الحاجة إلى اليونيفيل تحول دون نهاية قسرية لمهمّتها
تاريخ النشر: 21st, October 2023 GMT
كتب ابراهيم بيرم في "النهار": بدا جلياً من خلال مسار التطورات الميدانية المتدحرجة أن مواقع اليونيفيل نفسها لم تعد تحظى بأي حصانة بل هي عينها صارت تحت الخطر بدليل استهداف المقر الرئيسي لقيادة هذه القوة في الناقورة في اليوم الثالث لبدء المعارك في غزة بعدد من القذائف.
بطبيعة الحال ثمة من يميّز بين أمرين: الأول وضع القوة الدولية وحاجة الجميع الى بقائها حيث هي منتشرة منذ 17 عاماً.
وعلى رغم كل هذه المعطيات المقلقة واضحٌ أن قيادة اليونيفيل قد تنبهت باكراً للمخاطر المقبلة، فسارع الناطق بلسانها الى إصدار سيل من التوضيحات والبيانات تدحض تماماً فرضية قرب انسحابها من المهمات الملقاة على عاتقها، كاشفاً أن أمر انسحابها لم يطرح لا في مجلس الأمن بما يمثل من مرجعية نهائية لهذه القوة ولا في قيادة القوة. ولقد صار معلوماً أن مصير هذه القوة لا يقرّر في قيادتها في الناقورة ولا في أي دولة من الدول المشاركة فيها، بل في مجلس الأمن حصراً والأمر يحتاج الى وقت وجهد طويلين لأن الأمر يتعلق بجيش كامل متكامل يحتاج الى شهور لتفكيكه وإعادته الى بلاده، علماً بأنه يحق لأي دولة مشاركة طلب سحب وحدتها من هذه القوة وإنهاء مشاركتها فيها، ولكن على أن تلتزم بلائحة شروط سبق أن أحيطت بها علماً يوم قرّرت المشاركة في هذه القوة والانخراط بها لأن الأمر يحتاج الى ترتيبات لكي يكون في مقدور مجلس الأمن البحث عمن يملأ الفراغ الذي سيخلفه حتماً هذا الانسحاب.
وثمة مصادر على صلة بهذا الموضوع تفترض أن اليونيفيل بإمكانها تكرار تجربة القوة الأممية التي سبقتها الى الانتشار والتمركز في الجنوب في صيف عام 1978 بموجب القرار الأممي الرقم 425، إذ إن تلك القوة ظلت منذ ذلك الوقت حتى الانسحاب الإسرائيلي في أيار عام 2000 تؤدي دوراً مميزاً في خفض منسوب التوترات وحلّ المعضلات على رغم كل ما طرأ على الوضع في الجنوب من تطورات ميدانية. وبناءً على ذلك ثمة من يستند الى تلك التجربة ليثبت أن ثمة حاجة لبقاء القوة الدولية الحالية بصرف النظر عن مآلات الأمور والأوضاع في بقعة عملياتها الحالية.
تشير كل المعطيات الواردة من الجنوب منذ صبيحة الثامن من الشهر الجاري إلى أن قيادة اليونيفيل اتخذت سلسلة إجراءات وتدابير احترازية على الأرض لضمان حدّ من السلامة وتلافي المفاجآت إلا أن ذلك على بداهته لم يحل دون أن تقوم تلك القوة بمهماتها بدليل أن مروحياتها قامت خلال الساعات الماضية بجولاتها الروتينية المعتادة فوق الخط الأزرق رغم السخونة الحاصلة على طول الحدود، فضلاً عن دورها في فك الحصار الذي ضرب على البعثة الإعلامية بالقرب من موقع تلة العبّاد في خراج بلدة حولا الحدودية.
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: هذه القوة
إقرأ أيضاً:
فريق بحثي من الجامعة الأمريكية بالقاهرة يبتكر "نانو جارد"
طوّر فريق من الباحثين في الجامعة الأمريكية بالقاهرة مطهراً مبتكرًا ممتد التأثير لفترات طويلة باسم "نانو جارد".
