تحتل الصقور والصقارة مكانة مميزة في التراث العربي، حيث مارسها أهل شبه الجزيرة العربية منذ أمد بعيد، ولاتزال تتمتع بالمكانة نفسها في الوقت الحالي، رغم ما يشهده العالم من تطور وتغييرات في نظام الحياة، ويكمن الشغف لأبناء المملكة بصيدها وطرحها، بل إنهم سمّوا أبناءهم بأسمائها إعجاباً بها وبنظرتها الثاقبة وبقوتها المحّكمة على فرائسها وذكائها.

أحد الصقارة

ويتوارث السعوديون جيلاً بعد آخر عن الآباء والأجداد؛ هواية الاهتمام الفريد بتربية الصقور وممارسة الإرث الذي يعبر عن هُويتهم وما تحمله من ثقافة عربية عريقة، وما يرتبط بها من قيم نبيلة وصفات أصيلة، مثل: الشجاعة والفخر والتواضع والعمل بروح الفريق بين الصيادين، ويحرص أبناء الطائف على التمسك بهذه الهُوية، التي أولت لها المملكة اهتماماً بالغاً للصقارة والصقور.

وتعد الصقور "الطيور الجارحة" رفيقة صيد في تقليد يعرف محلياً باسم "القنص" فتجول مع أصحابها في حلهم وترحالهم، وما يقدمونه لها من اهتمام في تربيتها وتدريبها، وتوفير الرعاية الطبية لها، حيث اعتمد عليها البشر لفترة طويلة في صيد غذائهم، وما لها من مكانة رفيعة ورمزيات للقوة، والمجد، وعُرفت الصقور كأفخم أنواع الهدايا حتى عصرنا الحالي.

أحد الصقارة مع الصقور

وتبرز هذه الهواية من خلال سياحة الصقارة؛ التي تستقطب العديد من السياح عرباً وأجانب وهواة محليين يمكنهم من خلالها التدريب على التعامل مع الصقور بأنواعها إضافة إلى تدريب صقورهم العائدة لملكيتهم في المملكة ولا سيما في محافظة الطائف.

وأكد صاحب مربط قرناس الحجاز للصقور؛ الصقار راكان خلف النفيعي أن هواية تربية الصقور نالت اهتماماً كبيراً منذ القدم، وتضاعف عدد محبيها عدة مرات في الأعوام الأخيرة، مما زاد عليها الإقبال الكبير في الاهتمام بتقاليدها وآدابها، موضحاً أن أشهر الصقور، تكمن في عدة أنواع الأصيلة منها دون التهجين وهي (البيور، والحر، والشاهين البحري، والشاهين الجبلي، والوكري).

أحد الصقور

وأوضح أن الصقور تمر بمراحل طوال فصول السنة وفي أولها الربطة يتم العمل عليها من 8 إلى 9 أشهر، وهي فترة تبديل الريش وتسمى (بالقرنسة) التي تبدأ في الشهر الثاني من التاريخ الميلادي إلى أكتوبر، وكذلك الاهتمام في رفع وزن الطير، و فحص الطير قبل إدخاله إلى غرف المقيض للتأكد من سلامته وعدم إصابته بأي أمراض قد تؤثر على قدرته على الطيران والصيد، ولأخذ متسع من الوقت في تبديل الريش؛ مضيفاً أن بعد ذلك تبدأ الفترة الأساسية من التدريب الطير، وهي مرحلة بناء الثقة بين الصقر والصقّار لكي يألف على صاحبه، من خلال ترويضه وتعويده على صوت واسم معين، ومعاملته برفق ولطف شديدين، ومرافقته لساعات طويلة يومياً، إذ تتطلب تلك المرحلة إلى الصبر وطولة البال والهدوء، بعد ذلك، يتعّلم الصقّار كيفية حمل الطير ونقله دون إيذائه، بعد سلسلة تدريبات على اختيار الفرائس الصحيحة، يطلق الصقّار طيرُه ليقنص الفرائس ويجلبها له، مضيفاً أن الصقور تتميز بعدد من الخصائص عن غيرها من الطيور الأخرى ومن أشهر هذه الخصائص حدة البصر، والمخالب الحادة التي تختلف من طير إلى آخر مثل الصائد، والعلاف، والمخلاب الطويل، واللافح.

وشرح النفيعي مفصلاً عن طرح الريش للطير وهي عملية سنوية دورية تبدأ من شهر مارس وتنتهي بنهاية شهر سبتمبر يقوم خلالها الصقر باستبدال ريشه القديم عن طريق طرحه (حذفه) لينمو محله ريش جديد، وكما هو معروف فإن جناح الصقر يتألف من (22) ريشة منها (10) ريشات تدعى أو تسمى بالابتدائية وتقع على الجهة الخارجية للجناح و (12) ريشة تدعى بالثانوية وتقع على الجهة الداخلية للجناح، أما الذيل أو ماتسمى (بالذنيبا) فيتكون من (12) ريشة فقط، حيث تستغرق فترة حذف ونمو الريشة الواحدة ما يقارب من (3 إلى 8) أسابيع، اعتماداً على طول الريشة، فمثلاً نمو الريشة العاشرة (الموس) بشكل كامل يستغرق ما يقارب (8) أسابيع، لكونها أطول ريشة في الجناح، ويستبشر فيها الصقارة على جاهزية الطير، وهذه الفترة من (3 إلى 8) أسابيع تخص جميع أنواع الصقور (الشاهين، الحر، الجير، وغيرها من الأنواع).

