قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، إن نحو 83%؜ من إجمالي ضحايا هجمات إسرائيل المتواصلة بحدة غير مسبوقة على قطاع غزة منذ أسبوعين هم من المدنيين، و39% من الضحايا أطفال.

وأبرز المرصد الأورومتوسطي أن إسرائيل تشن حربا مفتوحة متكاملة الأركان ضد أكثر من مليوني و200 ألف فلسطيني في قطاع غزة بما يشكل حرب إبادة وهجمات انتقامية مروعة.



ولفت إلى أن إسرائيل تقوم منذ أسبوعين بمسح أحياء سكانية بكاملها في قطاع غزة الذي يعد الأشد كثافة سكانية في العالم (معدل الكثافة السكانية 26400 مواطن/كم مربع، وكثافة سكانية في مخيمات اللاجئين 55500 مواطن/كم مربع).

ونبه إلى أن حرب إسرائيل المفتوحة على المدنيين في غزة تتخذ عديد الأشكال عبر استهداف ممنهج للأحياء السكنية والمنازل فوق رؤوس قاطنيها وقصف التجمعات العامة للمواطنين.

يضاف إلى ذلك استهداف دور العبادة والمستشفيات والمدارس حتى تلك التابعة للأمم المتحدة والمقرات المدنية والشركات والمحال التجارية إلى جانب الأراضي الزراعية.

كما تفرض إسرائيل إغلاقا شاملا على قطاع غزة منذ بدء هجومها العسكري واسع النطاق تضمن قطع كافة إمدادات الكهرباء والوقود والمواد الغذائية عن السكان ومنع إدخال أي مساعدات إنسانية بالقوة.

وكان مجلس الوزراء السياسي الأمني الإسرائيلي المصغر صادق في السابع من تشرين أول/أكتوبر على حالة الحرب على قطاع غزة، والذي يسمح للجيش بالقيام بعمليات عسكرية واسعة.

وجاء ذلك ردًا على إطلاق حركة حماس هجومًا مسلحًا على إسرائيل أسمته بـ "طوفان الأقصى"، وترتب عنه قتل نحو 1400 إسرائيلي وأسر العشرات في غزة.

ومنذ ذلك الوقت نفذ الجيش الإسرائيلي على مدار الساعة آلاف الضربات الجوية والمدفعية التي استهدفت أحياءً سكنية ومبان متعددة الطوابق مأهولة بالسكان في قطاع غزة.

وأكد المرصد الأورومتوسطي أن الجيش الإسرائيلي يخالف في هجماته المتواصلة على القطاع مبادئ القانون الدولي الإنساني، لا سيما مبدأي الضرورة والتناسب في ظل حقيقة انعدام وجود ملاجئ أو مناطق آمنة للمدنيين في غزة.

وبحسب توثيق فريق الأورومتوسطي قتل ما لا يقل عن 4122 فلسطينيا من بينهم 1590 طفلا و920 امرأة، وإجمالي 3420 مدنيا، بينما أصيب أكثر من 13420 ألف أخرين بجروح مختلفة، أكثر من نصفهم من الأطفال والسيدات. يضاف إلى ذلك تقديرات بوجود أكثر من ألف مفقود تحت ركام المباني المدمرة.

وذكر المرصد أن إسرائيل دمرت 28200 وحدة سكنية كليا و104000 وحدة سكنية جزئيا فضلا عن دمار وأضرار لحقت بنحو 103 مرفقا صحيا (19 مستشفى و48 عيادة و36 سيارة إسعاف) و76 مدرسة و273  منشأت صناعية و79  مقار صحافية و26  مسجدا وعدد من الكنائس.

وأبرز المرصد الحقوقي استمرار إسرائيل في تكثيف هجماتها الجوية والمدفعية على كافة أنحاء قطاع غزة شملت تدمير أحياء سكنية بكاملها، وتضمنت استهداف 512 عائلة تعرضت 192 للإبادة فقدت 4 أو أكثر من أفرادها في عمليات قتل جماعي مروعة.

وجدد المرصد الأورومتوسطي دعوة الأمم المتحدة والدول والقوى ذات العلاقة إلى الضغط على إسرائيل لوقف هجومها غير المبرر على المدنيين على نحو فوري، وتحييدهم عن العمليات العسكرية، وفتح جميع المنافذ الحدودية المغلقة، بما يضمن تدفق الإمدادات الطبية والغذائية واللوجستية إلى القطاع.
وفي ضوء استمرار الارتفاع القياسي للضحايا على مدار الساعة، طالب الأورومتوسطي بتحرك دولي فوري لإلزام إسرائيل بقواعد القانون الإنساني الدولي (قوانين الحرب)، بما في ذلك حماية المدنيين عبر وقف هجماتها العشوائية غير المتناسبة ووقف استهداف البنية التحتية المدنية عمدا.

