نيويورك (الاتحاد) 

أخبار ذات صلة رئيس الدولة: التعاون والدبلوماسية والحوار أدوات جوهرية لحل الخلافات وإرساء السلام بالعالم الإمارات تشارك في معرض سيؤول الدولي للفضاء والدفاع

جددت الإمارات، أمس، دعوتها للمجتمع الدولي إلى بذل الجهود للتوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار لحقن الدماء، وتجنب المزيد من التصعيد في الأرض الفلسطينية المحتلة، مشددة على ضرورة دفع كل الجهود الممكنة لتحقيق السلام الشامل والعادل، ومنع انزلاق المنطقة لمستويات جديدة من العنف والتوتر وعدم الاستقرار.


وقالت الإمارات، في بيان أمام اللجنة السادسة للجمعية العامة للأمم المتحدة، بشأن البند (83) المعنون بسيادة القانون على الصعيدين الوطني والدولي: «في ظل التصعيد المستمر في الأرض الفلسطينية المحتلة، تدعو الإمارات إلى الوقف الفوري للعنف واستهداف المدنيين والمؤسسات المدنية، وتوفير الحماية الكاملة للمدنيين من كلا الجانبين بموجب القانون الدولي الإنساني».
كما جددت، في البيان الذي أدلت به تحرير المرزوقي، عضو بعثة الدولة لدى الأمم المتحدة، إدانة الهجوم الذي استهدف مستشفى الأهلي المعمداني في قطاع غزة، معربة عن بالغ التعازي والأسف العميق إزاء ما نجم عن هذا الهجوم من خسائر فادحة في الأرواح، مع التمنيات بالشفاء العاجل للمصابين.
وأعربت المرزوقي عن إيمان دولة الإمارات بأن مبدأ سيادة القانون يعد إحدى الركائز المهمة في صون السلام والأمن على كل الأصعدة الوطنية والإقليمية والدولية، ويعتبر أحد أسس التعاون الدولي والعلاقات الدولية كما يساهم تطبيقه في إقامة مجتمعات آمنة وسلمية تتسم بالمساواة واحترام حقوق وكرامة الإنسان.
وأضافت: «تسعى حكومة الإمارات إلى تطوير نظامها القضائي، بشكل مستمر، لإيمانها المطلق بأهمية دوره في الحفاظ على الأمن والاستقرار في المجتمع وحماية ودعم حقوق الإنسان، واستجابةً منها للاحتياجات الاجتماعية والاقتصادية المستجدة». 
وتابعت: «منذ نشأتها، تبنت الإمارات نهجاً يرتكز على مبادئ العدل واحترام حقوق الإنسان، مستمدة ذلك من تراثها الثقافي ودستورها ومنظومتها التشريعية، وتماشياً مع مبادئ الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والتزاماتها الدولية».
وحرصت الإمارات، كما أكدت المرزوقي، على تأسيس وترسيخ مجتمع متسامح ومتعدد الثقافات يعيش فيه الأفراد من جميع أنحاء العالم في سلم وأمن وتناغم.
وتواصل الدولة جهودها الدؤوبة والحثيثة نحو تطوير منظومتها التشريعية الهادفة إلى تعزيز سيادة القانون والشفافية، بما فيها الاستفادة من استخدام التكنولوجيا لتعزيز إمكانية لجوء الجميع إلى القضاء، حيث أصدرت الدولة عدداً من التشريعات المهمة في هذا الإطار أهمها القانون الاتحادي رقم (5) لسنة 2017 في شأن استخدام تقنية الاتصال عن بعد في الإجراءات الجزائية، والمرسوم بقانون اتحادي رقم (10) لسنة 2017 بتعديل بعض أحكام قانون الإجراءات المدنية، الذي أضاف باباً سادساً جديداً بعنوان «استخدام تقنية الاتصال عن بعد في الإجراءات المدنية»، محدداً المقصود باستخدام تقنية الاتصال عن بعد في الإجراءات المدنية.
وأصدر وزير العدل قرارين وزاريين في عام 2019 في شأن الدليل الإجرائي لتنظيم التقاضي باستخدام الوسائل الإلكترونية والاتصال عن بعد في الإجراءات المدنية والجزائية، وتصب تلك التشريعات في تيسير وتسريع عملية الحق في اللجوء للقضاء للجميع على قدم المساواة، وفقاً للمرزوقي.
وقالت المرزوقي، في البيان: «تبذل دولة الإمارات جهوداً حثيثة في مجال مكافحة الجريمة المنظمة، وبالأخص جريمة الاتجار بالبشر، حيث أصدرت الدولة مؤخراً مرسوماً بقانون اتحادي رقم (24) لسنة 2023 في شأن مكافحة الاتجار بالبشر». 
وتضمن المرسوم مواد مهمة تصب في تشديد العقوبات، واستحداث خدمات للضحايا، مثل المساعدات التعليمية، وتعزيز تدابير العودة الآمنة لموطن الضحية، وتجريم التحريض على الجريمة، وتغليظ العقوبات الموقعة على الجناة.
وتصدرت دولة الإمارات منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا على مؤشر «سيادة القانون العالمي» لعام 2022، في حين حلّت في المركز الـ37 في العالم، مسجلة 0.63 نقطة على المؤشر العام الذي تعده مؤسسة «ذي وورلد جاستس بروجيكت» للأبحاث، التي تتخذ من واشنطن العاصمة مقراً لها. 
ويقيس المؤشر 8 عناصر هي: معوقات تطبيق القوانين، ومستوى انفتاح الحكومة، والانضباط بالقوانين والأمن عنصراً واحداً، والعدالة المدنية وغياب الفساد والحقوق الأساسية، وإنفاذ القوانين وتطبيقها، وانتهاءً بالعدالة الجزائية.
وفي الختام، أكدت المرزوقي حرص دولة الإمارات على احترام سيادة القانون والمبادرات الدولية، بما في ذلك المواثيق والقرارات الدولية الهادفة لتعزيز مبدأ سيادة القانون واحترام القوانين والقواعد الدولية، التي تسهم في خدمة الإنسانية.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: الإمارات فلسطين إسرائيل غزة الأمم المتحدة الإجراءات المدنیة دولة الإمارات سیادة القانون