وتُقدم المادة الجديدة التي تحمل اسم "نانو جارد"، حلًا فريدًا للتلوث الميكروبي على الأسطح التي نلمسها بشكل متكرر، مثل مقابض الأبواب، مساند السُلّم، ومفاتيح المصاعد، حيث يوفر حماية مستمرة دون الحاجة للاستخدام المتكرر.
ويقود فريق الباحثين المسئول عن تطوير مادة "نانو جارد" الجديدة الدكتور حسن عزازي، الأستاذ المتميز بقسم الكيمياء، ويضم سيف الدين المفتي، طالب الدراسات العليا في الكيمياء، وعبيدة عبد القادر الإبراهيم، الحاصل على الماجستير 2024، وجود ماجد لبابيدي، طالبة الماجستير في تكنولوجيا النانو بالجامعة الأمريكية بالقاهرة.
حصول "نانو جارد" على براءة اختراع أمريكيةحصل "نانو جارد" على براءة اختراع من مكتب براءات الاختراع والتجارة بالولايات المتحدة الأمريكية، ويسعى الباحثون حالياً إلى التعاون مع شركات تصنيع دولية لإبرام اتفاقات تراخيص لإنتاج وتسويق "نانو جارد".
وتتميز مادة "نانو جارد" عن المواد الأخرى في السوق بفعاليتها الفريدة ضد الميكروبات لفترات ممتدة دون الحاجة إلى معدات خاصة أو تدريب على استخدامها.
ويوضح عزازي: "صممنا مطهراً جديدًا يمكن نشره بسهولة على الأسطح ويظل نشطًا ضد الميكروبات لمدة تصل إلى أسبوعين على الأقل"، مشيرًا إلى سهولة استخدام "نانو جارد" وامتداد تأثيره. يلبي هذا المستحضر الجديد احتياجات لا توفرها مواد التطهير المتاحة حالياً.
وأضاف عزازي: "معظم المطهرات التجارية توفر حماية قصيرة المدى وتحتاج إلى الاستخدام والنشر المتكرر، كما أن المطهرات طويلة الأمد المتاحة حاليًا عالية التكلفة وتتطلب إخلاء المنشآت، فضلًا عن الحاجة لمتخصصين لاستخدامها."
وعلى مدار عام كامل، طوّر الفريق نموذجًا أوليًا للمطهر، حيث اختاروا أولاً المادة الكيميائية قصيرة المدى التي من شأنها أن تقتل الجراثيم عند ملامستها ثم اختاروا لاحقًا المادة الكيميائية طويلة المدى. بعد ذلك، سعوا إلى إيجاد طريقة لتغليف المادتين الكيميائيتين المختارتين داخل حويصلات نانوية واختبار مدة صلاحية واستقرار التركيبة أثناء التخزين. وأوضح المفتي: "بمجرد أن وجدنا التركيبة المستقرة والنظيفة وسهلة الاستخدام على الأسطح، انتقلنا إلى المرحلة التالية لجعل المنتج سهل الاستخدام". وعبّر المُفتي عن أمله في أن يحقق "نانو جارد" تأثيرًا واسعًا، قائلاً: "أتمنى أن يصبح "نانو جارد" موثوقًا ومعروفًا وقادرًا على حماية المنازل والجامعات والعائلات من الأوبئة المستقبلية."
وتقديراً لهذا التصميم المبتكر، تم اختيار فريق "نانو جارد" كأحد المتأهلين للتصفيات النهائية في مسابقة "جونز هوبكنز الدولية لتصميم الرعاية الصحية" لعام 2024 وتم نشر أبحاثهم في مجلة "نانوسكيل أدفانسز" تحت عنوان "بخاخ نانوميسيل مضاد للميكروبات طويل الأمد."