دمارٌ واسع وجثثٌ مصطفّة وحرقةٌ على فراق الأحبة.. هكذا صحت الكنيسة التي قصفتها طائرات إسرائيل في غزة
تاريخ النشر: 21st, October 2023 GMT
حسب وزارة الصحة فإن 16 مسيحيا فلسطينيا قتلوا خلال القصف. وأقيمت مراسم التأبين يوم الجمعة خارج الكنيسة حيث أقام البطاركة الصلاة على روح الضحايا الذين صُفت جثامينهم فيما كان أهاليهم يبكونهم بحرقة شديدة.
صحا سكان غزة الجمعة على مناظر أخرى مرعبة تشهد على مدى الدمار الذي لحق بكنيسة القديس برفيريوس للروم الأرثوذكس إثر غارة حولت المكان إلى تلة من الركام وأودت بحياة الكثيرين من النازحين الذين احتموا بالكنيسة.
وكان الجيش الإسرائيلي قد أكد الجمعة أنه شن غارة جوية على ما قال إنه موقع تابع لحماس في منطقة كنيسة القديس برفيريوس للروم الأرثوذكس في مدينة غزة حيث كانت وزارة الداخلية في القطاع قد أعلنت سقوط عدد من القتلى والجرحى في ضربة، موضحا أن القصف ألحق أضرارا بجدار الكنيسة.
وأعلنت الوزارة الخميس أن عددا كبيرا من النازحين الذين لجأوا إلى حرم هذه الكنيسة قتلوا أو جرحوا في الغارة الإسرائيلية. وقالت في بيان إنّ الغارة تسبّبت "بوقوع أعداد كبيرة من الشهداء والجرحى" في حرم الكنيسة. وذكر شهود عيان أنّ الضربة أصابت على ما يبدو هدفاً قريباً من الكنيسة التي لجأ إليها عدد كبير من مواطني غزة.
وحسب وزارة الصحة فإن 16 مسيحيا فلسطينيا قتلوا خلال القصف. ونُظمت مراسم التأبين الجمعة خارج الكنيسة حيث أقام البطاركة الصلاة على روح الضحايا الذين صُفت جثامينهم فيما كان أهاليهم يبكونهم بحرقة شديدة.
وقال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي لوكالة فرانس برس ليل الخميس الجمعة "في وقت سابق من اليوم (الخميس) هاجمت طائرات مقاتلة تابعة للجيش الإسرائيلي مركز القيادة والمراقبة لإرهابي من حماس متورط في إطلاق صواريخ وقذائف هاون باتجاه إسرائيل" على حد قوله.
"لم يعد لدي مكان أذهب إليه".. معاناة أهالي غزة تتفاقم بعد قصف كنسية القديس بورفيريوسمن غزة المحاصرة.. شهاداتٌ من رحم الركام والدماروأضاف أن هذا المركز "كان يُستخدم لتنفيذ هجمات ضد إسرائيل ويضم بنية تحتية إرهابية تابعة لمنظمة حماس الإرهابية".
وتابع المتحدث "في أعقاب هجوم الجيش الإسرائيلي، تضرر جدار الكنيسة في المنطقة"، مضيفا "نحن على علم بوجود معلومات عن وقوع إصابات ويجري التحقق من الحادث".
وشدد المتحدث على أن "حماس تتعمد التمركز في مناطق مأهولة بمدنيين وتستخدم سكان قطاع غزة دروعا بشرية"، مطالبا من جديد بإخلاء شمال قطاع غزة.
وقال شهود إن الغارة الإسرائيلية ألحقت أضراراً بواجهة الكنيسة وتسبّبت بانهيار مبنى مجاور. ونقل العديد من الجرحى إلى المستشفى، بحسب شهود عيان.
ودانت بطريركية الروم الأرثوذكس في القدس في بيان القصف. وقالت إنّ "استهداف الكنائس والمؤسسات التابعة لها، بالإضافة للملاجئ التي توفّرها لحماية المواطنين الأبرياء، خاصة الأطفال والنساء الذين فقدوا منازلهم جراء القصف الإسرائيلي للمناطق السَكَنية خلال الثلاثة عشر يوماً الماضية، يشكّل جريمة حرب لا يمكن تجاهلها".
وتعتبر كنيسة القديس برفيريوس هي أقدم كنيسة في قطاع غزة ولا تزال مفتوحة. وهي مبنية فوق ضريح القديس برفيريوس الناسك والأسقف الغزّي من القرن الخامس، وتقع بجانب مسجد في البلدة القديمة في غزة.
وتوجد الكنيسة على مقربة من المستشفى الأهلي العربي المعمداني الذي تعرّض مساء الثلاثاء لقصف أودى بحياة 471 فلسطينيا وفقاً للأرقام التي قدمتها السلطات في غزة.
المصادر الإضافية • أ ف ب
شارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية مخاوف من التهجير تساور فلسطينيين جنوب غزة حيث أقيم أول مخيم للنازحين شاهد: بيوت سُويت بالأرض.. سكان مدينة الزهراء في غزة يتفقدون حجم الدمار إثر غارة إسرائيلية نيرانٌ مستعرة وأشلاءٌ في كل مكان وضحايا بالمئات.. شاهد لحظة قصف مستشفى المعمداني في غزة الكنيسة الأرثوذوكسية قصف حركة حماس إسرائيل قطاع غزةالمصدر: euronews
كلمات دلالية: قصف حركة حماس إسرائيل قطاع غزة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني غزة طوفان الأقصى إسرائيل فلسطين قطاع غزة الشرق الأوسط قصف حركة حماس السياسة الإسرائيلية القدس اعتداء إسرائيل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني غزة طوفان الأقصى إسرائيل فلسطين قطاع غزة القدیس برفیریوس یعرض الآن Next قطاع غزة فی غزة
إقرأ أيضاً:
تقرير: جرائم القتل والسرقة تعمّق الفوضى في قطاع غزة
يعيش أغلب سكان قطاع غزة حاليًا في خيام مزدحمة ومناطق مدمرة في وسط وجنوب القطاع، ومع استمرار الحرب للشهر التاسع على التوالي، أصبحت شرطة حماس التي كانت تفرض سيطرتها "غائبة أو بلا قوة"، وفق ما ذكر سكان لصحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية.
