DW تتحقق: معلومات كاذبة عن الانفجار الذي ضرب المستشفى الأهلي بغزة
تاريخ النشر: 20th, October 2023 GMT
ليس فقط مصدر الصاروخ ما زال غير واضح، بل حتى عدد الضحايا مثير للجدل ولا يمكن التحقق منه
هناك العديد من النظريات المتداولة حول كيفية حدوث الانفجار المدمر الذي ضرب المستشفى الأهلي (يسمى أيضا المستشفى المعمداني) في غزة. لكن الأمر المؤكد هو أن صاروخًا أو جزءًا من صاروخ سقط على المستشفى مساء الثلاثاء (17 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 ).
وتنتشر التكهنات على وسائل التواصل الاجتماعي حول الجهة التي تسببت في الانفجار. والنظريات الأكثر شيوعاً هي: هل تعمد الجيش الإسرائيلي قصف المستشفى؟ هل الضربة سببها صاروخ طائش من حماس أو من الجهاد الإسلامي، سقط بالخطأ على المستشفى؟ أم أن إسرائيل اعترضت صاروخاً فلسطينياً تسبب حطامه في الانفجار القاتل؟
حتى بالنسبة لفريق تدقيق الحقائق في DW من المستحيل تحديد الطرف المسؤول عن هذا. ولذلك سنقتصر على فحص بعض الأدلة المزعومة.
لقطة الشاشة المأخوذة من Facebook والمنشورة هنا على X لا تظهر - كما يُزعم - حسابًا لقوات الدفاع الإسرائيلية
ادعاء: الجيش الإسرائيلي تفاخر بقصف المستشفى في غزة لأن الناس هناك لم يكن بمقدورهم أن ينجوا على أي حال بسبب نقص المعدات الطبية.
DW تتحقق: معلومة زائفة
تم تداول صور مأخوذة من شاشة يفترض أنها من صفحة الفيسبوك باللغة العربية لجيش الدفاع الإسرائيلي، جاء في نصها: "نظراً لنقص المعدات الطبية والكوادر الطبية، تقرر قصف المستشفى المعمداني في غزة وإعدامهم بالقتل الرحيم".
من خلال توزيع هذه الصورة عبر حسابات ووسائل إعلام متعددة، بما في ذلك حسابات على موقع X (تويتر سابقا) مثل حساب "شبكة قدس الإخبارية" الفلسطينية (Quds News Network) و"رديت" (reddit)، تمت مشاهدة الصورة أكثر من 100 ألف مرة.
في الواقع، لدى الجيش الإسرائيلي فعلا منذ عام 2011 صفحات على فيسبوك بلغات عدة من بينها العبرية والإنجليزية، وكذلك صفحة واحدة باللغة العربية. وتحتوي جميع صفحات فيسبوك هذه على العلامة الزرقاء، مما يشير إلى أن الحساب هو فعلا موثق وغير مزيف. كما أن الموقع الرسمي لجيش الدفاع الإسرائيلي يحيل أيضا إلى هذه الحسابات.
لكن حساب فيسبوك الذي أُخذت منه الصورة التي تم تداولها لا يحمل علامة التوثيق الزرقاء، كما أن اسم الحساب مختلف عن الحساب الرسمي للجيش الإسرائيلي. وقد أكد متحدث باسم الجيش الإسرائيلي لبوابة "تحقق من حقائقك" (Check your facts)، التابعة لـ "الشبكة الدولية لتقصي الحقائق" (International Fact-Checking Network)، أن الحساب لا ينتمي إلى جيش الدفاع الإسرائيلي وتم حذفه منذ ذلك الحين.
