ليس فقط مصدر الصاروخ ما زال غير واضح، بل حتى عدد الضحايا مثير للجدل ولا يمكن التحقق منه

هناك العديد من النظريات المتداولة حول كيفية حدوث الانفجار المدمر الذي ضرب المستشفى الأهلي (يسمى أيضا المستشفى المعمداني) في غزة. لكن الأمر المؤكد هو أن صاروخًا أو جزءًا من صاروخ سقط على المستشفى مساء الثلاثاء (17 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 ).

ووفقا لوزارة الصحة في غزة، التي تديرها حركة حماس، فقد توفي حوالي 500 شخص جراء هذه الضربة وجراء الحريق الذي أعقبها. ويبقى العدد الحقيقي للضحايا محل خلاف ولا يمكن التحقق منه.

وتنتشر التكهنات على وسائل التواصل الاجتماعي حول الجهة التي تسببت في الانفجار. والنظريات الأكثر شيوعاً هي: هل تعمد الجيش الإسرائيلي قصف المستشفى؟ هل الضربة سببها صاروخ طائش من حماس أو من الجهاد الإسلامي، سقط بالخطأ على المستشفى؟ أم أن إسرائيل اعترضت صاروخاً فلسطينياً تسبب حطامه في الانفجار القاتل؟

حتى بالنسبة لفريق تدقيق الحقائق في DW من المستحيل تحديد الطرف المسؤول عن هذا. ولذلك سنقتصر على فحص بعض الأدلة المزعومة.

لقطة الشاشة المأخوذة من Facebook والمنشورة هنا على X لا تظهر - كما يُزعم - حسابًا لقوات الدفاع الإسرائيلية

ادعاء: الجيش الإسرائيلي تفاخر بقصف المستشفى في غزة لأن الناس هناك لم يكن بمقدورهم أن ينجوا على أي حال بسبب نقص المعدات الطبية.

DW تتحقق: معلومة زائفة

تم تداول صور مأخوذة من شاشة يفترض أنها من صفحة الفيسبوك باللغة العربية لجيش الدفاع الإسرائيلي، جاء في نصها: "نظراً لنقص المعدات الطبية والكوادر الطبية، تقرر قصف المستشفى المعمداني في غزة وإعدامهم بالقتل الرحيم".

من خلال توزيع هذه الصورة عبر حسابات ووسائل إعلام متعددة، بما في ذلك حسابات على موقع X (تويتر سابقا) مثل حساب "شبكة قدس الإخبارية" الفلسطينية (Quds News Network) و"رديت" (reddit)، تمت مشاهدة الصورة أكثر من 100 ألف مرة.

في الواقع، لدى الجيش الإسرائيلي فعلا منذ عام 2011 صفحات على فيسبوك بلغات عدة من بينها العبرية والإنجليزية، وكذلك صفحة واحدة باللغة العربية. وتحتوي جميع صفحات فيسبوك هذه على العلامة الزرقاء، مما يشير إلى أن الحساب هو فعلا موثق وغير مزيف. كما أن الموقع الرسمي لجيش الدفاع الإسرائيلي يحيل أيضا إلى هذه الحسابات.

لكن حساب فيسبوك الذي أُخذت منه الصورة التي تم تداولها لا يحمل علامة التوثيق الزرقاء، كما أن اسم الحساب  مختلف عن الحساب الرسمي للجيش الإسرائيلي. وقد أكد متحدث باسم الجيش الإسرائيلي لبوابة "تحقق من حقائقك" (Check your facts)، التابعة لـ "الشبكة الدولية لتقصي الحقائق" (International Fact-Checking Network)، أن الحساب لا ينتمي إلى جيش الدفاع الإسرائيلي وتم حذفه منذ ذلك الحين.

فيديوهات تثبت مصدر الصاروخ؟

يحاول عدد لا يحصى من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي، من خلال مقاطع فيديو مختلفة، تحديد ما إذا كان الدمار الذي لحق بالمستشفى الأهلي ناجمًا عن هجوم مقصود أم عن صاروخ طائش. ومع ذلك، نظرًا لأن الحادث وقع في الظلام، فمن غير الممكن أن نرى في أي من مقاطع الفيديو، ما الذي حدث بالضبط وتسبب في الحريق، الذي أعقب سقوط الصاروخ. وتتجادل الأطراف المختلفة خاصة حول مسار الصاروخ.

ومن الصعب جدًا التحقق من صحة مقاطع الفيديو. لكن الأمر المؤكد هو أن هذا الفيديو، الذي تمت مشاركته على نطاق واسع (انظر لقطة الشاشة) لا يمكنه تقديم أي معلومات حول الحادث الذي وقع مساء الثلاثاء الماضي.

