حزب الله يُطمئِن ولا يطمئن: منع كسر المعادلات
تاريخ النشر: 21st, October 2023 GMT
كتب نقولا ناصيف في "الاخبار": مع ذلك يتزايد تسعير الاضطراب الامني عند جانبي الحدود الجنوبية بين الحزب واسرائيل ويتمدد تدريجاً الى مسافات ابعد منها، الى داخل كل منهما. ليس هذا فحسب ما رامَ حزب الله قوله. المطلعون على موقفه يتحدثون عن معطيات اخرى بعضها معلوم منذ اليوم الاول لما تلى 7 تشرين الاول، وبعضها الآخر مستجد منذ الخميس:
1 - توجيهه على نحو غير مباشر تطميناً الى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الى انه الآن ليس في صدد فتح جبهة عسكرية مع اسرائيل.
2 - اياً تكن جدية التطمين ذاك ومغزاه السياسي اكثر منه الميداني، فإن سر اسرار حزب الله يكمن في غموضه وكتمانه في السلم وفي الحرب، خصوصاً في صراعه مع اسرائيل في العقود الاخيرة. غموضه احد افتك اسلحته عندما يتعلق بحاجة اسرائيل الى اختبار معه والتحقق مما لديه وما لديه. عندما فاوضها على نحو غير مباشر في ملف الاسرى اكثر من مرة قبل سنوات، لم يفصح عما عنده الا في اللحظات الاخيرة. في الحرب كذلك لا يُخرج سلاحه الفعلي الا على ارض المعركة. ذلك ما يجعل مناورته السياسية على صورة مناورته العسكرية. الا ان المهم في ما يعنيه حزب الله منعه كسر المعادلات الحالية القائمة في المنطقة، خصوصاً موقع حماس في الصراع مع اسرائيل. 3 - وفرة الاتصالات التي يتلقاها مسؤولون امنيون لبنانيون من نظراء لهم بينهم اميركيون وبريطانيون، يحضّون على عدم دخول حزب الله في حرب غزة. الاكثر اهمية واقتضاباً ان يقول المسؤولون الامنيون الغربيون للمسؤولين الامنيين اللبنانيين انهم لا يطلبون اجوبة من حزب الله بل تلقيه فقط رسائلهم. لأنهم لا يتوقعون حتماً الحصول على اجوبة، ما طلبه هؤلاء هو التأكد من وصول رسائل التحذير الى الحزب.
4 - بات معلوماً ان حزب الله لا يريد استعجال الوقت ولا استهلاكه في نبرة التصعيد الامني مع اسرائيل، بل التدرج به عبر جرعات تتنقل بين الجبهات اولاً، وادخال فصائل فلسطينية اليها ثانياً، دونما ان يقود هذا التطور الى إشعال الحرب. 5 - مع ان الاميركيين انكروا علاقة ايران بالتخطيط لهجوم حماس على غلاف غزة في 7 تشرين الاول ولم يحمّلوها بعدذاك اي مسؤولية مباشرة عن تدهور الوضع في غزة وعند الحدود مع لبنان، بيد ان الجمهورية الاسلامية ارسلت اشارات معاكسة اكدت فيها دورها من خلال حدثيْن امنييْن ليس للبنان ولحزب الله صلة مباشرة بهما، هما هجمات الصواريخ من العراق واليمن في اول تدخّل لهذين البلدين في حرب غزة. 6 - تبعاً للمطلعين على موقف حزب الله، فان الاسبوعين المقبلين قد يكونان سياسياً الاشد ضراوة في تقرير مصير المنطقة، بعد الاسبوعين المنصرمين الاشد دماراً في غزة. في خلال ذلك ستُختبر الاحجام الفعلية الثلاثة: دور حاملات الطائرات الاميركية قبالة اسرائيل، الهجوم البري الاسرائيلي لغزة المؤجل يوماً بعد آخر، مدى استعداد ايران لفتح الجبهات وادارة انخراطها في الحرب.
7 - ما سمعه المسؤولون الامنيون اللبنانيون من نظرائهم الغربيين لا سيما منهم اميركيون كانوا في الايام الاخيرة على تواصل يكاد يكون يومياً، ان الجبهة الشمالية لاسرائيل وراء احضار حاملات الطائرات الاميركية الى الشرق المتوسط. ما اوحى به هؤلاء لمحدثيهم ان وصولها لمنع الحرب لا لإشعالها. ما يريده الاميركيون الغاء حماس نهائياً باطلاق يد اسرائيل عسكرياً دونما انجرار المنطقة برمتها الى الاسوأ.