فيديوهات تثبت مصدر الصاروخ؟
يحاول عدد لا يحصى من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي، من خلال مقاطع فيديو مختلفة، تحديد ما إذا كان الدمار الذي لحق بالمستشفى الأهلي ناجمًا عن هجوم مقصود أم عن صاروخ طائش. ومع ذلك، نظرًا لأن الحادث وقع في الظلام، فمن غير الممكن أن نرى في أي من مقاطع الفيديو، ما الذي حدث بالضبط وتسبب في الحريق، الذي أعقب سقوط الصاروخ. وتتجادل الأطراف المختلفة خاصة حول مسار الصاروخ.
ومن الصعب جدًا التحقق من صحة مقاطع الفيديو. لكن الأمر المؤكد هو أن هذا الفيديو، الذي تمت مشاركته على نطاق واسع (انظر لقطة الشاشة) لا يمكنه تقديم أي معلومات حول الحادث الذي وقع مساء الثلاثاء الماضي.
تم نشر هذا التأثير الصاروخي على وسائل التواصل الاجتماعي في أغسطس 2022
ادعاء: يُظهر أحد مقاطع الفيديو التي يُزعم أنه يوثق للضربة التي تعرض لها المستشفى، صاروخًا يطير في قوس عريض وأفقي قبل انفجاره. تمت مشاركة المقطع الذي تبلغ مدته ست ثوان، مع الادعاء بأنه يظهر المستشفى وهو يتعرض للقصف بصاروخ حماس الطائش. التغريدة التي نشرت هذا الادعاء تمت مشاهدتها أكثر من 400 ألف مرة، كما تمت مشاهدة تغريدة مماثلة، حوالي 90 ألف مرة.
DW تتحقق: معلومة زائفة
من المؤكد أن الفيديو لا علاقة له بالانفجار الذي وقع في المستشفى الأهلي. فقد سبق أن تم نشر هذا الفيديو عبر العديد من قنوات التواصل الاجتماعي في عام 2022، على سبيل المثال عبر "تيك توك"، حيث تمكنّا من تحديد ذلك من خلال البحث العكسي عن الصور.
هل عرف شهود عيان الجزيرة هوية الصاروخ على الفور؟
كانت قناة الجزيرة القطرية من بين وسائل الإعلام الأولى التي أبلغت عن الانفجار. وذكرت في البداية أنه نجم عن غارة جوية إسرائيلية. ونقلت القناة الخبر عن مصادر رسمية من غزة. وهو ما ذهبت إليه أيضا في البداية وكالات الأنباء الدولية. لكن مع تواصل التغطية الإعلامية للخبر، أصبحت قناة الجزيرة ووكالة رويترز وباقي وكالات الأنباء أكثر تحفظا بخصوص مصدر الهجوم الصاروخي، وأصبحوا يعرضون الاتهامات المتبادلة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.
من المحتمل أن يكون ملف X هذا، الذي تم حذفه الآن، حسابًا متصيدًا، لكنه بالتأكيد لا علاقة له بمراسلة الجزيرة
الادعاء: اتهمت مراسلة مزعومة لقناة الجزيرة محطتها بالكذب بعد وقت قصير من سقوط الصاروخ، وادعت أنها تعرفت على صاروخ حماس "عياش-250 " الذي أصاب المستشفى.
DW تتحقق: معلومة زائفة
هذا الادعاء مبني على حساب في موقع X يحمل اسم فريدة خان والوصف التعريفي "الصحفية @AJEnglish، تنقل الحقيقة من غزة وفلسطين".
تم حذف الحساب ليلة الأربعاء. ومع ذلك تظهر النسخة الأرشيفية أن الملف الشخصي تم إنشاؤه فقط في سبتمبر/أيلول، وقد نشر أكثر من 5000 مشاركة في الأسابيع القليلة من وجوده، وهذا أمر طبيعي بالنسبة لحسابات المتصيدين.
وكانت التغريدة الأخيرة لذلك الحساب عن سقوط صاروخ على المستشفى الأهلي. وفي وقت الأرشفة، أي بعد حوالي ثلاث ساعات من النشر، كانت التغريدة قد حصلت على أكثر من 210.000 مشاهدة. وسرعان ما نشرت قناة الجزيرة ردًا على موقع X قائلة: "هذا الحساب ليس له أي صلة بالجزيرة أو وجهات نظرها أو محتواها".
