لبنان ٢٤:
2024-12-26@19:39:11 GMT
جبهة الجنوب تلتهب ليلاً.. و13 ألف نازح من القرى الحدودية
تاريخ النشر: 21st, October 2023 GMT
مستوى "الحماوة" الميدانية التي تصاعدت على نحو واسع بعد ظهر امس على جبهة الجنوب التي تشهد يوما بعد يوم ارتفاعا مطردا في منسوب الاتجاه نحو "جبهة مواكبة" ودائمة لجبهة حرب غزة، ارتفع منسوب المؤشرات المثيرة للقلق حيال انزلاق لبنان نحو الحرب.
ولم تهدأ جبهة الجنوب نهار أمس، واشتدت ليلاً، فمع تقدم ساعات المساء، كان القطاع الغربي من الجبهة، ولا سيما محيط علما الشعب والضهيرة وعيتا الشعب يتعرض لقصف اسرائيلي عنيف مترافقاً مع إلقاء قنابل مضيئة.
وكتبت" الديار": اشارت اوساط سياسية الى ان حزب الله يتقصد عدم اعطاء موقف واضح حيال خياراته حول الحرب على غزة من ناحية فتح جبهة الجنوب ضد العدو الاسرائيلي للتضامن مع حماس او عدم المشاركة في هذه الحرب بهدف عدم تطمين الكيان الصهيوني. ولفتت في الوقت ذاته ان حزب الله قد يوسع ساحة الحرب في توقيت خاص به حتى لا تتمكن من حسم المعركة على حماس. وقصارى القول ان حزب الله قد يوسع الحرب او لا بناءً على مدى صمود حماس في وجه الجيش «الاسرائيلي».
وتساءلت هذه الاوساط السياسية اذا ستجازف ايران بخسارة حليفتها حماس في حال تمكن جيش العدو من اخراجها من غزة؟ هل تعتبر طهران ان الدينامية العسكرية ستؤدي الى خسارة الدولة العبرية الحرب؟هل محور الممانعة لديه اوراق لم يكشفها بعد؟
ويتوقع الخبير في الشؤون العسكرية والاستراتيجية اللواء عبد الرحمن شحيتلي ارتفاع حدّة الاشتباكات بين حزب الله وقوات الاحتلال الإسرائيلي، مشيراً لـ”البناء” الى أن “دخول الحزب الحرب بهذه القوة والتكتيكات العسكرية والتصعيد التدريجي وكثافة العمليات يشكل ضغطاً كبيراً على جيش الاحتلال وقيادته السياسية، وبالتالي يخفف الضغط على المقاومة في غزة، والأهم أن قيادة الاحتلال ستقيم ألف حساب لخيار الدخول بعملية برية لاجتياح غزة تحسباً لتوسيع حزب الله حركته العسكرية في الجنوب”. ويقول شحيتلي “إذا اندلعت الحرب مع لبنان فأول ست ساعات سيكون سلاح الجو الإسرائيلي خارج المعركة، لأن صواريخ حزب الله ستقصف كافة المطارات بـ”إسرائيل””.
وكتبت " الاخبار":شهدت المناطق الحدودية اللبنانية مع فلسطين المحتلة حركة نزوح لافتة منذ نحو أسبوع. وحتى مساء الأربعاء الماضي، «نزح 12854 شخصاً من القرى الحدودية، 2329 منهم تركوا قراهم خلال الأيام الثلاثة الماضية»، بحسب تقرير لمنظمة الهجرة الدولية أمس. التقرير يؤكّد وجود حركة نزوح، لكن الأرقام الواردة فيه قد لا تكون دقيقة بشكل تام، ولا سيّما مع ورود معلومات لـ«الأخبار» عن نزوح أكثر من ثلثَي سكان المناطق الحدودية عن قراهم، فيما أشارت المنظمة إلى «اعتمادها على أكثر من 3600 مصدر معلومات تنوعت بين موظفين حكوميين ومخاتير، وصولاً إلى النازحين أنفسهم».
ولم يحدّد تقرير منظمة الهجرة الدولية المناطق التي خرج منها أكبر عدد من النازحين، لكنّه حصرها بالقرى الحدودية مع فلسطين المحتلة التي تمتد على شريط طوله 79 كيلومتراً. وفيما شهدت أقضية نزوحاً تاماً من دون الانتقال إلى مناطق أكثر أمناً داخل القضاء مثل بنت جبيل، كان لافتاً عدم ترك الجنوبيين لمحافظتَي الجنوب والنبطية بشكل عام، إذ فضّلوا الانتقال من قرى المواجهة نحو الساحل والمدن الأبعد عن خطوط النار مثل صيدا والنبطية وصور التي قال أحد مخاتيرها لـ«الأخبار» إنه لم تعد هناك شقق للإيجار في المدينة، مع توجه عدد كبير من النازحين إليها. وأفاد التقرير عن وضع قضاء بعبدا في محافظة جبل لبنان، حيث تقع منطقة الضاحية الجنوبية الأكثر استهدافاً في حرب تموز 2006، من بين المناطق التي شهدت نزوحاً.
