إعداد: فرانس24 تابِع إعلان اقرأ المزيد

بعد الانفجار الذي ضرب المستشفى العربي الأهلي في وسط مدينة غزة مساء السابع عشر من أكتوبر/تشرين الأول، تبادلت حركة حماس والسلطات الإسرائيلية التهم حول الطرف المسؤول. وقالت وزارة الصحة الغزاوية أنه وقع ما لا يقل عن 471 قتيلا، بينما قالت مصادر أمنية أمريكية أن عدد القتلى يتراوح بين مئة وثلاثة مئة.

بعد دراسة عدد من السيناريوهات المحتملة أفاد مصدر عسكري أوروبي لفرانس24 أنه بعد النظر في جغرافية المكان، وطبيعة الأضرار، وقوة الذخيرة التي انفجرت أن رواية حركة حماس باتت بعيدة الاحتمال.

ويؤكد لنا المصدر العسكري، أن جميع المعلومات التي تم جمعها خضعت لمعاينة دقيقة ومقارنة مع ما تم جمعه من معلومات سرية من قبل أجهزة أخرى. علما أن عدد الصواريخ التي انطلقت من غزة  إلى غاية السابع عشر من تشرين الأول/ أكتوبر ناهز 6500 بينما عدد الغارات الإسرائيلية ناهز 5000 إلى 6000 غارة.

صور الأقمار الصناعية تظهر مكان الانفجار جليا دون أن يظهر دمار كبير حوله.

صورة من الأقمار الاصطناعية في 19 تشرين الأول/ أكتوبر 2023 تظهر آثار الانفجار في المستشفى الأهلي المعمداني والبنايات المحيطة به في غزة في 17 تشرين الأول/ أكتوبر 2023 © أ ف ب/ ماكسار

 

في مكان الانفجار حفرة قطرها 75 سنتمترا / 1 متر وعمقها 30 سنتمترا ما يشير إلى أن رأس المتفجر يتراوح ما بين 5 كلغ و10 كلغ، وفي قعر الحفرة بقايا معدنية مائلة تدل على أن مسار الصاروخ كان من الجنوب إلى الشمال.

أشخاص يتفقدون منطقة الانفجار في المستشفى الأهلى في غزة، 18 تشرين الأول/ أكتوبر 2023. © رويترز

 

 

اقرأ أيضامن المسؤول عن "مجزرة" مستشفى الأهلي العربي بغزة؟...حماس وإسرائيل تتبادلان الاتهامات

 

تظهر الصور التي التقطت في صباح اليوم التالي أن بعض المباني المجاورة والسيارات غير متضررة، بينما الواجهات الزجاجية متكسرة بفعل عصف الانفجار أو حرارة النار التي اشتعلت بسبب وقود الصاروخ ووقود السيارات التي التهمتها النار. إلا أننا لا نرى بقايا انفجار صاروخ.

بحسب المصدر العسكري الأوروبي، درست عدة سيناريوهات، بعضها قليل الاحتمال نسبة للسلاح المرجح أن يكون قد استخدم والأضرار الناجمة عن الانفجار

ضربة جو أرض من قبل طائرة مقاتلة إسرائيلية

يؤكد المصدر الأوروبي أن هذا الاحتمال غير وارد كون القوات الإسرائيلية تعتمد ذخيرة تزن 250 كلغ، وهذا ما يسبب حفرة كبيرة وليس حفرة بالحجم الذي رأيناه. أما نسبة احتمال أن يكون ذلك ناجما عن صاروخ صغير أطلق من مسيرة، فإن ذاك غير وارد أيضا كونه لا يوجد في مكان الانفجار أي دليل على وجود بقايا لصاروخ جو أرض من هذا النوع وكوننا نرى في قعر الحفرة بقايا رأس صاروخ صغير كالذي تعتمده الفصائل الفلسطينية.

صاروخ أطلقته حماس واعترض من قبل القبة الحديدية

وبالنسبة لفرضية سقوط بقايا صاروخ تم اعتراضه من قبل القبة الحديدة يقول المصدر العسكري أن الاعتراض يتم في منتصف مسار الصاروخ وليس عندما يطلق، ما يؤدي لانفجار الصاروخ ووقوع بقاياه الصغيرة دون أن تسبب أضرارا بعد سقوطها على الأرض.

أما فرضية أن يكون الانفجار ناجما عن انفجار صاروخ اعتراضي إسرائيلي ضل طريقه، فهي أيضا فرضية مستبعدة كون هذا النوع من الصواريخ مجهز بتكنولوجيا تؤدي لانفجاره تلقائيا عندما يصل إلى ارتفاع منخفض كي لا يمس حطامه المدنيين الإسرائيليين.

