سجود السهو.. سجدتان فيهما النتيجة
تاريخ النشر: 21st, October 2023 GMT
سجود السهو عبارة عن سجدتين، ونقول فيهما مثل ما في السجود للصلاة، ولكن اختلف العلماء في موضع هاتين سجود السهو، من حيث كان سجود السهو في آخر الصلاة أم بعدها، سجود السهو يحل ليسد الخلل الذي يغفل عنه المصلي أو النقص الذي حدث بالصلاة، في حالة كانت الصلاة فرضًا أو نفلًا، وسبب ذلك ثلاثة أخطاء: إما أن تكون زيادة في الصلاة، أو النقص منها، أو أن يشك المصلي في أنه زاد أو نقص في الصلاة.
في حالة أن المصلي سهى في صلاته، عليه أن يسجد سجود السهو، ونفس الأدعية التي تقال في السجود المعتاد تقال في سجود السهو، وقد قيل إنه من السنن قوله تعالى (سبحان من لا ينام ولا يسهو)، كما يستلزم سجود السهو النية بمعنى أن ينوي السجود ولكن بدون أن يتلفظ بها كي لا تفسد الصلاة، إما إذا كان المصلي في صلاة جماعة فعليه اتباع المصلي.
كيفية سجود السهو
اختلف الأئمة الأربعة في كيفية سجود السهو، فتعددت الآراء في موضعه، من ناحية إذا ما كان سجود السهو قبل السلام من الصلاة أم بعده والآتي بيان بآراء الأئمة الأربعة: الإمام أبو حنيفة: ذكر عن مذهب الأحناف أن موضع سجود السهو بعد السلام من الصلاة نهائيًا، مع شرط النية للسجود، لأنهم اعتبروا سجود السهو صلاة، فإذا لا بد أن يتحقق فيها شرك النية، كما أخذوا ذلك علة نفس مقياس سجدة التلاوة وسجدة الشكر واللتان يشترطان فيهما النية.
والإمام الشافعي: اوضخ المذهب الشافعي أن موضع سجود السهو بعد التشهد الأخير وقبل السلام من الصلاة، ويستلزم فيه النية، سواء كان المصلي منفرًا أو كونه إمامًا، لكن في حالة كان المصلي مأمومًا فلا يشترط النية، ويكتفي بنية الإمام.
والأمام أحمد بن حنبل: بين المذهب الحنبلي أن موضع سجود السهو قبل السلام من الصلاة نهائيًا، ويكون ذلك في جميع حالات السهو فيما دون حالتين فقط وهما: أن ينقص المصلي ركعة أو أكثر، ففي هذه الحالة يأتي المصلي بالركعة الناقصة، ثم بعد ذلك يسجد سجود السهو، والحالة الثانية وهي أن يشك المصلي في شيء من الصلاة، ففي هذه الحالة يتم المصلي الصلاة ويسجد سجود السهو بعد السلام، واشترط الحنابلة إذا كان سجود السهو بعد الصلاة فيكون التشهد بعد سجود السهو وقبل السلام.
والإمام المالكي: ذهب المالكية أن سجود السهو يكون قبل السلام في حالة كون سبب السهو نقصًا، ويكون بعد السلام في حالة كون سبب السهو زيادة، ولا يشترط النية في حالة كون سجود السهو قبل السلام، ففي هذه الحالة تكفي نية الصلاة كون السجود جزءًا منها، ولكن في حالة أن السجود بعد الصلاة فإن النية هنا مشروطة لأن المصلي خرج عن الصلاة.
ما هي أسباب سجود السهو
يعد سجود السهو بمثابة سد للخلل الذي يغفل عنه المصلي في الصلاة، لذلك هناك أسباب تستدعي من أجلها سجود السهو وهي:
-الشك في الصلاة: أي أن يشك المصلي في صلاته وعليه يجب أن يصحح المصلي خطأة، واختلف العلماء في هذه الحالة ، قال الأحناف أنه إذا شك المصلي في صلاته، فإنه يتم صلاته على غلبة ظنة أي الاعتقاد الأكبر له، فإذا لم يكن لديه غلبة ظن، فإنه يتم الصلاة بناء على ما يتيقن به في نفسه، واستدلوا بحديث عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (إذا شك أحدكم في صلاته، فليتحر الصواب فليتم عليه ثم ليسلم ثم ليسجد سجدتين).
