أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن أنه حصل على التزام من الإسرائيليين والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بفتح معبر رفح. وتوقع بايدن عبور 20 من شاحنات المساعدات إلى قطاع غزة خلال 24 إلى 48 ساعة المقبلة. من جانبه أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش وجود شروط تعوق وصول المساعدات إلى القطاع رغم الاتفاق على السماح بإدخالها.

وخلال اجتماعه مع زعماء من الاتحاد الأوروبي في واشنطن أمس الجمعة أشار بايدن ردا على سؤال عن دخول شاحنات المساعدات إلى غزة إلى أنه "كان لا بد من إعادة رصف الطريق السريع".

وقال البيت الأبيض إن بايدن ناقش خلال مكالمة هاتفية أمس الجمعة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خططا لبدء نقل المساعدات الإنسانية من مصر إلى غزة. وذكر البيت الأبيض أن بايدن ونتنياهو ناقشا أيضا توفير "ممر آمن للمواطنين الأميركيين وغيرهم من المدنيين في غزة".

وينصب الاهتمام الدولي على إيصال المساعدات إلى غزة عبر نقطة الدخول الوحيدة التي لا تسيطر عليها إسرائيل، وهي معبر رفح مع مصر الذي ظل خارج الخدمة منذ بدء طوفان الأقصى والعدوان الإسرائيلي على غزة قبل أسبوعين.

وحصل بايدن الذي زار إسرائيل يوم الأربعاء الماضي، على وعد من إسرائيل بالسماح بدخول شحنات محدودة من مصر، بشرط مراقبة المساعدات لمنع وصول أي منها إلى حماس.

وقد أكدت الولايات المتحدة الأميركية والاتحاد الأوروبي في بيان مشترك على ضرورة منع تصعيد الأوضاع على المستوى الإقليمي.

وعبر الطرفان بحسب البيان المشترك عن قلقهما إزاء تدهور الأزمة الإنسانية في قطاع غزة

وأكد البيان أن واشنطن والاتحاد الأوروبي يعملان بشكل وثيق مع الشركاء لتسهيل تقديم المساعدات الإنسانية وحماية المدنيين.


عوائق

وفي مؤتمر صحفي من معبر رفح المصري على الحدود مع غزة، حيث تتكدس الشاحنات المحملة بالمساعدات الإنسانية، طالب الأمين العام للأمم المتحدة بإدخال المساعدات في أسرع وقت ممكن، لأنها هي شريان حياة لمليوني شخص يتعرضون للنيران، ومحرومون من إمدادات الغذاء والدواء والمياه والوقود.

وأوضح غوتيريش أنه رغم الاتفاق على إدخال المساعدات فإن ذلك تم مع شروط وقيود.

وأضاف "لذلك نعمل بشكل فاعل مع كل الجهات وبشكل نشط مع مصر وإسرائيل والولايات المتحدة لنضمن توضيح هذه الشروط والحد من القيود المفروضة ليكون هناك تحريك لهذه الشاحنات بأسرع وقت إلى المناطق التي هي بأمس الحاجة إليها".

من جانبه قال مايكل فخري، مقرر الأمم المتحدة المعني بالحق في الغذاء، إن ما يقع في غزة ينذر بخطر إبادة حقيقي، وأضاف -في مقابلة مع الجزيرة- أن حلفاء إسرائيل لا يسائلونها بشأن ممارساتها ضد الفلسطينيين.


 موقف مصر

وكانت الخارجية المصرية أعلنت -أمس الجمعة- أن معبر رفح الحدودي مع غزة مفتوح، مشددة على أن إسرائيل هي من ترفض دخول المساعدات إلى القطاع.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية أحمد أبو زيد -عبر منصة التواصل الاجتماعي إكس- إن مصر ليست مسؤولة عن إغلاق معبر رفح بينها وبين قطاع غزة "رغم أن إسرائيل استهدفته 4 مرات وترفض دخول المساعدات".

وأضاف أبو زيد "مسلسل استهداف مصر في الإعلام الغربي واضح منذ بداية الأزمة"، متابعا بالقول "اليوم يتم تحميلها مسؤولية إعاقة خروج رعايا الدول الثالثة"، في إشارة للرعايا الأجانب.

وأكد أن المعبر مفتوح، ومصر ليست مسؤولة عن عرقلة خروج رعايا تلك الدول، من دون أن يسميها.

يشار إلى أن مئات العالقين من الأميركيين في غزة ينتظرون فتح معبر رفح من أجل إجلائهم، إذ قدرت صحيفة نيويورك تايمز عددهم بما بين 500 و600 شخص.


فتح المعبر "بشكل دائم"

ويأتي ذلك تزامنا مع تجمع عشرات الفلسطينيين من حملة جوازات السفر الأجنبية عند معبر رفح أمس الجمعة، وفق ما أفاد به مراسل وكالة الصحافة الفرنسية.

ومنذ أيام، تتهم مصر إسرائيل بعرقلة دخول المساعدات إلى غزة بقصفها الجانب الفلسطيني من معبر رفح، قبل أن يتوصل الرئيسان المصري عبد الفتاح السيسي والأميركي جو بايدن لاتفاق بتمرير المساعدات، من دون تحديد موعد لإدخالها.