وانتشر النازحون على ست محافظات بعيداً عن القرى الحدودية، باستثناء محافظتَي الشمال (عكار ولبنان الشمالي) التي أشار التقرير الى «عدم ورود معلومات واردة منها». الوجهة الأولى للنازحين كانت محافظة جبل لبنان، إذ وصل إليها 4610 نازحين، العدد الأكبر منهم، 750 شخصاً، وصل إلى منطقة برجا في قضاء الشوف قادمين من شقرا وحولا ورميش. وحلّت محافظة لبنان الجنوبي في المرتبة الثانية كوجهة للنازحين مع وصول 3209 نازحين إليها، إذ فضّل عدد كبير من الجنوبيين عدم ترك الجنوب لعدّة أسباب؛ أهمّها «عدم الابتعاد عن البيوت وعدم القدرة على دفع تكاليف الإيجار الباهظة في المناطق الأبعد مثل الجبل وبيروت»، وتركّز أغلبهم في مدينة صور والقرى المحيطة فيها مع وصول 1000 نازح إليها. وإلى بيروت وصل 2187 نازحاً، أغلبهم من قرى منطقة شبعا، ونزلوا في «المزرعة»، بحسب تقرير منظمة الهجرة الدولية، ووصل إلى محافظة بعلبك الهرمل 1018 نازحاً، و1217 إلى النبطية، و575 إلى البقاع.
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: جبهة الجنوب حزب الله
إقرأ أيضاً:
لا حل إلا بالدولة
كتب حنا صالح في" الشرق الاوسط": على مسافة نحو أسبوعين من 9 كانون الثاني الحالي، الموعد المحدد لانتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية، تقدمت الفيتوات التي تغطي نيات الاستئثار، وبات الموعد في مهب رياح مصالح ضيقة. لا نية لدى الكتل النيابية الطائفية على إخراج البلد من المستنقع الكل يتربص بالكل، وتدعيم المواقع وحجم الحصص يحددان أداء كل الفئات، والبلد أنقاض. ومع نفاد 30 يوماً من مهلة الشهرين المحددة في آلية تنفيذ القرار الدولي 1701 بوصفها مرحلة وقف نار تجريبية، يتعثر التنفيذ ويتأخر تسلم الجيش جنوب الليطاني. ويتظهر عجز بقايا السلطة عن تحمل مسؤولية تثبيت وقف النار. فتمضي إسرائيل في التجريف وتفجير العمران المتبقي في البلدات الحدودية، وبعمق 5 كلم لغرض حزام أمني كأمر واقع، يقابل ذلك باعتراضات رسمية إعلامية فلكلورية.منذ عام 1975 ، دخل لبنان زمن التصحر مع قبض زعماء ميليشيات الحرب على القرار كل في منطقة تسلطه. وإثر مقتل رئيس الطائف رينيه معوض، والانقلاب على الدستور، صنع الوجود السوري قيادات مرتهنة من ميليشيات الحرب والمال، فتكت باللبنانيين وتسببت في هجرات متواصلة، وتم تغييب السياسة والسياسيين لتبرز شخصيات وضيعة، قال عنها الرئيس الهراوي إن ركابهم اهترت من الزحف إلى عنجر».
وبعد انتفاضة الاستقلال وذعر القوى الآذارية الطائفية من المطالبة بدولة طبيعية بديلاً عن الدولة المزرعة، بدأ زمن الاتفاق الرباعي، وبعده اتفاق الدوحة عندما حل "حزب الله" في موقع "متصرف" عنجر! آل ذلك إلى مرحلة شهد فيها المواطن ساسة فرضت عليهم عقوبات دولية يفاوضون على مستقبل البلد ، ومدعى عليهم بـجناية القصد الاحتمالي بالقتل في جريمة تفجير المرفأ، يقودون لجنة الإدارة والعدل البرلمانية، ويدعون على قاضي التحقيق.
وتسعى المنظومة المتسلطة آخر عقدين رغم تسببها بنهب البلد وإفقار أهله، وتغطيتها حرب حزب الله الكارثية، إلى رئيس على مقاس مصالحها ، واجهة بروتوكولية لا يملك القرار، له باع في مآسي الحاضر.
أمام الفرصة التاريخية لاستعادة الدولة وبسط السيادة، وبدء زمن الإصلاح السياسي والاقتصادي، نرى أن الثنائي المذهبي "أمل" و "حزب الله"، يضع فيتو على قائد الجيش العماد جوزف عون الشخص الذي يحوز مقبولية شعبية.
هما كثنائي يسعيان إلى تكريس مكتسبات في السياسة والاقتصاد، وخصوصاً النقد، انتزعت بفعل دورهما في برمجة الشغور الرئاسي والفراغ في السلطة وتجويف المؤسسات.