الخليج الجديد:
2025-02-07@13:45:28 GMT

أين تركيا أردوغان من مجازر غزة؟!

تاريخ النشر: 21st, October 2023 GMT

أين تركيا أردوغان من مجازر غزة؟!

أين تركيا أردوغان من مجازر غزة؟!

مواقف تركيا رئاسة وحكومة وشعبا، كانت مع قضايا غزة وفلسطين، مواقف مساندة بقوة، أكثر من مساندة دول عربية.

أين مواقف الدولة التركية القوية، حين خرج أسطول الحرية لفك الحصار عن غزة، وكان فيه أتراك استشهدوا على متن هذا الأسطول

هناك أنظمة هرولت نحو التطبيع مع إسرائيل رغم رفض شعوبها لذلك، لأن معظم هذه الأنظمة جاء برضا الغرب، وبطمأنة الكيان الصهيوني ناحية هذه الأنظمة.

في الأزمة الأخيرة لم تجد الشعوب نفس الموقف السابق، بل كانت المواقف دون الآمال، ومخيبا لها، من حيث مستوى الدعم والمساندة المنتظر من تركيا وأردوغان.

أول تصريح صدر من أردوغان لم يكن موفقا، وكان مثار انتقاد، فالتغريدة التي صدرت عنه تكاد تسوي بين الظالم والمظلوم، وليس ذلك هو المأمول والمنتظر من تركيا.

الأداء المتواضع لأردوغان وحكومته بمعركة طوفان الأقصى، لم يتعد حتى الآن التصريحات أو تنديد وشجب، ما جعل الناس تقارن بين هذا الأداء وأداء حكام آخرين.

* * *

منذ اندلاع الأحداث الجسام في أرض غزة، في السابع من أكتوبر، والشعوب العربية والإسلامية تتطلع لدور وموقف قوي يقوم به الرئيس التركي أردوغان، بناء على ما عرفه الناس من تاريخه ومواقفه في مثل هذه الأحداث الجسام التي تبتلى بها الأمة، وبخاصة ما يتعلق بالشأن الفلسطيني، فتركيا في فترة حكم العدالة والتنمية غير تركيا قبل توليه الحكم، سواء في ظل حكم أردوغان أو سابقه الرئيس عبد الله جول.

والحق أن مواقف تركيا رئاسة وحكومة وشعبا، كانت مع قضايا غزة وفلسطين، مواقف مساندة بقوة، أكثر من مساندة دول عربية، لكن في الأزمة الأخيرة، لم تجد الشعوب نفس الموقف السابق.

بل كانت المواقف دون الآمال، ومخيبا لها للأسف، من حيث مستوى الدعم والمساندة المنتظر من تركيا وأردوغان، بل إن أول تصريح صدر من أردوغان لم يكن موفقا، وكان مثار انتقاد.

حتى صرح بذلك القيادي في حماس أسامة حمدان، بأن التغريدة التي صدرت عن أردوغان تكاد تسوي بين الظالم والمظلوم، وليس ذلك هو المأمول والمنتظر من تركيا، حيث إن الجماهير فوجئت بأردوغان جديد غير القديم تماما.

أردوغان القديم وغزة

كان أردوغان القديم الذي أحبته الشعوب العربية والإسلامية، في مواقفه من غزة والمقاومة، معبرا بحق عن ضمير الأمة، وكانت ترى فيه رمزا قويا صلبا في هذه القضية وقضايا الحق والعدالة، وأذكر أن عام 2008م، حين شنت إسرائيل حربا على قطاع غزة، وعندئذ شمر أستاذنا المرحوم العلامة القرضاوي عن ساعده، وتحرك رغم كبر السن، واعتلال الجسد، وطاف على كثير من حكام العرب والمسلمين، ليوقف الحرب على غزة.

بدأ بأمير قطر الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة، ثم بالملك عبد الله آل سعود ملك السعودية، ثم ببشار الأسد رئيس سوريا، ثم بالملك عبد الله بن الحسين ملك الأردن، وحاول أن يتم ترتيب لقاء مع الرئيس مبارك، لكن لم يتم ذلك، وتم الاتصال بالسيد عمرو موسى ورحب باللقاء، وقد كان وقتها أمينا عاما لجامعة الدول العربية.

وكان ختام الرحلة مع تركيا، كان أردوغان وقتها رئيسا للوزراء، وكان خارج البلاد، يتحرك أيضا في ملف غزة، وتم اللقاء بالرئيس عبد الله جول، الرئيس التركي آنذاك.

كانت تركيا في هذا الوقت، بكل أجوائها تنطق بدعم المقاومة، شعبيا ورسميا، بشكل لافت للنظر، تنزل من المطار، فتجد سيارات التاكسي عليها أعلام فلسطين، وشارات المقاومة، والحافلات الخاصة والعامة، وهو تصرف تلقائي، نابع عن موقف الشعب التركي من المقاومة، ومن الحرب على غزة.

