كيف يفكر خصوم المقاومة ؟
حركة المقاومة تميل الى أن ثمن الرهائن المدنيين هو وقف القتال وتمرير المساعدات الانسانية وثمن العسكريين هو "تبييض السجون من الاسرى الفلسطينييين".
إسرائيل واجهت الغرق في معركة الكرامة، 1968، وفي لبنان أكثر من مرة في الثمانينات وبعدها، ناهيك عن مواجهات عدة مع المقاومة في غزة دون تحقيق اهدافها.
محور المقاومة ومعه 80% من الشعب العربي الذي يرفض أي علاقة مع إسرائيل يقف على مفترق طرق يستوجب التفكير العقلاني الهادئ والمؤمن بقدراته، فالصراع مع اسرائيل صراع صفري.
* * *
اسئلة عديدة تدور في الاذهان حول معركة غزة القادمة:
1- هل ستقبل اسرائيل العودة الى الوضع السابق على عملية طوفان الاقصى؟ بالقطع لا
2- هل ستصر اسرائيل على استمرار المماطلة ومواصلة الضغط على المقاومة والمدنيين في غزة الى حد الانهاك؟ احتمال اعلى من المتوسط..
3- هل ستغرق اسرائيل في حارات غزة وازقتها؟ لقد ذكر مؤرخوهم ان إسرائيل واجهت الغرق في معركة الكرامة عام 1968 وفي لبنان اكثر من مرة في الثمانينات وبعدها ، ناهيك عن مواجهات عدة مع المقاومة في غزة دون تحقيق اهدافها فتجارب مواجهاتها مع المقاومة كانت اسوأ كثيرا من مواجهتها مع الجيوش النظامية.
4- هل ستتمكن من استعادة الرهائن المدنيين؟ كلهم او بعضهم؟ وماذا عن العسكريين الاسرائيليين وهم الاغلبية على ما يبدو؟
حركة المقاومة يبدو تميل الى ان يكون ثمن الرهائن المدنيين هو وقف القتال وتمرير المساعدات الانسانية ، بينما ثمن العسكريين هو "تبييض السجون من الاسرى الفلسطينييين"، ويبدو ان جهود الدبلوماسية القطرية تصب في هذا الاتجاه.
اما السؤال الذي يلوح في افق السياسة الغربية ويطرحوه على الاسرائيليين فهو ، لنفترض بأن اسرائيل سيطرت على غزة و تمت هزيمة المقاومة في غزة ، فماذا بعد ذلك؟
هنا لا بد من التوقف عند تصور يجري تداوله بين الخبراء الغربيين وهو :
1- ان يتم انتداب الأمم المتحدة على قطاع غزة وبمساعدة من قوات متعددة الجنسية ( كما جرى في كوسوفو 1999، او الاتحاد الافريقي في الصومال، ..الخ) وتشارك دول عربية في هذه البعثة .
2- العمل على اعادة اعمار غزة بسرعة لمنع الاضطراب فيها .
3- البدء بربط فروع الادارة المدنية والامنية في غزة بالمركز في الضفة الغربية تحت سلطة التنسيق الامني ( ويمكن اجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية ) ويكون المتنافسون كلهم من فريق اوسلو .
4- الشروع في مفاوضات جديدة بين اسرائيل والادارة الفلسطينية
ولكن هذا كله قائم على افتراض هزيمة المقاومة...فما البديل إذا صمدت المقاومة او لم يحدث الاجتياح البري او تحولت المواجهة الى مواجهة اقليمية واسعة كما يلوح في الأفق وتتزايد مؤشراته؟
إذا كانت المقاومة في غزة في وضع صعب، فان الطرف الاسرائيلي في "قدر من الحيرة الشديدة "، ورغم الجدار الغربي الذي تستند له اسرائيل فان التأمل في هذا الجدار يكشف بعض الشقوق لا سيما حول الحل النهائي، ففي اسرائيل يمين متطرف "ولو انه استند الآن لبعض تيار الوسط الصهيوني" ، وفي الغرب هموم استراتيجية اكبر لا يود الغرب ان يصرفه الشرق الاوسط عنها رغم اهمية هذا الشرق...
بقدر من الجزم النسبي ومعه ربما أقول: ان محور المقاومة ومعه 80% من الشعب العربي الذي يرفض اي علاقة من اسرائيل يقف على مفترق طرق يستوجب منه التفكير العقلاني الهادئ من ناحية والمؤمن بقدراته من ناحية اخرى، فالصراع مع اسرائيل صراع صفري مهما بدت منه غوايات غير صفرية.
*د. وليد عبد الحي أستاذ العلاقات الدولية، باحث في المستقبليات والاستشراف
المصدر | facebook.com/walid.abdulhayالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: فلسطين المقاومة إسرائيل صراع صفري معركة غزة طوفان الأقصى محور المقاومة الاجتياح البري وقف القتال المقاومة فی غزة
إقرأ أيضاً:
ترامب يفكر في تعيين مبعوث خاص للصراع الروسي الأوكراني
أفادت أربعة مصادر مطلعة على خطط انتقال السلطة في الولايات المتحدة، أن الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب يفكر في تعيين ريتشارد جرينيل، رئيس استخباراته السابق، مبعوثا خاصا للصراع بين روسيا وأوكرانيا، حسبما ذكرت صحيفة «جارديان» البريطانية.
سيلعب المبعوث الشخصي دورا رئيسيا في جهود ترامب لوقف الحربومن المتوقع أن يلعب جرينيل، الذي شغل منصب سفير ترامب في ألمانيا وكان مديرا بالإنابة للمخابرات الوطنية خلال فترة ترامب من 2017 إلى 2021، دورا رئيسيا في جهود ترامب لوقف الحرب إذا تم اختياره في النهاية لهذا المنصب.
ورغم أنه لا يوجد حاليا مبعوث خاص مخصص فقط لحل أزمة الحرب الروسية الأوكرانية، فإن ترامب يفكر في إنشاء هذا الدور، وفقا للمصادر الأربعة التي طلبت عدم الكشف عن هويتها لمناقشة المداولات الداخلية.
وقد ترامب يقرر في نهاية المطاف عدم تعيين مبعوث خاص للصراع في أوكرانيا، رغم أنه يفكر جديا في القيام بذلك، وإذا فعل ذلك، فقد يختار في نهاية المطاف شخصا آخر لهذا الدور، ولا يوجد ما يضمن أن يقبل جرينيل هذا المنصب.
وتعهد ترامب خلال حملته الانتخابية بإنهاء الصراع سريعا حيث قال إنه سينهي هذه الحرب خلال 24 ساعة، رغم أنه لم يوضح كيف سيفعل ذلك وتعتبر العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا من أكبر التحديات التي تواجه إدارة ترامب خلال الـ4 سنوات المقبلة.