اقتراح استرالي لتعاون دول حوض دجلة والفرات: العراق مائيا يتدهور
تاريخ النشر: 20th, October 2023 GMT
شفق نيوز/ حذر "المعهد الاسترالي للسياسة الاستراتيجية" من تزايد تدهور الوضع المائي في العراق في وقت تتسبب التوترات القائمة حول المياه بين دول نهري دجلة والفرات، باضعاف امكانية التوصل الى توافق بينها حول التقاسم العادل للمياه، لكنها في الوقت نفسه تدفع باتجاه جعل الجهود الدبلوماسية اكثر الحاحا من اجل الاتحاد والعمل معا.
وفي التقرير الاسترالي الذي ترجمته وكالة شفق نيوز؛ ذكّر بتظاهرة جرت في 18 تموز/يوليو الماضي في ساحة النسور حيث تجمع عراقيون احتجاجا بالقرب من السفارة التركية، فيما يعكس استعراضا للإحباط الجماعي في العراق، ويعكس لحظة مهمة في ازمة المياه المستمرة في العراق، ويسلط الضوء أيضا على التوترات المتصاعدة في الشرق الأوسط بشأن الموارد المائية المشتركة، وتداعيات التغيير المناخي وسوء الإدارة.
وبحسب التقرير فان العراقيين يشعرون بالسخط طال أمده بسبب أزمة المياه، مضيفا أنه في ظل تضاؤل فرص الحصول على مياه الشرب والانخفاض الكبير في منسوب الأنهار، فإن المواطنين يخرجون الى الشوارع للمطالبة بمحاسبة الحكومة التي ينظرون إليها باعتبار أنها لم تحسن التعامل مع أهم موارد البلد.
واوضح التقرير ان ندرة المياه في العراق مرتبطة بجغرافيته عند تقاطع معقد للموارد المائية، حيث يشكل نهرا دجلة والفرات، اللذان ينبعان من تركيا وايران المجاورتين، شريان الحياة الحيوي للعراق، لكن الطلب المتواصل على المياه عند المنبع دفع هذين البلدين الى بناء السدود والتحويلات التي تحد من التدفقات في اتجاه مجرى النهر، مما يؤدي إلى تدمير إمدادات المياه في العراق.
ولفت التقرير الانتباه الى التوازن الدقيق المطلوب بين الدول المتقاسمة للمياه والحاجة الضرورية للتعاون في إدارتها، مذكرا في هذا الإطار، بالسدود المثيرة للجدل والتي بنتها تركيا وإيران على نهري دجلة والفرات لأنها تسببت بتغيير كبير في تدفقات المياه في مجرى النهر في العراق.
وبعدما اعتبر التقرير أن التوترات جعلت من الصعب التوصل الى توافق في الآراء بشأن اتفاقيات التقاسم العادل للمياه، قال إن هذا الوضع جعل أيضا الجهود الدبلوماسية لتعزيز التعاون اكثر الحاحا.
وتابع التقرير؛ أن المياه تشكل عنصرا محوريا في تطور أي بلد، ولكن في ظل النمو السكاني الكبير الذي يشهده العراق وتزايد الطلب على الغذاء، فان المياه هي الأكثر تضررا، مشيرا الى ان نهري دجلة والفرات يزودان سوريا والعراق، يزودان الغالبية العظمى من الناس بالمياه، وبينما يوفر نهر الفرات حوالي 85% من المياه المتجددة في سوريا، فان النهرين مجتمعين يشكلان ما يقرب من 100% من إمدادات العراق، بينما تتوزع ملكية احواض الانهار بين تركيا وسوريا والعراق والسعودية والأردن.
واشار الى ان نهر دجلة ينبع من بحيرة الهزار في الأناضول ويتدفق خارج تركيا عبر سوريا والعراق قبل أن يلتقي بالفرات عند قناة شط العرب في الجنوب العراقي.
ولفت إلى أن الصراع على المياه في حوض دجلة والفرات ظل مستمرا منذ ستينيات القرن العشرين، إذ تنافست تركيا وسوريا والعراق لبناء مخططات واسعة لإمدادات المياه.
وتابع التقرير أن سيطرة تركيا على 88.7% من الإمكانيات المائية لحوض الفرات تشكل الضغط الرئيسي على العلاقات المائية.
وبالإضافة إلى ذلك، فإن ملوحة نهر الفرات على الحدود السورية -العراقية، تتزايد بشكل يتجاوز المستويات المستدامة، مما يعرقل نشاط الري، وأنه برغم ذلك بدأت البلدان الثلاثة في تنفيذ خطط تنمية واسعة لاستغلال المزيد من هذه المياه لكل تحاول تحقيق الأمن الغذائي لسكانها الذين تتزايد أعدادهم بسرعة.