يان فالتر/هـ.د
المصدر: DW عربية
كلمات دلالية: DW تتحقق الحرب بين حماس وإسرائيل قصف مستشفى الأهلي المعمداني حركة حماس في غزة حركة الجهاد الإسلامي الجيش الإسرائيلي دويتشه فيله DW تتحقق الحرب بين حماس وإسرائيل قصف مستشفى الأهلي المعمداني حركة حماس في غزة حركة الجهاد الإسلامي الجيش الإسرائيلي دويتشه فيله التواصل الاجتماعی الدفاع الإسرائیلی الجیش الإسرائیلی المستشفى الأهلی أکثر من DW تتحقق فی غزة
إقرأ أيضاً:
غزة .. التفاصيل الكاملة للقصف الإسرائيلي العنيف على مستشفى كمال عدوان
قصف طيران جيش الاحتلال الإسرائيلي، مساء السبت، مستشفى كمال عدوان في بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة.
وذكرت مصادر طبية أن مستشفى كمال عدوان يتعرض لقصف إسرائيلي كثيف وعنيف جدا وغير مسبوق، دون سابق إنذار.
وأشارت إلى الجيش الإسرائيلي يقصف المستشفى بالقنابل والقذائف المدفعية، ويستهدف أقسام المستشفى برصاص قناصته، ما تسبب بأضرار جسيمة.
وأشارت المصادر إلى أن الطواقم طبية المتواجدة في المستشفى، تجمعت في مكان واحد بين الممرات والأقسام، في محاولة لحماية أنفسهم من الشظايا والرصاص.
وسبق أن استهدف الجيش الإسرائيلي المستشفى، ما أسفر عن استشهاد وإصابة عدد من الكوادر الطبية والأشخاص في محيطه، وألحق أضرارا بمولدات الكهرباء وبأقسام المستشفى.
ومساء السبت، قال مدير مستشفى كمال عدوان حسام أبو صفية اليوم السبت إن جيش الاحتلال استهدف الطابق الثالث من المستشفى بالقذائف المدفعية، دون وقوع إصابات، مؤكدا أن ذلك تسبب برعب بين المصابين والأطفال.
وأضاف أن المستشفى -الواقع في بيت لاهيا شمال قطاع غزة– تحت تهديد مستمر، وجدرانه مليئة بالرصاص والقذائف، مما يجعله يبدو كأنه هدف عسكري.
وأكد أن المستشفى لم يتلقَ مستلزمات الصيانة الضرورية للحفاظ على الكهرباء والمياه والأكسجين، رغم الوعود، مناشدا من يمكنه أن يوفر ما يحتاجه المستشفى لإنقاذ المصابين.
ولفت إلى أن منظمة الصحة العالمية تمكنت من إرسال 70 من وحدات الدم فقط، رغم حاجة المستشفى إلى 200 وحدة.
وشدد على أن جيش الاحتلال لم يسمح بدخول جميع المستلزمات المطلوبة، كما منع الطواقم الطبية من الدخول، في ظل نقص حاد في المستلزمات والأجهزة الطبية والأدوية ومسكنات الآلام.
كما شدد على أن الطعام شحيح جدا، قائلا "لا نستطيع توفير وجبات للجرحى. نحن ندعو العالم للتدخل بشكل عاجل حتى لإدخال الطعام مما يسمح لنا بتوفير وجبة واحدة على الأقل خلال اليوم للمصابين الذين يحتاجون بوضوح إلى التغذية أثناء فترة تعافيهم، وأيضا للفريق الطبي الذي يعمل على مدار الساعة".
وأفاد بإجلاء حوالي 9 مصابين بحاجة إلى تدخل جراحي عاجل إلى مدينة غزة، بينما يوجد في مستشفى كمال عدوان حاليا أكثر من 72 مصابا.