وشدد على أن القانون الدولي الإنساني ينص على أن حماية المدنيين واجبة في جميع الحالات وتحت أي ظرف، ويعتبر قتل المدنيين جريمة حرب في كل من النزاعات المسلحة الدولية وغير الدولية، وقد يرقى إلى جريمة ضد الإنسانية.

وتحظر المادة (25) من لائحة لاهاي المتعلقة بقوانين وأعراف الحرب البرية "مهاجمة أو قصف المدن والقرى والمساكن والمباني غير المحمية"، كما نصت المادة (53) من اتفاقية جنيف الرابعة على أنّه "يحظر على دولة الاحتلال أن تدمر أي ممتلكات خاصة، إلا إذا كانت العمليات الحربية تقتضي حتما هذا التدمير".

وبموجب المادة (147) من اتفاقية جنيف الرابعة، يعد تدمير الممتلكات على نحو لا تبرره ضرورات حربية وعلى نطاق كبير من المخالفات الجسيمة التي تُوجب المحاكمة. كما تعد تلك الممارسات جريمة حرب بموجب النظام الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية.

ولليوم الرابع عشر يواصل الجيش الإسرائيلي استهداف قطاع غزة بغارات جوية مكثفة دمّرت أحياء بكاملها وأسقطت آلاف القتلى والجرحى من المدنيين الفلسطينيين.

وفجر 7 أكتوبر الجاري، أطلقت حركة "حماس" وفصائل فلسطينية أخرى في غزة عملية "طوفان الأقصى"، ردا على "اعتداءات القوات والمستوطنين الإسرائيليين المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني وممتلكاته ومقدساته، ولا سيما المسجد الأقصى في القدس الشرقية المحتلة".

في المقابل، أطلق الجيش الإسرائيلي عملية "السيوف الحديدية"، ويواصل شن غارات مكثفة على مناطق عديدة في قطاع غزة، الذي يسكنه أكثر من مليوني فلسطيني يعانون من أوضاع معيشية متدهورة، جراء حصار إسرائيلي متواصل منذ 2006. –

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية ضحايا غزة فلسطيني هجوم فلسطين غزة ضحايا تقرير سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة المرصد الأورومتوسطی الجیش الإسرائیلی فی قطاع غزة أکثر من فی غزة

إقرأ أيضاً:

14 يناير خلال 9 أعوام.. استشهاد وجرح 5 أطفال بغارات العدوان السعودي الأمريكي ومخلفاته العنقودية على اليمن

يمانيون../
واصل العدوانُ السعوديّ الأمريكي، في يوم الرابع عشر من يناير خلالَ عامي: 2016م، و2018م، ارتكابَ جرائم الحرب، والإبادة الجماعية، بغاراتِه الوحشيةِ، وقنابله العنقودية، المستهدفة للأطفال والمنازل وآبار المياه والمزارع، بمحافظتي تعز وصعدة.

ما أسفر عن استشهاد 3 أطفال وجريحين، وتدمير منزل وبئر مياه، وتضرر المنازل والمزارع المجاورة، ومضاعفة المعاناة، وحرمان العديد من الأسر من مآويها والحصول على شربة ماء نقية، والاستفادة من مزارعها، وتهديد الحياة واغتيال الطفولة في مهدها، ومشاهد مأساوية يندى لها جبين الإنسانية.

وفيما يلي أبرز التفاصيل:

14 يناير 2016.. استشهاد 3 أطفال وجرح رابع بغارات عدوانية تبيد طفولتهم فوق بئر ماء بتعز:

في يوم الرابع عشر من يناير المشمس، عام 2016، كان الأطفال يتسابقون بفرحٍ طفولي حول بئر ماء صغيرة في الطريق الفرعي للمطار القديم بمدينة تعز، ضحكاتهم الرنانة كانت تملأ المكان، وهم يتشاجرون بلطف على الدور لشرب الماء العذب، لم يشعروا بأي خطر يلوح في الأفق، فحياتهم البسيطة كانت تدور حول هذه اللحظات البريئة.

