لايمكن لعاقل ولابشر سوي ان يقبل او يسكت على جرائم الحرب المرتكبة على أرض فلسطين .الجرائم المتوالية منذ سنة 1948 حيث سلم الانجليز لليهود أرض القدس وفلسطين لحفدة تيودور هرتزل وتنفيدا لوعد بيلفور، بل ببساطة تمكين اليهود المشتتين في الأرض من دولة يساندها ويمولها ويدعمها ويحرصها ويضمن شروط استئسادها اليسار المسيحي واليهودي الاهوتي الذي يحكم العالم من المحيط الى المحيط ومن القطب الى القطب.
نعم نعيش فصل آخر من القتل والتقتيل من وأد الأطفال والنساء والشيوخ والمرضى والاصحاء ،خلاصة قتل المدنيين العزل تحث الف ذريعة وذريعة.
لاداعي لأنكئ الجراح فاليهود قتلة الانبياء لم يخجلوا ولن يخجلوا من تاريخهم، فقط منذ الخمسينات الى التسعينات والالفين مجازر لاتعد ولاتحصى ..مجزرة القدس ..مجزرة حيفا..مجزرة صبرا وشاتيلا واليوم مجزرة المستشفى المعمداني أغلبها أطفال رضع ..هذا ذون الحديث عن القصف الذي يكاد يكون دوري ومتواصل منذ تاريخ الاحتلال والاستهدافات الصاروخية الموجهة لقتل الزعماء والقادة والمناضلين وأفراد المقاومة بمختلف أسمائها وتفرعاتها. لايفرق اليهود بين فلسطيني وديع وفلسطيني ثائر، وقت ينزل القرار يذبح الكبش كما يذبح الذئب.
منذ إنشاء دولة اليهود مات العدل انتشر الظلم والقتل واستوطن الغدر الشرق الأوسط كله ..لازلنا نذكر عهد النكبة والنكسة والجرائم المرتكبة في لبنان غير مامرة والجولان وسيناء والقائمة طويلة .
غير ان الحرب التي كان يدخلها العرب والمسلمين والمقاومة زمان ليست هي حرب اليوم ،الحرب التقليدية أصبحت حربا تكنولوجية علمية دقيقة. آثارها مدمرة ماحية لمقومات الحياة وللانسان. بل إن مسلموا وعرب الأمس ليسوا هم مقاومة اليوم المسلحة ايضا بالعلم والتقوى والايمان بالقضية، لامجال فيها للخوف من الموت الفظيع..وهذه هي الموازين التي تغيرت وهذا ماعملت القوى المناهضة للمسلمين منذ زمان على تجنبه وذلك بنشر الجهل وزرع التفرقة وإذكاء النعرات القبيلة والجهوية والدينية والمذهبية ونشر الرذيلة وتشجيع حكام ظالمين وقتل ووأد النور اينما كان .لايجب عموما على العرب والشعوب الضعيفة ان تمتلك تكنولجية متقدمة ولاصناعات ثقيلة ولاعلم
نووي ولا بيولوجي ولااي سبل من سبل الانعتاق والتميز،وإذا حصلت بعض الانفلاتات فالقوى الغربية كفيلة بطرق شتى لحرمان الامة المستضعفة من نوابغها إما بالاغراء وهذا مايحدث حينما نجد ان زبدة المجتمع العربي من مهندسين علماء وأطباء يفضلون الهجرة الى هذه الدول على العيش في بلدانهم حيث لا عدل ولاحرية ولاديموقراطية ولافرص العيش الرغيد الا مانذر.
وإما بخطفهم وإما بقتلهم مباشرة او عبر حوادث غير مفهومة .
بالنسبة للأجيال بعد السبعينات على الاقل والتي عاصرت حرب لبنان وتطاحن الأخوة في الاردن..أعني يوم سارت حرب بين الملك حسين ومنظمة فتح..والحرب على العراق وافغانستان وبعدها العراق ثم قريبا ماحصل بعد ماسمي ظلما بالربيع العربي في تونس ومصر وليبيا وسوريا ولم تنج الا البلدان التي انتبه عقلاؤها الى المكيدة المدبرة ليلا.