من جانبها، دعت حركة حماس -في أحدث بياناتها- إلى فتح معبر رفح بشكل دائم ومستمر لنقل الجرحى للعلاج ولتدفق المساعدات إلى مناطق القطاع كافة.

وقالت حماس إن اقتصار الحديث على إدخال 20 شاحنة فقط من المساعدات إلى غزة "محاولة أميركية صهيونية لذر الرماد في العيون"، مشددة على أن "توزيع المساعدات في جنوب القطاع فقط يتيح للاحتلال الضغط على أهلنا للنزوح إلى الجنوب تمهيدا لتهجيرهم".

ولليوم الخامس عشر، يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي استهداف قطاع غزة بغارات جوية مكثفة دمّرت أحياء بكاملها وأسقطت آلاف القتلى والجرحى من المدنيين الفلسطينيين.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: المساعدات إلى غزة فتح معبر رفح أمس الجمعة قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

السفير البريطاني بالقاهرة: نعمل مع مصر لدعم حل سوداني للصراع

أكد السفير البريطاني بالقاهرة، جاريث بايلي، أن بلاده تعمل مع مصر، بوصفها أحد شركائنا المقربين لدعم حلٍّ سودانيٍّ للصراع.. واصفا مصر بانها محورية في هذا الصدد.

وقال بايلي في حديث لوكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم الثلاثاء بمناسبة مؤتمر السودان الذى تستضيفه لندن حالياً، إن المملكة المتحدة والدول المُضيفة المشاركة فرنسا وألمانيا والاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوروبي تقوم اليوم بإحياء الذكرى السنوية الثانية لاندلاع الصراع في السودان، حيث يجمع المؤتمر شركاء دوليين رئيسيين.

وأشار إلى أن المؤتمر يجمع ممثلين من مصر ودول أفريقية وإقليمية ومنظمات متعددة الأطراف وجهات أخرى.. مشدداً على أن بلاده تلتزم بإنهاء الصراع في السودان وضمان حل الأزمة الإنسانية هناك.

وأضاف أن هناك هدفين رئيسيين للمؤتمر، أولاً، زيادة الاهتمام الدولي بالآثار الإنسانية للصراع، بما في ذلك تأثيره على الدول المجاورة، والاستقرار الإقليمي، وأمن البحر الأحمر، وثانياً، حشد الجهود الدولية لإنهاء الصراع وإيصال المساعدات إلى المناطق الأكثر حاجة إليها.

وشدد السفير البريطاني، على أن التوصل إلى تسوية سلمية شاملة وانتقال سياسي بقيادة مدنية أمر بالغ الأهمية للحفاظ على وحدة أراضي السودان، وعلى نطاق أوسع، الأمن الإقليمي.

وحول كيفية بناء هذا المؤتمر على الجهود الدبلوماسية السابقة، أوضّح بايلي أن هناك جهودا جادةٌ وصادقةٌ بذلت لإيجاد حلٍّ لهذا الصراع، ونأمل من خلال هذا المؤتمر أن نوجّه المجتمع الدولي نحو توافقٍ في الآراء بشأن مجموعةٍ من القضايا قصيرة ومتوسطة الأجل، منها إيصال المساعدات الإنسانية وحماية المدنيين، وأفضل السبل لضمان شمولية العملية السياسية وتمثيلها، ودعم جهود توحيد المدنيين، كتلك التي برزت من خلال مؤتمر القاهرة.

وعما اذا كان هذا المؤتمر سيسفر عن خارطة طريق أو تعهدات ملموسة، أم سيكون في الأساس منصة للحوار، أكد السفير البريطاني أن المؤتمر ليس مخصصًا لتقديم التعهدات، ومع ذلك، يُرحَّب بالطبع بتقديم تعهدات الحضور.. لافتا إلى أن لدى المملكة المتحدة إعلان تعهداتها الخاص، والذي سيتم إعلانه خلال المؤتمر.

وتابع: "هذه ليست مبادرة وساطة، بل الهدف هو بناء توافق في الآراء بشأن التشارك مع الأطراف، ووصول المساعدات الإنسانية، والتوصل إلى حل مستدام للنزاع من خلال الحوار".

وحول كيفية متابعة المملكة المتحدة بعد المؤتمر لضمان ترجمة الالتزامات إلى أفعال، قال إن بلاده ستعمل بشكل وثيق مع شركائها، بما فيهم مصر، للاتفاق على إجراءات المتابعة، بما في ذلك تعزيز التنسيق بين الشركاء الدوليين.. مضيفا اننا نُدرك ضرورة مواصلة التعاون مع مجموعة واسعة من الجهات المعنية السودانية.