بل رأينا مواقف الدولة التركية القوية، حين خرج أسطول الحرية لفك الحصار عن غزة، وكان فيه أتراك، وقد استشهد على متن هذا الأسطول أتراك، ووجد الناس وقفة شامخة وقوية للسياسة التركية، رئيسا وحكومة وشعبا، وإن لم تؤد الجهود إلى عقاب للكيان الصهيوني على قتله المدنيين من الناشطين، لكن حسب لتركيا وقتها الحراك القوي، وعدم التنازل عن حقهم.

كما كانت مواقف أردوغان من مظالم الشعوب العربية والإسلامية، بارزة واضحة ومميزة للرجل وسياسته، ومن ذلك موقفه من رابعة، سواء على مستوى التصريحات أو المواقف، وعلى مستوى سياساته الداخلية في تركيا في التعامل مع ضحايا هذه المظالم.

ولذا كانت مقارنة الجماهير بين مواقفه السابقة، وبين المواقف الآن، والتي لا ترقى لخمسين في المائة من جهده ودعمه للقضية الفلسطينية، في ظل مجازر يومية يقوم بها الاحتلال أكبر وأضخم من ذي قبل.

أردوغان الحالي ومجازر غزة

الأداء المتواضع لأردوغان وحكومته في معركة طوفان الأقصى، والذي لم يتعد حتى الآن التصريحات، أو التنديد والشجب، جعل الناس تقارن بين هذا الأداء وأداء حكام آخرين، مفهومة مواقفهم.

فالسيسي ونظامه ، مثلا،ـ جاء بانقلاب عسكري، وطبيعي أن يكون تصرفه بهذا المستوى من الضعف أمام الصلف الإسرائيلي، فلا يجرؤ على إرسال معونات عن طريق المعبر، بل يهدد النظام المصري بأن أي قافلة ستستهدف، وقصف المعبر الذي حدث عدة مرات منذ بداية الأحداث، دلالة واضحة على الضعف، رغم تجبر هذه السلطة مع أبناء شعبها.

وبقية دول الخليج والدول العربية إلا من رحم ربك، مواقفها متسقة تماما مع سياستها، وهي أنظمة هرولت نحو التطبيع الإسرائيلي، بغض النظر عن رفض شعوبها لذلك، لأن معظم هذه الأنظمة جاء برضا الغرب، وبطمأنة الكيان الصهيوني ناحية هذه الأنظمة.

بل صارت بعض هذه الأنظمة أكثر حرصا على الصهاينة من الصهاينة أنفسهم، بل يبالغون في التودد، وإلحاق الضرر والأذى بالمقاومة وأهلها، لا يتورعون عن فعل ذلك، بل والتبجح بالإعلان عنه، والنماذج أكثر من أن تحصر.

أما أردوغان فهو رجل جاء بانتخابات بالغة الصعوبة، وجاء بأصوات ناخبين، النواة الصلبة منها والأهم هي التي تتطلع لمواقفه المعروفة بالقوة من قضاياها، والدلالة على وصف هذا الآداء بأنه دون المستوى، ما رأيناه من شائعات تنطلق على تركيا وأردوغان، بأنه سير شاحنات لدعم الكيان الصهوني بالخضروات التركية، بسبب تضرر الكيان من طوفان الأقصى.

ورغم كذب هذه الشائعات، لكن السؤال الأهم: لماذا تطرح هذه الشائعات، وينطلي على بعض الناس، أنه وارد أن تكون صحيحة، لأن مستوى الأداء في القضايا العامة والمهمة للأمة، لم تعد كما كانت في سابق عهد أردوغان، مما هز الصورة الثابتة عن أدائه سابقا.

إن أردوغان يخسر من رصيده على مستوى جمهوره وشعبه التركي نفسه، من القاعدة الصلبة التي تقف خلفه، بل ومن المحايدين، ولسنا نقصد بذلك تحريضه على اتخاذ موقف، بل أن يكون كما هو، كما عرفه الناس، بغيرته على قضايا الأمة.

أردوغان القائد المسلم، والشخص القوي صاحب المواقف التي تناصر المظلومين، لا أردوغان الحزبي الحريص على رضا الناخب التركي بالدرجة الأولى، وهو حق له، لكن فيما يتعلق بالشأن التركي فقط.

وغزة وفلسطين ليست من هذه القضايا، بل من كبرى القضايا التي يتفق عليها المواطن التركي باختلاف توجهه، وهو ما ينتظره الجميع من عودة أردوغان لسابق مواقفه المعهودة عنه، والتي كانت مثار فخر من مؤيديه ومحبيه، بل من خصومه أنفسهم.

