صحيفة أثير:
2025-05-02@15:36:23 GMT

مع دعوات مغادرة لبنان، قراءة في تطورات الأحداث

تاريخ النشر: 21st, October 2023 GMT

مع دعوات مغادرة لبنان، قراءة في تطورات الأحداث

أثير –مكتب أثير في دمشق

دعت الكثير من الدول رعاياها بضرورة مغادرة لبنان ومنها سفارة سلطنة عُمان التي دعت مواطنيها للعودة الفورية، ويشهد جنوب لبنان أحداثاً في الفترة الأخيرة والرد على اعتداء الاحتلال الإسرائيلي المتكرر.

“أثير” تواصلت مع الأستاذ فادي بودية رئيس تحرير شبكة مرايا اللبنانية والمسؤول التنسيقي الإعلامي بين إيران وروسيا، وذلك لقراءة تطورات الأحداث، وقال بودية إن حزب الله أعلن منذ الساعات الأولى لطوفان الأقصى أنه ليس على الحياد، وهو في قلب المعركة بدليل سقوط عدد من الشهداء على أرض الميدان وتوجيه ضرباته وضربات مقاتليه كل يوم الى مواقع وأهداف إسرائيلية.

وأضاف بودية إذا أردنا الحديث عن اتساع رقعة المعركة ومتى يتوغل الحزب داخل الأراضي المحتلة، فهذا يرتبط بعاملين أساسيين. العامل الأول يتعلق بالواقع على الأرض لجهة المقاومة الفلسطينية ومدى قدرتها على تحمل الواقع الميداني المستجد، أما العامل الثاني فهو القراءة الشاملة لرؤية المنطقة، لأن دخول حزب الله الى المعركة يختلف عن دخول أي حركة مقاومة أخرى في هذه الحرب، لأن دخوله يعني أن جبهات عدة قد تفتح، كالجبهة العراقية والجبهة اليمنية وأيضاً السورية، وقد تتحول الى حرب إقليمية كبرى، وبطبيعة الحال فإن إيران لن تقف مكتوفة الأيدي، الأمر الذي قد يجر دولاً أخرى للدخول.

واستطرد قائلاً بناءً على هذا، فإن الواقع الميداني حتى الآن هو الذي يحدد متى تدخل المقاومة في هذه العملية. وأشار إلى أن المقاومة لديها قيادة حكيمة تعرف متى تدخل وكيف، وإذا قررت الدخول فلن تخرج إلا منتصرة. أما بخصوص ما يحصل في جنوب لبنان، فعملياً حزب الله يريد تثبيت قواعد الاشتباك التي وضعت عام 2006.

أما بالنسبة لنتنياهو وأسباب التصعيد على جبهة الجنوب، فإن ذلك بعد فشله الذريع عسكرياً واستخباراتيا، فهو معني بإرسال الرسائل من أجل تلميع صورته، أولاً أمام الرأي العام الداخلي الإسرائيلي ليقول إنه لا زال يمتلك الجيش الأقوى في المنطقة، وأن حكومته قوية وليست ضعيفة وبإمكانه أن يقصف ويدمر أين ومتى أراد، وقوة ردعه لازالت كما هي، وهو قادر على كبح جماح حزب الله في الجنوب وكسر قواعد الاشتباك متى شاء. ثانياً، للرأي العام الدولي الخارجي والدول الداعمة لإسرائيل، للتأكيد على أن نتنياهو ما زال يمثل يدهم القوية في الشرق الأوسط، وقد استطاع أن يجلب الدعم الغربي المطلق العسكري والمالي والسياسي والمعنوي، مثل بريطانيا التي نزلت بكل ثقلها وأمريكا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا، كلهم جاؤوا الى الكيان لتقديم المساندة.

وأوضح الأستاذ فادي بو دية أن المقاومة حتى الآن ترد بشكل محدود على كل اعتداء عليها، أما عن تطورات الأحداث في الجنوب ألمح إلى أن كل الاحتمالات مفتوحة، فاحتمال الحرب واتساع الجبهات مفتوح، واحتمال أن تبقى الأمور على هذا الشكل أيضا موجود، ولكن الثابت الوحيد أن إسرائيل لن تستطيع أن تخرج من هذه الحرب منتصرة مهما ارتكبت من جرائم وقصفت لتغطي فداحة ما حصل، وما فعلته المقاومة الفلسطينية بالجيش الإسرائيلي والذي وثقته الكاميرات وظهر على كل الشاشات.

المصدر: صحيفة أثير

كلمات دلالية: حزب الله

إقرأ أيضاً:

اشتعلت حرب الذكاء الاصطناعي بين الصين وأميركا: من يكسب المعركة؟

يعيش العالم حربًا عالمية باردة في فضاء تكنولوجيا المعلومات، قطباها الولايات المتحدة الأميركية والصين، وسلاحها الرئيسي التفوق في الهيمنة على العالم عبر الذكاء الاصطناعي.

