي تطبخ على نار الصواريخ الصهيونية".
ويعتقد أن "اليوم مختلف"، مؤكدا أنها "إبادة جماعية وتهجير قسرى، تتحرك فيه إسرائيل وأمريكا والغرب غير عابئة بالعرب والمسلمين، هذا هو المشهد؛ ولم يستطع السيسى أن يوقف طلقات الرصاص والقنابل الفوسفورية وأمنه القومي مهدد، ماذا فعل؟ لاشىء".
وقال: "يجب أن تكون رؤيتنا للحدث على قدره وليس إعادة وتدوير لكلام مل الجميع من سماعه"، موضحا أن "المتوقع لو لم يتحرك الشعب بقوة أن يبيع هذا النظام سيناء بثمن بخس كما باع (تيران وصنافير)". "وأن يتحول إلى خنجر مسموم في جسد الأمة وفي سويداء القضية الفلسطينية، ولن تعدم جوقته الإعلامية ساعتها حيل الدعاية السوداء من قبيل أنه تدخل لإنقاذ الفلسطينيين من المحرقة ومن حرب الإبادة".
وختم بالقول: "في حين أن المساعدة الحقيقية للفلسطينيين تكمن في فتح المعبر وإدخال المساعدات ولو عنوة وإمداد القطاع المحاصر بكل ما يحتاجه، وليس أبدا الاستمرار في حصارهم ثم المشاركة في تهجيرهم".
"لا حاجة لتفويض"
وفي حديثه لـ"عربي21"، تساءل الكاتب الصحفي أحمد حسن بكر: "هل السيسي بحاجة لتفويض لإدارة البلاد؟"، لافتا في إجابته إلى أن (المادة 139) بدستور 2014 حددت مهام رئيس الجمهورية، فيما يخص "الأمن القومي".
وأضاف: "أعطت (المادة 157) الحق لرئيس الجمهورية بإجراء استفتاء بالمسائل المتصلة بمصالح البلاد العليا، بما لا يخالف الدستور، كما اشترطت (المادة 152)، ضرورة أخذ رأى مجلس الدفاع الوطني، ومجلس النواب، حال قرر الرئيس شن حروب، أو إرسال قوات عسكرية بمهام قتالية خارج الوطن".
وأوضح أن "مجلس النواب، أكد على تفويض الدستور له بالحفاظ على أمن الوطن، ووحدة وسلامة أراضيه، وشن الحرب على أعداء الوطن، وحماية القضية الفلسطينية، ومنع تهجير شعب غزة والضفة الغربية".
وقال بكر: "إذا السيسي، ليس بحاجة لطلب تفويض، لأن الدستور منحه كل الصلاحيات، حتى إعلان حالة الطوارىء، والأحكام العرفية".
وفند الكاتب المعارض، نص التفويض المنشور بالصحف الحكومية، مشيرا إلى أن بند "حماية أرض مصر من المخاطر والحرب مع إسرائيل"، يتضح منه أنه "يريد تفويضا لحماية إسرائيل وطمأنتها، لتعربد وتقتل وتدمر، ولو طال تدميرها حدود مصر".
وأكد أن البند الثاني القائل بـ"حماية سيناء من مخطط تحويلها لمسرح حرب، وعمليات عسكرية، يريد منه السيسي، التأكيد على أنه لن يخوض حروب على أرض سيناء، ولو استدعت الضرورة".
وعن البند الثالث، في التفويض والذي يقول بـ"حماية الفلسطينيين بالبقاء على أراضيهم"، قال إنه "يمكن اعتباره مزايدة رخيصة، ومتاجرة باسم الفلسطينيين".
وتساءل: "كيف تحميهم على أراضيهم وحرب إبادة جماعية تقتلهم وتهدم منازلهم، وأنت كدولة مصرية لبت الأوامر الإسرائيلية بمنع دخول المساعدات الإنسانية الدولية من معبر رفح الذي قصفته إسرائيل 4 مرات؟".
"لهذا يخافون"
وفي إجابته على السؤال: لماذا يخاف مصريون من التفويض؟ قال بكر: "عام 2013، وإثر انقلابه على الرئيس الشرعي محمد مرسي، طالب السيسي، المصريين تفويضه للتصدي للإرهاب المحتمل، وبعد تفويض قطاع من الشعب له، ارتكب الكثير من الجرائم".