اه من الزمان والتوائاته..زمان كان يقول محمود درويش ..لو سألت العربي الى اين تمضي لأجابك مع الريح..وأي ريح هاته التي قادتنا الى الانفتاح وافتراض حسن النية بالقول اننا ننشد السلام مع *إخوتنا*الإبراهيميين وربما الصلح خير ،فإذا بنا امام دولة عصبية مارقة ظاهرها غير باطنها، وحتى وإن قبلنا التعامل معهم فأي فؤاد سيتغاضى عن يهوديتهم المقيتة عندما يغدرون ويتجاوزون بتفوقهم العسكري كل القوانين والاعراف والقيم الإنسانية. ولنا فيما يحصل اليوم خير دليل بل ابأس دليل على هذا النوع من المخلوقات شئنا ام أبينا أن الله سبحانه وتعالى قال فيهم ماهو معلوم الى يوم الدين .
اليوم تجبروا ووجدوا أمامهم جيل من المسلمين والعرب ومحبي السلام عبر العالم مغلوب على أمرهم وماباليد حيلة ،فمن يملكون شرعنة وقف الاعتداءات يجلسون في مجلس الأمن الظالم ويدافعون عن تثبيت سلطة دولة اسرائيل مهما حصل ويبدو اننا لانملك الا ان ننتظر المقاومة ترد علينا الظلم والاحساس بالجبن والدل والهوان فلا خير فينا ولا في قوتنا وقد جثى الخوف على قلوبنا وقد نسينا مقولة ان نعش عشنا كراما او نمت متنا أحرارا.
بل إنه ولد لنا من يقول تبا لكم ايها العرب فنحن امازيغ لاعلاقة لنا بقضيتكم وربما بإسلامكم وربما بوجودكم أصلا …ورغم كل ماسبق لازال فينا نبض يهتف عاشت المقاومة وصمت أذان العالم ان لم تسمع كلمة الحق .
المصدر: اليوم 24
إقرأ أيضاً:
مصر التاريخ والحضارة تحت قيادة وطنية
سيسجل التاريخ اسمك بأحرف من ذهب وسيشهد بانك الفارس الحقيقي
حينما يضيء التاريخ سطوره بأحرف من نور لابد أن يخلد أسماء القادة العظماء الذين حملوا علي عاتقهم مسؤولية شعوبهم في أحلك الظروف وتصدوا وواجهوا التحديات والصعوبات بقوة وصبر وثبات وإرادة لا تلين ولا تنكسر، ومن بين هؤلاء القادة الفارس الشجاع الذي قاد مصر في أصعب فتراتها وانتشلها من براثن الفوضى والظلام والإرهاب والدمار والسيطرة من قوى الشر ليعيد إليها هيبتها أمام العالم كله وينشر الأمن والأمان والاستقرار، ويمضي قدما نحو التنمية والرخاء.
فمنذ توليه حكم البلاد عام 2014، واجه السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي تحديات جسيمة، بدءاً من محاربته للإرهاب الذي كاد أن يعصف بأمن واستقرار مصر، مروراً بالإصلاحات وإقامة العديد من المشروعات القومية الجريئة التي أنقذت مصر وشعبها من أزمات كادت أن تعصف بمقدراتها، وصولاً إلى المشروعات القومية العملاقة التي وضعت مصر الآن في مصاف الدول الكبرى اقتصادياً وتنموياً وسياسياً، وفي وسط هذا الزخم كله لم ينس القائد الحقيقي إطلاق العديد من المبادرات التي رسمت لمصر بريقا آخر من قوة تضيء وتظهر للعالم كله ليجعل وطنه وشعبه تحت مظلة السلام، وينعمون بالبيئة المستقرة حتى جعلها دولة قوية بفضل الله عز وجل وإرادة حاكم أمين حتى أعاد لمصر مكانتها إقليميا ودوليا، فضلاً عن الدور الذي لعبه القائد العظيم عبد الفتاح السيسي ورؤيته الصائبة التي كان يتمتع بها منذ توليه مقاليد الحكم، وبحنكة قائد توقع الرئيس السيسي المخاطر قبل وقوعها واستشرف المخاطر واتخذ كل التدابير للاحتواء والسيطرة علي المخاطر بحكمة وقدرة وثبات.
