الثورة نت:
2025-01-30@10:43:50 GMT

غزة في مقام العزة والكرامة

تاريخ النشر: 21st, October 2023 GMT

 

 

في اجتراح البطولة والشهادة يكون الاصطفاف من الله سبحانه وتعالى أساساً فهو القائل سبحانه تعالى ” الم (1) أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آَمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ (2) وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ» .


وفي المشهد الغزاوي تكون الحقيقة واضحة للعيان حينما تتأرحج المواقف وتتعرى الوجوه وتكشف الأقنعة – فالأعور الدجال الذي يمثله موقف دول الغرب بشكل عام وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية صانعة الإرهاب والإجرام في كل بقاع الأرض وعلى وجه الخصوص في الوطن العربي وأمة الإسلام- وبذلك تتضح المسألة الصهيونية أنها لم تكن ولن تكون سوى أداة بيد دهاقنة السياسة الغربية ابتداءً من مؤتمر (كامبل بلرمان) 1971م ومرورا بكامب ديفيد ووعد بلفور وأوسلو وغيرها من المؤتمرات.
إن الأعور الدجال ذا النظرة الأحادية برز اليوم بكل إجرامه وظلمه وطغيانه يريد أن يقضي على القضية الفلسطينية التي تمثل خط المواجهة لاستعادة الكرامة المسلوبة والحق المغتصب، وهي قضية عادلة، تستمد أساس صمودها وقوتها من خالق الوجود العادل، الناصر، الحق، المبين، صحيح أن أبواق الدجال الأعور وعملاءه يستطيعون بما يمتلكون من إمكانيات مادية وغيرها أن يشوشوا على الحق وأتباعه لكن ذلك لن يدوم إلى الأبد، لأن الحق قديم وثابت وراسخ.
غزة اليوم وكل يوم على موعد مع اجتراح البطولات وتقديم شهداء الكرامة وتحقيق موجبات الاصطفاف الإلهي- طالما وهي تدافع عن أقدس بقعة على وجه الأرض، أولى القبلتين وثالث الحرمين، وهي بذلك تحقق ما عجزت عنه الزعامات العربية أو الإسلامية بمختلف مسمياتها، فقد عرت وكشفت الحقائق عن دورها وأساس وجودها على سدة تلك الأنظمة القمعية العميلة الخائنة حينما حطمت الفقاعة الدعائية للصهيونية وعملائها من خلال التحرك العملي على أرض الميدان، بوسائل بسيطة ولكن بإرادة تستمد وجودها وإيمانها من رب العالمين الذي أذن بذلك « أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ» الحج الآية (39)، لقد أراد بنو صهيون والمتصهينون أن يكتبوا الفناء على المرابطين في غزة وأرض الرباط من خلال أسوارهم ومستوطناتهم التي يحتمون بها فجاءهم الرد « لَا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعًا إِلَّا فِي قُرًى مُحَصَّنَةٍ أَوْ مِنْ وَرَاءِ جُدُرٍ بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْقِلُونَ»، فقد ظنوا وظن المجرمون والقتلة إثماً « أَنَّهُمْ مَانِعَتُهُمْ حُصُونُهُمْ مِنَ اللَّهِ فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ»، فقد اعتمدوا على ما سلبوه من إمكانيات وماديات امتصوها من أموال وحقوق الأمم الأخرى ظلماً وعدواناً، رباء، واستغلالاً، واستعماراً واحتلالاً، فكان الله في مواجهتهم، فكيف يفلح قوم عادوا خالقهم، من أوجدهم من العدم.
أما الصهاينة العرب –من عملاء وخونة ومجرمين ومن تحالف معهم من شذاذ الآفاق فإن الوعد الإلهي يشملهم بالخزي والعار أسوة بمن كانوا معهم فهو القائل: (أَلَمْ تَر إِلَى الَّذِينَ نَافَقُوا يَقُولُونَ لِإِخْوَانِهِمُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ وَلَا نُطِيعُ فِيكُمْ أَحَدًا أَبَدًا وَإِنْ قُوتِلْتُمْ لَنَنْصُرَنَّكُمْ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ (11) لَئِنْ أُخْرِجُوا لَا يَخْرُجُونَ مَعَهُمْ وَلَئِنْ قُوتِلُوا لَا يَنْصُرُونَهُمْ وَلَئِنْ نَصَرُوهُمْ لَيُوَلُّنَّ الْأَدْبَارَ ثُمَّ لَا يُنْصَرُونَ (12) لَأَنْتُمْ أَشَدُّ رَهْبَةً فِي صُدُورِهِمْ مِنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَفْقَهُونَ)، فمن خلال وسائل بسيطة وإمكانيات متواضعة تم تحطيم الأسطورة الزائفة وتحقيق الأهداف التالية:
1- أن الحق المسلوب والمغتصب سيعود حتماً إلى أهله حتى ولو اجتمعت كل جيوش العالم ومعها كل الإمكانيات والقدرات، طالما أن هناك من يسعى إلى استعادة حقه واسترداد ما اغتصب منه.
2- تعرية المواقف الغربية والقوى الاستعمارية الجديدة والقديمة الطامعة في السيطرة على مقدرات وإمكانيات الأمة العربية والإسلامية وجعلها مسلوبة الإرادة غير قادرة على أن تمارس دورها الحضاري والإنساني والرسالي الذي اختص الله به هذه الأمة وجعلها (خير أمة أخرجت للناس) وهذه الخيرية مرتبطة بالمنهج الذي نزل على أشرف الرسل وخاتم الأنبياء محمد صلى الله عليه وآله وسلم، صحيح أن الصهاينة اليوم رأس الحربة والعدو الظاهر، لكن ها قد تكشفت الحقائق وظهر أحلاف الشيطان بكل جرأة ووقاحة.
3- انفراط عقد التحالف القذر بين العملاء والخونة والصهاينة والاعور الدجال، هذا الحلف المجرم الذي أوكلت إليه مهمة تحطيم الأمة من داخلها بزرع الفتن والوشاية بالمجاهدين والابطال وتبديد الثروات والتستر على اجرام الصهاينة وغير ذلك من المهام القذرة التي يقوم بها على كل المستويات ابتداءً من الأبواق الإعلامية وانتهاء بالقيادات الحاكمة.
لقد عهد إلى الصهاينة اليهود أن يعملوا على فصل المشرق العربي عن المغرب العربي، وعهد إلى الزعامات المتصهينة أن توطد التفرقة والتجزئة كأمر واقع، وعهد إلى العملاء الخونة أن يكونوا هم الأدوات الرخيصة في تمرير واقع التجزئة والتفرقة حتى يستطيع امتصاص دماء الشعوب من استغلال ثروات وامكانيات وقدرات هذه الأمة بدون ضجيج أو حسيب أو رقيب.
ألم تعمل دول الاستعمار القديم على استغلال ثروات الأمم الأخرى لصالحها كما فعلت وما زالت فرنسا في الاستئثار بخيرات قارة كأفريقيا وتكديس الثروات لديها وتوزيع الفقر على افريقيا شعوباً وحكومات، وهو ذات المنهج الذي تسير عليه أمريكا التي تسيطر على كل الثروات الخاصة بالأمة العربية سواء استغلالاً، أو استثماراً، ولا يملك أهل الثروات إلا أرقام حسابات، أما استثمارها فليس لهم ولا يتاح لهم أن يستغلوها، وهو الأمر الذي سيظل سارياً ما دامت فلسطين محتلة وتحت سيطرة الصهاينة الذين يمثلون الاستثمار الرابح في مشاريع التقسيم والتجزئة للوطن العربي والأمة الإسلامية.
4- إن ما تقوم به وما تحققه المقاومة الإسلامية من انتصارات عظيمة وبطولات خالدة، ستظل شاهدة على عظمة هذه الأمة وقدرتها على مقاومة الإجرام والطغيان والظلم، فكل دم سفك لطفل أو امرأة أو شيخ أو شاب، هو عنوان الكرامة والعزة والمجد، لأنه ينصر الحق ويهدم الباطل وينفذ إرادة الله القائل في محكم كتابه الكريم (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)، والقائل سبحانه وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ).. اللهم انصر إخواننا المجاهدين في غزة وأرض فلسطين وفي كل أرض يذكر فيها اسمك يا رب العالمين.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

