موقع 24:
2025-02-24@02:54:12 GMT

أمريكا في مواجهة طوفان الشرق الأوسط

تاريخ النشر: 21st, October 2023 GMT

أمريكا في مواجهة طوفان الشرق الأوسط

ما الذي يخفيه تعزيز التواجد العسكري الأميركي في الشرق الأوسط والذي بدأ بالتزامن مع إعلان إسرائيل حالة الحرب ضد حماس؟ هل بلغت إسرائيل مرحلة الخطر الوجودي الذي يستدعي تحريك أساطيل وطائرات أميركا لحمايتها؟ وهل استدعت رسالة الردع الأميركية كل هذه الكلفة المالية واللوجستية أم أن أميركا تخطط لحدث ما في المنطقة؟ هل تكون كل هذه التحركات العسكرية مجرد رسائل تحذيرية أم أن الأمر يتعدى ذلك؟
قدمت المواجهة الجديدة التي تخوضها إسرائيل ضد حماس في غزة فرصة ممتازة لإدارة جو بايدن لتحقيق مكاسب ستحسب لصالح معركة الرئاسة القادمة في 2024 ولا شك في أن شعار مواصلة الحرب ضد الإرهاب الذي سيرفعه بايدن بدعمه لإسرائيل سيغطي على إخفاقاته في أوكرانيا، وهو بحاجة إلى أن ينهي ولايته الأولى بنجاح مع حليفه الإستراتيجي الأكبر في منطقة الشرق الأوسط يكون مادة دسمة تستعرض بها الإدارة الأميركية نجاحها الوحيد وسط العديد في حربها ضد “قوى الشر”، وبعبارة أدق فإن هذه الحرب يعول عليها أن تكون بوابة بايدن للعبور إلى ولاية ثانية.


شهية الأميركيين مفتوحة لخوض معركة جديدة في الشرق الأوسط وهي الحل الوحيد الذي بإمكانه أن يقلب صفحة الحرب في أوكرانيا دون الحاجة إلى إعلان التخلي عنها، يكفي فقط أن تكون هنالك أولويات جديدة لتهبط أوكرانيا من سلم الأولويات الخارجية ويكفي أن ينجر حزب الله اللبناني إلى ساحة المعركة الدائرة بين حماس وإسرائيل لتعلن الولايات المتحدة بذلك بداية تحد جديد عنوانه “إنقاذ الشرق الأوسط من ظلام الدواعش”، ولا يستبعد أن تنخرط على جبهة القتال مع إسرائيل إذا اتخذت إيران قرار توسيع المواجهة عبر حزب الله في جنوب لبنان.

التهديدات الأميركية لإيران ليست وليدة حرب “طوفان الأقصى” وهي تسير وفق نسق تصاعدي بدأ بالهجوم على قاعدة أميركية في الحسكة السورية تلاه رد أميركي على منشآت للحرس الثوري الإيراني في دير الزور، ثم ازدادت حدة التوتر بعد أن استهدفت إيران المصالح الأميركية والسفن التجارية في مضيق هرمز وهو ما دفع بواشنطن إلى إرسال المزيد من الطائرات المقاتلة والسفن الحربية إلى الخليج العربي، ثم جاءت المناورة المشتركة مع إسرائيل في يوليو الماضي والتي شملت تمرينا على إعادة التزود بالوقود في الجو وبعدها مناورات “إيغل بارتنر 2023” مع السعودية في مايو، ومع أرمينيا في سبتمبر لتقدم بذلك الإدارة الأميركية سلسلة كاملة من التهديدات المباشرة لإيران في أقل من عام.
وجود حاملتي الطائرات جيرالد فورد وأيزنهاور في البحر الأبيض المتوسط بكل ما تحملانه من إمكانيات عسكرية هائلة واستعراض للقوة يعني أن الموقف الأميركي يتعدى حدود التحذير بكثير، وهو بلا شك استعداد جدي لاستعمال الضربة العسكرية والتعامل مع محاولات توسيع رقعة الحرب في شمال إسرائيل بهجوم قوي ورادع على جنوب لبنان، وهو ما خلط أوراق حزب الله وقلص من حجم دوره المتوقع في مواجهة طوفان الأقصى ليقتصر على مناوشات حدودية متقطعة مع إسرائيل.
تبدو فرص إيران لتوسيع نطاق المواجهة مع إسرائيل بإشراك محور المقاومة في معركة طوفان الأقصى ضئيلة جدا بعد أن أفسد التحرك الأميركي السريع الطبخة، تقديرا منها بأن إشراك حزب الله أو الحرس الثوري يعني وضعهما في مواجهة مباشرة مع أميركا بدلا من إسرائيل، وتعني هذه المجازفة تدمير كل ما بنته خلال سنوات في سوريا ولبنان وقد تحتاج إلى سنوات أطول ولإمكانيات أضخم لإعادة تموضعها في المنطقة، هذا إن وجدت الفراغ الذي يمكنها من تكرار ذلك. لذلك قد تكتفي بدور محدود لحزب الله وهو ما يجري بالفعل اليوم من خلال المناوشات الأخيرة مع إسرائيل، والهدف من كل هذا كبح ارتدادات الضغط الشعبي المتزايد على حزب الله وعلى صورة محور المقاومة الذي استهلك أسلوب التهديد والوعيد ضد إسرائيل دون أن تكون له القدرة على فعل شيء ملموس للقضية الفلسطينية ولما يجري في قطاع غزة.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة أمريكا الشرق الأوسط مع إسرائیل حزب الله