ذهب المالكية والأحناف أنه إذا شك المصلي في صلاته فلا يعلم هل سجد مرة أم مرتين، ففي هذه الحالة يتم المصلي صلاته بناءً على يقينه، ثم يأتي بما شك فيه وبعد ذلك يسجد للسهو، واستدلوا بحديث عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إذا سها أحدكم في صلاته فلم يدر واحدة صلي أو اثنتين؟ فليبن على واحدة فإن لم يدر اثنتين صلى أو ثلاثًا فليبن على اثنتين فأن لم يدر ثلاثا صلى أو أربعًا؟ فليبن على ثلاث وليسجد سجدتين قبل أن يسلم) ولقوله صلى الله عليه وسلم أيضا: (إذا شك أحدكم في صلاته فليلق الشك، وليبن على اليقين، فإذا استيقن التمام سجد سجدتين، فإن كانت صلاته تامة كانت الركعة نافلة له والسجدتان، وإن كانت ناقصة كانت الركعة تمامًا لصلاته والسجدتان ترغمان أنف الشيطان).
ذهب الحنابلة إلى التفريق بين الأمام والمنفرد، فإذا كان الشخص يصلي منفردًا بنى صلاته بناءً على يقينه، وإذا كان إمامًا فيذكره المصلون خلفه بالخطأ، وفي حالة أن المصلي راوده شك بعد انتهاء الصلاة فلا أثر له، أما في حالة شكه بالزيادة أو النقصان حين أداء الصلاة فإنه يسجد للسهو.
-الزيادة في الصلاة: ولها حالتين وهما كالآتي:
الزيادة في أفعال الصلاة: في حالة زاد المصلي في الصلاة يتوجب عليه سجود السهو، كما جاء في السنة النبوية عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أنه قال: (صلينا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإما زاد أو نقص، قال إبراهيم: وايم الله ما جاء ذلك إلا من قبلي، قال فقلنا سيا رسول الله، أحدث في الصلاة شيء؟ فقال: لا قال فقلنا له الذي صنع، فقال: إذا زاد الرجل أو نقص فليسجد سجدتين قال: ثم سجد سجدتين)، ومن أمثلة الزيادة في الأفعال: زيادة نفس الفعل أو تبديل فعل مكان آخر مثل السجود محل الركوع، أو زيادة ركعة على العدد المطلوب، وفي حالة أن المصلي علم بأنه زاد ركعة فعليه أن يجلس فورًا ويتشهد ثم يسجد سجود السهو ثم يسلم، أما في الجماعة فينبغي على المأموم أن ينبه الإمام بأي زيادة، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إنما أنا بشر مثلكم، أنسى كما تنسون، فإذا نسيت فذكروني).
الزيادة في أقوال الصلاة: وهو أن يأتي المصلي بقول مشروع في الصلاة في غير محله مثل القراءة في السجود أو التسبيح في موضع القراءة وكان ذلك من غير قصد، فهنا يستحب سجود السهو، إما إذا كان الكلام الصادر من غير جنس الصلاة وعن قصد فقد بطلت الصلاة.
النقص في الصلاة: ويكون ذلك على حالتين، الحالة الأولى وهي ترك ركن من أركان الصلاة: مثل السجود أو الركوع فتبطل الصلاة بترك هذا الركن عمدًا، أما إذا كان سهوًا الترك سهوًا ماعدا تكبيرة الإحرام، فإذا تذكر المصلي النقص قبل وصوله إلى موضعه، فعليه أن يرجع ويأتي بالركن الناقص ويكمل صلاته، أما إذا كان الذكر بعد وصوله ففي هذه الحالة عليه أن يجعل الركعة التي هو قائم بها عوضًا عن الركعة التي حدث فيها النقص، وفي حالة تذكره بعد السلام من الصلاة فإنه يكمل ما نقصه من صلاته، وما يليه منها، الحالة الثانية وتكون بترك واجب من واجبات الصلاة مثل التسبيح في السجود أو تكبيرات الانتقال في الركعات، فإذا كان عن عمد تبطل الصلاة، أما إذا كان سهوًا ففيه حالات: إذا تذكر المصلي الركن اقبل أداء الركن الذي يليه، يترتب عليه سجود السهو.
ومن جانبه قال الدكتور محمود شلبى أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية أن سجود السهو يقوم به الفرد بعد التشهد الأخير وقبل التسليم موضحا أن ما يقال في سجود السهو هو الوارد في السجود للصلاة من تكرار قول: « سبحان ربي الأعلى» ثلاثُ مرات ثم يكبر الفرد ثم يسجد مره أخرى ويقول “سبحان ربى الأعلى ”.
