هستيريا الدعم الأمريكي للعدوان الصهيوني.. هل تمحو آثار هزيمته النكراء في طوفان الأقصى؟
تاريخ النشر: 21st, October 2023 GMT
بايدن يطلب من الكونجرس 106 مليارات دولار لضمان تفوق “إسرائيل”
الثورة /حمدي دوبلة
النصر المؤزر الذي حققته فصائل المقاومة الفلسطينية خلال عملية طوفان الأقصى، ضرب العمود الفقري للكيان الصهيوني وقصم ظهره وأصاب غروره في مقتل، وجعلت من قادته وجنوده يعيشون في حالة من الرعب والهلع والجنون قبل الذهاب لساحة المعركة، فراحوا يحاولون الانتقام من المدنيين ظنا منهم أن القتل العشوائي لأعداد كبيرة من الفلسطينيين وتدمير مساكنهم ومستشفياتهم من شانه أن يعيد شيئا من الهيبة المفقودة والسمعة التي تهاوت إلى الحضيض في غضون ساعات فقط وهي التي ظل الغرب يبنيها لعقود طويلة.
أثار وتداعيات الهزيمة والانكسار الصهيوني أمام شباب المقاومة الفلسطينية لم تتوقف على داخل دولة الاحتلال الكرتونية بل تردد صداها في أمريكا وبلدان الغرب الداعم والمتبني للكيان اللقيط ففقدوا صوابهم وتقاطروا زرافات ووحدانا إلى تل أبيب يعلنون الدعم والمساندة المطلقة للاحتلال وكل ما يتخذه من إجراءت لملمة ما أمكن من أشلائه المبعثرة وكرامته المهدورة بما في ذلك المجازر الوحشية واسعة النطاق بحق المدنيين والمنشآت المدنية وكل أشكال جرائم الإبادة الشاملة والعقاب الجماعي، متناسين الشعارات التي لطالما تغنوا بها عن المدنية والديمقراطية ومبادئ حقوق الإنسان .
تداعى زعماء الغرب الاستعماري إلى دولة الاحتلال وفي مقدمتهم رئيس الولايات المتحدة الأمريكية جو بايدن ومسؤولون آخرون في حكومته، ليعلن من عاصمته المغتصبة الدعم اللامحدود لضمان انتصار المحتل على المقاومة متعهدا بعدم التوقف عن تحقيق هذا الهدف، وسارع إلى إرسال حاملات طائراته ومدرعاته وسخر كل إمكانيات دولته العظمى في خدمة قيادة الاحتلال وأهدافها في الانتقام من شباب المقاومة الفلسطينية، وبالأمس طلب البيت الأبيض من الكونجرس ما يقارب من 106 مليارات دولار لتمويل خطط طموحة لأوكرانيا وإسرائيل وذلك بعد أيام من زيارة بايدن لـ”إسرائيل” وتعهده بدعم عدوانها على قطاع غزة المتواصل منذ أسبوعين.
وطالب الرئيس الأمريكي فجر أمس الجمعة، الكونجرس بالتصديق على ميزانية “عاجلة وغير مسبوقة”، قال إنها ستكون مخصصة لدعم إسرائيل وأوكرانيا.
جاء ذلك في كلمة متلفزة، استعرض خلالها موقف بلاده من الأوضاع الحالية في إسرائيل وأوكرانيا، وأشاد بقدرة الأوكرانيين على “استعادة” عدد من الأراضي التي سيطرت عليها روسيا خلال الحرب التي اندلعت في فبراير 2022.
وقال إنه سيرسل غدا للكونجرس “طلب تمويل طارئ لاحتياجات الأمن القومي الأمريكي، من أجل دعم شركائنا الأساسيين من ضمنهم إسرائيل وأوكرانيا”.
وأضاف أن الحزمة الأمنية التي سيرسلها إلى الكونغرس “هي التزام غير مسبوق بأمن إسرائيل، من شأنه أن يعزز تفوقها العسكري النوعي”.
وأكد أن “دعم إسرائيل وأوكرانيا بمثابة استثمار ذكي سيؤتي ثماره على الأمن الأمريكي لأجيال مقبلة”، لافتا إلى أن إدارته “ستعمل على استمرار عمل القبة الحديدية من أجل حماية إسرائيل”.
وشدد بايدن على أن نجاح إسرائيل وتفوقها العسكري “أمران حيويان” للأمن القومي للولايات المتحدة، داعيا إلى تجاوز أي خلافات (سياسية) داخلية في بلاده، “من أجل ردع أي انتصار” قد تحققه حركة حماس.
وكانت تقارير إعلامية تحدثت عن أن بايدن يعتزم طلب 14 مليار دولار أمريكي، دعما إضافيا لإسرائيل من الكونجرس.
وفي السياق، وصف بايدن حركة حماس في كلمته بأنها “إرهابية”، وقال إنها والرئيس الروسي فلاديمير بوتين “تجمعهما الرغبة في إبادة الديمقراطيات المجاورة”.