ولفت التقرير إلى أن المياه استخدمت كسلاح خلال حربي العراق وسوريا بشكل متكرر، مشيرا على سبيل المثال إلى أنه في أيار/مايو 2015، سيطر تنظيم داعش على سد الرمادي وعمد الى تقليص تدفق مياه نهر الفرات، وحوّلها إلى بحيرة الحبانية، وهو ما تسبب باستنزاف إمدادات المياه في عدة محافظات، مما الحق الضرر بالمجتمعات المدنية. وتابع ان بعض الاطراف الاخرى خلال الحرب في سوريا هددت باستخدام الوصول الى المياه كسلاح لمعاقبة السكان او التاثير عليهم، مما ادى الى تفاقم ازمة المياه القاسية بالفعل.
واعتبر التقرير أن التوترات الطويلة الأمد والتحديات البيئية وتأثير الحرب تضافرت كلها معا لدفع أزمة المياه إلى مستوى حرج، مضيفا أن معالجة هذه المشكلة لا تتطلب ممارسات مستدامة لادارة المياه في كل دولة على الأنهار فحسب، وإنما سوف يتطلب الامر ايضا حلا افضل للصراعات، والبنية التحتية، والمساعدات الإنسانية في جميع أنحاء المنطقة لحماية الوصول إلى المياه النظيفة.
وحذر التقرير بالقول من أنه في ظل استمرار التغير المناخي، فسوف يتدهور الوضع المائي في العراق ويضغط على قدرة البلاد بشكل اكبر، مضيفا ان التغير المناخي ينذر بالسوء في الشرق الاوسط.
واضاف ان تحديات الحوكمة أثرت على قدرة العراق على إدارة موارد المياه بشكل فعال، حيث أن عقودا من الصراع عرقلت بقوة صيانة وتطوير البنية التحتية الاساسية، بينما تسبب سوء الادارة والفساد والافتقار الى سياسات متماسكة، الى تفاقم ازمة المياه، وتصاعد استياء مواطني العراق وتسليط الضوء على الحاجة إلى حكم قوي ويخضع للمساءلة.
وبرغم ذلك، قال التقرير؛ إن هناك خطوات جرت في الاتجاه الصحيح، اذ ان العراق انضم مؤخرا إلى "اتفاقية حماية واستخدام المجاري المائية العابرة للحدود والبحيرات الدولية"، ليصبح بذلك الدولة الاولى في الشرق الاوسط التي تقوم بذلك. ووصف التقرير هذا القرار بانه "تاريخي" إذ يجعل العراق الطرف ال49 المنضوي في الاتفاقية ويعكس التزامه بالتعاون عبر الحدود في مجال المياه، كما ان العراق اختار المشاركة في مؤتمر الأمم المتحدة للمياه.
والى جانب ذلك، قال التقرير ان العراق سعى الى التعاون بشكل أفضل مع تركيا، وهما في في مارس/آذار وقعتا اتفاقا لمضاعفة اطلاقات المياه من السدود على نهر دجلة لمدة شهر واحد، واكد رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني والرئيس التركي رجب طيب أردوغان على خططهما لإنشاء مركز مشترك لأبحاث الموارد المائية في بغداد للتعامل بشكل تعاوني مع تحديات المياه وتطوير استراتيجيات الإدارة المستدامة للمياه.
وختم التقرير بالقول انه بسبب ان المنطقة تضم 12 دولة من أكثر الدول التي تعاني من شح المياه على هذا الكوكب، فإنه لا يمكن التقليل من أهمية الإدارة الفعالة والتعاونية للمياه، مضيفا أن المجتمعات في الشرق الأوسط تعتمد على المياه العابرة للحدود الدولية، ولهذا فإن التعاون مطلوب لضمان الوصول العادل لها واستخدامها بشكل مسؤول.