 

صورة توضيحية لطريقة اعتراض القبة الحديدية للصواريخ التي تطلقها الفصائل الفلسطينية من قطاع غزة. © أ ف ب تشغيل متفجرات

أما الفرضية التي تداولها البعض حول أن الانفجار ناجم عن سيارة كانت معدة للتفجير أو عبوة ناسفة انفجرت خطأ، فليس هنالك ما يؤكدها نسبة للمعلومات التي تم جمعها عبر المراقبة أو صور الأقمار الاصطناعية.

صاروخ لحركة حماس أو لــ"الجهاد الإسلامي" ضل طريقه

مع نسبة فشل عند الإطلاق تقارب العشرة في المئة، من المرجح أن يكون الانفجار ناجما عن صاروخ أطلق من داخل غزة، لأنه يوجد تطابق مع إطار الحفرة وحجمها والأضرار التي وقعت في محيطها وصواريخ الـ107 مم التي تستعملها الفصائل الفلسطينية والتي تحمل رأس متفجر وزنه حوالي خمسة كلغ.

وبناء على ما ورد أعلاه، واستنادا للمصدر العسكري الأوروبي، ونظرا لحجم الحفرة والأضرار الناجمة عن الانفجار، فإن وقوع 471 قتيلا غير واقعي وذلك أيضا بسبب حصول الانفجار في الهواء الطلق مما يفقده من قوة عصفه.

من ناحية أخرى، إن سلمنا بوجود هذا العدد الكبير من القتلى فذلك يعني أن عدد الجرحى أقله بأربعة أضعاف مقارنة مع الخسائر البشرية السابقة في حوادث مماثلة، علما أن العدد المذكور أعلن عنه بسرعة كبيرة من قبل سلطات غزة وأنه لم تجد في اليوم التالي مكان وقوع الانفجار أي دلائل مادية كالدماء والشعر والألبسة إلى آخره، تشير إلى هذه الأعداد من القتلى والمصابين في مكان محصور جدا جغرافيا، أي مرأب السيارات المذكور.

 

فرانس24

المصدر: فرانس24

كلمات دلالية: الحرب بين حماس وإسرائيل الحرب في أوكرانيا ريبورتاج إسرائيل حماس الحرب بين حماس وإسرائيل فلسطين غزة مستشفى حركة الجهاد الإسلامي للمزيد تشرین الأول أن یکون من قبل

إقرأ أيضاً:

هل ينسحب اتفاق سد تشرين بسوريا على بقية المناطق الخاضعة لـقسد؟

حاز الاتفاق بين الدولة السورية وقوات سوريا الديمقراطية "قسد"، على إدارة مشتركة لـ"سد تشرين" شرقي حلب، على جل اهتمام الشارع السوري، وسط توقعات بأن ينزع الاتفاق في حال جرى تطبيقه بشكل سلس فتيل صراع "دموي"، بين القوات السورية وقوات "قسد" التي يهيمن عليها الأكراد، الذين يتلقون دعماً أمريكيا.

وكانت قوات الجيش السوري دخلت سد تشرين الذي كان خاضعا لسيطرة "قسد" والذي يربط حلب بالمحافظات الشرقية (الرقة، الحسكة)، تنفيذا للاتفاق الذي ينص على إنشاء قوة عسكرية مشتركة بين دمشق و"قسد" لحماية السد، الذي شهد محيطه العديد من المعارك خلال الأشهر الماضية.

سد تشرين
ويقع سد تشرين الذي بني في أواخر القرن الماضي، على نهر الفرات بالقرب من مدينة منبج، ويبعد عن مدينة حلب حوالي 100 كيلو متر.

وكانت "قسد" تستميت في الدفاع عنه، والاتفاق حوله يأتي خطوة أولى في إطار الاتفاق الذي وقعه قائدها مظلوم عبدي مع الرئيس السوري أحمد الشرع في 10 آذار/مارس الماضي.


وعن أهمية السد، يتحدث الباحث في مركز "رامان للبحوث والاستشارات" بدر ملا رشيد، عن جوانب عديدة تُعطي سد تشرين أهمية، منها التنموية المتعلقة بالأمن المائي، وخاصة لمحافظة حلب، التي تعتمد عليه لتأمين مياه الشرب، بجانب الطاقة الكهربائية التي ينتجها السد.