«أحمد عمر هاشم»: الإسراء والمعراج معجزة كبرى ودعوة للثبات على الحق مهما كانت التحديات

نظم جناح الأزهر بمعرض القاهرة الدولي للكتاب في نسخته (56)، اليوم الاثنين، «احتفالية الأزهر برحلة الإسراء والمعراج»، حاضر فيها الدكتور أحمد عمر هاشم، عضو هيئة كبار العلماء، والدكتور عبد الفتاح العواري، عضو مجمع البحوث الإسلامية، وأدار الندوة الإذاعي سعد المطعني، رئيس إذاعة القرآن الكريم الأسبق، وذلك رغبةً من الأزهر الشريف في الاحتفاء بهذه الذكرى العطرة وتفنيد كل ما يثار من شبهات حول هذه المعجزة الكبرى.

قال الدكتور أحمد عمر هاشم، عضو هيئة كبار العلماء، إن رحلة الإسراء والمعراج كانت بالروح والجسد وباليقظة تكريما للرسول «صلى الله عليه وسلم»، مصداقا لقوله تعالى «سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى»، وعبده هنا تفيد أن الرحلة تمت بالروح والجسد، والإيمان بذلك واجب لأنهما ثابتان بالكتاب والسنة، مضيفا أن هذه معجزة عظمى لم تحدث لنبي قبل نبينا الكريم «صلى الله عليه وسلم» تكريما له وتصديقا لخيريته، ويجب علينا فقط التسليم والإيمان التام بما أخبرنا به الله تعالى من أمور غيبية لن يكون بمقدور عقولنا أن تستوعبها، خاصة في ظل ما نشهده في العصر الحالي من حملات للتشكيك في الكثير من الثوابت والمعجزات بحجة أن العقل لا يقبلها.