*د. عصام تليمة كاتب وباحث من علماء الأزهر الشريف

المصدر | عربي21

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: تركيا فلسطين أردوغان عدوان مجازر غزة إسرائيل شائعات التطبيع الكيان الصهيوني هذه الأنظمة من ترکیا عبد الله

إقرأ أيضاً:

السيد الرئيس أحمد الشرع يصل إلى أنقرة في زيارة رسمية لتركيا يلتقي خلالها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان

2025-02-04Hassan Nasrسابق الانتهاء من زراعة محصولي القمح والشعير في حمص انظر ايضاًالانتهاء من زراعة محصولي القمح والشعير في حمص

حمص-سانا أنهى المزارعون في مختلف مناطق محافظة حمص زراعة القمح ‏والشعير ‏للموسم الشتوي الحالي بنسب …

آخر الأخبار 2025-02-04السيد الرئيس أحمد الشرع يصل إلى أنقرة في زيارة رسمية لتركيا يلتقي خلالها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان 2025-02-04الانتهاء من زراعة محصولي القمح والشعير في حمص 2025-02-04اجتماع ‏في وزارة التربية لمناقشة طرق تعويض الفاقد التعليمي للطلاب المهجرين من مناطقهم 2025-02-04بحث تقديم أفضل الخدمات الصحية لأطفال مرضى السرطان في سوريا ‏خلال اجتماع بوزارة الصحة ‏ 2025-02-04وضع أربعة صرافات آلية جدارية جديدة بالخدمة في السويداء 2025-02-04المكلف بالإشراف على شركة سادكوب: زيادة الطاقة الإنتاجية لمعمل الغاز وتوفر كامل للمحروقات ‏باللاذقية 2025-02-04الرئيس الشرع والوزير الشيباني يتوجهان لزيارة الجمهورية التركية 2025-02-04وزارة الأوقاف: أكثر من 3100 مسجد و68 منشأة تعليمية دمرها النظام البائد في عموم سوريا 2025-02-04مسؤول إدارة الأمن العام في محافظة دمشق المقدم عبد الرحمن الدباغ لـ سانا : قامت إدارة الأمن العام بإجراء طوق أمني على منطقة السومرية في مدينة دمشق، وتمكنت من تحرير أربعة مختطفين وإلقاء القبض على الخلية بعد مداهمة أوكارها 2025-02-04الرئيس أحمد الشرع ووزير الخارجية أسعد الشيباني يتوجهان لزيارة الجمهورية التركية الشقيقة

صور من سورية منوعات تيك توك تستأنف خدماتها في الولايات المتحدة بفضل ترامب 2025-01-20 الصين تطلق مجموعة جديدة من الأقمار الصناعية إلى الفضاء 2024-12-05فرص عمل جامعة حلب تعلن عن حاجتها لمحاضرين من حملة الإجازات الجامعية بأنواعها كافة 2025-01-23 الخارجية تعلن برنامج اختبارات المرحلة الرابعة في مسابقتها لتعيين عاملين ‏دبلوماسيين 2024-12-05حدث في مثل هذا اليوم 2024-12-077 كانون الأول-اليوم العالمي للطيران المدني 2024-12-066 كانون الأول 2004- اقتحام القنصلية الأمريكية في جدة بالمملكة العربية السعودية 2024-12-05 5 كانون الأول – اليوم الوطني في تايلاند 2024-12-033 كانون الأول 1621- عالم الفلك الإيطالي جاليليو جاليلي يخترع التلسكوب الخاص به 2024-12-022 كانون الأول- اليوم الوطني في الإمارات العربية المتحدة 2024-12-011 كانون الأول 1942 – إمبراطور اليابان هيروهيتو يوقع على قرار إعلان الحرب على الولايات المتحدة
مواقع صديقة أسعار العملات رسائل سانا هيئة التحرير اتصل بنا للإعلان على موقعنا
Powered by sana | Designed by team to develop the softwarethemetf © Copyright 2025, All Rights Reserved

مقالات مشابهة

  • في أول ظهور رسمي.. زوجة الرئيس التركي تلتقي عقيلة «الشرع» في أنقرة
  • أردوغان والشرع يتحدثان عن رفع العلاقات إلى "مستوى استراتيجي"
  • الشرع: ندعو الرئيس التركي لزيارة سوريا ونسعى لشراكة إستراتيجية مع أنقرة
  • عاجل. الشرع يدعو أردوغان لزيارة سوريا في أقرب وقت ويقول "الدم السوري اختلط بالدم التركي في معارك التحرير"
  • الرئيس التركي رجب طيب أردوغان خلال مؤتمر صحفي مع السيد الرئيس أحمد الشرع في أنقرة: أرحب بالسيد الشرع وممتن لاستضافته في أنقرة
  • أزمات المنطقة وزيادة الاستثمارات.. تفاصيل لقاء وزير الخارجية بالرئيس التركي
  • السيد الرئيس أحمد الشرع يصل إلى أنقرة في زيارة رسمية لتركيا يلتقي خلالها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان
  • وزير الخارجية يجتمع مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في أنقرة
  • الرئيس السوري يصل تركيا للقاء «أردوغان»
  • أحمد الشرع يصل إلى تركيا للقاء أردوغان