ويضيف لـ"عربي21"، أن السد كذلك يشكل عقدة ربط استراتيجية بين المحافظات الشمالية والشرقية السورية، وكذلك يمنح السد الطرف المسيطر عليه عسكريا منطقة قابلة للحماية بشكل جيد.

هل ينزع الاتفاق فتيل المواجهة؟
وبحسب ملا رشيد، فإن نجاح الاتفاق على الإدارة المشتركة (الدولة السورية، وقسد) للسد، يمكن أن يُعتمد كنموذج للملفات الخلافية الأخرى بين الجانبين.

ويقول الباحث، إن الإدارة المشتركة للسد، قد تُعمم على مناطق شرق الفرات، إذا ما تم البناء عليها لاحقاُ في حال بناء تفاهمات عسكرية شاملة، وتحديدا على تسهيل عبور القوات الحكومية إلى الجزيرة السورية، والشروع بدمج "قسد" في الجيش السوري.

على المنوال ذاته، يرى المنسق العام للمجلس الأعلى للعشائر السورية، الشيخ مضر حماد الأسعد، في حديث مع "عربي21" أن تطبيق الاتفاق في سد تشرين، يعني أن الأوضاع تسير في الطريق الصحيح، لجهة فرض الدولة السورية سيطرتها على كامل سوريا.

ويقول إن سد تشرين يشكل بوابة ما يعرف بمنطقة "الجزيرة" السورية، الخاضعة حالياً لسيطرة "قسد"، معتبراً أن "من الضروري عودة كل المناطق السورية إلى سيطرة الدولة".

ماذا عن سد الفرات؟
ولا زالت تسيطر "قسد" على  سد الفرات الأكبر في سوريا، وهنا يعتقد حماد الأسعد أن اتفاق سد تشرين، يعني بالضرورة أن الاتفاق على سد الفرات بات وشيكا.

ويقول: "تنبع أهمية السدود من كونها مصدر مياه للشرب وري المزروعات، إلى جانب الكهرباء، وخاصة أن سوريا بحاجة ماسة للطاقة، ولا بد من إشراف الحكومة على هذه المواقع السيادية.


وتابع حماد الأسعد، أنه رغم الحذر والتوتر بين الدولة السورية و"قسد"، إلا أن الاتفاق على سد تشرين قد يشكل خطوة بناء ثقة، لكسر الجليد، وقال: "لكن للآن هناك سوء نية من جانب "قسد"، خاصة أنها تعاني من انقسامات داخلية إزاء التعامل مع الدولة السورية".

هل يدوم الاتفاق؟
في المقابل، توقع الكاتب والسياسي الكردي علي تمي، أن لا يدوم الاتفاق طويلا، وقال لـ"عربي21": "دخول القوات الحكومية إلي سد تشرين جاء بطلب مباشر من الولايات المتحدة، أي بعد ضغط كبير على قسد".

واعتبر تمي، أن ما يبدو حتى الآن أن "قسد" تحتفظ بنقاط عسكرية قرب السد، وبالتالي هي تستعد لأي تصعيد مرتقب، على حد قوله.

وأشار الكاتب السياسي إلى استمرار "قسد" في حفر الأنفاق داخل الرقة،  لافتا إلى أن "هذا دليل آخر على أن هناك حلقات مفقودة في الاتفاق".

مقالات مشابهة

  • الأهلي يتدرب على ملعب تاسك في بريتوريا
  • مصدر برلماني: البرلمان العراقي فاشل وانتهت أوراقه
  • متحدث أممي: الغارة الإسرائيلية على مستشفى جنوب غزة تصيب النظام الصحي الهش "بمزيد من الشلل"
  • الأونروا: نفاد المخزونات التي دخلت غزة خلال وقف إطلاق النار
  • مصدر مقرب من جوميز يرد على أنباء ارتباطه بتدريب الأهلي|خاص
  • هل ينسحب اتفاق سد تشرين بسوريا على بقية المناطق الخاضعة لـقسد؟
  • عاجل | مصدر عسكري سوداني للجزيرة: قوات الدعم السريع استهدفت مساء اليوم مطار الخرطوم بمسيرة
  • القوات الإسرائيلية تقتحم مستشفى جنين وتعتقل فلسطينيًا .. وحماس: المقاومة مستمرة رغم بطش الاحتلال
  • مصدر بـ الأهلي يكشف لـ«الأسبوع» حقيقة رحيل كولر عقب مباراة صن داونز بدوري الأبطال
  • غزة: مستشفى الأهلي المعمداني يخرج عن الخدمة والصحة العالمية تدق ناقوس الخطر