وتابع خلال رده على سؤال “كيفية سجود السهو وما يقال فيه ” عبر فيديو على موقع اليوتيوب بعض أهل العلم استحبوا أن يقول المسلم إذا سجد للسهو: « سبحان من لا ينام ولا يسهو»، إن كان سجوده للسهو بسببٍ غير متعمد.
محل سجود السهو
اختلف الفقهاء في محل سجود السهو هل يكون قبل السلام أم بعده؟، رأى الإمام أبي حنيفة أن سجود السهو الأَوْلَى فعله بعد السلام مطلقًا في الزيادة والنقصان، واشترطوا النية له، حيث اعتبروه صلاة لابد فيها من تحقُّق النية، وقياسا على اشتراط النية في سجود الشكر، وسجود التلاوة. بينما رأى الإمام مالك أنه إذا كان السهو لنقص فالأَولى فعله قبل السلام، وإن كان لزيادة فالأولى فعله بعد السلام، أما فيما يتعلق بالنية، فلا حاجة لها إن كان سجود السهو قبل السلام، حيث تكفي نية الصلاة باعتباره جزءًا منها، إما إن كان بعد الصلاة فلابد من النية، لأنه خرج عن الصلاة.
وعند الإمام الشافعي: الأَوْلَى فعل سجود السهو قبل السلام وبعد التشهُّد مهما اختلف سببه في الزيادة والنقصان، وتلزم نية له، لكلٍّ من الإمام والمنفرد على حد سواء، أما المأموم فلا يحتاج إلى النية، اكتفاءً بنية إمامه، ومحل النية هو القلب.
حكم من نسي سجود السهو؟
إنه إذا نسي سجود السهو فصلاته صحيحة، لكن متى ذكر سجد سجدتي السهو سواء في المسجد أو في بيته، وقال بعض أهل العلم: إذا طال الفصل سقطت، ولكن الأحوط والأولى أنه متى ذكرها ولو طال الفصل سجد سجدتين بنية السهو، سواء في المسجد أو في بيته كما ذكر بعض العلماء.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: سجود السهو الصلاة صلى الله علیه وسلم السلام من الصلاة فی هذه الحالة بعد السلام الزیادة فی فی حالة أن فی الصلاة فی السجود زیادة فی فی صلاته إذا کان علیه أن
إقرأ أيضاً:
هل قرآن الفجر قبل الصلاة أم بعدها؟.. 10 أسرار لا يعرفها كثيرون
لاشك أن ما يطرح السؤال عن هل قرآن الفجر قبل الصلاة أم بعدها ؟، هو قوله تعالى في كتابه العزيز : ( وَقُرْآنَ الْفَجْرِ ۖ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا) الآية 78 من سورة الإسراء، وهو ما يدل على أهمية تلاوة القرآن في هذا الوقت وفضله العظيم ، الذي لا ينبغي تفويته بأي حال من الأحوال ، ومن ثم ينبغي الوقوف على حقيقة هل قرآن الفجر قبل الصلاة أم بعدها ؟.
هل الذنوب تنقص الرزق وتسبب الفقر؟.. 10 أمور تنغص حياتك فاجتنبهاماذا يفعل القرين عندما تحزن؟.. 7 حقائق ينبغي معرفتها تقيك شرورههل قرآن الفجر قبل الصلاة أم بعدهاورد عن حقيقة هل قرآن الفجر قبل الصلاة أم بعدها ؟، أن أفضل وقت لقراءة القرآن الكريم كما يقول بعض العلماء بعد صلاة الفجر وحتى موعد شروق الشمس، من يفعل ذلك له أجر عظيم عند الله- عز وجل-، ولا يختلف اثنان على أن قراءة القرآن الكريم في أي وقت وفي كل حين لها ثواب عظيم، وأنكل حرف بحسنة، والحسنة بعشرة أمثالها، ولك أن تتخيل لو قرأت صفحة أو صفحتين أو عشر صفحات يوميا كم ستحصل من حسنات، لذا من الضروري ان يخصص كل شخص لنفسه ورد يومي يقرأه في أي وقت ولو 5 آيات إذا كان لا يجد الوقت وكلما زاد أفضل ، ويحتوي القرآن على 114 سورة مكية ومدنية .
