الثورة نت:
2024-07-02@08:42:16 GMT

غزة في مقام العزة والكرامة

تاريخ النشر: 21st, October 2023 GMT

 

 

في اجتراح البطولة والشهادة يكون الاصطفاف من الله سبحانه وتعالى أساساً فهو القائل سبحانه تعالى ” الم (1) أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آَمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ (2) وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ» .


وفي المشهد الغزاوي تكون الحقيقة واضحة للعيان حينما تتأرحج المواقف وتتعرى الوجوه وتكشف الأقنعة – فالأعور الدجال الذي يمثله موقف دول الغرب بشكل عام وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية صانعة الإرهاب والإجرام في كل بقاع الأرض وعلى وجه الخصوص في الوطن العربي وأمة الإسلام- وبذلك تتضح المسألة الصهيونية أنها لم تكن ولن تكون سوى أداة بيد دهاقنة السياسة الغربية ابتداءً من مؤتمر (كامبل بلرمان) 1971م ومرورا بكامب ديفيد ووعد بلفور وأوسلو وغيرها من المؤتمرات.
إن الأعور الدجال ذا النظرة الأحادية برز اليوم بكل إجرامه وظلمه وطغيانه يريد أن يقضي على القضية الفلسطينية التي تمثل خط المواجهة لاستعادة الكرامة المسلوبة والحق المغتصب، وهي قضية عادلة، تستمد أساس صمودها وقوتها من خالق الوجود العادل، الناصر، الحق، المبين، صحيح أن أبواق الدجال الأعور وعملاءه يستطيعون بما يمتلكون من إمكانيات مادية وغيرها أن يشوشوا على الحق وأتباعه لكن ذلك لن يدوم إلى الأبد، لأن الحق قديم وثابت وراسخ.
غزة اليوم وكل يوم على موعد مع اجتراح البطولات وتقديم شهداء الكرامة وتحقيق موجبات الاصطفاف الإلهي- طالما وهي تدافع عن أقدس بقعة على وجه الأرض، أولى القبلتين وثالث الحرمين، وهي بذلك تحقق ما عجزت عنه الزعامات العربية أو الإسلامية بمختلف مسمياتها، فقد عرت وكشفت الحقائق عن دورها وأساس وجودها على سدة تلك الأنظمة القمعية العميلة الخائنة حينما حطمت الفقاعة الدعائية للصهيونية وعملائها من خلال التحرك العملي على أرض الميدان، بوسائل بسيطة ولكن بإرادة تستمد وجودها وإيمانها من رب العالمين الذي أذن بذلك « أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ» الحج الآية (39)، لقد أراد بنو صهيون والمتصهينون أن يكتبوا الفناء على المرابطين في غزة وأرض الرباط من خلال أسوارهم ومستوطناتهم التي يحتمون بها فجاءهم الرد « لَا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعًا إِلَّا فِي قُرًى مُحَصَّنَةٍ أَوْ مِنْ وَرَاءِ جُدُرٍ بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْقِلُونَ»، فقد ظنوا وظن المجرمون والقتلة إثماً « أَنَّهُمْ مَانِعَتُهُمْ حُصُونُهُمْ مِنَ اللَّهِ فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ»، فقد اعتمدوا على ما سلبوه من إمكانيات وماديات امتصوها من أموال وحقوق الأمم الأخرى ظلماً وعدواناً، رباء، واستغلالاً، واستعماراً واحتلالاً، فكان الله في مواجهتهم، فكيف يفلح قوم عادوا خالقهم، من أوجدهم من العدم.
أما الصهاينة العرب –من عملاء وخونة ومجرمين ومن تحالف معهم من شذاذ الآفاق فإن الوعد الإلهي يشملهم بالخزي والعار أسوة بمن كانوا معهم فهو القائل: (أَلَمْ تَر إِلَى الَّذِينَ نَافَقُوا يَقُولُونَ لِإِخْوَانِهِمُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ وَلَا نُطِيعُ فِيكُمْ أَحَدًا أَبَدًا وَإِنْ قُوتِلْتُمْ لَنَنْصُرَنَّكُمْ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ (11) لَئِنْ أُخْرِجُوا لَا يَخْرُجُونَ مَعَهُمْ وَلَئِنْ قُوتِلُوا لَا يَنْصُرُونَهُمْ وَلَئِنْ نَصَرُوهُمْ لَيُوَلُّنَّ الْأَدْبَارَ ثُمَّ لَا يُنْصَرُونَ (12) لَأَنْتُمْ أَشَدُّ رَهْبَةً فِي صُدُورِهِمْ مِنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَفْقَهُونَ)، فمن خلال وسائل بسيطة وإمكانيات متواضعة تم تحطيم الأسطورة الزائفة وتحقيق الأهداف التالية:
1- أن الحق المسلوب والمغتصب سيعود حتماً إلى أهله حتى ولو اجتمعت كل جيوش العالم ومعها كل الإمكانيات والقدرات، طالما أن هناك من يسعى إلى استعادة حقه واسترداد ما اغتصب منه.
2- تعرية المواقف الغربية والقوى الاستعمارية الجديدة والقديمة الطامعة في السيطرة على مقدرات وإمكانيات الأمة العربية والإسلامية وجعلها مسلوبة الإرادة غير قادرة على أن تمارس دورها الحضاري والإنساني والرسالي الذي اختص الله به هذه الأمة وجعلها (خير أمة أخرجت للناس) وهذه الخيرية مرتبطة بالمنهج الذي نزل على أشرف الرسل وخاتم الأنبياء محمد صلى الله عليه وآله وسلم، صحيح أن الصهاينة اليوم رأس الحربة والعدو الظاهر، لكن ها قد تكشفت الحقائق وظهر أحلاف الشيطان بكل جرأة ووقاحة.
3- انفراط عقد التحالف القذر بين العملاء والخونة والصهاينة والاعور الدجال، هذا الحلف المجرم الذي أوكلت إليه مهمة تحطيم الأمة من داخلها بزرع الفتن والوشاية بالمجاهدين والابطال وتبديد الثروات والتستر على اجرام الصهاينة وغير ذلك من المهام القذرة التي يقوم بها على كل المستويات ابتداءً من الأبواق الإعلامية وانتهاء بالقيادات الحاكمة.
لقد عهد إلى الصهاينة اليهود أن يعملوا على فصل المشرق العربي عن المغرب العربي، وعهد إلى الزعامات المتصهينة أن توطد التفرقة والتجزئة كأمر واقع، وعهد إلى العملاء الخونة أن يكونوا هم الأدوات الرخيصة في تمرير واقع التجزئة والتفرقة حتى يستطيع امتصاص دماء الشعوب من استغلال ثروات وامكانيات وقدرات هذه الأمة بدون ضجيج أو حسيب أو رقيب.
ألم تعمل دول الاستعمار القديم على استغلال ثروات الأمم الأخرى لصالحها كما فعلت وما زالت فرنسا في الاستئثار بخيرات قارة كأفريقيا وتكديس الثروات لديها وتوزيع الفقر على افريقيا شعوباً وحكومات، وهو ذات المنهج الذي تسير عليه أمريكا التي تسيطر على كل الثروات الخاصة بالأمة العربية سواء استغلالاً، أو استثماراً، ولا يملك أهل الثروات إلا أرقام حسابات، أما استثمارها فليس لهم ولا يتاح لهم أن يستغلوها، وهو الأمر الذي سيظل سارياً ما دامت فلسطين محتلة وتحت سيطرة الصهاينة الذين يمثلون الاستثمار الرابح في مشاريع التقسيم والتجزئة للوطن العربي والأمة الإسلامية.
4- إن ما تقوم به وما تحققه المقاومة الإسلامية من انتصارات عظيمة وبطولات خالدة، ستظل شاهدة على عظمة هذه الأمة وقدرتها على مقاومة الإجرام والطغيان والظلم، فكل دم سفك لطفل أو امرأة أو شيخ أو شاب، هو عنوان الكرامة والعزة والمجد، لأنه ينصر الحق ويهدم الباطل وينفذ إرادة الله القائل في محكم كتابه الكريم (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)، والقائل سبحانه وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ).. اللهم انصر إخواننا المجاهدين في غزة وأرض فلسطين وفي كل أرض يذكر فيها اسمك يا رب العالمين.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