ترجمة: وكالة شفق نيوز
المصدر: شفق نيوز
كلمات دلالية: العراق هاكان فيدان تركيا محمد شياع السوداني انتخابات مجالس المحافظات بغداد ديالى نينوى ذي قار ميسان اقليم كوردستان السليمانية اربيل نيجيرفان بارزاني إقليم كوردستان العراق بغداد اربيل تركيا اسعار الدولار روسيا ايران يفغيني بريغوجين اوكرانيا امريكا كرة اليد كرة القدم المنتخب الاولمبي العراقي المنتخب العراقي بطولة الجمهورية خانقين البطاقة الوطنية مطالبات العراق بغداد ذي قار ديالى حادث سير مجلة فيلي عاشوراء شهر تموز مندلي تركيا سوريا جفاف نهر دجلة نهر الفرات سوریا والعراق دجلة والفرات فی العراق المیاه فی فی الشرق
إقرأ أيضاً:
رئيس وزراء كرواتيا: مصر شريك استراتيجي ونتطلع لتعاون أوسع في التكنولوجيا وريادة الأعمال
أعرب أندريه بلينكوفيتش، رئيس الوزراء الكرواتي، عن شكره وتقديره للدكتور مصطفي مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، على الدعوة لزيارة مصر، وحُسن الضيافة للوفد الكرواتي، مؤكداً سعادته وتشرفه بالتواجد في منتدى الأعمال المشترك، خلال كلمته بمنتدى رجال الأعمال المصري-الكرواتي، الذي استضافه مقر مجلس الوزراء بالعاصمة الإدارية اليوم،
وقال"بلينكوفيتش": أود أن انتهز هذه الفرصة لتعزيز التعاون بين بلدينا بما يُسهم في رفع معدلات التجارة بين البلدين، متوجهًا بالشكر في هذا السياق إلى أحمد الوكيل، رئيس اتحاد الغرف التجارية المصرية، لتنظيم هذا المنتدى، و رئيس غرفة التجارة الكرواتية.
وتقدم رئيس وزراء جمهورية كرواتيا بخالص العزاء لأسرة السفير أيمن ثروت، سفير مصر بكرواتيا الذي وافته المنية، مؤكدًا أنه كان رجلا يعمل بجد وبالتزام قوي في تحسين العلاقات بين البلدين، ومشيرًا إلى أن السفير الراحل كان مهتما للغاية بتنظيم هذا المنتدى.
ووجه رئيس الوزراء الكرواتي، خلال كلمته، حديثه للشركاء المصريين خاصة من القطاع الخاص، مشيرًا إلى أن كرواتيا تدعم التنمية وفرص التعاون المشترك.
وأضاف: كرواتيا مستقلة منذ حوالي 25 عاماً، وقد وضعنا كل الأهداف الاستراتيجية الخاصة بنا، كما أننا جزء من منطقة الشنجن ومنطقة اليورو، وعلى مدار تسع سنوات عملنا على الشروع في سياسات جعلتنا ننضم إلى الاتحاد الأوروبي.
وتابع قائلاً: على مدار الأعوام الماضية تضاعف إجمالي الناتج المحلي، مما أدي إلى رفع الأجور ورفع معدلات المعاشات وحزم الدعم في أوقات الأزمات، وعندما ضربت جائحة كورونا بلادنا وتأثر الجميع بأزمة أوكرانيا وروسيا، كل هذه الأحداث جعلتنا ننشئ شبكة آمنة من أجل مواطنينا ومحاولة دعم الأعمال التجارية ومساعدة المجموعات الأكثر عرضة للخطر في مجتمعنا لكي نحافظ على النسيج الاجتماعي في بلدنا على مدار السنوات الخمس الماضية.
وأشار إلى الإجراءات التي اتخذتها الحكومة الكرواتية على مدار الأعوام الماضية لإقامة شبكة امان اجتماعي، مستعرضًا كذلك خطط الإصلاح والتنمية التي بدأت بلاده في تنفيذها، والنجاحات التي حققتها الحكومة لإصلاح الاقتصاد الكلي، مستعرضًا عددًا من المؤشرات الاقتصادية المهمة المتعلقة بالاقتصاد الكرواتي، والتي أسهم تحسنها في رفع معدلات التصنيف الائتماني للاقتصاد الكرواتي، وهذا كان له آثار إيجابية للغاية على القطاع الخاص في كرواتيا.
وأوضح أن زيارته اليوم إلى مصر جاءت برفقة مجموعة من رجال الأعمال الكرواتيين الذين أتوا لتعزيز الشراكات الموجودة بالفعل مع الشركاء المصريين، وجاء البعض منهم للبحث عن فرص لعقد شراكات مع شركاء جدد بالسوق المصرية.
وتطرق رئيس وزراء جمهورية كرواتيا إلى أن هناك فرصا مهمة للتعاون بين مصر والاتحاد الأوروبي، يجب استغلالها.
وأشار الى ان مذكرات التفاهم التي تم توقيعها اليوم ستعزز فرص التعاون بين الجانبين المصري والكرواتي، وذلك في مجال تيسير إجراءات الاستثمار، مشيرًا إلى أن كرواتيا تعد سوقًا واعدة بالنسبة للاستثمارات الأجنبية، لكونها جزءا من الاتحاد الأوروبي ومنطقة الشنجن.
وانتقل رئيس جمهورية كرواتيا إلى الإمكانات الواعدة التي يتمتع بها قطاع تكنولوجيا المعلومات في كرواتيا، معربًا عن تطلعه إلى زيادة التعاون مع مصر في هذا المجال المهم، خاصة فيما يتعلق بمجال ريادة الأعمال.