وأشار إلى مجازر المنصة، والحرس الجمهوري، ورابعة، والنهضة، وقبلهم ماسبيرو، ومحمد محمود، واعتقال آلاف المعارضين من كافة التيارات، وخاصة جماعة الإخوان المسلمين، التي أعدم المئات منها بأحكام مسيسة، وأدرج الآلاف على قوائم الإرهاب وترقب السفر والوصول.
وتابع: "أنهى كذلك على حرية التعبير والصحافة، ومنع حق التظاهر السلمي، وأطلق يد القوات المسلحة، والأجهزة الأمنية للسيطرة على الاقتصاد، ودشن مشروعات عديمة الجدوى دمرت الاقتصاد، ووقع لإثيوبيا على بناء سد النهضة، ما أدى لضياع حق مصر التاريخي بمياه النيل".
وقال الصحفي المصري، إنه "بنفس التفويض تنازل للسعودية عن جزيرتي (تيران وصنافير) الاستراتيجيتين، رغم حكم المحكمة الإدارية العليا، وتقرير هيئة المفوضين بمجلس الدولة بمصريتهما، مع التنازل عن حقوق مصر بحقول غاز شرق المتوسط لإسرائيل وقبرص".
وأوضح أنه "بذات التفويض، باع أصول الدولة الهامة والاستراتيجية، وطرح فكرة بيع قناة السويس، لسداد فوائد ديون بلغت قرابة 170 مليار دولار، ناهيك عن هدم المساجد والمنازل والمصانع بزعم إقامة مشروعات لا قيمة لها، وذلك مع إنهاء دور القوات المسلحة القتالي لحماية الأرض والأمن القومي إلى تربية الجمبري، وزراعة الطماطم والفلفل".
"توابع محتملة"
وعن التوابع المحتملة للتفويض الجديد، يتوقع بكر، "إتمام صفقة القرن، التي تعهد بدعمها، ومن بنودها بيع سيناء (خمس مساحة مصر)، لتكون وطنا بديلا للفلسطينيين".
كما توقع أيضا أن "يواصل السيسي سياسة البيع والتنازل عن ما تبقى من مصر، مقابل سداد فوائد وأقساط الديون، وتمرير مسرحية الانتخابات الرئاسية، واتخاذ إجراءات قمعية قاسية ضد كل من انتقده مؤخرا".
وأكد بكر،أن "الشعب يرى أن السيسي، يريد التفويض لمواصلة تدمير وبيع مصر، وتأمين إسرائيل، وإنهاء القضية الفلسطينية، وتدعيم سلطته الديكتاتورية، واكتساب شرعية زائفة".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية مصريون سيناء تفويض مصر سيناء تفويض طوفان الاقصي سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة القضیة الفلسطینیة تیران وصنافیر الأمن القومی هذا النظام أکد أن
إقرأ أيضاً:
فنانون مصريون لـ البوابة نيوز: المشاركة في أيام الشارقة التراثية فرصة للتعرف على ثقافات الشعوب
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
تُعد «أيام الشارقة التراثية» والتي تأتي تحت رعاية الشيخ الدكتور محمد بن سلطان القاسمي حاكم الشارقة وعضو مجلس الأمناء، واحدة من أهم المهرجانات التي رسخت اسمها ضمن أحد أهم المشروعات الثقافية والحضارية التي تحرص على الحفاظ على التراث والموروث الثقافي الشعبي، فعلى مدار الـ 24 عامًا شهدت إمارة الشارقة حدثًا ثقافيًا واستشرافيًّا كبيرًا، يهتم بالتراث والموروث الثقافي، ويحمل في طياته الهم الأكبر والحرص الشديد على استمرار هذا الإرث الثقافي، ونقله إلى الأجيال الجديدة، حتى يحقق الاستمرارية وصون التراث الإنساني سواء في الإمارات او في مختلف الدول، وحتى لا يتعرض هذا الإرث إلى الاندثار.