لم يمض وقت طويل حتى سمعوا صوت طائرات العدوان السعودي الأمريكي، تحلق في السماء، في البداية لم يهتموا، اعتقدوا أنها طائرات عادية، لكن سرعان ما تحول هذا الصوت إلى زئير مدو، وأضاءت السماء بأضواء خاطفة، قبل أن يفهموا ما يحدث، هز انفجار عنيف الأرض من تحت أقدامهم، وارتفعت سحابة من الدخان والأتربة إلى السماء، واختلط تراب الأرض وأحجارها بالشظايا المتفجرة، ورائحة البارود والأجساد البريئة، والدماء الطاهرة، وتغير لون ماء البئر، إلى الحمرة والغبرة والسواد.

في لحظة، تحولت الفرحة إلى صراخ وعويل، كانت الأمهات يبحثن عن أطفالهن وسط الدمار، والأبناء يصرخون بأسماء إخوتهم، لم يجدوا سوى أشلاء ممزقة وأجساد صغيرة متفحمة، ثلاثة أطفال بريئون قضوا نحبهم، وطفل آخر أصيب بجروح بالغة.

وصل الأهالي والجيران إلى مكان الحادث، حاملين معهم مشاعر الحزن والغضب، كانت مشاهد مأساوية، نساء يصرخن ويضربن وجوههن، ورجال يمسحون دموعهم وهم يحاولون تهدئة الأوضاع، تم نقل الجثث إلى المشفى، حيث أقيمت مراسم التشييع، وودعت أسرة حسن علي ثابت، أحبائها الثلاثة بدموع حارة، فيما تقاوم شقيقتهم الرابعة الموت على سرير المشفى”.

يقول والد الأطفال: “هؤلاء أطفالي استشهدوا، يشتونا نستسلم والله ما نستسلم، لآل سعود لو ما بقا منا من يخبر، كانوا عيالي يلعبون جوار البئر ويجلبون الماء للبيت، ويجي العدوان يقول إنه استهدف اجتماع إيرانيين، بالله عليكم يا علم أطفالي إيرانيين؟ أطفال بعمر الزهور ما ذنبهم”.

لم تكن هذه الجريمة مجرد خسارة لأرواح بريئة، بل كانت جريمة حرب، استهدفت المدنيين الأبرياء، وخاصة الأطفال، فالبئر التي كانت مصدر حياة، تحولت إلى مقبرة جماعية، وقد تسببت هذه الجريمة في أزمة مائية حادة في المنطقة، حيث أصبح الحصول على المياه النظيفة أمراً صعباً للغاية، وأحلام وطموحات الأطفال الأربعة وأحلام والديهم، وأدتها غارات العدوان إلى الأبد.

لم تقتصر تداعيات الجريمة عند هذا الحد بل امتدت إلى أضرار واسعة في منازل ومحلات الأهالي في الحي المكتظ بالسكان، مخلفة هلعاً وخوفاً، معبرة عن وحشية العدوان، ومساعيه لقتل الشعب اليمني بلا استثناء.

هذه القصة هي واحدة من آلاف القصص التي تحكي عن معاناة الشعب اليمني جراء العدوان، إنها قصة عن براءة ضائعة، وحياة دمرت، وأمل تلاشى، وهي تذكير دائم بأن الحرب لا تعرف رحمة، وأن المدنيين هم دائماً الضحايا الأبرز.

ختاماً، هذه القصة هي دعوة إلى السلام، وإلى وقف كل أشكال العدوان، وهي دعوة إلى المجتمع الدولي للضغط على الدول المعتدية والممولة والمشاركة في إبادة الشعب اليمني واحتلال أرضه، ووأد الطفولة فيه، وسرعة إنهاء هذه المأساة وإيجاد الحلول العادلة والدائمة، ومحاسبة مجرمي الحرب وتقديمهم للعدالة.

14 يناير 2016.. غارات سعودية أمريكية تستهدف منزل أحد المواطنين بآل الصيفي بصعدة:

وفي اليوم والعام ذاته، سجل العدوان السعودي الأمريكي، جريمة حرب جديدة، تضاف إلى سجل جرائمه بحق الشعب اليمني، مستهدفاً بغاراته الوحشية المباشرة، منزلاً في منطقة آل الصيفي بمديرية سحار محافظة صعدة، أسفرت عن دمار المنزل بالكامل وتضرر عدد من المنازل والمزارع المجاورة، وخسائر مادية فادحة وخلق حالة من الخوف والرعب بين الأهالي ودفع أعداد كبيرة منهم إلى النزوح عن منازلهم.