ومن جانبه، أوضح الدكتور عبد الفتاح العواري أن رحلة الإسراء والمعراج كانت بالروح والجسد، وبمثابة راحة ومواساة من الله سبحانه وتعالى لقلب النبي «صلى الله عليه وسلم» بعد عام الحزن، إذ جلبت له كل خير بعد ما لاقاه من إيذاء، واصفًا إياها بأنها معجزة كبرى ودعوة للثبات على الحق مهما كانت التحديات، مشيرًا إلى أن الإسراء والمعراج كانت أيضًا تكريمًا وتشريفًا للمسجد الأقصى وبيانًا لمكانته في الإسلام، كما أن هذه الرحلة المباركة تحتوي على دروس عظيمة للمسلمين منها الصبر واليقين والثبات على الإيمان في مواجهة الشدائد، كما أنها تذكر المسلمين بأن الحياة مليئة بالصعوبات، لكن ثبات الإيمان والإصرار على الحق يفتح الأبواب ويجلب الفرج، مؤكدا أن ذكرى الإسراء والمعراج تدعو المسلمين إلى التقرب لله في كل الأحوال والتمسك بالقيم والمبادئ الإسلامية السامية.

وأضاف عضو مجمع البحوث الإسلامية أن رحلة المعراج لم تكن مجرد معجزة، حيث رأى فيها النبي «صلى الله عليه وسلم» من آيات ربه الكبرى، وفرضت خلالها أقدس فريضة في الإسلام، وهي الصلاة، محذرا من محاولات البعض لتزييف الحقائق أو التشكيك في هذه المعجزة الكبرى بدعوى حرية الرأي، مؤكدًا أن ذكرى الإسراء والمعراج تدعو المسلمين للإيمان والتسليم بكل ما يعجز عقلنا البشري القاصر عن تصوره، والعمل على تصحيح المفاهيم وتحقيق الإيمان الراسخ بمعجزات الله وخيرية نبينا الكريم "صلى الله عليه وسلم ".

أدار الندوة الإذاعي القدير سعد المطعني، كبير مذيعي إذاعة القرآن الكريم ومدير الإذاعة الأسبق، والذي أكد أن هذه ذكرى غالية على قلوب المسلمين، وتثبت عظمة ومكانة المسجد الأقصى ومدينة القدس في تاريخنا وتراثنا الإسلامي، مؤكدا أن القدس عربية وحتما ستعود يوما محررة، هذا وعد الله ولا يخلف الله وعده، كما افتتح الحفل بتلاوة آيات من الذكر الحكيم للقارئ الصغير عمر أحمد، وتخلل الحفل إلقاء بعض الأناشيد والتواشيح الدينية للمنشدة الزهراء لايق حلمي وعدد من طلاب الأزهر الشريف حول أهمية معجزة الإسراء والمعراج وقيمتها الروحية للمسلمين.

شارك الأزهر الشريف -للعام التاسع على التوالي- بجناحٍ خاص في معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ 56 وذلك انطلاقًا من مسؤولية الأزهر التعليمية والدعوية في نشر الفكر الإسلامي الوسطي المستنير الذي تبنَّاه طيلة أكثر من ألف عام.

ويقع جناح الأزهر بالمعرض في قاعة التراث رقم (4)، ويمتد على مساحة نحو ألف متر، تشمل عدة أركان، مثل قاعة الندوات، وركن للفتوى، وركن الخط العربي، فضلًا عن ركن للأطفال والمخطوطات.

اقرأ أيضاً«مشروع رؤية».. رحلة ثقافية بين صفحات الفقه وأخلاقيات الإسلام في معرض الكتاب

معرض الكتاب يناقش «فك شفرة الرجال والنساء» لـ آيات الحداد

مدير المتحف المصري يكشف تفاصيل وأسرار «مقبرة بيتوزيريس» في معرض الكتاب 2025

مقالات مشابهة

  • حسين الموسوي: يغتالون الأبرياء القاصدين أرضهم لاستخراج شهدائهم الأبرار
  • دفاع النواب: رفض السيسي تهجير الفلسطينيين درس للتاريخ في العزة والكرامة والشرف
  • دفاع النواب: رفض الرئيس السيسي تهجير الفلسطينيين درس في العزة والكرامة
  • بعد رفض السيسي مجددا تهجير الفلسطينيين.. مصطفى بكري: هذا هو القائد الذي لا يخشى في الحق لومة لائم
  • شمال غزة وجنوب لبنان.. عودةٌ تُــــعيد الكرامةَ والأمل
  • الشيخ نعيم قاسم يبارك انتصار الشعب الفلسطيني ومقاومته على الصهاينة ويشكر اليمن
  • الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم: المقاومة لها الحق بأن تتصرف بما تراه مناسباً حول شكل وطبيعة المواجهة وتوقيتها
  • «أحمد عمر هاشم»: الإسراء والمعراج معجزة كبرى ودعوة للثبات على الحق مهما كانت التحديات
  • الأمين العام لحزب الله: نشكر العراق على الدعم الذي قدمه إلى لبنان
  • قطعان المستوطنين الصهاينة يهاجمون منازل المواطنين شمال رام الله