رأت روسيا أن قرار الولايات المتحدة استخدام الفيتو، خلال التصويت على قرار في مجلس الأمن يدعو “إلى هدنة إنسانية” بين إسرائيل وحماس، “ستكون له تداعيات مروعة” على صعيد الخسائر البشرية في صفوف المدنيين.

وصوّت 12 من أصل 15 عضواً في مجلس الأمن لصالح القرار، الذي تقدمت به البرازيل، وتضمن أيضاً إدانة لـ”الهجمات الإرهابية المشينة التي تشنها حماس”.

وكانت الولايات المتحدة الدولة الوحيدة التي صوتت ضد القرار، لكن باعتبارها من الأعضاء الخمسة الدائمين في المجلس، فإن صوتها ينقضه.

وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان: “في ظل المواجهة الآخذة بالتوسع، والتي تتجاوز حدود منطقة الشرق الأوسط، وتأخذ بعداً دينياً، ستكون تداعيات تصرف كهذا، مروعة”.

وأضاف البيان أن عدم إقرار مشروع القرار الذي كان من شأنه المساهمة بوقف التصعيد، وخفض العنف ضد المدنيين أمر مخيب للآمال.

وأشار إلى أن الفيتو الأمريكي “يُظهر بوضوح تطلعات واشنطن الحقيقية للمنطقة”.

وتابع “كل يوم تأخير لا يعني فقط ارتفاعاً سريعاً في أعداد القتلى والجرحى، لكن أيضاً استمرار معاناة المدنيين، الذين أصبحوا سجناء داخل القطاع المحاصر”.

واتهمت الخارجية الروسية واشنطن بمعارضة “جميع المبادرات الإنسانية منذ البداية”، قائلة إن النزاع بين إسرائيل وحماس يعكس “فشل السياسة الأمريكية” في المنطقة الذي كان “الشرارة التي أشعلت التصعيد الحالي الكارثي”.

وأضافت في انتقاد موجه لإسرائيل أن “الحق في الدفاع عن النفس لا يعني الحصول على رخصة للقيام بأعمال انتقامية جماعية وعشوائية”.

المصدر: جريدة الحقيقة

إقرأ أيضاً:

“حين يرقص الكبار… تسقط أوروبا!”

“حين يرقص #الكبار… تسقط #أوروبا!”
بقلم: د. #هشام_عوكل أستاذ إدارة الأزمات والعلاقات الدولية
“هل أوروبا اليوم أمام فرصة أخيرة لصناعة مصيرها، أم أن #قطار #التاريخ قد غادر المحطة ولم يترك لها حتى مقعداً شاغراً؟”
في عالم #السياسة، لا مكان للمجاملة حين تدور #رقصة_الكبار.
ها هي الولايات المتحدة تتفاوض مع إيران وروسيا، تغلق الأبواب خلفها، وتترك أوروبا على العتبات، تنتظر المجهول
وكما قال ديغول يومًا:
“أمريكا لا تملك أصدقاء، بل أدوات.”
تغييب أوروبا عن المفاوضات الكبرى لم يعد تفصيلًا دبلوماسيًا، بل سياسة أمريكية مقصودة.
واشنطن ترى القارة العجوز عبئًا أكثر منها حليفًا، بينما تتعامل مع الملفات الساخنة مباشرةً حيث يكون الحسم أسرع والربح أوضح.
أما حلف الناتو، ذاك الجسد العتيق، فلا يعيش إلا على أنفاس الرئة الأمريكية.
مطالبة واشنطن برفع الإنفاق الدفاعي إلى 5٪ من الناتج القومي ليست نداء شراكة، بل تحذير انسحاب وشيك.ولو انسحبت أمريكا، لن يبقى من الحلف إلا الذكرى.
وكما لخصها ونستون تشرشل بمرارة:
“لا أصدقاء دائمون، لا أعداء دائمون… بل مصالح دائمة.”
وفي مواجهة هذا الخواء، يتكرر الحلم الأوروبي الخجول ببناء جيش موحد.
لكن الواقع أكثر قسوة: فرنسا تفكر، ألمانيا تحسب، بولندا ترتجف، ودول البلطيق تصلي ألا تضطر إلى حمل السلاح وحدها.
في هذا السياق، يطل بوتين بهدوء اللاعب المخضرم، عارضًا “التفاوض مع أوكرانيا بلا شروط.”
ليس حبًا في السلام، بل براغماتية المنتصر.
يتقاطع عرضه مع رغبة أمريكية خفية في إنهاء حرب تستنزف الخزانة والهيبة.
وأوكرانيا، كالعادة، آخر من يُستشار، وأول من يُضحى به.
يبدو وكأن واشنطن وموسكو، رغم العداء المعلن، توصّلتا إلى فهمٍ غير مكتوب:
أغلقوا هذا الملف… لنلتفت جميعًا إلى التحدي الحقيقي.
ذلك التحدي الذي لم يعد يحمل اسم موسكو… بل اسم بكين.
فالشرق الأوسط، بكل أزماته المزمنة، لم يعد أولوية أمريكية. لا فلسطين ولا اي قضية ساخنة بالشرق الاوسط ” تفاوض كبار “
الضربات الخاطفة للحوثيين، والمواقف الباردة من النزاعات الإقليمية، ليست إلا رسائل واضحة:
“انتهت مهمة الإطفائي… وبدأ سباق السيطرة.”
المارد الصيني لا يحتاج إلى قاذفات؛ يكفيه أن يغزو بالمصانع، بالموانئ، وبشبكات التكنولوجيا التي تسري كالسم في شرايين العالم.
الصين لا تهتف، لا تهدد… بل تبني وتصبر وتنتظر
الخاتمة
“هل أوروبا اليوم أمام فرصة أخيرة لصناعة مصيرها، أم أن قطار التاريخ قد غادر المحطة ولم يترك لها حتى مقعداً شاغراً؟”
“وهل يمكن لقارة فقدت زمام المبادرة أن تستعيد دورها… أم أن العالم الجديد لا ينتظر من يتلكأ خلفه؟

مقالات مشابهة

  • الحوثي: القصف الأمريكي على المدنيين في اليمن لن يمنح واشنطن نصراً ولن يوقف تطوير قواتنا
  • لماذا يتشفّى بعض مرتزِقة “الإصلاح” بجرائم العدوان الأمريكي على المدنيين في اليمن [الحقيقة لا غير]
  • اشادة رئاسية بدعم هولندا ونقاش حول تداعيات التصعيد الحوثي بالبحر الأحمر
  • ما هو صاروخ “بار” الذي استخدمه الاحتلال لأول مرة في غزة؟
  • “حسام شبات” الذي اغتالته إسرائيل.. لكنه فضحهم إلى الأبد
  • لافروف: 90% من تبادلات روسيا مع “بريكس” تتم بالروبل وعملات المجموعة
  • وزير الخارجية الأمريكي: روسيا وأوكرانيا أقرب من أي وقت مضى إلى اتفاق سلام
  • النائب العتوم تحذر من تداعيات تأنيث مدارس الذكور
  • بيسكوف: الكثير من النقاط التي يتبناها ترامب للتسوية في أوكرانيا تتسق مع موقف روسيا
  • “حين يرقص الكبار… تسقط أوروبا!”