تداعيات وخيمة على المدنيين: خلفت الغارة الدامية دماراً هائلاً في المنزل المستهدف، وتحولت حياة الأسرة التي كانت تسكنه إلى جحيم، فقد فقدوا مأواهم وجميع ممتلكاتهم في لحظة، ما زاد من معاناتهم الإنسانية، وامتدت الأضرار لتشمل المنازل والمزارع المجاورة، ما تسبب في خسائر فادحة للمزارعين الذين يعتمدون على هذه المزارع في تأمين قوتهم اليومي، وسادت حالة من الخوف والرعب بين أهالي المنطقة، الذين يعيشون في ظل تهديد مستمر من قصف طيران العدوان، ما دفع العديد من الأهالي إلى النزوح عن منازلهم بحثاً عن الأمان، تاركين وراءهم كل ما يملكون.

يقول أحد الأهالي: “هذا منزل المواطن محمد بيضان كان نازح هو أطفاله، تم استهدافه بغارات العدوان السعودي الأمريكي، قبل فجر اليوم، وحولته إلى ركام، ولا يزال الأثاث يحترق إلى ظهر اليوم، صاحب البيت أفنى عمره وهو يبنيه ويجهزه، وكل ما عمله عياله، ورجعوا نزحوا وتركوه، وما كسبوا أي شيء غيره، كما هي منازل المواطنين المجاورة”.

إنجاز عمر مديد دمرته غارات العدوان في لحظات وحولته إلى دمار وخراب لا يغني أهله عن شيء، وباتوا مشردين نازحين لا مأوى لهم، وخسروا أعمارهم التي سخروها لبنائه وتوسعته ليحتوي كل أفراد وعوائل الأسرة.

كما هي المحميات والمزارع المجاورة، دمرتها الغارات، وصار كل الثمر والشجر حطاماً، ومعه جهود المزارعين، وأموالهم وما تدينوه، فكانت الخسارة كبيرة، وتحولوا إلى فقراء لا يعرفون من أين يقضون الدائنين ويصرفون على عوائلهم وعوائل عمالهم.

إن هذا الاستهداف المتعمد للمدنيين والأعيان المدنية يعد جريمة حرب بكل المقاييس، وتتطلب تحركاً عاجلاً من المجتمع الدولي لإدانة هذه الجرائم ومحاسبة مرتكبيها.

14 يناير 2018.. جرح الطفلة نوال بقنبلة عنقودية من مخلفات العدوان على صعدة:

في قرية الموقر الأزقول بمديرية سحار في صعدة، حيث تعانق الجبال الساحرة وتهمس الرياح حكايات الأجداد، كانت تعيش نوال مسعد علي، طفلة صغيرة تتلألأ عيناها براءةً وحياةً، كانت نوال كالنسمة العليلة تهب على أسرتها دفئاً وحباً، فكانت أمها تحنو عليها كالحمامة على فراخها، وكان إخوتها يشترون لها الهدايا واللعب المختلفة لتلهوا بها، وكانوا كثيري الضحك معها.

في يوم الرابع عشر من يناير عام 2018م، خرجت نوال مسعد علي ذات الـ 13 عاماً، لترعى الأغنام في الأراضي القريبة من منزلهم، وكعادتها كانت تبحث عن كل ما هو جديد ومثير للاهتمام، فجأة، لفت انتباهها شيء لامع ملون يلمع تحت أشعة الشمس، ظنته لعبة جميلة، فهرعت نحوه بفرح طفولي، ومدت يدها الصغيرة لتلتقطه، ولكن ما كان يظنه قلبها الطاهر إلا مصيدة خبيثة، فما كان ذلك الشيء اللامع إلا قنبلة عنقودية متخفية في ثوب اللعبة.

بمجرد أن أمسكت نوال بالقنبلة، انفجرت في يدها الصغيرة، متناثرة شظاياها في كل مكان، ودمائها الطاهرة تسيل على الأرض، صرخة نوال الممزوجة بالألم مزقت هدوء القرية، هرعت الأمهات والأبناء إلى مكان الانفجار، ليجدوا نوال مضرجة في الدماء، وعيونها تتوسل النجدة.

