طوفان الأقصى.. الخلفيات والآفاق
تاريخ النشر: 21st, October 2023 GMT
لا تحتاج العملية العسكرية التي شنتها المقاومة الفلسطينية وأسمتها ” طوفان الأقصى ” في فجر السابع من أكتوبر الجاري إلى مبررات تفسر أسباب تصعيد المقاومة للهجمات في حربها مع إسرائيل كدولة احتلال تشن حرب إبادة وتهجير على الفلسطينيين بل إلى تحليل كيف استطاعت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس اختراق الحاجز الذي يمكنه الكشف عن طائر تجاوز الجدار الفاصل وتجنيد إسرائيليين لمراقبة شاشات الرصد زيادة في الحذر، ما جعل إسرائيل ومن يقف ورائها من حركة صهيونية وقوى دولية تحت وقع صدمة هذا الزلزال الأمني والسياسي الذي يغير من ديناميكية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وسط مؤشرات بعودة اليهود من حيث جاءوا إلى أوروبا خوفًا على أرواحهم وممتلكاتهم إذ بث الله في قلوبهم الرعب والهلع.
ورغم التفوق العسكري والاستخباراتي الإسرائيلي وارتكاب جرائم ومجازر تهدف إلى استسلام المقاومة الفلسطينية إلا أن الفلسطيني لم ولن يتوقف يومًا عن مواجهة إسرائيل؛ فالقضية الفلسطينية التي جعلت فيها إسرائيل فلسطين أكبر سجن في التاريخ منذ 75 عامًا هي قضية وطن ومقدسات ما يفسر عدم استسلام الفلسطينيين كلما توهمت إسرائيل بتمكنها من السيطرة على الأرض منذ عام 1948م وارتكابها المجازر وبنائها المستوطنات الإسرائيلية تحت حماية صهيونية لاستقطاب اليهود من دول العالم إلى فلسطين.
لم يتوقف الفلسطينيون عن مواجهة المحتل الإسرائيلي يومًا في اشتباكات في غزة والضفة الغربية والقدس والأرض التي احتلت عام 48 لكن المقاومة الفلسطينية رضخت أحيانًا لمنعطفات تاريخية اضطرارية تحت سلطة الحكومة الفلسطينية كهدنة سلام مؤقت للتفاوض للحد من الاستيطان والتهجير والقتل والتعذيب للأسرى وللحيلولة دون تصفية القضية الفلسطينية بعد أن ارتكبت إسرائيل الإبادة الجماعية الوحشية مع الفلسطينيين وبأسلحة محرمة دوليًا آخرها الفسفور الأبيض على غزة بعد طوفان الأقصى الذي لم تختر إسرائيل فيه المعركة واضطرت لتجنيد مواطنيها واستجداء أمريكا.
أمعنت إسرائيل في جرائمها منذ رحّلت الفلسطيني من أرض أجداده واقتلعت شجرة الزيتون التي تفوق في عمرها تاريخ الحركة الصهيونية تحت زيف أساطير يهودية يكذبها حاخامات يهودية ملتزمة بالتوراة، ومنعت الفلسطينيين من حق العودة وحق استرداد الأرض وسط تراجع القضية الفلسطينية في السياسات الإقليمية والدولية بعد أن تحول الشرق الأوسط والمنطقة العربية لبؤرة للصراعات السياسية والحروب العسكرية والحرب بالوكالة، وتغاضي وسائل إعلام عربية عن المجازر المرتكبة بحق الفلسطينيين ووحشية العدو الصهيوني وانتهاكاته للقوانين والمواثيق الدولية، وسط معاهدات سلام مع دول عربية خذلت فلسطين.
جعلت إسرائيل من فلسطين ساحة لقتل الفلسطيني أو أسره وتعذيبه لمجرد هويته الفلسطينية العربية ولديانته الإسلامية ومنعت عنه مقومات الحياة وفرضت القيود على تحركاته، ولم تتوقف عن استيطان أراضي فلسطينية حتى بعد تقسيم فلسطين. وفقد الفلسطيني حق العودة إلى فلسطين في إطار سياسة استيطان تطمع للسيطرة على كل أرض فلسطين.
