تمرد يتمخر ووثيقة معارضة في الخارجية الأمريكة بسبب دعم إسرائيل.. ماذا حدث؟
تاريخ النشر: 21st, October 2023 GMT
التمرد يختمر داخل وزارة الخارجية الأمريكية، بفعل تجاهل الوزير أنتوني بلينكن نصائح كبار الموظفين والخبراء، بشأن عدم التمادي في دعم إسرائيل التي تشن حربا على غزة.
هكذا كشف موقع "هافينغتون بوست" في تقرير ترجمه "الخليج الجديد"، نقلا عن مسؤولين كبار، قالوا إن بلينكن وكبار مستشاريه يتجاهلون الإحباط الداخلي واسع النطاق.
وقال بعض موظفي الوزارة إنهم يشعرون كما لو أن بلينكن وفريقه غير مهتمين بنصيحة خبرائهم، بينما يركزون على دعم العملية الإسرائيلية المتوسعة في غزة.
ونقل عن أحد مسؤولي وزارة الخارجية: "هناك تمرد يختمر داخل وزارة الخارجية على جميع المستويات".
فيما قال اثنان من المسؤولين في الوزارة، إن الدبلوماسيين يعدون ما يسمى بـ"برقية معارضة"، وهي وثيقة تنتقد السياسة الأمريكية والتي تذهب إلى قادة الوكالة من خلال قناة داخلية محمية.
ويُنظر إلى مثل هذه البرقيات داخل وزارة الخارجية على أنها بيانات مترتبة عن خلاف خطير في لحظات تاريخية مهمة.
اقرأ أيضاً
حقوقيون: الانحياز المطلق لإسرائيل قد يجعل بايدن متواطئًا في الإبادة الجماعية
وقد أنشئت "قناة المعارضة" وسط صراع داخلي عميق أثناء حرب فيتنام، ومنذ ذلك الحين استخدمها الدبلوماسيون للتحذير من أن الولايات المتحدة تتخذ خيارات خطيرة وهدامة للذات في الخارج.
وتأتي البرقية في أعقاب إعلان المسؤول المخضرم في وزارة الخارجية جوش بول، استقالته الأربعاء، والذي قال إنه بعد أكثر من عقد من العمل على صفقات الأسلحة، فإنه لا يستطيع أن يدعم أخلاقياً تحركات الولايات المتحدة لتزويد المجهود الحربي الإسرائيلي.
وأضاف بول في بيان: "في الـ24 ساعة الماضية، تلقيت قدرًا هائلاً من التواصل من زملائي، مع كلمات دعم مشجعة حقًا، والعديد من الأشخاص يقولون إنهم يشعرون بنفس الطريقة وأن الأمر صعب للغاية بالنسبة لهم".
وفي تعليق له على ما يدور داخل وزارة الخارجية، قال متحدث الوزارة ماثيو ميلر، إن "إحدى نقاط القوة في هذا القسم هي أن لدينا أشخاصًا لديهم آراء مختلفة".
وتابع ميلر: "نحن نشجعهم على الإعلان عن آرائهم"، مضيفا: "الرئيس بالطبع هو الذي يحدد السياسة، لكننا نشجع الجميع، حتى عندما يختلفون مع سياستنا، على إبلاغ... قيادتهم".
وأضاف الموقع أن "العديد من المسؤولين في الخارجية الأمريكية قالوا إنهم سمعوا زملاء يتحدثون عن الاستقالة".
اقرأ أيضاً
استقالة مسؤولين بالخارجية الأمريكية بسبب تعامل مع بايدن مع حرب غزة
ويحاول موظفو وزارة الخارجية في الوقت نفسه القيام بدبلوماسية حساسة، والاستجابة لنداءات الكونغرس لإظهار الدعم الضخم لإسرائيل واحترام حياة الفلسطينيين، وإدارة الغضب العالمي إزاء الانطباع بأن الولايات المتحدة توفر الغطاء للقوة الإسرائيلية المفرطة.