وسلطت الصحيفة الضوء على قصة الغزي محمد أبو كرش، الذي سرق لصوص بطارية سيارته في مارس، وطاردهم إلى طريق مظلم، قبل أن يتلقى رصاصة قاتلة في رأسه.
حينها اتصل الأقارب بالشرطة، التي لم يكن بمقدورها فعل أي شيء سوى تفقد مسرح الجريمة على أطراف مدينة دير البلح، وفق الصحيفة.
وقال ابن عمه محمود فؤاد لوول ستريت جورنال: "قالوا إنه لم يعد لديهم سجنًا، ولو عثروا على الجاني، ربما تهاجمهم عائلته. نرى معارك بين العائلات بشكل يومي، ويدرك الناس أنهم لن يُعاقبوا على أي شيء يقومون به".
وأشارت الصحيفة الأميركية إلى "تزايد الجريمة والعنف بين سكان القطاع، في ظل المساعدات الإنسانية الشحيحة" التي تصل إليهم، فيما أوضحت أن هناك تحذيرات من مسؤولين أميركيين وعرب يشعرون بالقلق من أن غزة "قد تعاني من فشل كامل في الحكم لسنوات مقبلة".
وأوضحت أن إسرائيل "كسرت قبضة حماس على النظام العام، لكنها لم تملأ الفراغ بنفسها أو تسمح للسلطة الفلسطينية بالدخول لاستئناف الخدمات الأساسية، قائلة إنها تريد العمل مع الفلسطينيين دون انتماءات سياسية".
كما قال سكان من شمالي قطاع غزة الذي فر معظم سكانه جنوبًا، إن المنازل المهجورة التي لم تتعرض للقصف، "تعرضت لنهب الأثاث والألواح الشمسية واسطوانات الغاز".
وأضافوا لوول ستريت جورنال، أن "من حاولوا تأمين منازل جيرانهم، قالوا إن اللصوص أصبحوا أكثر وقاحة، ويعتقدون أن المعاناة التي فرضتها الحرب تمنحهم رخصة سرقة ما يحتاجون إليه".
ونقلت الصحيفة عن رئيس المكتب الإعلامي الحكومي في غزة (التابع لحماس)، إسماعيل الثوابتة، أن "الشرطة حاليًا تعمل وفق خطط الطوارئ، وتفرض الأمن في المناطق التي يمكنها القيام بذلك فيها، بما في ذلك منع النهب وملاحقة اللصوص وإعادة المسروقات لأصحابها".
وقال إن إسرائيل "استهدف عشرات مراكز الشرطة وقتلت المئات من الضباط منذ بداية الحرب، مما قوّض قدرتها على العمل"، مضيفًا أن الهجمات الإسرائيلية تهدف إلى "خلق الفوضى وتعطيل الأمن في قطاع غزة، وإحداث فراغ إداري وحكومي".
وطالما تؤكد إسرائيل أن الهدف الأساسي للحرب في غزة هو "القضاء على حركة حماس" بشكل يمنع قدرتها على الحكم مجددا، ولا يسمح لها بشن أي هجوم على إسرائيل، بجانب استعادة المختطفين منذ السابع من أكتوبر وتحتجزهم حماس ومجموعات مسلحة أخرى في غزة.
ورفض مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي التعليق لصحيفة "وول ستريت جورنال" على الفوضى التي يشهدها قطاع غزة.
ومن بين الأحداث التي سلطت الصحيفة الضوء عليها، والتي تعكس حجم الفوضى في القطاع، "النزاع الذي وقع بين مراهقين من عائلتين في مخيم النصيرات وسط غزة، والذي تسبب في خلاف بين البالغين".
وقال شاهد عيان للصحيفة، إن "رجلا قتل آخر بعدما سحق رأسه بكتلة خرسانية".
وأوضح الشاهد أن "عائلة الضحية انتقمت بإشعال النار في المبنى الذي تقطن فيه العائلة الأخرى"، مضيفًا أن رجال الإطفاء تمكنوا من إخماد الحريق وفرّقت الشرطة الحشود، لكن المشاجرات تواصلت بين العائلتين.
كما نقلت "وول ستريت جورنال" عن مسؤول أميركي مشارك في عمليات الإغاثة: "تدهورت القدرات العسكرية لحماس، وكذلك قدرتها على فرض النظام والقانون، وبالتالي لا ينبغي لأحد أن يتفاجأ مطلقًا بأن هذا هو الوضع داخل غزة حاليًا".
واندلعت الحرب في غزة إثر هجوم حركة حماس (المصنفة إرهابية في الولايات المتحدة ودول أخرى) غير المسبوق على إسرائيل في السابع من أكتوبر، مما أسفر عن مقتل 1200 شخص، معظمهم مدنيون، وبينهم نساء وأطفال، وفق السلطات الإسرائيلية.
وردا على الهجوم، تعهدت إسرائيل بـ"القضاء على حماس"، وتنفذ منذ ذلك الحين حملة قصف أُتبعت بعمليات برية منذ 27 أكتوبر، أسفرت عن مقتل نحو 38 ألف فلسطيني، معظمهم نساء وأطفال، وفق ما أعلنته السلطات الصحية في القطاع.