الأمين العام للجامعة العربية عن ثورة 30 يونيو: "أيام المجد والكرامة"

كشف السفير أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، عن شهادته بشأن ثورة 30 يونيو "أيام المجد والكرامة"، موضحًا أن الحراك الثوري قبل 2011 كان ضد مبارك والحراك بعد 2011 كان ضد الإخوان.

أبو الغيط يدين القرارات الإسرائيلية في الضفة الغربية ويصفها بـ "انقلاب كامل على أوسلو" أبو الغيط يرحب باعتراف أرمينيا بالدولة الفلسطينية أحداث 11 سبتمبر 

وأضاف "أبو الغيط"، خلال لقائه على فضائية "اكسترا نيوز" مساء اليوم السبت "من تابع التطورات المصرية لا ينظر إلى ثورة يناير 2011 فقط، ولا التعديلات الدستورية ولا الانتخابات البرلمانية التي سبقت ثورة يناير 2011، ولكن ينظر إلى عام 2001، وخاصة 11 سبتمبر عام 2001، الحدث الضخم في أمريكا من المتأسلمين وتنظيم القاعدة الذي ضرب الولايات المتحدة ضربة بالغة العنف".

وتابع "الولايات المتحدة وهي أقوى قوة عسكرية وسياسية واقتصادية في العالم كانت في وقتها هي القوة المهيمنة بالكامل على الوضع الدولي، قدرت أن هذا الوضع لا ينبغي أن يستقيم ويبقى، وأن هذه التيارات بالغة العنف في الإسلام السياسي يجب أن تضرب، وبالتوازي يجب تغيير المجتمعات العربية التي تفرز وتنتج هذه الجماعات المتطرفة، وهذا جوهر الموضوع، ونقطة بداية للأحداث بعد ذلك".

مقالات مشابهة

  • عبدالرحيم علي يكتب: روح يونيو.. ما أشبه الليلة بالبارحة
  • مصطلحات إسلامية: الحاكمية والسيادة
  • فلتستيقظ الأمة
  • السيد نصر الله: انتصارات جبهات المقاومة وضعـــت الأمــة على طريق الانتصار الكبير
  • الأمين العام للجامعة العربية عن ثورة 30 يونيو: "أيام المجد والكرامة"
  • السيد نصر الله: انتصارات المقاومة وضعت الأمة على طريق الانتصار النهائي
  • د. علي جمعة يكتب: سنوات التحدي والإنجاز
  • إب.. مكاتب الصحة والأشغال والزكاة تنظم فعالية خطابية إحياءً لذكرى يوم الولاية
  • السيد حسن نصر الله: انتصارات وإنجازات المقاومة وضعت الأمة على طريق الانتصار النهائي
  • نضال من أجل تحقيق سلام عادل