وورد قوله تعالى : ( وَقُرْآنَ الْفَجْرِ ۖ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا) الآية 78 من سورة الإسراء ، وقوله [ تعالى ] : ( وقرآن الفجر ) يعني صلاة الفجر ، وقد ثبتت السنة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم تواترا من أفعاله وأقواله بتفاصيل هذه الأوقات ، على ما عليه عمل أهل الإسلام اليوم ، مما تلقوه خلفا عن سلف ، وقرنا بعد قرن ، كما هو مقرر في مواضعه ، ولله الحمد .
وجاء في تفسير قوله عز وجل : ( إن قرآن الفجر كان مشهودا ) قال الأعمش ، عن إبراهيم ، عن ابن مسعود - وعن أبي صالح ، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي صلى الله عليه وسلم في هذه الآية : ( إن قرآن الفجر كان مشهودا ) قال : " تشهده ملائكة الليل وملائكة النهار " .
وقال البخاري : حدثنا عبد الله بن محمد ، حدثنا عبد الرزاق ، أخبرنا معمر ، عن الزهري ، عن أبي سلمة - وسعيد بن المسيب ، عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " فضل صلاة الجميع على صلاة الواحد خمس وعشرون درجة ، وتجتمع ملائكة الليل وملائكة النهار في صلاة الفجر " . ويقول أبو هريرة : اقرءوا إن شئتم : ( وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودا ) .
وقال الإمام أحمد : حدثنا أسباط ، حدثنا الأعمش ، عن إبراهيم ، عن ابن مسعود ، عن النبي صلى الله عليه وسلم - وحدثنا الأعمش ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله : ( وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودا ) قال : " تشهده ملائكة الليل ، وملائكة النهار " .
ورواه الترمذي ، والنسائي ، وابن ماجه ، ثلاثتهم عن عبيد بن أسباط بن محمد ، عن أبيه ، به وقال الترمذي : حسن صحيح .
وفي لفظ في الصحيحين ، من طريق مالك ، عن أبي الزناد ، عن الأعرج ، عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " يتعاقبون فيكم ملائكة الليل وملائكة النهار ، ويجتمعون في صلاة الصبح وفي صلاة العصر ، فيعرج الذين باتوا فيكم فيسألهم - وهو أعلم بكم - كيف تركتم عبادي ؟ فيقولون : أتيناهم وهم يصلون ، وتركناهم وهم يصلون " وقال عبد الله بن مسعود : يجتمع الحرسان في صلاة الفجر ، فيصعد هؤلاء ويقيم هؤلاء . وكذا قال إبراهيم النخعي ، ومجاهد ، وقتادة ، وغير واحد في تفسير هذه الآية .
وأما الحديث الذي رواه ابن جرير هاهنا - من حديث الليث بن سعد ، عن زيادة ، عن محمد بن كعب القرظي ، عن فضالة بن عبيد ، عن أبي الدرداء ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فذكر حديث النزول وأنه تعالى يقول : " من يستغفرني أغفر له ، من يسألني أعطه ، من يدعني فأستجيب له حتى يطلع الفجر " . فلذلك يقول : ( وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودا ) فيشهده الله ، وملائكة الليل ، وملائكة النهار - فإنه تفرد به زيادة ، وله بهذا حديث في سنن أبي داود .
فضل قراءة القرآن في الفجرورد عن فضل قراءة القرآن في الفجر ، في السنة النبوية المطهرة الحث على ذكر الله تعالى بعد صلاة الفجر؛ ومن ذلك ما رواه الإمام الترمذي في «جامعه» من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «مَنْ صَلَّى الْغَدَاةَ فِي جَمَاعَةٍ ثُمَّ قَعَدَ يَذْكُرُ اللهَ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ كَانَتْ لَهُ كَأَجْرِ حَجَّةٍ وَعُمْرَةٍ؛ تَامَّةٍ تَامَّةٍ تَامَّة»، وبناء عليه فضل قراءة القرآن بعد صلاة الفجريعد من أعظم الذكر، وقد ورد الأمر الشرعي بقراءته مطلقًا، والأمر المطلق يقتضي عموم الزمان والمكان والأشخاص والأحوال، فامتثاله يحصل بالقراءة فرادى أو جماعات، سرًّا أو جهرًا، ولا يجوز تقييده بهيئة دون هيئة إلا بدليل.