تم نشر هذا التأثير الصاروخي على وسائل التواصل الاجتماعي في أغسطس 2022

ادعاء:  يُظهر أحد مقاطع الفيديو التي يُزعم أنه يوثق للضربة التي تعرض لها المستشفى، صاروخًا يطير في قوس عريض وأفقي  قبل انفجاره. تمت مشاركة المقطع الذي تبلغ مدته ست ثوان، مع الادعاء بأنه يظهر المستشفى وهو يتعرض للقصف بصاروخ حماس الطائش. التغريدة التي نشرت هذا الادعاء تمت مشاهدتها أكثر من 400 ألف مرة، كما تمت مشاهدة تغريدة مماثلة، حوالي 90 ألف مرة.

 DW تتحقق: معلومة زائفة

من المؤكد أن الفيديو لا علاقة له بالانفجار الذي وقع في المستشفى الأهلي. فقد سبق أن تم نشر هذا الفيديو عبر العديد من قنوات التواصل الاجتماعي في عام 2022، على سبيل المثال عبر "تيك توك"، حيث تمكنّا من تحديد ذلك من خلال البحث العكسي عن الصور.

هل عرف شهود عيان الجزيرة هوية الصاروخ  على الفور؟

كانت قناة الجزيرة القطرية من بين وسائل الإعلام الأولى التي أبلغت عن الانفجار. وذكرت في البداية أنه نجم عن غارة جوية إسرائيلية. ونقلت القناة الخبر عن مصادر رسمية من غزة. وهو ما ذهبت إليه أيضا في البداية وكالات الأنباء الدولية. لكن مع تواصل التغطية الإعلامية للخبر، أصبحت قناة الجزيرة ووكالة رويترز وباقي وكالات الأنباء أكثر تحفظا بخصوص مصدر الهجوم الصاروخي، وأصبحوا يعرضون الاتهامات المتبادلة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.

من المحتمل أن يكون ملف X هذا، الذي تم حذفه الآن، حسابًا متصيدًا، لكنه بالتأكيد لا علاقة له بمراسلة الجزيرة

الادعاء: اتهمت مراسلة مزعومة لقناة الجزيرة محطتها بالكذب بعد وقت قصير من سقوط الصاروخ، وادعت أنها تعرفت على صاروخ حماس "عياش-250 " الذي أصاب المستشفى.

 DW تتحقق: معلومة زائفة

هذا الادعاء مبني على  حساب في موقع  X يحمل اسم  فريدة خان والوصف التعريفي "الصحفية @AJEnglish، تنقل الحقيقة من غزة وفلسطين".

تم حذف الحساب ليلة الأربعاء. ومع ذلك تظهر النسخة الأرشيفية أن الملف الشخصي تم إنشاؤه فقط في سبتمبر/أيلول، وقد نشر أكثر من 5000 مشاركة في الأسابيع القليلة من وجوده، وهذا أمر طبيعي بالنسبة لحسابات المتصيدين.

وكانت التغريدة الأخيرة لذلك الحساب عن سقوط صاروخ على المستشفى الأهلي. وفي وقت الأرشفة، أي بعد حوالي ثلاث ساعات من النشر، كانت التغريدة قد حصلت على أكثر من 210.000 مشاهدة. وسرعان ما نشرت قناة الجزيرة ردًا على موقع  X قائلة: "هذا الحساب ليس له أي صلة بالجزيرة أو وجهات نظرها أو محتواها".

يان فالتر/هـ.د 

المصدر: DW عربية

كلمات دلالية: DW تتحقق الحرب بين حماس وإسرائيل قصف مستشفى الأهلي المعمداني حركة حماس في غزة حركة الجهاد الإسلامي الجيش الإسرائيلي دويتشه فيله DW تتحقق الحرب بين حماس وإسرائيل قصف مستشفى الأهلي المعمداني حركة حماس في غزة حركة الجهاد الإسلامي الجيش الإسرائيلي دويتشه فيله التواصل الاجتماعی الدفاع الإسرائیلی الجیش الإسرائیلی المستشفى الأهلی أکثر من DW تتحقق فی غزة

إقرأ أيضاً:

شاهيناز: أخبار الانفصال كاذبة.. وهذه الأغنية تجعلني أرقص

نفت المطربة شاهيناز الشائعات التي انتشرت مؤخرًا حول تعرضها للعنف وانفصالها عن زوجها، مؤكدة أن هذه الأقاويل لا أساس لها من الصحة.