وقال مسؤول أمريكي للموقع، إن نظراءهم في الحكومات العربية أبلغوا مسؤولي وزارة الخارجية أن الولايات المتحدة معرضة لخطر فقدان الدعم في منطقتهم لجيل كامل.
ووفق الموقف، فقد أخبر موظفون في إدارة الرئيس جو بايدن الموقع أنهم يعانون من تأثير مخيف في العمل.
وقال أحد الأشخاص، إن هناك "ثقافة الصمت" حول التعبير عن آرائهم بشأن إسرائيل وفلسطين.
بينما قال آخر إنهم يشعرون "بالخجل" من العمل داخل الحكومة الأمريكية في هذه اللحظة.
اقرأ أيضاً
بعد 37 عاما.. بايدن يكرر مقولته: لو لم تكن إسرائيل موجودة لأقمناها
ويلقي بعض موظفي وزارة الخارجية اللوم بشكل خاص على توم سوليفان، نائب بلينكن لشؤون السياسة في حالة السخط المتصاعد.
وقال أحد المسؤولين إن توم سوليفان، وهو شخصية قوية وشقيق كبير مستشاري بايدن للأمن القومي جيك سوليفان، نقض باستمرار فكرة تواصل الوزير بلينكن مع موظفي وزارة الخارجية.
وفي الاجتماعات رفيعة المستوى، يركز توم سوليفان عادة على السؤال عما تريده إسرائيل أو تسليط الضوء على احتياجاتها، مما يزعج زملاءه الذين يشعرون أن الأولوية في صياغة خطة الدعم يجب أن تكون لمصالح الولايات المتحدة، حسبما قال مسؤول أمريكي.
وتابع المسؤول أن الموظفين لا يشعرون بالارتياح في تحدي سوليفان بسبب رتبة شقيقه.
وتبدي واشنطن دعما مطلقا لدولة الاحتلال الإسرائيلي، سواء على صعيد المساعدات العسكرية، أو الغطاء والدعم السياسي الدولي، غير آبهة بجرائم الحرب والإبادة التي تنفذها في غزة بأسلحة أمريكية.
اقرأ أيضاً
دعمت غزة وانتقدت إسرائيل.. استقبال فاتر لبلينكن في عواصم عربية
المصدر | هافينغتون بوست - ترجمة وتحرير الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: أمريكا الخارجية الأمريكية إسرائيل تمرد معارضة داخل وزارة الخارجیة الولایات المتحدة اقرأ أیضا
إقرأ أيضاً:
استخفاف بالأمم المتحدة| ماذا بعد إلغاء إسرائيل الاتفاق مع الأونروا؟.. تفاصيل
أعلنت إسرائيل رسميًا، إلغاء الاتفاقية التي تنظم علاقتها مع وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، الموقعة منذ عام 1967، وذلك بحسب بيان أصدرته وزارة الخارجية الإسرائيلية، عبر بيان رسمي، أنها أخطرت الأمم المتحدة بهذا القرار بناءً على توجيهات وزير الخارجية، يسرائيل كاتس.
تحدى سافر للقانون الدولي واستخفاف بالأمم المتحدةفي هذا الصدد قال احمد التايب الكاتب الصحفي والمحلل السياسي إن قرار قطع إسرائيل العلاقات مع الأونروا وإبلاغ الأمم المتحدة بالقرار تحدى سافر للقانون الدولي واستخفاف بالأمم المتحدة، لأن ببساطة الأونروا هى وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين أسستها الأمم المتحدة 1949 لتقديم المساعدة الإنسانية والحماية للاجئى فلسطين فى الضفة الغربية، وقطاع غزة، والأردن، ولبنان، وسوريا.
وأضاف خلال تصريحات لــ"صدى البلد " اما أهداف نتنياهو معروفة وباتت واضحة فى ظل إصراره على تنفيذ مخططاته الخبيثة وفى ظل اصراره أن الحرب هى حرب بقاء ووجود لإسرائيل، وبالتالى هو يريد أن يقضى على ملف عودة اللاجئين الفلسطينيين، من خلال القضاء على الأونروا التى جاءت لخدمة اللاجئين بالتزامن مع القتل والقصف وتقطيع أواصل الدولة وتدمير البنية التحتية، وأن لا تكون الأونروا شاهدة على جرائمه في غزة.