وبناء على ما سبق فلا مانع من قراءة القرآن بعد صلاة الفجر، ولا بأس بالمواظبة على قراءة القرآن بعد صلاة الفجر ، ولكن بشرط أن يتم ذلك بشكل ليس فيه تشويش على بقية الذاكرين وقُرّاء كتاب الله تعالى؛ استرشادًا بالأدب النبوي الكريم في قوله صلى الله عليه وآله وسلم: «لَا يَجْهَرْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ بِالْقُرْآنِ» رواه الإمام مالك في "الموطأ" والإمام أحمد في "المسند".
وورد من فضل قراءة القرآن في الفجر عظيم؛ فهو نورٌ يضيء دروبنا بالإيمان، ونرفع به درجاتنا، فإنّ لقارئ القرآن الأجر العظيم من عند الرحمن، كما ورد في حديث روي عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ قَرَأَ حَرْفًا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ فَلَهُ بِهِ حَسَنَةٌ وَالْحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا لَا أَقُولُ الم حَرْفٌ وَلَكِنْ أَلِفٌ حَرْفٌ وَلَامٌ حَرْفٌ وَمِيمٌ حَرْفٌ». أخرجه البخاري.
قراءة القرآن عبادةوجاء أن قراءة القرآن عبادة فإن النظر في المصحف عبادة أيضًا، وانضمام العبادة إلى العبادة لا يوجب المنع، بل يوجب زيادة الأجر، إذ فيه زيادة في العمل من النظر في المصحف، والقاعدة الشرعية أن الوسائل تأخذ حكم المقاصد، والمقصود هو حصول القراءة، فإذا حصل هذا المقصود عن طريق النظر في مكتوب كالمصحف كان جائزًا.
وذكر الإمام النووي: «لو قرأ القرآن من المصحف لم تبطل صلاته، سواء كان يحفظه أم لا، بل يجب عليه ذلك إذا لم يحفظ الفاتحة، ولو قلب أوراقه أحيانًا في صلاته»، بينما يرى الحنفية أن القراءة من المصحف فى الصلاة تفسدها، وهو مذهب ابن حزم من الظاهرية لأسباب منها أن حمل المصحف والنظر فيه وتقليب أوراقه عملٌ كثير قد يبطل الصلاة.
هل قراءة القرآن أم الذكر في الفجرورد في السنة النبوية المطهرة الحث على ذكر الله تعالى في الفجر؛ ومن ذلك ما رواه الإمام الترمذي في «جامعه» من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «مَنْ صَلَّى الْغَدَاةَ فِي جَمَاعَةٍ ثُمَّ قَعَدَ يَذْكُرُ اللهَ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ كَانَتْ لَهُ كَأَجْرِ حَجَّةٍ وَعُمْرَةٍ؛ تَامَّةٍ تَامَّةٍ تَامَّة»، وبناء عليه قراءة القرآن في الفجر يعد من أعظم الذكر، وقد ورد الأمر الشرعي بقراءته مطلقًا، والأمر المطلق يقتضي عموم الزمان والمكان والأشخاص والأحوال، فامتثاله يحصل بالقراءة فرادى أو جماعات، سرًّا أو جهرًا، ولا يجوز تقييده بهيئة دون هيئة إلا بدليل، ولا بأس بالمواظبة على قراءة القرآن بعد صلاة الفجر ، ولكن بشرط أن يتم ذلك بشكل ليس فيه تشويش على بقية الذاكرين وقُرّاء كتاب الله تعالى؛ استرشادًا بالأدب النبوي الكريم في قوله صلى الله عليه وآله وسلم: «لَا يَجْهَرْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ بِالْقُرْآنِ» رواه الإمام مالك في "الموطأ" والإمام أحمد في "المسند".
أفضل سورة بعد صلاة الفجر"قراءة آية الكرسي، بسم الله الرّحمن الرّحيم " أَعُوذُ بِاللهِ مِنْ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ، بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيم: "اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ(255) ."قراءة سورة الإخلاص ثلاث مرّات، بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيم " قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ"."قراءة سورة الفلق ثلاث مرّات، بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيم "قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ * مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ * وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ * وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ * وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ"."قراءة سورة النّاس ثلاث مرّات، بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيم " قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ * مَلِكِ النَّاسِ * إِلَهِ النَّاسِ * مِن شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ * الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ * مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ".قراءة خواتيم سورة البقرة، بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيم "آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ وَقَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ * لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلاَ تُحَمِّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَآ أَنتَ مَوْلاَنَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ.