الثورة نت:
2025-03-04@05:42:23 GMT

طوفان الأقصى.. الخلفيات والآفاق

تاريخ النشر: 21st, October 2023 GMT

 

 

لا تحتاج العملية العسكرية التي شنتها المقاومة الفلسطينية وأسمتها ” طوفان الأقصى ” في فجر السابع من أكتوبر الجاري إلى مبررات تفسر أسباب تصعيد المقاومة للهجمات في حربها مع إسرائيل كدولة احتلال تشن حرب إبادة وتهجير على الفلسطينيين بل إلى تحليل كيف استطاعت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس اختراق الحاجز الذي يمكنه الكشف عن طائر تجاوز الجدار الفاصل وتجنيد إسرائيليين لمراقبة شاشات الرصد زيادة في الحذر، ما جعل إسرائيل ومن يقف ورائها من حركة صهيونية وقوى دولية تحت وقع صدمة هذا الزلزال الأمني والسياسي الذي يغير من ديناميكية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وسط مؤشرات بعودة اليهود من حيث جاءوا إلى أوروبا خوفًا على أرواحهم وممتلكاتهم إذ بث الله في قلوبهم الرعب والهلع.


ورغم التفوق العسكري والاستخباراتي الإسرائيلي وارتكاب جرائم ومجازر تهدف إلى استسلام المقاومة الفلسطينية إلا أن الفلسطيني لم ولن يتوقف يومًا عن مواجهة إسرائيل؛ فالقضية الفلسطينية التي جعلت فيها إسرائيل فلسطين أكبر سجن في التاريخ منذ 75 عامًا هي قضية وطن ومقدسات ما يفسر عدم استسلام الفلسطينيين كلما توهمت إسرائيل بتمكنها من السيطرة على الأرض منذ عام 1948م وارتكابها المجازر وبنائها المستوطنات الإسرائيلية تحت حماية صهيونية لاستقطاب اليهود من دول العالم إلى فلسطين.
لم يتوقف الفلسطينيون عن مواجهة المحتل الإسرائيلي يومًا في اشتباكات في غزة والضفة الغربية والقدس والأرض التي احتلت عام 48 لكن المقاومة الفلسطينية رضخت أحيانًا لمنعطفات تاريخية اضطرارية تحت سلطة الحكومة الفلسطينية كهدنة سلام مؤقت للتفاوض للحد من الاستيطان والتهجير والقتل والتعذيب للأسرى وللحيلولة دون تصفية القضية الفلسطينية بعد أن ارتكبت إسرائيل الإبادة الجماعية الوحشية مع الفلسطينيين وبأسلحة محرمة دوليًا آخرها الفسفور الأبيض على غزة بعد طوفان الأقصى الذي لم تختر إسرائيل فيه المعركة واضطرت لتجنيد مواطنيها واستجداء أمريكا.
أمعنت إسرائيل في جرائمها منذ رحّلت الفلسطيني من أرض أجداده واقتلعت شجرة الزيتون التي تفوق في عمرها تاريخ الحركة الصهيونية تحت زيف أساطير يهودية يكذبها حاخامات يهودية ملتزمة بالتوراة، ومنعت الفلسطينيين من حق العودة وحق استرداد الأرض وسط تراجع القضية الفلسطينية في السياسات الإقليمية والدولية بعد أن تحول الشرق الأوسط والمنطقة العربية لبؤرة للصراعات السياسية والحروب العسكرية والحرب بالوكالة، وتغاضي وسائل إعلام عربية عن المجازر المرتكبة بحق الفلسطينيين ووحشية العدو الصهيوني وانتهاكاته للقوانين والمواثيق الدولية، وسط معاهدات سلام مع دول عربية خذلت فلسطين.
جعلت إسرائيل من فلسطين ساحة لقتل الفلسطيني أو أسره وتعذيبه لمجرد هويته الفلسطينية العربية ولديانته الإسلامية ومنعت عنه مقومات الحياة وفرضت القيود على تحركاته، ولم تتوقف عن استيطان أراضي فلسطينية حتى بعد تقسيم فلسطين. وفقد الفلسطيني حق العودة إلى فلسطين في إطار سياسة استيطان تطمع للسيطرة على كل أرض فلسطين.
واقع كهذا يضيق الخناق يوميًا على الفلسطينيين ليستوطن إسرائيلي لن يفضي إلا إلى طوفان الأقصى، فأطفال الحجارة قد كبروا تحت أزيز طائرات حربية تقصف غزة والضفة الغربية، وصوت تدمير البيوت بالجرافات ما يزال عالقًا في ذاكرة الشعور، وما حدث من انفراجات كالإفراج عن أسرى فلسطينيين لم يكن يومًا إلا حصاد الحرب العسكرية وصفقات تبادل الأسرى – جندي إسرائيلي “جلعاد شاليط” مقابل 1027 فلسطينياً في عام 2011م – إذ ليس هناك من يقف مع القضية الفلسطينية في عالم منافق يفرض عقوبات سياسية وعسكرية على الدول المساندة لفلسطين ويقتل المناصرين العرب ويترك لإسرائيل كحركة صهيونية حرية القتل والتهجير والتدمير والاختطاف وتعذيب الأسرى والمعتقلين والاستيلاء على فلسطين .. كل أرض فلسطين رغبة في التخلص من اليهود.
تاريخيًا، احتلت إسرائيل فلسطين على مرحلتين، في عام 1948م حيث استولت على أراض فلسطينية وهجرت الفلسطينيين ومنعتهم من حق العودة، وفي عام 1967 احتلت إسرائيل الضفة الغربية وقطاع غزة، وفي عام 1981م ضمت القدس الشرقية، على أن إسرائيل لم تتوقف عن الاستيطان والمداهمات والاعتقالات والتعذيب ورصاص الموت والتخويف ونهب الممتلكات. لذا لم يكن وليس للفلسطينيين من حل سوى المواجهة، وكان طوفان الأقصى حصاد سنين من الاستعداد لتحقيق الحلم الفلسطيني والعربي في إنقاذ المسجد الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، ولم يكن الصبر والتغاضي إلا حماية لدماء الفلسطينيين وحرصًا على تفويت الفرصة على إسرائيل في أسر المزيد من الفلسطينيين الذين يقضون عشرات السنين في سجون التعذيب الصهيونية.
طوفان الأقصى نتاج عدوان عمره 75 عامًا من القصف بالأسلحة المحرمة دوليًا بما فيها الأسلحة الكيميائية والفسفور الأبيض يقابله تخاذل عربي وصمت ونفاق عالمي يرى في حركتي المقاومة حماس وفتح والسلطة الفلسطينية جماعات إرهابية يتوجب عليها ضبط النفس وتمكين الصهاينة من فلسطين ما يفسر عدم التزام إسرائيل بأي قرار سلام تحت حماية أمريكية وغربية، ولم يفرض عليها أي عقوبات دولية.
بدأ طوفان الأقصى منذ وطأ الجنود الإسرائيليين أرض فلسطين بعد تقسيم فلسطين بين العرب واليهود، ولن يتوقف كنتيجة للاستهانة بدماء الفلسطينيين، وكإحدى المسلمات الكونية إلا بتغيير نظام الحكم في تل أبيب وصولاً إلى نهاية المشروع الصهيوني وفق مراقبين، إذ أن فلسطين أرض لن تتسع إلا ليهودي المعتقد لا صهيوني التوجه، سيعود الأقصى ولن يزيد الموت والرعب والدماء والدمار الفلسطيني إلا قوة وعزيمة في استرداد فلسطين التاريخية ما قبل نكبة 1948وعودة فلسطينيي الشتات وتحرير الأسرى والمعتقلين من سجون الاحتلال الإسرائيلي إلى فلسطين ..الحلم والأرض.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

«طوفان الأقصى» يفضح إخفاقات جيش الاحتلال| اعترافات إسرائيلية بالفشل الأمني والعسكري في التصدي للهجوم المباغت

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

كشفت تحقيقات الجيش الإسرائيلي حجم الإخفاقات الأمنية والعسكرية التي تعرض لها جيش الاحتلال الإسرائيلي خلال هجوم 7 أكتوبر، حيث نشر الجيش، مساء الاثنين، نتائج تحقيق موسّع حول ما جرى في مستوطنة "كفار عزا" وقاعدة "ناحل عوز" العسكرية. وأظهر التحقيق سلسلة من الثغرات العملياتية والاستخباراتية التي استغلّتها المقاومة الفلسطينية خلال تنفيذ عملية "طوفان الأقصى"، وهو ما أدى إلى سقوط عشرات القتلى والأسرى في صفوف المستوطنين والجنود.

وكشف التحقيق عن نقص حاد في عدد جنود الجيش المسلحين داخل القاعدة، إلى جانب "فشل استخباراتي كبير" تمثل في عدم إصدار أي تحذيرات من قبل الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية وجهاز الأمن العام قبل الهجوم.

كما وثق التحقيق تفاصيل دقيقة عن سير المعارك في "كفار عزا" و"ناحل عوز"، مُسلطًا الضوء على الأخطاء القيادية، وسوء التنسيق بين القوات، والارتباك الذي ساد صفوف الجيش أثناء المواجهات.

تفاصيل الإخفاقات في "كفار عزا"

أكد التحقيق أن نحو 250 مقاتلًا من كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، اقتحموا مستوطنة "كفار عزا"، واستمرت المعارك هناك لمدة ثلاثة أيام.

وأشار التحقيق إلى "سلسلة من الإخفاقات القيادية" التي ساهمت في تعقيد الوضع الميداني، موضحًا أن "إدارة القتال في كفار عزا شهدت أخطاء فادحة، إلى جانب غياب التنسيق بين القوات.

كما كشف التحقيق أن "مقاتلي حماس تمكنوا من السيطرة على كفار عزا خلال الساعة الأولى من الهجوم"، بسبب النقص الحاد في عدد الجنود المتواجدين داخل المستوطنة، وحالة الفوضى التي سادت المنطقة مع بدء العملية العسكرية.

اجتياح قاعدة "ناحل عوز" وسقوطها في ساعات

أوضحت التحقيقات أنه في تمام الساعة 7:08 صباحًا، تمكن أكثر من 40 مقاتلًا من حماس من اختراق خط الدفاع الضعيف للموقع، وبدأوا في تمشيط المباني بالنيران. وأشار إلى أن ضابطة المراقبة شير إيلات، التي رصدت اقتراب المقاتلين من مركز القيادة، أصدرت أوامرها وفقًا للإجراءات العسكرية بإخلاء الموقع، ما أدى إلى بقاء عدد محدود من الضباط داخله دون المشاركة في القتال، حتى اجتاح مقاتلو حماس القاعدة بالكامل عند الساعة 08:54 صباحًا.

وكشف التحقيق عن تفاصيل صادمة، منها أن "جنديًا واحدًا فقط من الدرجة الثالثة كان يحرس قاعدة ناحل عوز"، بينما توزّع عدد قليل من الجنود داخلها لحراسة المناطق الداخلية خشيةً من السرقات، وأضاف التقرير أن "فرقة الاحتياط المكلّفة بحماية القاعدة لم تضم سوى قائد وثلاثة جنود"، مؤكدًا أن "التراخي في تنفيذ القواعد العسكرية وانعدام السيطرة داخل القاعدة كانا سائدين حتى قبل السابع من أكتوبر".

معلومات استخباراتية دقيقة لدى المقاومة

وتضمن التحقيق تفاصيل عن الوضع داخل معسكر "ناحل عوز"، حيث كان يتمركز في صباح يوم الهجوم 162 جنديًا، بينهم 81 مقاتلًا فقط. 
وأشار التحقيق إلى أن حماس "كانت تمتلك معلومات استخباراتية دقيقة عن القاعدة، بما في ذلك أماكن نوم القادة، وموقع غرفة الطعام، والمسارات الزراعية التي يمكن أن تؤخر تقدمها".

وأضاف التحقيق أن "خطة الاقتحام التي وضعتها المقاومة استهدفت السيطرة على القاعدة خلال 15 دقيقة فقط، وهو ما كاد أن يتحقق رغم مقتل قائد سرية النخبة خلال المواجهات". 
وأوضح أن نصف القوة التي اقتحمت القاعدة قُضي عليها خلال القتال، بينما تمكن باقي المقاتلين من الانسحاب إلى غزة.

أما بخصوص مستوطنة "كفار عزا"، فقد كشف التحقيق أن "العشرات من مقاتلي حماس من القوة الأولى كانوا في مركباتهم على أهبة الاستعداد مقابل الحدود منذ الساعة 6:00 صباحًا، بانتظار الضوء الأخضر"، وهو ما تحقق مع إطلاق وابل من 960 صاروخًا وقذيفة هاون في الساعة 6:29 على مواقع الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة. ووفق التحقيق، فإن "السياج المحيط بالمستوطنة تم اختراقه في ثلاث نقاط بين الساعة 6:35 و6:43، ما سمح للمقاتلين بالتوغل سريعًا".

وذكر التقرير أن "نصف عناصر كتيبة ناحل عوز، المكلّفة بحماية كفار عزا، كانوا في إجازة نهاية الأسبوع، ما أدى إلى تأخير وصول القوة العسكرية الأولى إلى الكيبوتس لساعتين كاملتين، رغم أن المسافة بين القاعدة وكفار عزا لا تتجاوز ثلاثة كيلومترات". وأضاف أن "هذا التأخير منح المقاومة ميزة كبيرة، حيث تمكنت قوة من النخبة التابعة لحماس، قوامها أكثر من 200 مقاتل، من السيطرة الكاملة على الكيبوتس قبل وصول أي تعزيزات إسرائيلية".

كما أشار التحقيق إلى أن معظم سكان كفار عزا وجدوا أنفسهم محاصرين خلال اليومين الثاني والثالث من القتال. وأضاف أن "تعامل الجيش الإسرائيلي مع السكان في بعض المناطق كان غير مناسب، حيث لم يتم إنقاذ المصابين إلا عند مدخل المستوطنة، كما أن جثث القتلى لم يتم إخلاؤها إلا في وقت متأخر".

ووثّق التحقيق أن "عمليات الإجلاء كانت غير منظمة وغير آمنة"، ما اضطر الناجين إلى مشاهدة مشاهد مروعة أثناء الإخلاء، في ظل حالة من الفوضى التي عكست عمق الإخفاقات العسكرية الإسرائيلية خلال الهجوم.

وأشار إلى أن الإخفاقات العسكرية التي واجهها الجيش الإسرائيلي خلال هجوم 7 أكتوبر ليست سوى جزء صغير من أزمة أعمق تعصف بالمؤسسة العسكرية.

وأكد أن ما تم الإعلان عنه لا يشكل سوى 10% فقط من حجم الفشل الحقيقي، مشير إلى أن نقاط الضعف هذه متجذرة في بنية الجيش وتمتد لعقود.

مقالات مشابهة

  • «طوفان الأقصى» يفضح إخفاقات جيش الاحتلال| اعترافات إسرائيلية بالفشل الأمني والعسكري في التصدي للهجوم المباغت
  • شاهد | بعد ربع قرن.. الحاج صدقي يذوق طعم الحرية في أجواء رمضان مع عائلته في الخليل
  • شاهد | الأسير الفلسطيني المحرر جلال الفقيه بعد 22 عاماً في سجون العدو يتنسم عبق الحرية بغزة
  • مكتسباتُ معركة “طوفان الأقصى”
  • صنعاء.. انعقاد المؤتمر الدولي “فلسطين: من النكبة للطوفان – أهمية دور المقاومة الفلسطينية في منع التهجير”
  • صنعاء.. انعقاد المؤتمر الدولي “فلسطين: من النكبة للطوفان – أهمية دور المقاومة الفلسطينية في منع التهجير”
  •   صنعاء : انعقاد المؤتمر الدولي فلسطين: من النكبة للطوفان - أهمية دور المقاومة الفلسطينية في منع التهجير
  • طوفان الأقصى: السياسي والإيديولوجي
  • قوات الاحتلال تقتحم المسجد الأقصى وتُخرج الفلسطينيين
  • محللون: إقرار جيش إسرائيل بفشل 7 أكتوبر يطمس حقائق طوفان الأقصى