يبدو أن من يعتقد أن مصر يمكن أن تقع لم يقرأ التاريخ جيداً فهي ليست دولة نشأت بالأمس، بل هي حضارة ممتدة منذ أكثر من سبعة آلاف عام، شهدت سقوط إمبراطوريات وصعود أخرى، وواجهت حروباً وغزوات لكنها تقوم من جديد أقوى وأكثر صلابة منذ الفراعنة وحتي العصر الحديث، لم تكن مصر مجرد كيان سياسي بل كانت مركزاً ثقافياً وحضارياً يؤثر في العالم بأسره.
التاريخ يعلمنا.. .مصر تنهض دائما وقوة لا تقهر وهذا ( للتنبيه وللعلم )في الحملة الفرنسية، اعتقد نابليون بونابرت، أن احتلال مصر سيكون أمراً يسيراً، لكنه فوجئ بمقاومة عنيفة من المصريين، حتي اضطر الفرنسيون إلى الرحيل، وعندما جاءت الحملة البريطانية واجهت مقاومة شرسة من أحمد عرابي وجيشه، ولم تستطع فرض سيطرتها إلا بعد خداع وخيانة، وفي العصر الحديث تعرضت مصر لمحاولات تركيع اقتصادي وسياسي لكنها تجاوزت أزمات كبري من حروب 1948، 1956، 1967 حتي نصر 1973 الذي أعاد لمصر مكانتها وأثبتت للعالم كله أنها دولة وشعب لا يقهر أبداً، وحتى من الأزمات الاقتصادية والسياسية التي تأتي علي مصر تستطيع أن تجتازها بفضل من الله تعالى وقائد أمين وحكيم وإرادة شعب جبارة قادرة في كل أزمة علي النهوض وإبهار العالم كله أنه شعب لا يقهر، ووقت أن يستشعر أن وطنه في خطر يهب للدفاع عنه بروح عالية وفي احلك الظروف يظهر المصريون قدرتهم علي التلاحم والتكاتف ليؤكدوا للعالم كله أن مصر ليست ضعيفة بل يقف خلفها شعب واع على قدر المسئولية التاريخية في حماية مقدرات بلاده، هذه الروح الفريدة كانت سر بقاء مصر قوية علي مر العصور، فحينما تشتد الأزمات يكون المصريون هم السد المنيع لمواجهة المخاطر بقوة فولاذية.
مصر اليوم.. .قوة إقليمية محوريةمن يتابع الواقع المصري اليوم يدرك أن مصر ليست مجرد دولة عادية، بل هي قلب العالم وأفريقيا، وعامل استقرار رئيسي في المنطقة، تمتلك جيشاً يعد الآن من أقوي الجيوش في العالم ولديها اقتصاد متنوع يعتمد علي الزراعة والصناعة والسياجة، كما أنها تشهد الآن مشاريع قومية كبري مثل العاصمة الإدارية الجديدة ومشاريع البنية التحتية العملاقة، فهنيئاً لمن يقرأ التاريخ جيداً ويقدر مكانة مصر ويعلم أنها إرث حضاري يمتد لآلاف السنين وشعبها لا يعرف الاستسلام، وكما قال المؤرخ اليوناني هيرودوت منذ قرون: مصر هبة النيل لكنها أيضا هبة أبنائها الذين لا يقبلون أن تكون بلادهم إلا في مقدمة الأمم.