ربما كان إحدى معاركها الكاشفة ما حدث قبل عدة أشهر عندما تمكنت الصين بتكلفة زهيدة لا تزيد عن 5.6 ملايين دولار أن تطلق تطبيق الذكاء الاصطناعي "ديب سيك"، ليضرب بقوة التطبيقات الأميركية التي كلفت المليارات مثل "شات جي بي تي".

هذا الحدث زلزل العالم، بل بات زلزالًا تكنولوجيًا هزّ عمالقة تكنولوجيا المعلومات في الولايات المتحدة، حيث إن الفرضية الأميركية تقوم على أن قوة حوسبة الذكاء الاصطناعي الأميركية لا منافس لها، وأن منع الوصول إلى الرقائق الرقمية المتقدمة ومقدمي الخدمات السحابية سيعطي أميركا القدرة على احتواء الصين والحد من قدراتها.

الحقيقة هي أن الصين تتبع المنهج العكسي؛ فهي تبني قدرات متنامية للذكاء الاصطناعي مفتوح المصدر، بينما تتحرك الولايات المتحدة نحو أنظمة الذكاء الاصطناعي المغلقة التي يتمّ التحكم فيها بإحكامٍ شديد.

لا يدرك الأميركيون سوى جزء واحد من معادلة الذكاء الاصطناعي؛ فالبيانات لها نفس القدر من الأهمية، إذ أجبرت الولايات المتحدة على تصنيف الدول إلى ثلاثة مستويات:

إعلان موثوق بها وهي 18 دولة ليس من بينها بولندا، وإسرائيل، واليونان وهي من حلفائها. وموثوق بها بدرجة متوسطة. ودول غير موثوق بها كإيران.

هذا التصنيف دفع العديد من الدول إلى الاعتماد على مزوّدي الخدمات السحابية الصينيين، وهي بهذا تخاطر بمنح الصين وصولًا لا مثيل له إلى بيانات هذه الدول، مما يتيح التدريب والتطور المستمر لقدرات الذكاء الاصطناعي الصيني.

في هذا السياق من المهم إدراك أن قوانين الأمن القومي والإنترنت في الصين تمنح حكومة الصين إشرافًا واسعًا على شركات مثل "علي بابا كلاود" و"هواوي كلاود"، مما يعني أن البيانات المخزنة على خوادمها لعملائها متاحة لها، مما يمنح الصين ميزة كبيرة في تطوير نماذج الذكاء الاصطناعي، فكلما زاد كمّ البيانات زادت قدراته، مما يؤدي إلى تكريس هيمنتها على الذكاء الاصطناعي في الأسواق الناشئة.

إنّ ارتكاب الولايات المتحدة خطأ فادحًا كلفها الكثير بانشغالها في بناء دفاعات صلبة تجاه الصين في ملعب الذكاء الاصطناعي، ولكنها تفعل العكس حينما تلعب في هذا الملعب دور الهجوم.

فواشنطن انشغلت ببناء جدران صلبة لتقييد وصول الصين إلى قوة الحوسبة (مصطلح يشير إلى الموارد الحسابية المستخدمة لتدريب وتشغيل نماذج الذكاء الاصطناعي)، في حين أن الصين تتحايل على هذه الحواجز وتطوّر مزايا غير متماثلة إستراتيجيًا مع مثيلتها الأميركية.

أدركت الشركات الصينية أن الأمر سيستغرق بعض الوقت حتى تتساوى الصين مع الولايات المتحدة في الذكاء الاصطناعي عالي الأداء، فركزت على تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي عالي الكفاءة وأقل كلفة.

وسعت الصين إلى بناء مواقع مهيمنة في الذكاء الاصطناعي مفتوح المصدر، وطوّرت البنية التحتية السحابية والنظم الإيكولوجية للبيانات العالمية.

مكّنت هذه الإستراتيجية الصين من توفير وصول أرخص وغير مقيد إلى خدمات الذكاء الاصطناعي، الأمر الذي يمكّنها من الأسواق الناشئة بطرق سيكون من الصعب التخلص منها. هذه ليست مسابقة في الذكاء الاصطناعي، إنّها معركة من أجل السيطرة على البنية التحتية الرقمية العالمية اليوم وفي المستقبل.

إعلان

إنّ قصور أوروبا والولايات المتحدة في قراءة الصين قادم من أن المدرسة الفكرية الغربية تعتقد أن الصين الشيوعية لا يمكنها الابتكار بفاعلية والتفوق على الغرب، في الوقت الذي طوّر فيه الحزب الشيوعي الصيني قدراته على استيعاب التنوع والاختلاف داخل الصين، وصارت الصين على نحو متزايد رائدة في كافة مجالات التكنولوجيا وأكثر استقلالية، لتصبح ندًا ومنافسًا في مجالات الروبوتات والذكاء الاصطناعي، والسيارات الكهربائية، وبطاريات الليثيوم… إلخ.

