مخاوف أممية من وفاة 10 آلاف طفل سوداني جوعاً
تاريخ النشر: 21st, October 2023 GMT
دينا محمود (لندن)
أخبار ذات صلة الإمارات تدعو إلى منع انزلاق المنطقة لمزيد من العنف الأمم المتحدة: هجمات إسرائيل دمرت 30 % من الوحدات السكنيةأبدت منظمة الأمم المتحدة لرعاية الطفولة «يونيسيف»، ومنظمة الصحة العالمية، مخاوف من وفاة 10 آلاف طفل سوداني جوعاً بنهاية هذا العام، بسبب انعدام الأمن الغذائي وتعطل الخدمات.
وقالت منظمة الصحة العالمية واليونيسيف، أمس، في بيان مشترك، إن «المزيد من الهجمات والتعطل لخدمات الصحة والتغذية في السودان، قد يؤدي إلى فقدان حياة أكثر من 10 آلاف طفل بحلول نهاية العام الجاري».
في غضون ذلك، أعلنت الأمم المتحدة، أمس، عن وصول 44 شاحنة محملة بإمدادات إغاثة إلى إقليمي «كردفان» و«دارفور» في السودان بعدما تأخرت حركة الإمدادات لمدة 6 أسابيع متتالية بسبب انعدام الأمن.
وقال نائب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، فرحان حق، في مؤتمر صحفي في نيويورك إن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) تمكن من تسهيل وصول القافلة التي تنقل إمدادات من مفوضية شؤون اللاجئين وبرنامج الأغذية العالمي ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) إلى الإقليمين السودانيين.
وحول الوضع الصحي في السودان نقل المتحدث الأممي عن منظمة الصحة العالمية القول إنه تم الإبلاغ عن أكثر من 1400 حالة إصابة محتملة بالكوليرا و64 حالة وفاة مرتبطة بالمرض في البلاد منذ الإعلان عن تفشي الكوليرا أواخر الشهر الماضي.
وأضاف في هذا الصدد، أن الوكالات الإنسانية قامت بتوسيع نطاق استجابتها لتفشي المرض والذي يأتي في الوقت الذي وصل فيه نظام الرعاية الصحية في السودان إلى أدنى حدوده.
وتلقي المعارك المستمرة في السودان منذ 6 أشهر، بأعباء هائلة على الجار الجنوبي لهذا البلد، وذلك على ضوء تواصل توافد آلاف الفارين عليه، بما يُثقل موارده وبنيته التحتية الهشة من الأصل.
ففي الفترة ما بين يوم نشوب المواجهات في منتصف أبريل الماضي وحتى 13 من أكتوبر الجاري، استقبل جنوب السودان أكثر من 310 آلاف من الهاربين من معارك الشمال، ما أدى إلى تفاقم المعاناة الإنسانية في أراضيه، خاصة وأنه شهد منذ عام 2013 وعلى مدار 5 سنوات، حرباً أهلية هو الآخر، أودت بحياة 380 ألف شخص على الأقل.
وأفادت تقديرات نشرها موقع «ريليف ويب» الإلكتروني التابع للأمم المتحدة، بأن ما يزيد على 90% ممن تدفقوا، خلال الأشهر الـ6 الماضية، على جنوب السودان فرارا من مواجهات القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، هم من مواطني هذا البلد، الذين كانوا قد هربوا من صراعاته الداخلية إلى الشمال، قبل عقد كامل من الزمان تقريباً.
وحذر مسؤولو وكالات إغاثة دولية، من أن استمرار الاقتتال في السودان، أدى إلى استنزاف قدرات الاستجابة الإنسانية في جنوب السودان، لتقترب من نقطة الانهيار، خاصة في ظل عدم وجود نهاية في الأفق للأزمة، وتقلص الأموال المطلوبة لتقديم الدعم والإمدادات الضرورية للاجئين، فضلاً عن اندلاع العديد من الصراعات الجديدة في العالم.
وقال هؤلاء المسؤولون، إنه لم يكن من المنتظر أن يستمر تدفق اللاجئين الفارين على جنوب السودان، بعد مرور كل هذه الشهور على اندلاع الأزمة السودانية، وبذلك المعدل اليومي الكبير.
ووسط توقعات باستمرار هذا التدفق، شدد المسؤولون الدوليون، على أن الوافدين الجدد إلى جنوب السودان، سيكونون في حاجة ماسة للحصول على مساعدات فورية، نظراً لأنهم يصلون وبحوزتهم أموال أقل، وفي حالة صحية أسوأ، على وقع تزايد معدلات سوء التغذية بين السودانيين، بفعل تردي الوضع المعيشي في وطنهم، من جراء تواصل الاقتتال فيه، لأكثر من نصف عام.
وتحذر وكالات الإغاثة، من أن الأزمات المتزامنة التي يشهدها جنوب السودان، وعلى رأسها الانقسامات السياسية وانعدام الأمن الغذائي، وتبعات الفيضانات المدمرة، تؤثر سلبا على قدرته على إيواء القادمين إليه من جاره الشمالي.