وتابع: المجتمع الدولى سيواصل تخاذله والصمت لأن مجلس الأمن الدولى نفسه رغم هذا الدمار وارتكاب جرائم الحرب اليومية لإسرائيل لم يلجأ إلى المادة 42 من الفصل السابع، التي تنص على أنه "يجوز لمجلس الأمن اتخاذ أية تدابير ضرورية للحفاظ على السلم والأمن الدوليين، وبالتالى يتم التعامل مع إسرائيل على أنها كيان فوق القانون.
اتفاقية عمل الأونروا في فلسطينوفي البيان، اتهم وزير الخارجية الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، بأنها "تشكل جزءًا من المشكلة في غزة، وليست جزءًا من الحل"، مبررًا موقفه بمزاعم عن تورط موظفين تابعين للوكالة في أحداث السابع من أكتوبر عام 2023 وارتباط بعضهم بحركة حماس.
ويأتي هذا التصعيد في إطار حملة إسرائيلية متزايدة ضد الوكالة الأممية منذ اندلاع الحرب في قطاع غزة، حيث تتهم إسرائيل عشرات من موظفي الوكالة بالتورط في الهجوم الذي شنته المقاومة الفلسطينية، ومع ذلك، لم تؤكد سلسلة من التحقيقات أجرتها الأمم المتحدة هذه المزاعم، وإن أشارت لاحتمالية تورط بعض الموظفين في الهجوم.
واستهدف جيش الاحتلال الإسرائيلي، منذ اندلاع العدوان على قطاع غزة العام الماضي 223 شخصا من الأونروا، إضافة لاستهداف مرافق ومنشآت الوكالة الأممية التي يعتمد عليها أكثر من 5 ملايين فلسطيني.
من جانبها وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) أن هذا القرار سيؤدي إلى شلل كامل لأنشطة الأونروا في المناطق التي تخضع للسيطرة الإسرائيلية، مما يعمق الأزمة الإنسانية التي يعاني منها السكان الفلسطينيون، خاصة في الضفة الغربية وقطاع غزة.
في المقابل، تواجه الأونروا تحديات متزايدة في تمويل برامجها الأساسية، خاصة بعد تقليص دعم بعض الدول الكبرى للوكالة الأممية.
ويشار إلى أن اتفاقية عمل الأونروا في فلسطين هي إطار قانوني يُحدد العلاقة بين وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا) والسلطات الفلسطينية أو الجهات المعنية في المناطق التي تعمل فيها الوكالة، وخاصة الضفة الغربية وقطاع غزة.
وتأسست الوكالة عام 1949 بقرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة لتقديم الخدمات الأساسية، للأشخاص الذين نزحوا نتيجة الحرب الإسرائيلية، وتهدف لتقديم خدمات مثل التعليم، والرعاية الصحية، والإغاثة الاجتماعية، للفلسطينيين.
كما تهدف الأونروا إلى المساعدة في رفع مستويات التنمية البشرية، من خلال تحسين أوضاع اللاجئين في مختلف المجالات لتحسين معيشتهم وتعزيز الاعتماد على الذات.
وتدعم الأونروا الأسر الفقيرة من خلال المساعدات الغذائية والمالية، وتساهم في تطوير وإعادة بناء البنية التحتية في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين، كما تقدم الخدمات التعليمية لأكثر من نصف مليون طفل في مدارسها، وتعمل على تحسين المناهج وتطوير مهارات المعلمين.
وتنسق السلطة الفلسطينية في المناطق الخاضعة لها دور الأونروا بشكل وثيق مع المؤسسات المحلية لتقديم الخدمات وضمان وصولها للفئات المستحقة، كما تعمل مع السلطة على تحسين آليات التعاون لتقديم خدمات ذات جودة عالية.