حمل الأب ابنته المصابة وهرع بها إلى المستشفى، تاركاً خلفه زوجته تبكي بحرقة على فلذة كبدها، التي تقاوم الموت، وحالتها بين اليأس والأمل، في المستشفى، حاول الأطباء جاهدين إنقاذ حياة نوال، وتقديم كل ما يمكن لإنقاذها، فكان لهم ذلك بعناء وبعد أيام من الخسارة والجهد والوقت، فعادت نوال ولكنها تحمل على جسدها الصغير أثر الجريمة، التي أثرت على حياتها ونشاطها وظلت عالقة في وجدانها، مدى الحياة.

جروح العنقودية ظلت على وجه نوال ودمرت فمها وأسنانها، وشوهت جمالها البريء، وحسن وجهها، وكانت الجروح متفرقة على قدميها التي تقطعت، وذارعيها، وأصابعها التي قل عددها، وبطنها التي نفذت الشظايا على جوفها، واخترقت جلدها وقطعت بعض أمعائها، فحولتها العنقودية إلى معاقة، تحتاج إلى معالجات طبية ، وخسائر مالية كبيرة.

حياة نوال الحاملة للجرح الملتئم، مليئة بالكوابيس والرعب أثناء خلودها إلى النوم، المعيدة لمشهديه ذلك اليوم الذي غير حياتها، ونزع صحتها وبرأتها، وتحتاج إلى عملية تجميل لا يمكن عملها إلا بالسفر إلى الخارج، لكن العدوان كان يفرض حصاره المشدد على مطار صنعاء، وهو اليوم مستمر وما اتيح من الرحلات غير كافية، وقليلة جدًّا، تكون أولوياتها للحالات الأكثر خطورة.

لم تكن نوال الضحية الوحيدة للقنابل العنقودية في اليمن، فآلاف الأطفال والنساء والشيوخ قد سقطوا ضحايا لهذه الأسلحة المحرمة دولياً، فالقنابل العنقودية لا تقتل في لحظة الانفجار فقط، بل تستمر في تهديد حياة المدنيين لسنوات طويلة، حيث تتحول إلى ألغام أرضية قاتلة.

يقول والد الطفلة نوال بعيون مقهورة وصوت حزين: “ابنتي كانت ترعى الأغنام، تفجرت بها قنبلة عنقودية، وكسرت أقدامها، وأذرعها وتوزعت الجراحات في كل جسدها، ما ذنبها طفلة، وين هي حقوق المرأة والطفل الذي يتحدث العالم عنها”.

إن استهداف المدنيين بالأسلحة المحرمة دولياً هو جريمة حرب لا تسقط بالتقادم، وسيظل العالم يشهد على هذه الجرائم البشعة، ويبقى سؤال واحد يطرح نفسه: إلى متى ستستمر هذه المعاناة؟ وإلى متى ستبقى دماء الأبرياء تسيل؟

نوال ليست مجرد رقم في قائمة الضحايا، بل هي طفلة بريئة حرمت من حقها في اللعب وحلمها بحياة سعيدة، وقصتها هي قصة كل الأطفال الذين يعيشون تحت وطأة العدوان، وهي دعوة إلى العالم أجمع للوقوف إلى جانب الشعب اليمني، وإنهاء هذا العدوان الذي لا يرحم، ومحاسبة قياداته على جرائم الحرب التي أرتكبها بحق الشعب اليمني.

مقالات مشابهة

  • ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان على غزة منذ إعلان اتفاق وقف إطلاق النار إلى 111 شهيداً و264 جريحاً
  • تقرير أممي: أكثر من 60 ألف مهاجر إفريقي وصلوا إلى اليمن خلال 2024
  • وزيرة التضامن تتلقى تقريرًا عن زيارة لمركز الفلك لرعاية وتأهيل أطفال متلازمة داون بالغربية
  • ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 46 ألفا و 788 شهيدا
  • ارتفاع ضحايا التوحش الصهيوني في غزة إلى 175 شهيداً وجريحاً جلهم أطفال ونساء
  • عاجل - مصادر: إطلاق سراح جميع المحتجزين في غزة من مدنيين وجنود أحياء وجثامين
  • ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 46,707 شهداء و110,265 مصابا
  • الصحة الفلسطينية: ارتفاع ضحايا العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 46707 شهيداء
  • 14 يناير خلال 9 أعوام.. استشهاد وجرح 5 أطفال بغارات العدوان السعودي الأمريكي ومخلفاته العنقودية على اليمن
  • تقرير المرصد الإعلامي لمنظمة التعاون الإسلامي لجرائم إسرائيل ضد الفلسطينيين