إقرأ أيضاً:

تسلل ألماني في منطقة الجزاء الدولية!

كتب جورج شاهين في" الجمهورية": لا يمكن تجاهل دور المخابرات الألمانية الخارجية (بي. إن. دي) في كثير من العمليات الدولية والاقليمية الكبرى التي ساهمت في إنجازها بأشكال مختلفة. لكن أبرزها واكبرها حجماً ما جرى في منطقة الشرق الاوسط، وهي تلك التي خطّطت لها وتعهّدت بتنفيذها بنَفَس طويل، عندما أنجزت بسرّية تامة اكبر عملية تبادل للأسرى بين إسرائيل و"حزب الله" مطلع تموز 2008، نتيجة جهود بُذلت على مدى عامين، احتسبت أولى التحضيرات لها إبان وقبيل نهاية حرب تموز 2006، فيما كان العالم منهمكاً بوضع حدّ لها إلى حين صدور القرار 1701 في 12 آب 2006.
وتأسيساً على هذا الإنجاز الذي عدّ تاريخياً قياساً الى ما انتهت إليه عملية التبادل في 16 تموز 2008، بالإفراج عن "أغلى الاسرى" سمير القنطار الذي أمضى 30 عاماً في السجون الاسرائيلية، ومعه اربعة أحياء من عناصر الحزب وجثث 199 فلسطينياً من "مقبرة الأرقام"، وكل ذلك مقابل جثتين لجنديين إسرائيليين خُطفا في 12 تموز من ذلك العام. وهو ما ادّى إلى بناء قناة عميقة من الثقة بين الطرفين ما زالت مفتوحة الى اليوم. وهو ما أعطى الزيارة الاخيرة لنائب رئيس المخابرات الألمانية الخارجية أولي ديال الى لبنان قبل أيام، ولقاءه مع نائب الأمين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم ومسؤولين آخرين طابعاً استثنائياً وسط تكتم شديد رافق الزيارة وما تلاها من نتائج.
لكن المراجع العليمة لفتت إلى انّ هذه الزيارة ليست الاولى، ولن تكون الأخيرة. فهو كان في بيروت قبل فترة أعقبت الزيارة الاولى لوزيرة خارجية المانيا انالينا بيربوك في 9 شباط الماضي، وقبل زيارته التي تلت الثانية لها في 25 حزيران الماضي، بهدف التشاور مع قيادة الحزب في ما سُمّي خفض التوتر على الحدود الجنوبية مع الأراضي الفلسطينية المحتلة ومنع الحرب الشاملة في المنطقة على خلفية منع تورط دول أخرى بعيدة عن المنطقة فيها، بما فيها ايران. والتي ربما استدرج تدخّلها قوى دولية اخرى سبق لها ان شاركت في التصدّي للصواريخ والمسيّرات الايرانية ليل 13 – 14 نيسان الماضي، ومنع 95 % منها من بلوغ أهدافها في اسرائيل، بعد اسبوعين على الغارة التي استهدفت القنصلية الإيرانية في دمشق.
