المفتي: الأديان كلها تقف ضد كل ما ينافي الفطرة السليمة
تاريخ النشر: 21st, October 2023 GMT
قال الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، إن الحوار دائمًا ما ينتج ثمرة جيدة، وكلما تناقشنا؛ وضحت لنا الرؤى وتقاربنا واستطعنا أن نحل قضايا المجتمع دون تعصب، ومثل هذه المؤتمرات التي يجتمع فيها عدد كبير من علماء الأمة ومفكريها خاصة في ورش العمل والجلسات العلمية تمتاز بأنها تؤدي إلى تلاقي الرؤى وتقاربها.
وأضاف المفتي خلال مع برنامج “نظرة” المذاع على قناة “صدى البلد”، تقديم الاعلامى حمدى رزق أنه منذ إنشاء الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم؛ أحببنا أن نضع إطارًا مهمًّا وهو أننا لا نلغي خصوصية الدول عند دراسة المسائل الفقهية والقضايا، وهناك مشتركات لقضايا عامة، ولكن نراعي خصوصية كل دولة.
ولفت المفتي إلى أن لنا ثقافة مختلفة ورثناها عن ديننا ومجتمعاتنا، والأديان جميعها ترفض كل ما يخالف الفطرة السليمة وينافيها، نريد في عالم متغير أن نضع رؤى مختلفة ونعطي كيفية الحفاظ على الثوابت والشخصية المسلمة دون أن تسبب مشكلات وصراعًا في المجتمع الذي تعيش فيه.
وتابع: نضع محددات لنا ونترك التفاصيل لخصوصيات كل دولة أو مفتٍ أو مجتمع من المجتمعات، مشيرًا إلى أن المجتمع الديني على مستوى العالم متعطش بشدة للدور المصري، وقد لمسنا ذلك في كل العلماء الذين أتوا من كافة أطراف العالم.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الإعلامي حمدي رزق الدكتور شوقي علام الدكتور شوقى علام مفتى الجمهورية
إقرأ أيضاً:
ما موقف الإسلام من حوار الأديان؟
وظهرت فكرة حوار الأديان في ولاية شيكاغو الأميركية عام 1893، حينما عقد المعرض الكولومبي العالمي بحضور وفود وعلماء من مختلف الأديان. بينما غاب عن المعرض ممثلو الإسلام، لأن السلطان عبد الحميد الثاني كان ينظر للمشروع بعين الريبة والشك، فمنع فقهاء وعلماء المسلمين من المشاركة فيه.
منطلقات فكريةوضح رئيس قسم العقيدة والدعوة بكلية الشريعة في جامعة قطر، عبد القادر بخوش أن مسألة الحوار بين الأديان لها منطلقات وخلفيات فكرية متعددة، في الفكر الإسلامي وفي الفكر الغربي ككل، وهو حوار بين معتنقي الأديان.
واعتبر أن حوار الأديان هو جزء من علم الأديان في التاريخ الإسلامي، لأن مسألة الحوار هي أصيلة في الإسلام وفي القرآن الكريم، ولا يوجد كتاب مقدس بخلاف القرآن يتحدث عن الحوار مع الآخر، بل يتحدث عن إقصاء الآخر حتى داخل المذهب الواحد.
وربط بخوش ظهور مصطلح حوار الأديان بحاجة دينية كاثوليكية مسيحية، حيث إن الكتب المقدسة لا تعترف بالأديان الأخرى، فالمسيحية الكاثوليكية مثلا لا تعترف بالمسيحية الأرثوذوكسية ولا بالمسيحية البروتستانتية.
وحتى تنفتح الكنيسة على الأديان الأخرى، عقد مجمع الفاتيكان الثاني بين عامي 1962 و1965، ودعوا لأول مرة إلى الحوار بين الأديان، وأقروا ضرورة التحاور مع المسيحيين المخالفين للكاثوليك، ودعوا للحوار المسيحي مع الإسلام واليهودية.
إعلانوترى رئيسة مؤسسة "أديان" في بيروت، نايلة طبّارة أن تاريخ حوار الأديان بدأ في منتصف القرن الماضي بمبادرات من كنائس غربية ولبت الدعوة مرجعيات إسلامية، ثم صار توجها في الكنيسة الكاثوليكية في الستينيات إلى قبول الأديان الأخرى ودعوة الكاثوليكيين حول العالم إلى الحوار مع الأديان الأخرى وخاصة مع المسلمين.
وقالت -في مداخلة لها ضمن برنامج "موازين"- إنه بعد 11 سبتمبر/ أيلول 2001 بدأت مبادرات إسلامية للحوار مع الأديان الأخرى، ثم توالت مبادرات في قطر وفي السعودية والمغرب، مشيرة إلى صدور نصوص مهمة جدا من مرجعيات إسلامية تتحدث عن التنوع وعن أهمية التعايش وحرية الدين والمعتقد.
وحول ما إذا كانت هناك تحفظات شرعية على عنوان حوار الأديان، أوضح رئيس قسم العقيدة والدعوة بكلية الشريعة في جامعة قطر، بخوش أن الحوار كلمة أصيلة في الإسلام، والقرآن الكريم دعا إلى الحوار، مبرزا أن الإسلام اعترف بالأديان، ولكن بسبب تحريفها يعتبرها باطلة "لكم دينكم ولي دين"، و"إن الدين عند الله الإسلام".
وعن شروط الحوار بين الأديان، أشار إلى ضرورة تمكن المحاور المسلم من الشريعة وأحكامها ومقاصدها، وتمكنه من معرفة الأديان والثقافات الأخرى، كما قال إن التقارب بين الأديان والتحاور فيما بينها لا يعني مزج وخلط الأديان أو وضع دين جديد، وهي مسائل مرفوضة من الجانب الإسلامي.
دور مركز الدوحة العالميمن جهته، تحدث رئيس مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان، إبراهيم بن صالح النعيمي لبرنامج "موازين" عن دور مركز الدوحة، وقال إنه تأسس عام 2007، وعقد 14 مؤتمرا حققت الكثير من الأمور، مشيرا إلى أن وجود مراكز حول حوار الأديان في المنطقة العربية هو شيء جديد.
وبدأ أول لقاء لحوار الأديان في قطر في 2003 بدعوة من الأمير الوالد، الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، ثم توالت المؤتمرات لاحقا.
إعلانوقال إنهم في مؤتمرات حوار الأديان يبتعدون عن المسائل العقائدية، ويكون التركيز على القضايا المشتركة مثل التعاون في مجال السلام والصحة، وكشف أنهم ركزوا في المؤتمر السابق لحوار الأديان على نبذ خطاب الكراهية، وقبل ذلك على موضوع حقوق الإنسان.
وأشار إلى أن مؤتمرات حوار الأديان تخفف من ظاهرة الإسلاموفوبيا التي تنتشر بكثرة وتتصاعد في بعض الدول لأنها مرتبطة بالسياسة.
وبشأن محاولات دمج الأديان، قال النعيمي إن حوار الأديان يتطلب الحفاظ على الدين وعلى الكينونة الإسلامية والتحاور من هذا المنظور، واعتبر أن فكرة توحيد الأديان ليست جديدة وتعود إلى عام 1883، لكنها لم تتحقق ولن تتحقق لأنه لا يوجد شيء اسمه "توحيد الأديان".
15/1/2025