روسيا تحذّر من “تداعيات مروعة” للفيتو الأمريكي حول غزة
تاريخ النشر: 21st, October 2023 GMT
رأت روسيا أن قرار الولايات المتحدة استخدام الفيتو، خلال التصويت على قرار في مجلس الأمن يدعو “إلى هدنة إنسانية” بين إسرائيل وحماس، “ستكون له تداعيات مروعة” على صعيد الخسائر البشرية في صفوف المدنيين.
وصوّت 12 من أصل 15 عضواً في مجلس الأمن لصالح القرار، الذي تقدمت به البرازيل، وتضمن أيضاً إدانة لـ”الهجمات الإرهابية المشينة التي تشنها حماس”.
وكانت الولايات المتحدة الدولة الوحيدة التي صوتت ضد القرار، لكن باعتبارها من الأعضاء الخمسة الدائمين في المجلس، فإن صوتها ينقضه.
وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان: “في ظل المواجهة الآخذة بالتوسع، والتي تتجاوز حدود منطقة الشرق الأوسط، وتأخذ بعداً دينياً، ستكون تداعيات تصرف كهذا، مروعة”.
وأضاف البيان أن عدم إقرار مشروع القرار الذي كان من شأنه المساهمة بوقف التصعيد، وخفض العنف ضد المدنيين أمر مخيب للآمال.
وأشار إلى أن الفيتو الأمريكي “يُظهر بوضوح تطلعات واشنطن الحقيقية للمنطقة”.
وتابع “كل يوم تأخير لا يعني فقط ارتفاعاً سريعاً في أعداد القتلى والجرحى، لكن أيضاً استمرار معاناة المدنيين، الذين أصبحوا سجناء داخل القطاع المحاصر”.
واتهمت الخارجية الروسية واشنطن بمعارضة “جميع المبادرات الإنسانية منذ البداية”، قائلة إن النزاع بين إسرائيل وحماس يعكس “فشل السياسة الأمريكية” في المنطقة الذي كان “الشرارة التي أشعلت التصعيد الحالي الكارثي”.
وأضافت في انتقاد موجه لإسرائيل أن “الحق في الدفاع عن النفس لا يعني الحصول على رخصة للقيام بأعمال انتقامية جماعية وعشوائية”.
المصدر: جريدة الحقيقة
إقرأ أيضاً:
كيف تم اجهاض قرار إعلان الالتزام بحماية المدنيين في السودان ؟
طلعت محمد الطيب
في بداية اعداد مسودة قرار حماية المدنيين في السودان ، تنصلت كل من الجزائر وموزمبيق وغيانا من مسؤوليتهم الدولية تجاه حماية المدنيين بدءا بالإنسحاب من المشاركة في صياغة " إعلان الإلتزام بحماية المدنيين " . وهو إعلان كان قد وقع عليه طرفي النزاع بجدة في ١١ مايو ٢٠٢٣م.
ثم سعت كل من الصين والجزائر وروسيا في اتجاه ادخال تعديلات فيها نوع من الاعتراف بحكومة بورتسودان وإدانة قوات الدعم السريع في الانتهاكات التي تحدث في ولايات الجزيرة ودارفور وسنار، وهو الأمر الذي استدعى أن يبادر مندوب فرنسا بالتقدم بمقترح يتضمن ضرورة ادخال ولاية الخرطوم كمجال حدث فيه انتهاكات واضحة وكبيرة ، وطبعا الاقتراح الفرنسى لم يجد قبول وترحيب من قبل الاطراف التي طالبت بالتعديلات لأن إنتهاكات ولاية الخرطوم تشمل جرائم الجيش بحق المدنيين السودانيين بشكل واضح ، كما ان وجاهة المقترحات الفرنسية تأتي من حقيقة أنه من غير المنطقي ان يدعو مشروع القرار إلي ضرورة التزام طرفي النزاع بوقف التصعيد والقتل والإنتهاكات، لأن ذلك لا يتسق مع تحميل احدهما وهو الدعم السريع في هذه الحالة، وحده مسؤولية تلك الانتهاكات.
هنا تدخلت المملكة المتحدة بإضافة كلمة ادانة " الكل ".
ويبدو ان الخلافات كانت في مجملها حول "لغة" القرار المقترح وقد ظهر ذلك جليا في المقترح الذي صاغته كل من المملكة المتحدة وسيراليون فيما يخص المتابعة في مدى إلتزام أطراف النزاع بوقف العدائيات monitoring and verification ودعت الامين العام للامم المتحدة للإطلاع بهذا الدور المهم والفعال بالتعاون مع منظمة الوحدة الإفريقية، وهنا تحفظت كل من الجزائر والصين وروسيا. ذلك التحفظ استدعي مندوب المملكة المتحدة إلي شطب منظمة الوحدة الإفريقية واستبدالها بعبارة " قيام السكرتير العام باشراك أطراف النزاع في العملية" ، وذلك في محاولة لارضاء الجميع والحصول علي موافتهم إذ يبدو أن كل من الجزائر والصين وروسيا تخشي من أن ذلك قد يؤدي إلي فتح الباب لتدخل قوات دولية.
ولكن وبرغم كل المساومات والحوارات والتفاهمات والتعديلات التي إجريت أربع مرات لدرجة إنها اضعفت من مشروع القرار ومن فعاليته في تقديري ، رغم كل ذلك، لم تتردد روسيا في إستخدام حق الفيتو من أجل إجهاضه !.
talaat1706@gmail.com