وتأتي أيام الشارقة التراثية في دورتها الـ 22 والتي حملت شعار «جذور» وأقيمت خلال الفترة من 12 وحتى الـ 23 من فبراير الجاري، وتحل دول مجلس التعاون الخليجي دول ضيف الشرف لهذه العام، وامتدت الأيام إلى سبع مدن في إمارة الشارقة وهم مدينة كلباء ومليحة، والذيد وخورفكان ودبا الحصن والحمرية، فمهرجان أيام الشارقة التراثية ليس مجرد مهرجان ولكنه محطة مهمة لتلاقى ثقافات الشعوب.
لوحة فنية
إن مرورك بساحه السور أو في مدينة دبا الحصن وكأنك عدت بعجلة الزمن إلى الوراء فتجد نفسك أمام كرنفال شعبي تغمره الأزياء التقليدية إذا تتوافد الأسر من أباء وأبناء وفتيات صغار يرتدن الزي التراثي التقليدي مع جدائل الشعر المنسدلة وراء ظهورهن مع سماع الموسيقى التقليدية وحفل زفاف تقليدي بأغانيه ودقات الطبول والرقصات الشعبية، وفي حد الأركان تسمع صوت أم كلثوم يخرج من الجرامافون وتجد نفسك أمام شرائط الكاسيت لأم كلثوم وعبد الحليم ووردة وعبد الوهاب وأحمد عدوية وغيرهم الكثير إذا تعرض شركة صوت القاهرة للصوتيات والمرئيات كأحد العارضين وباعتبار أن القوة الناعمة المصرية متجسدة وحاضرة وبقوة في أيام الشارقة التراثية هذا بالإضافة إلى العارضين من مختلف المناطق المصرية سواء من القاهرة والمدن التراثية أو من كفر الشيخ وكان لـ "البوابة" نيوز لقاءًا مع بعض العارضين والذي عبروا عن سعادتهم بالمشاركة في أيام الشارقة التراثية والتي يعتبرونها فرصة كبيرة للتلاقي بالثقافات الأخرى.
أيه حافظ
الحرفيون هم حماة التراث، الذين يسعون جاهدين لنقل مشعل الثقافة من جيل إلى جيل، وهنا تقول أيه حافظ فنانة متخصصة في فن التطريز :"أن فن التطريز هو فن النقش على الاقمشة والتي تستخدمه لإظهار ثقافات الشعوب المختلفة عبر العصور ، حيث نقوم باستخدام الخيوط ممزوجة بالأقمشة والتي نعيد استخدامه في الكثير المتعلقات الشخصية كالشنط والملابس والتي نقوم بالطريز عليه بالخيوط والاستخدامات"
وعن بداية علاقتها بفن التطريز ، أوضحت أنها في البداية موهبة بدأت فيها منذ ست سنوات، وقامت بثقل تلك الموهبة من خلال الدراسة والاطلاع على ثقافات الآخر، إذا أنها اكتشفت أن لكل دوله لها الغرزة التي تشتهر بها وتتخصص بها"
وعن مشاركتها بأيام الشارقة التراثية قالت:" أن هذه هي المشاركة الأولى لي، وفي الحقيقة استفدت كثيرًا من تلك المشاركة حيث أنني تعرفت من خلالها على الكثير من الفنون الخاصة بالدول الأخرى والتي لم أكن أعرف عنها أي شيء، وكيف يتم التعامل مع بعض الفنون الخاصة بالأشغال اليدوية والتي استفدت منها بشكل كبير، مثل كيف يتم استخدام النول لعمل تطريز، وأنني لم أكن أعرف الدور المهم للصناعات والحرف اليدوية وأن هناك اقبال كبير على كل المشغولات التي تصنع باليد".