المصدر: صحيفة عاجل

كلمات دلالية: الصقور الصقارة التراث العربي الطيور الجارحة

إقرأ أيضاً:

«أبيض الناشئين» يخوض نهائيات آسيا في الطائف

 
معتصم عبدالله (أبوظبي)


يخوض منتخب الناشئين مبارياته في نهائيات «النسخة 20» لكأس آسيا تحت 17 عاماً 2025، والمقررة من 3 إلى 20 أبريل المقبل، على ملعب مدينة الملك فهد الرياضية بمدينة الطائف السعودية، والتي تستضيف المجموعتين الأولى والثانية، فيما تقام المجموعتان الثالثة والرابعة في مدينة جدة، على ملعبي مدينة الملك عبد الله الرياضية، والأمير عبد الله الفيصل.
وضعت قرعة النهائيات، والتي سُحبت بمقر الاتحاد الآسيوي بالعاصمة الماليزية كوالالمبور، «أبيض الناشئين» في «المجموعة الثانية» إلى جانب اليابان، أستراليا، فيتنام، فيما ضمت الأولى «السعودية، أوزبكستان، تايلاند، الصين»، فيما تأتي كوريا الجنوبية، اليمن، أفغانستان، إندونيسيا في «المجموعة الثالثة»، وإيران، طاجيكستان، عُمان، وكوريا الشمالية في «المجموعة الرابعة».
ويدشن «أبيض الناشئين» مشواره في النهائيات القارية بلقاء «الساموراي» حامل لقب النسخة الأخيرة في 2023، على ملعب مدينة الملك فهد الرياضية بمدينة الطائف 4 أبريل المقبل، فيما ستكون المواجهة الثانية أمام أستراليا 7 أبريل على ذات الملعب، على أن يختتم الدور الأول بلقاء فيتنام 10 أبريل. 
وتنطوي المشاركة المرتقبة في نهائيات كأس آسيا تحت 17 عاماً بالسعودية على أهمية خاصة، حيث تضمن المنتخبات أصحاب المراكز الثمانية الأولى تأهلها إلى نهائيات كأس العالم للناشئين تحت 17 عاماً 2025 في قطر، وهي النسخة الموسعة حديثاً، والتي تضم 48 منتخباً للمرة الأولى.
من جهته، حدد الاتحاد الياباني فبراير المقبل موعداً لإقامة معسكر إعدادي لمنتخب «الساموراي» بقيادة المدرب كازونوري شيرو، والذي يشغل أيضاً منصب مدير تطوير الشباب في الاتحاد الياباني، استعداداً للنهائيات القارية.
في المقابل، وصف براد مالوني، مدرب منتخب أستراليا للناشئين المجموعة الثانية بالمتنوعة، في ظل وجود منتخب اليابان «حامل اللقب»، وقال في تصريحات لوسائل إعلام أسترالية: «تفرض مواجهة من فيتنام والإمارات بجانب اليابان حامل اللقب تحديات كبيرة، ونحتاج إلى الاستعداد الجيد بهدف التمسك بفرصنا في التأهل إلى المونديال».
وأضاف: «معرفة المنافسين في المجموعة، وملاعب المباريات، يساعدنا في التحضير جيداً»، لافتاً إلى أن المنتخب الأسترالي يضم مجموعة من المواهب».
وقال: «تحضيراتنا مستمرة على مدار 18 شهراً، وقبل انطلاق التصفيات حسب البرنامج الموضوع مسبقاً، وهدفنا منح المنتخب أفضل فرص ممكنة من أجل التأهل إلى نهائيات كأس العالم تحت 17 عاماً».
بدوره، وصف تقرير الاتحاد الفيتنامي، قرعة النهائيات والتي وضعت المنتخب في المجموعة الثانية بـ «التحدي الكبير»، في ظل مواجهة اليابان «حامل اللقب»، وأستراليا المتأهلة إلى نصف النهائي في ثلاث مشاركات سابقة في النهائيات القارية، بجانب منتخب الإمارات صاحب الأداء المتميز رغم تصنيفه في المستوى الرابع خلال القرعة.

أخبار ذات صلة مساعدة الرئيس الإيراني تزور جامع الشيخ زايد الكبير في أبوظبي حدث ناجح لتوفيق الأعمال يعزز العلاقات الثنائية بين هونغ كونغ والشرق الأوسط

مباريات منتخبنا 
4 أبريل: الإمارات - اليابان، «مدينة الملك فهد»
7 أبريل: الإمارات - أستراليا، «مدينة الملك فهد»
10 أبريل: الإمارات - فيتنام، «مدينة الملك فهد»

مقالات مشابهة

  • خريجات "إثراء": البرنامج يمكن الكوادر الوطنية الشابة في المجال المصرفي
  • «أبيض الناشئين» يخوض نهائيات آسيا في الطائف
  • حقيبة المال: هل بتتّ في الطائف للشيعة؟
  • استعادة أراض حكومية على مساحة تتجاوز 2 مليون متر بالطائف
  • موهبة إسبانية على أعتاب الانضمام إلى القادسية
  • مديرية الأمين تجري تعيينات استراتيجية جديدة لتعزيز الكفاءة وتداول المناصب
  • في بيت «موسيقار الأجيال» المسقطي
  • محاكمة مافيا من مقاولين ومحافظين ونجل محامي حاولوا السطو على عقار محكمة أصيلة وشوارع عمومية وتحفيظها بأسمائهم
  • علي خضران القرني سيرة حياة حافلة بالعطاء
  • وزير الرياضة ومحافظ القاهرة يتفقدان أعمال إنشاء المدرسة الأولمبية الدولية