واقع كهذا يضيق الخناق يوميًا على الفلسطينيين ليستوطن إسرائيلي لن يفضي إلا إلى طوفان الأقصى، فأطفال الحجارة قد كبروا تحت أزيز طائرات حربية تقصف غزة والضفة الغربية، وصوت تدمير البيوت بالجرافات ما يزال عالقًا في ذاكرة الشعور، وما حدث من انفراجات كالإفراج عن أسرى فلسطينيين لم يكن يومًا إلا حصاد الحرب العسكرية وصفقات تبادل الأسرى – جندي إسرائيلي “جلعاد شاليط” مقابل 1027 فلسطينياً في عام 2011م – إذ ليس هناك من يقف مع القضية الفلسطينية في عالم منافق يفرض عقوبات سياسية وعسكرية على الدول المساندة لفلسطين ويقتل المناصرين العرب ويترك لإسرائيل كحركة صهيونية حرية القتل والتهجير والتدمير والاختطاف وتعذيب الأسرى والمعتقلين والاستيلاء على فلسطين .. كل أرض فلسطين رغبة في التخلص من اليهود.
تاريخيًا، احتلت إسرائيل فلسطين على مرحلتين، في عام 1948م حيث استولت على أراض فلسطينية وهجرت الفلسطينيين ومنعتهم من حق العودة، وفي عام 1967 احتلت إسرائيل الضفة الغربية وقطاع غزة، وفي عام 1981م ضمت القدس الشرقية، على أن إسرائيل لم تتوقف عن الاستيطان والمداهمات والاعتقالات والتعذيب ورصاص الموت والتخويف ونهب الممتلكات. لذا لم يكن وليس للفلسطينيين من حل سوى المواجهة، وكان طوفان الأقصى حصاد سنين من الاستعداد لتحقيق الحلم الفلسطيني والعربي في إنقاذ المسجد الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، ولم يكن الصبر والتغاضي إلا حماية لدماء الفلسطينيين وحرصًا على تفويت الفرصة على إسرائيل في أسر المزيد من الفلسطينيين الذين يقضون عشرات السنين في سجون التعذيب الصهيونية.
طوفان الأقصى نتاج عدوان عمره 75 عامًا من القصف بالأسلحة المحرمة دوليًا بما فيها الأسلحة الكيميائية والفسفور الأبيض يقابله تخاذل عربي وصمت ونفاق عالمي يرى في حركتي المقاومة حماس وفتح والسلطة الفلسطينية جماعات إرهابية يتوجب عليها ضبط النفس وتمكين الصهاينة من فلسطين ما يفسر عدم التزام إسرائيل بأي قرار سلام تحت حماية أمريكية وغربية، ولم يفرض عليها أي عقوبات دولية.
بدأ طوفان الأقصى منذ وطأ الجنود الإسرائيليين أرض فلسطين بعد تقسيم فلسطين بين العرب واليهود، ولن يتوقف كنتيجة للاستهانة بدماء الفلسطينيين، وكإحدى المسلمات الكونية إلا بتغيير نظام الحكم في تل أبيب وصولاً إلى نهاية المشروع الصهيوني وفق مراقبين، إذ أن فلسطين أرض لن تتسع إلا ليهودي المعتقد لا صهيوني التوجه، سيعود الأقصى ولن يزيد الموت والرعب والدماء والدمار الفلسطيني إلا قوة وعزيمة في استرداد فلسطين التاريخية ما قبل نكبة 1948وعودة فلسطينيي الشتات وتحرير الأسرى والمعتقلين من سجون الاحتلال الإسرائيلي إلى فلسطين ..الحلم والأرض.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
ضمن معركة "طوفان الأقصى".. 18 عملا مقاوما بالضفة خلال 24 ساعة
رام الله - صفا
أفاد مركز معلومات فلسطين "معطى"، مساء يوم الخميس، بأن 18 عملا مقاوما سجلت في الضفة الغربية ضمن معركة "طوفان الأقصى" خلال 24 ساعة.
وأوضح معطى، في تقرير تابعته وكالة "صفا"، أن أبرز تلك الأعمال هي عملية الدهس التي نفذها مقاوم قرب قرية ديرقديس غربي رام الله وأدت لإصابة اثنين من جنود الاحتلال الإسرائيلي.
وبيّن معطى أن 8 اشتباكات مسلحة وإطلاق للنار تجاه قوات الاحتلال سجلت موزعة على محافظات جنين، نابلس وطوباس التي رافقها أيضا تفجير عبوات ناسفة.
وانطلقت المظاهرات في طولكرم، بينما تصدى المواطنون للمستوطنين في قرية المغير شرقي رام الله.
واندلعت المواجهات بين الشبان وقوات الاحتلال في عدة مناطق بنابلس، طولكرم، أريحا، بيت لحم والخليل.