وفي انتظار معرفة الظروف التي حالت دون تحديد رئيس مجلس النواب نبيه بري للوزيرة الالمانية موعداً للقاء معها خلال زيارتها الثانية، بقي صعباً البحث في ما دار من تفاصيل في لقاءات المسؤول الألماني، فاقتصر الحديث على تسريبات ضئيلة، وقيل إنّه نقل اقتراحات تتعدّى السعي الى وقف للنار في غزة وانعكاساته المحتملة على الجنوب. وقيل انّ للزيارة أهدافاً بعيدة المدى تتخطّى ما يتم تداوله اليوم لجهة ما يسمّى "اليوم التالي" للحرب. وانّ لدى الجانب الألماني مشاريع اخرى تعني المرحلة اللاحقة التي تتجاوز ما هو مطروح على مستوى مجلس الأمن الدولي وجهود الخماسية العربية ـ الدولية من اجل لبنان ومسألة انتخاب الرئيس، لتطاول مستقبل المنطقة.
وأضافت التسريبات، انّ المسؤول الألماني تجنّب الحديث عن التطورات الآنية والتهديدات الاسرائيلية، مع اشارته الى انّه يعلم أنّ الخيارات الديبلوماسية ما زالت مفضّلة لدى جميع الاطراف، وانّ الضغوط الدولية ستحول دون توسع الحرب. ولكن في المقابل، على "حزب الله" ان يعزّز هذه الجهود بالتعاون المسبق مع اي مشروع لوقف الحرب في غزة، متجنّباً المطالب التعجيزية. ولذلك فقد حمل معه اقتراحات بمشاريع عدة يمكن البحث فيها لاحقاً، ومنها على سبيل المثال ما يمكن ان يكون عليه شكل العلاقات بين اسرائيل وجاراتها، وخصوصاً إن استؤنفت برامج التطبيع في المنطقة لتنحو عندها إلى سلام شامل يعزز الإعتقاد بضرورة التفكير ببناء مشاريع تعزز الثقة بين دول المنطقة واستنهاض اقتصاداتها بما فيها الدولة الفلسطينية المقبلة، ان توصل العالم الى الإقرار بـ "مشروع الدولتين" قبل ان تقول المانيا رأيها فيها.
وبناءً على ما تقدّم، خلصت المراجع الديبلوماسية الى استنتاج مفاده انّ هناك عملية "تسلّل المانية" تحت جنح الحراك الدولي الخاص بلبنان، في انتظار اللحظة التي تتكشف فيها خططهم لمستقبل المنطقة. فهم على اقتناع بقدرتهم على اللعب في منطقة "الجزاء الدولية"، وخصوصاً على مقربة من الشِباك الفرنسية والأميركية، فألمانيا على تواصل مع الدولتين وإسرائيل والمجموعة الخليجية والعربية، وعلى تنسيق تام في شأن عدد من القضايا الدولية.
 

مقالات مشابهة

  • الأردن يحذر من التصعيد في المنطقة حال استمرار حرب غزة
  • “الأولمبية الوطنية” ترشح عمر المرزوقي لرفع علم الإمارات في أولمبياد “باريس 2024”
  • السودان: «القضارف» تدعو المنظمات الدولية للتدخل ومواجهة موجة النزوح
  • المديرية العامة للأمن الوطني تدعو الأنصار إلى احترام الإجراءات
  • حكومة حزب العمال على خطى دعم الإبادة أم دعم وقفها؟
  • المرزوقي يفتتح «الإمارات للشطرنج»
  • دمشق تدعو إلى تعزيز الدعم الدولي لبرامج التعافي المبكر وإعادة الإعمار في سوريا دون انتقائية أو تسييس
  • مشيرة خطاب: لا توجد حقوق إنسان بدون سيادة القانون في الدولة
  • تسلل ألماني في منطقة الجزاء الدولية!
  • مشيرة خطاب: سيادة القانون في الدولة تساعد على نمو القطاع الخاص