وتشدد هذه الوكالات على أن الأزمة السودانية المتصاعدة تلقي بظلالها على الوضع الإنساني الهش بالفعل، في جنوب السودان.
فاضطراب التبادل التجاري بين الجانبين، بسبب الحرب، أدى لارتفاع أسعار المواد الغذائية والسلع الأساسية، خاصة في النصف الشمالي من جنوب السودان، حيث يستقر معظم الوافدين الجدد.
ويقود ذلك إلى تفاقم أزمة الأمن الغذائي، وتزايد الاحتياجات الإنسانية بشكل هائل لمواطني جنوب السودان، ناهيك عن احتياجات من لاذوا ببلادهم.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الأمن الغذائي الأمم المتحدة يونيسيف منظمة الصحة العالمية السودان الأمم المتحدة جنوب السودان فی السودان
إقرأ أيضاً:
40 قتيلا بهجوم لقوات الدعم السريع في ولاية الجزيرة بوسط السودان
الخرطوم - قُتل أربعون شخصا في هجوم شنه عناصر من قوات الدعم السريع مساء الثلاثاء على قرية في ولاية الجزيرة التي تشهد أعمال عنف منذ نحو شهر في وسط السودان الذي دمرته الحرب الدائرة منذ عام ونصف، على ما أفاد طبيب الأربعاء 20نوفمبر2024.
وقال طبيب في مستشفى ود رواح إلى الشمال من قرية ود عشيب التي تعرضت للهجوم لوكالة فرانس برس إن "القتلى الأربعين أصيبوا إصابة مباشرة بالرصاص". وطلب الطبيب عدم الكشف عن هويته خوفا على سلامته بعد تعرض الفرق الطبية لهجمات.
وقال شهود في قرية ود عشيب إن قوات الدعم السريع التي تخوض حربا مع الجيش السوداني منذ منتصف نيسان/أبريل 2023، شنت هجومها مساء الثلاثاء على القرية الواقعة على بعد 100 كلم شمال عاصمة الولاية ود مدني.
وقال شاهد في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس إن "الهجوم استؤنف صباح" الأربعاء، موضحا أن المهاجمين يرتكبون "أعمال نهب".
ويندرج الهجوم الأخير في سلسلة هجمات نفذتها قوات الدعم السريع خلال الشهر الماضي على قرى بولاية الجزيرة، في أعقاب انشقاق قائد كبير فيها انضم إلى الجيش في تشرين الأول/أكتوبر.
ومنذ ذلك التاريخ، وثقت الأمم المتحدة نزوح أكثر من 340 ألف شخص من سكان الولاية وهي منطقة زراعية رئيسية كانت تعد سلة الخبز في السودان.
وحذر المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك الجمعة من أن اندلاع أعمال العنف هناك "يعرض حياة عشرات الآلاف من الأشخاص للخطر".
- نازحون ينقصهم كل شيء -
خلفت الحرب بين قوات الدعم السريع بقيادة الفريق محمد حمدان دقلو والجيش بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان، الذي يمسك بالسلطة، عشرات الآلاف من القتلى معظمهم من المدنيين.
ولم يتم تسجيل الضحايا، بحسب الأطباء. وتتراوح التقديرات بين 20 ألفا و150 ألفا.
كما أدت الحرب إلى نزوح أكثر من 11 مليون شخص، فر منهم أكثر من ثلاثة ملايين إلى البلدان المجاورة.
واتُهم كلا الجانبين بارتكاب جرائم حرب. فقد حاصر مقاتلو قوات الدعم السريع قرى بأكملها، وقاموا بتنفيذ عمليات إعدام بإجراءات موجزة ونهبوا ممتلكات المدنيين بشكل منهجي.
وتعرضت قرى شرق محافظة الجزيرة لحصار كامل في الأسابيع الأخيرة، مما تسبب بكارثة إنسانية فيها، بحسب الأمم المتحدة وشهود عيان وجماعات حقوقية.
وفي قرية الهلالية، لم يعد بإمكان السكان الحصول على الضروريات الأساسية وأصيب العشرات منهم بالمرض.
ويصل العديد من النازحين إلى الولايات المجاورة بعد "السير لعدة أيام ... وليس عليهم سوى الملابس التي يرتدونها"، وفق ما قال دوجاريك الجمعة.
وحتى في المناطق التي نجت من القتال، يواجه مئات الآلاف من النازحين الأوبئة، بما في ذلك الكوليرا والمجاعة الوشيكة، في غياب المأوى الملائم أو وسائل الرعاية.
وقال دوجاريك "إنهم مضطرون للنوم في العراء، بمن فيهم الأطفال والنساء وكبار السن والمرضى".
وتقدر الأمم المتحدة ومسؤولون صحيون أن النزاع تسبب بإغلاق 80% من المرافق الصحية في المناطق المتضررة.
وتقول الأمم المتحدة إن السودان يواجه حاليا واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في الذاكرة الحديثة، حيث يعاني 26 مليون شخص من الجوع الحاد.
Your browser does not support the video tag.