واعتبر أن ما تتعرض له إسرائيل علي يد حماس منذ 7 أكتوبر الجاري “يشبه الوحشية التي يتعرض لها الأوكرانيون على يد بوتين”.
فهل سيكون بمقدور هذا الدعم الأمريكي والغربي غير المسبوق أن يمحو آثار الهزيمة النكراء التي تلقاها جيش الاحتلال أم أن ذلك لن يضيف سوى المزيد من النكبات والانكسارات للكيان وداعميه؟.
المصدر: الثورة نت
كلمات دلالية: إسرائیل وأوکرانیا
إقرأ أيضاً:
استطلاع يكشف أراء المجتمع الأمريكي تجاه سياسات ترامب.. ماذا قعن روسيا وأوكرانيا؟
كشف استطلاع جديد للرأي أجرته وكالة الأنباء رويترز وشركة الأبحاث وقياس الرأي "إبسوس" أن أكثر من نصف الأمريكيين، بما في ذلك واحد من كل أربعة جمهوريين، يعتقدون أن الرئيس دونالد ترامب "يميل بشكل مفرط" نحو روسيا، وذلك في ظل سعيه لإعادة تشكيل السياسة الخارجية للولايات المتحدة.
وأظهر الاستطلاع، الذي نُفذ على مدار يومين وانتهى الأربعاء الماضي، أن الأمريكيين لا يؤيدون سياسات ترامب التوسعية، خاصة بعد تصريحاته الأخيرة التي عبّر فيها عن رغبته في السيطرة على غرينلاند وكندا وقناة بنما.
واتفق 56 بالمئة من المشاركين، بينهم 89 بالمئة من الديمقراطيين و27 بالمئة من الجمهوريين، على أن ترامب يتقرب من موسكو أكثر من اللازم، بينما عارض 40 بالمئة هذه الفكرة، وامتنع 4 بالمئة عن الإجابة.
وشهدت السياسة الخارجية الأمريكية تحولا ملحوظا منذ بداية ولاية ترامب الثانية في كانون الثاني/يناير الماضي، حيث انتقد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي علنا ووصفه بعدم الالتزام بالسلام مع روسيا، التي كانت خصماً للولايات المتحدة خلال الحرب الباردة.
وأثارت سياسة ترامب الموالية لروسيا، والتي تضمنت إعجابه المتكرر بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، استغراب حلفاء الولايات المتحدة، مما دفع إلى نقاشات في أوروبا حول ضرورة الاعتماد على الذات بدلاً من انتظار الدعم الأمريكي.
من جهته، يدافع ترامب عن موقفه بالقول إنه ضروري لإنهاء الحروب، وهو وعد قطعه خلال حملته الانتخابية. كما أيد 44 بالمئة من المشاركين في الاستطلاع خطة ترامب التي تقترح ربط الدعم العسكري الأمريكي لأوكرانيا بحصول الولايات المتحدة على حصة من ثروات أوكرانيا المعدنية، حيث أيد هذه الفكرة ثلثا الجمهوريين و20 بالمئة من الديمقراطيين.
من ناحية أخرى، لم يبدِ الأمريكيون اهتماماً كبيراً بأهداف ترامب التوسعية، حيث أظهر الاستطلاع أن 1 بالمئة فقط من المشاركين يعتبرون توسيع الأراضي الأمريكية أولوية، مقارنة بـ61 بالمئة يرون أن الأولوية يجب أن تكون مكافحة التضخم، و13 بالمئة يركزون على تقليص عدد موظفي الحكومة الاتحادية.
17 بالمئة يؤيد ضم كندا
وعلى صعيد التوسع الإقليمي، فقد أيد 17 بالمئة فقط من المشاركين، بينهم 26 بالمئة من الجمهوريين، فكرة ضم كندا، بينما أيد حوالي 21 بالمئة، منهم 34 بالمئة من الجمهوريين، فكرة السيطرة على قطاع غزة لإحلال السلام في الشرق الأوسط. إلا أن العديد من الخبراء يرون أن مقترحات ترامب بشأن غزة غير قابلة للتنفيذ، بل وقد تصل إلى مستوى التطهير العرقي، وفقاً لمنظمات حقوق الإنسان.
وحظيت أهداف ترامب المتعلقة بغرينلاند وقناة بنما بدعم نسبي، حيث وافق 65 بالمئة من الجمهوريين على أن "الولايات المتحدة يجب أن تسيطر على قناة بنما لحماية اقتصادها"، بينما عارضها 89 بالمئة من الديمقراطيين.
كما وافق 45 بالمئة من الجمهوريين على أن الولايات المتحدة يجب أن "تسيطر على غرينلاند لتعزيز حماية البلاد عسكرياً"، في حين عارض 88 بالمئة من الديمقراطيين هذا الرأي.
وشمل الاستطلاع، الذي أُجري عبر الإنترنت على مستوى البلاد، 1422 بالغاً من الولايات المتحدة، مع هامش خطأ يبلغ ثلاث نقاط مئوية.