وخلال لقائها ببرنامج “خط أحمر” الذي يقدمه الإعلامي محمد موسى، أوضحت شاهيناز أن الشائعات جزء لا يتجزأ من حياة الفنانين، مشيرة إلى أن طبيعة عملهم تجعلهم دائمًا محط أنظار الجمهور، مما يسهل انتشار الأخبار غير الدقيقة عنهم.

وقالت: “منذ زمن طويل والفنان يتعرض للشائعات، لأن الجمهور يهتم بمعرفة أخباره، وأحيانًا قد يطلق شخص ما كلمة بسيطة، فتتداولها الناس على أنها حقيقة. البعض يصدق، والبعض الآخر لا يصدق لكنه يستمر في نشر الخبر”.

وفيما يخص تسجيل أغانيها، أكدت شاهيناز أنها تحرص على تقديم كل أغنية بأفضل صورة ممكنة وبأقصى طاقتها، إلا أن هناك بعض الأغنيات التي تشعر بأنها كان من الممكن أن تؤديها بشكل أقوى، بسبب تأثرها بالعوامل العاطفية أثناء التسجيل.

وذكرت أن أغنية “مالناش مكان” تحتل مكانة خاصة في قلبها، حيث تربطها بذكريات والدها الراحل، قائلة: “كلما غنّيتها، أرى صورة والدي أمامي، فتختلط الدموع بالنغمات، مما يجعل الأداء أكثر صعوبة.”

أما عن الأغنية التي تبعث في نفسها السعادة وتدفعها للرقص، فقد كشفت أنها تمتلك أغنية مفضلة تصفها بأنها “تشعل الحماس”، مضيفة: “هذه الأغنية تجعل أي شخص يتحرك تلقائيًا مع إيقاعها، فما بالك بي؟.

الحجاب 

أما عن الجدل الذي أُثير حول قرارها بخلع الحجاب، قالت إن ارتداءه أو خلعه مسألة حرية شخصية، وأن الحساب في النهاية هو لله وحده، وليس للبشر.

وأوضحت خلال لقائها في الجزء الثاني من حلقتها، أنها تعرضت لهجوم واسع على وسائل التواصل الاجتماعي، وصل إلى حد الدعاء عليها بسبب قرارها، لكنها لم تعد تنزعج كما في السابق، بل أصبحت ترى أن مثل هذه المواقف تزيدها قوة وثباتًا.

وأضافت: "في البداية كنت أنزعج من التعليقات والهجوم، لكنني أدركت لاحقًا أن كل كلمة سلبية تُقال بحقي تعود إليّ بالحسنات، فأصبحت لا أهتم بمثل هذه الأمور وأترك الأمر لله."

وعن الشائعات التي انتشرت حول أن زوجها هو من دفعها لاتخاذ قرار الحجاب أو التخلي عنه، نفت شاهيناز ذلك تمامًا، مؤكدة أن الأمر كان ولا يزال قرارًا نابعًا من قناعتها الشخصية، وليس لأي شخص آخر تأثير عليه. 

كما أشارت إلى أنها قدمت العديد من الأغاني الدينية خلال فترة ارتدائها الحجاب، ولم يكن ذلك عائقًا أمام استمرارها في المجال الفني.

واختتمت حديثها بتساؤل حول سبب الضجة الكبيرة التي أُثيرت حولها تحديدًا، رغم أن هناك العديد من الفنانات اللواتي مررن بنفس التجربة دون أن يُثار حولهن هذا الكم من الجدل، قائلة: "إذا عرفتم السبب، أخبروني!"
 

مقالات مشابهة

  • شاهيناز: أخبار الانفصال كاذبة.. وهذه الأغنية تجعلني أرقص
  • هكذا نسج الاحتلال الإسرائيلي رواية كاذبة لتبرير مجزرة بيت لاهيا
  • شاهيناز: طموحاتي لم تتحقق .. ولم أصل حتى لـ 10% | فيديو
  • انفجار صاروخ من مخلفات الحرب .. الدفاع المدني السوري يكشف سبب انفجار اللاذقية
  • الحلول المصرفية من بنك نزوى تسهم في تحقيق النمو المالي وتعزيز ثقافة الادخار
  • 12 مليون صاروخ.. الأمن يداهم ورشة تصنيع ألعاب نارية بالفيوم
  • صدمة للهلال.. الحكم الذي ذبح المريخ بجوبا يدير لقاء الحسم مع الأهلي
  • متى يبدأ الحساب بعد الموت أم يوم القيامة؟.. علي جمعة يوضح الحقيقة
  • 4 ملايين صاروخ.. الشرطة تداهم ورشتين لتصنيع الألعاب النارية بالفيوم
  • الجيش الإسرائيلي: هذا سبب عدم وصول أي قوات إلى "نير عوز" بهجوم 7 أكتوبر