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: مع اسرائیل حزب الله
إقرأ أيضاً:
حماس تسلّم رهينتين في رفح وتستعد للإفراج عن 4 آخرين بمخيم النصيرات
وأحضر مقاتلو الحركة الرهينتين إلى منصة، قبل تسليمهما الى ممثلي الصليب الأحمر. وأعلن الجيش الإسرائيلي في وقت لاحق، أنه تسلّم من اللجنة الدولية للصليب الأحمر المحتجزين بعد الإفراج عنهما.
وأوضح بيان عسكري أن قوة مشتركة من الجيش وجهاز الأمن (الشاباك) تسلّمت «المختطفين الإسرائيليين المحررين» وترافقهما «إلى الأراضي الإسرائيلية».
وتستعد حركة «حماس» للإفراج عن أربع رهائن آخرين في مخيم النصيرات، في إطار عملية التبادل السابعة منذ سريان وقف إطلاق النار.
وكما معظم عمليات التسليم السابقة، أقام عشرات من مسلحي «كتائب القسام»، الجناح العسكري لـ«حماس»، طوقاً في مكان التسليم، حيث أقيمت أيضاً منصة عادة ما يتم إصعاد الرهائن عليها قبل التسليم، وذلك في ظل طقس شتوي
وأعلنت «حماس» أمس أنها ستفرج عن ست رهائن إسرائيليين كما هو مقرر السبت، وهم آخر الأسرى الأحياء المقرر تسليمهم لإسرائيل بحلول الأول من مارس (آذار) بنهاية المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في 19 يناير (كانون الثاني) بعد 15 شهراً من الحرب المدمرة التي حولت قطاع غزة إلى ركام.
بدوره، أعلن «نادي الأسير الفلسطيني» أنه سيتم في المقابل الإفراج عن 602 من المعتقلين الفلسطينيين بينهم 50 محكوماً بالسجن المؤبد. وأضاف أنه من المقرر إبعاد 108 من الأسرى خارج الأراضي الفلسطينية.
وقال نادي عائلات الرهائن إن «الصليب الأحمر» سيتسلم إيليا كوهين، وتال شوهام، وعومر شيم توف، وعومر فينكرت، الذين اختُطفوا خلال هجوم «حماس»، بالإضافة إلى هشام السيد (36 عاماً)، وأفيرا منغستو (39 عاماً)، وكلاهما رهينة منذ نحو عشر سنوات، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».
وأُخذ أربع من الرهائن، وهم: إيليا ميمون إسحق كوهين (27 عاماً)، وتال شوهام (40 عاماً)، وعومر شيم توف (22 عاماً)، وعومر فينكرت (23 عاماً)، في هجوم السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023.
ومنذ بدء الهدنة، تسلمت إسرائيل 22 رهينة بينهم ثلاثة قتلى مقابل إطلاق سراح أكثر من 1100 معتقل فلسطيني. وينصّ اتفاق التهدئة في مرحلته الأولى التي تنتهي في الأول من مارس على أن تطلق «حماس» سراح 33 رهينة، بينهم ثمانية قتلى، مقابل إطلاق إسرائيل سراح 1900 معتقل فلسطيني محتجزين في سجونها.
وأدى وقف إطلاق النار إلى توقف القتال، لكن احتمالات نهاية الحرب بشكل دائم لا تزال غير واضحة.
وتبذل «حماس» جهوداً لإظهار أنها لا تزال تسيطر على غزة على الرغم من الخسائر الفادحة التي تكبدتها في الحرب.
ووفقاً لوزارة الصحة في غزة، أدت الحرب الإسرائيلية في القطاع إلى مقتل 48 ألف شخص على الأقل، وطال الدمار مساحات واسعة منه، واضطر مئات الآلاف للنزوح إلى مخيمات، معتمدين على شاحنات المساعدات.
وقال الجانبان إنهما يعتزمان بدء محادثات بشأن مرحلة ثانية، يقول الوسطاء إنها تهدف إلى الاتفاق على إعادة نحو 60 رهينة متبقية وانسحاب القوات الإسرائيلية. لكن الآمال في التوصل إلى اتفاق خيمت عليها الخلافات حول مستقبل غزة، والتي تفاقمت بسبب صدمة هزت أنحاء المنطقة بسبب اقتراح الرئيس الأميركي دونالد ترمب إخلاء القطاع من الفلسطينيين وتطويره كمنتجع على طراز «الريفييرا» تحت السيطرة الأميركية