سجدة سلطانوفي ذات السياق أكدت سجدة سلطان أحد الحرفيين التراثيين والمشاركة المصرية بأيام الشارقة للتراث والتي اكدت فيها على أن هذه هي المشاركة الأولى لها بالأيام، حيث تشارك بعدد كثير من المشغولات اليدوية والحرفية والتقليدية والتي تعبر عن الثقافة المصرية ومنها العبايات المشغولة بالأشغال اليدوية التقليدية واعمال نحت تجسد بعض الشخصيات المصرية وفانوس رمضان التقليدي المصري، وأعمال الخرز من شنط اليد وفوانيش رمضان والخيامية"
وأشارت "سلطان" في تصريحات خاصة لـ "البوابة" أنها سعيدة جدًا بهذه المشاركة وأنها لم تكن تتوقع هذا الاقبال على الأعمال والمشغولات اليدوية المصرية والتي لاقت استحسان الحضور من مختلف الدول، كما أنها لم تكن تتوقع كل هذه المشاركة المختلفة من كل هذه الدول، كما أن اختيار شعار "جذور لهذه الدورة" يأتي في إطار احياء من نحملة من تراث وإرث ثقافي متفرد ، وأننا نعيد احياء هذا التراث ولكن بلمسة حداثية تتوافق مع العصر الحديث" .
وعبرت عن سعادتها بالمشاركة لأنها أتاحت لها الفرصة في التعرف على ما يقدمه الآخر من فنون تتعلق بالحرف التراثية والتقليدية والتي لم تكن ستتمكن من التعرف عليها إلا من خلال المشاركة بأيام الشارقة التراثية كما وجهت الشكر للقائمين والمسؤولين عن أيام الشارقة التراثية" .
سجاد فوة والحفاظ على البيئة
الفنان مبروك محمد أبو شاهينمن مدينة فوة بمحافظة كفر الشيخ يأتي أحد صناع النول المصري التقليدي الفنان مبروك محمد أبو شاهين والمشارك بأيام الشارقة التراثية بالنول التقليدي والكليم المصري التقليدي والذي يعود للحضارة المصرية القديمة حاملا معه إرث الأجداد ليعبر به قارات العالم وبهر جمهور أيام الشارقة التراثية .
وعن مشاركته بأيام الشارقة التراثية يقول "أبو شاهين" : "أن هذه هي ثاني مرة أشارك فيها بأيام الشارقة التراثية ونقوم فيها بتمثيل مصر بحرفة الغزل على النول التقليدي، والتي تشتهر به مدينة فوة بمحافظة كفر الشيخ، والتي تشتهر بصناعه السجاد اليدوي المصنوع على النول والتي نستخدم فيها صوف الغنم والقطن والتي ننسج عليه بعض الرسومات المستلهمة من البيئة المصرية والريف المصري والحضارة المصرية القديمة والتي نقوم بنسجها على النول بشكله التقليدي، لأننا نقوم بإنتاج نسيج من البيئة ونخرج منسوجات صديقة للبيئة، وأن كل المواد هي مواد طبيعية 100% ولا نقوم باستخدام أي نوع من الألياف الصناعية ولهذا هناك اقبال كبير على ما نقوم بصناعته على المستوى العالمي، كما أن المشاركة في أيام الشارقة تُعد فرصة كبيرة للتعرف على الثقافات الأخرى وما يقدموه من حرف تراثية نفيد بها فيما نقدمه من صناعات تقليدية"
وعن علاقته بالمهنة صناعة السجاد اليدوي أوضح قائلاً: "أنا ورثت المهنة عن والدي وانا في عمر الـ 12 عامًا، وقد شهدت المهنة تطويرًا كبيرًا ودخل في المهنة الكثير من مهندسي الديكور إذا أنهم يقومون بعمل تصميمات ورسومات خاصة ومعينة تتماشي مع العصر الحديث ونحن نقوم بتنفيذها بالخامات صديقة البيئة وعلى النول التقليدي، والتي تستخدم في الفنادق والشقق الحديثة" .
أيام الشارقة التراثية ليست مجرد احتفاليه للترفيه، بل هي دعوة مفتوحة للجميع للتفكر في ماضي الأجداد وما تركوه من إرث يسهم في تشكيل حاضرنا ومستقبلنا.، ودعوة للتأمل والاعتزاز بما تركوه لنا ، ففي كل زاوية من زوايا هذا الاحتفال، نجد دعوة للتواصل مع تراثنا، للغوص في أعماقه، ولإبراز جوهره الذي لا يقدر بثمن، إنها لحظة فخر واعتزاز وتعيد إلى الأذهان سؤالاً بسيطًا: ماذا سنترك للأجيال القادمة؟.