إقرأ أيضاً:

جوتيريش يطالب بإحراز تقدم لا رجعة فيه نحو حل الدولتين

نيويورك (الاتحاد)

أخبار ذات صلة غزة.. جولة جديدة اليوم من تبادل الأسرى والرهائن نتنياهو يأمر بشن عملية عسكرية مكثفة في الضفة الغربية

طالب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، بـ«إحراز تقدم لا رجعة فيه» نحو حل الدولتين ووقف إطلاق النار في قطاع غزة.
ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية «وفا»، عن جوتيريش قوله في كلمة متلفزة وجهها للجمعية البرلمانية للبحر الأبيض المتوسط، التي عقدت في روما، إن «المنطقة يجري إعادة تشكيلها، لكن ليس من الواضح ما الذي سيظهر، حيث ستقع على عاتقنا مسؤولية المساعدة على ضمان خروج شعوب الشرق الأوسط بالسلام والكرامة وأفق من الأمل يرتكز على الفعل». وأضاف أن الشرق الأوسط يمر بفترة من التحول العميق، مليئة بعدم اليقين، ولكن أيضاً بالاحتمالات.
في غضون ذلك، بحث وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف مع نظيره الإسباني خوسيه مانويل ألباريس، أمس، تطورات القضية الفلسطينية، وأكدا ضرورة إيجاد تسوية عادلة ونهائية لها على أساس حل الدولتين.
وجاء لقاء عطاف وألباريس على هامش اجتماعات اليوم الثاني لمجموعة الـ 20 في جوهانسبورغ بجنوب أفريقيا.

مقالات مشابهة

  • المبعوث الأميركي سيتوجّه إلى الشرق الأوسط لبحث اتفاق غزة
  • انطلاق مؤتمر "طب السموم الإكلينيكي"
  • هل لا يزال نتنياهو يحلم بمشروع إسرائيل الكبرى؟
  • تيك توك تعزز وجودها في الشرق الأوسط بشراكات رمضانية حصرية لعام 2025
  • مصر والصين تعززان التعاون الثنائي وتبحثان تطورات الشرق الأوسط
  • مسؤول أمريكي سابق لشفق نيوز: خطة ترامب لتغيير الشرق الأوسط غير جيدة
  • «فوربس الشرق الأوسط» تستضيف فعالية «أكتف أبوظبي 2025»
  • جوتيريش يطالب بإحراز تقدم لا رجعة فيه نحو حل الدولتين
  • غوتيريش يدعو الى ضرورة إحراز تقدم لا رجعة فيه نحو حل الدولتين
  • جوتيريش: نطالب بتقدم لا رجعة فيه نحو حل الدولتين