تعتمد الصين إستراتيجية التنمية طويلة الأمد، يساعدها على هذا سوقُها الضخم الذي يستطيع استيعاب أي منتج، وبالتالي يضمن له الاستمرارية والتطور، ومن ثم التصدير بسعر تنافسي، فضلًا عن أن الصين لا تضع قيودًا على منتجاتها.

إن طموح الصين يهدف إلى كسر الولايات المتحدة وإنزالها عن عرش الاقتصاد الدولي، وفي ظل غياب غربي تهيمن تدريجيًا على العالم، كما هو الحال في أفريقيا.

إن الفرق بين الولايات المتحدة والصين هو الفرق بين السلحفاة والأرنب؛ فالولايات المتحدة تمتلك تقنيات متطورة وابتكارات فريدة لكنها تنقلها للتطبيق في منتجات الأسواق ببطء كالسلحفاة، في حين أن الصين تقفز سريعًا كالأرنب للسوق عبر تطبيقات متعددة.

هذا ما يعطي الصين موقفًا يسمح لها بوضع المعايير الفنية لتكنولوجيا المستقبل، وتشكّل حوكمتها لهذا الفضاء، خاصة في ظل وجود سوق ضخم في الجنوب ودول "البريكس" المتعطشة للتكنولوجيا. هذا ما يجعل المنافسة الجيوسياسية طويلة الأمد بين الصين والولايات المتحدة محل تساؤلات؟

من المتوقع أن تهيمن الصين على 30% من إجمالي الناتج الصناعي العالمي، مع إدراك الصين أن الروبوتات والذكاء الاصطناعي سيعوضانها عن ارتفاع تكلفة اليد العاملة، وهو ما أدركته مع تراجع الكثافة السكانية لصالح الهند التي تعد كبرى دول العالم من حيث تعداد السكان ورخص اليد العاملة.

إعلان

إنّ خطة ترامب "ستار غيت" والتي تقدر تكلفتها بـ500 مليار دولار تشكل محاولة لمواجهة الصعود الصيني، لكن افتقار الولايات المتحدة للقدرات التصنيعية يشكل عقبة كبرى، خاصة أن الصين تطوّر قدراتها التصنيعية مثل مجالات المفاعلات النووية والطاقة المتجددة، في الوقت الذي ركز فيه ترامب على الوقود الأحفوري، علمًا بأن الطاقة النووية والطاقة المتجددة يتزايد اعتمادهما على الذكاء الاصطناعي والحوسبة الكمية. من هذا يمكننا أن ندرك وجود مساحات كبيرة تعزز سياسات الصين في استغلال وتنمية قدراتها.

إن ما كان يميز الغرب هو الشراكات البحثية الممتدة عبر دوله، والتي نتج عنها فوائد متبادلة، لكن في ظل شعار ترامب "أميركا أولًا"  سيصبح على حلفائه الأوروبيين، واليابان، وكوريا الجنوبية، وكندا البحث عن مسار مستقل لضمان استمرار قدراتهم التنافسية والقدرة على التكيف مع المنافسات الشرسة على الصعيد الدولي. إنها حرب باردة على الفضاء الرقمي.

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.

aj-logo

aj-logo

aj-logo إعلان من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناابق على اتصالالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2025 شبكة الجزيرة الاعلامية

مقالات مشابهة

  • «حجاج بيت الله طوفوا واسعدوا».. موعد مغادرة أول فوج من مصر إلى السعودية
  • فضل قراءة سورة الكهف يوم الجمعة .. اعرف وقتها والقصص المستفادة منها
  • علي جمعة: قراءة السيرة والصلاة على النبي وتدبر القرآن مفاتيح محبة وتعظيم رسول الله
  • علي جمعة: قراءة السيرة والصلاة على النبي وتدبر القرآن مفاتيح محبة وتعظيم الرسول
  • غزة العصية على الانكسار.. قراءة إسرائيلية وغربية لصمودها الأسطوري
  • المعركة بدأت من القرى... شيعة المعارضة يتحرّكون
  • ضجة قراءة الفاتحة على البابا فرنسيس.. فيديو رئيس اندونيسيا السابق يجدد جدل الترحم على غير المسلمين
  • بعد الأحداث الدامية في جرمانا... اتفاق بين وجهاء المدينة الدروز وحكومة دمشق
  • اشتعلت حرب الذكاء الاصطناعي بين الصين وأميركا: من يكسب المعركة؟
  • البرهان: ماضون في المعركة والجيش سينتصر في النهاية