وعن عقد مؤتمر حول السودان دون حضور الأطراف السودانية.. أشار السفير بايلي الى انه في ظل غياب وقف إطلاق النار، واستمرار الصراع، ليس الوقت مناسبًا لجمع الأطراف المتحاربة على طاولة المفاوضات، و الهدف هو جمع الشركاء الدوليين لبناء توافق في الآراء بشأن التعاون مع أطراف النزاع إزاء وصول المساعدات الإنسانية والتوصل إلى حل مستدام للنزاع من خلال الحوار.

وأضاف أن عدم دعوة الأطراف لا يعني عدم إشراكنا لهم، نحن نتواصل مع جميع الأطراف، على سبيل المثال، من خلال ممثلنا الخاص إلى السودان، ريتشارد كراودر، وزيارته الأخيرة إلى بورسودان.

وبشأن كيفية دعم المملكة المتحدة للجهود الرامية إلى وقف إطلاق النار والتوصل إلى حل سياسي في السودان.. أكد ان بلاده ستسخدم جميع السبل الدبلوماسية لحث الأطراف المتحاربة على وقف العنف، وحماية المدنيين، وتحسين وصول المساعدات الإنسانية، والعودة إلى طاولة المفاوضات.

وأضاف: "وسنواصل العمل مع مصر وشركاء آخرين لتحقيق هذا الهدف".

وحول مساهمة المملكة المتحدة في المساعدات الإنسانية للسودان.. قال إن المملكة المتحدة تقدم أمولاً لتقديم مساعدات غذائية طارئة لحوالي 800، 000 نازح، أكثر من 88% منهم من النساء والأطفال، بالإضافة إلى تحسين فرص الحصول على المأوى ومياه الشرب والرعاية الصحية الطارئة والتعليم، كما سيُساعد هذا التمويل أكثر من 700، 000 شخص في الدول المجاورة المتضررة من النزاع، بما في ذلك مصر، حيث يُساعد التمويل البريطاني المُقدم لمبادرة "التعليم لا ينتظر" اللاجئين والمجتمعات المصرية المُضيفة على الوصول إلى الخدمات التعليمية.

وأشار إلى انه في وقت سابق من هذا العام، أثناء زيارة وزير الخارجية البريطاني إلى منطقة أدري على الحدود التشادية السودانية، أعلن عن تمويل إضافي بقيمة 20 مليون جنيه إسترليني، ليحصل اللاجئون الفارون من السودان الذي مزقته الحرب على مزيد من الدعم البريطاني في مجال الحصول على الغذاء والخدمات الصحية، وجاء هذا بعد مضاعفة المساعدات البريطانية في نوفمبر لمعالجة حالة الطوارئ الإنسانية في السودان لتصل إلى 226.5 مليون جنيه إسترليني.

وحول كيفية مواءمة السودان مع استراتيجية السياسة الخارجية الأوسع للمملكة المتحدة في أفريقيا، قال بايلي إن الصراع في السودان ينذر بتفاقم التهديدات الأمنية القائمة في المنطقة، بما في ذلك تدفقات المهاجرين، مما يخلق مساحة للإرهاب والجريمة المنظمة وغيرها من الأنشطة الخبيثة.

وأضاف أن مصر وحدها تستضيف عددًا كبيرًا من اللاجئين السودانيين، حيث أفادت التقارير بدخول 1.5 مليون لاجئ منذ أبريل 2023.

وحذر من انه كلما طال أمد الصراع، زاد خطر امتداده إقليميًا.. مشيرا الى التزام المملكة المتحدة بإنهاء الصراع في السودان لضمان حل الأزمة الإنسانية هناك والحد من التهديدات الأمنية.

اقرأ أيضاًوزير الاستثمار يلتقي السفير البريطاني بالقاهرة لبحث سبل تعزيز التعاون الاقتصادي

رئيس جهاز حماية المنافسة يستقبل السفير البريطاني بالقاهرة

وزير التعليم والسفير البريطاني بالقاهرة يبحثان مجالات التعاون

مقالات مشابهة

  • كارثة إنسانية تلوح في الأفق.. إسرائيل تعلن وقف إدخال المساعدات لغزة
  • قنابل ثقيلة وذخائر وصواريخ.. ترامب يُسلم إسرائيل أسلحة أمريكية جمدتها إدارة بايدن
  • خبير مصرفي يتوقع خفض الفائدة 2% رغم تحديات التضخم وارتفاع المحروقات
  • الولايات المتحدة تبلغ إسرائيل بالانسحاب التدريجي من سوريا خلال شهرين
  • رئيس فرنسا يفضح الاحتلال .. ماكرون: رأيت بعيني في العريش حظر إسرائيل دخول المساعدات إلى غزة
  • السفير البريطاني بالقاهرة: نعمل مع مصر لدعم حل سوداني للصراع
  • اتهما إسرائيل بمنع إدخال المساعدات.. مسؤولان أوروبي وأممي: لا طعام ولا مأوى.. ووضع القطاع بلغ حد الجحيم
  • الأمم المتحدة: الوضع الإنساني في غزة الأسوأ منذ بدء الحرب
  • غولدمان ساكس يتوقع ارتفاع الذهب إلى 3700 دولار خلال 2025
  • ترامب يتوقع قرارا عاجلا بشأن إيران وجولة تفاوض ثانية في روما