القدس المحتلة-سانا

باحثاً لطفلتي الصغيرة عن قطرة ماء ولقمة طعام بعد أن أرهقنا الجوع والعطش.. خرجت من باب مركز الإيواء التابع للأونروا في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة.. وهنا نخاطر بحياتنا كي نطعم أطفالنا ونسقيهم.. فقصف طيران الاحتلال الإسرائيلي لا يتوقف ولو للحظة.. فجأة انهالت علينا الصواريخ من كل جانب، والتفت حولنا النيران والركام وبالكاد احتفظت من شدة الانفجار بيد طفلتي الصغيرة التي راحت تصرخ مذعورة.

ويقول محمد أبو عودة وهو يكمل رواية قصة نجاته لمراسل سانا في غزة: تفقدت جسدي هل أصبت أم لا.. ثم احتضنت صغيرتي وقد غلب عليها الخوف والبكاء.. الحمد لله هي بخير… حدثت نفسي سريعا.. لا وقت للانتظار فالصواريخ قد تسقط مرة أخرى على المكان الذي لا يبعد سوى أمتار قليلة عن مركز الإيواء.. حاولت العودة إلى مركز الإيواء لكن انتابني الخوف والقلق، فالصاروخ الثالث الذي سمعت صوته كان سقط في مكان قريب.. لم أتمكن من تحديد مكانه بدقة… نظرت حولي.. جرحى يصرخون وسيارات تحترق والأتربة غطت المكان وتعالى الدخان في سماء مخيم النصيرات المنكوب بالقصف ليلاً ونهاراً.

ويضيف أبو عودة: قررت العودة إلى مركز الإيواء.. ويا لهول المشهد فيه.. بركة من الدماء لشاب استشهد وغرق في دمائه على باب المركز، بعد أن أصابته شظايا الصواريخ.. دخلت المركز بسرعة لأتفقد أطفالي.. أمهات يبكين ويحاولن تضميد جراح الأطفال بعد أن أصابتهم شظايا الصواريخ التي انهالت.. الأتربة المنبعثة من القصف غطت ساحة المدرسة القريبة واختلطت بالملابس والأغطية التي يستخدمها النازحون لتقيهم برد ساعات الليل القاسية.. بكاء وعويل.. يعكس حجم وحشية الاحتلال الذي يقصف مراكز الإيواء، رغم أنها محمية وفق قواعد القانون الدولي، لكن الاحتلال قاتل الأطفال يضرب بعرض الحائط كل القوانين والمواثيق الدولية.

في غزة ينشر الاحتلال الإسرائيلي الموت في كل مكان، كما يؤكد أبو عودة فلا المدارس آمنة من عمليات القصف، ولا المنازل أيضا إذ تتعرض على مدار الساعة لقصف الاحتلال العنيف براً وجواً وبحراً، مرتكباً جريمة إبادة جماعية ومحرقة بحق الشعب الفلسطيني الذي يدافع عن وجوده.

من جانبه بين معتز حسان أن الوضع الكارثي في قطاع غزة يتفاقم ساعة بعد أخرى.. ولا تمر دقيقة إلا ويسقط شهيد أو جريح، لافتا إلى أن الاحتلال بهدمه 24 برجاً في منطقة الزهراء وسط القطاع يريد تهجير أعداد كبيرة من الأهالي وحصرهم في مراكز الإيواء التي كانت من ضمن بنك أهدافه منذ بداية عدوانه قبل أسبوعين.

محمد أبو شباب

المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء

إقرأ أيضاً:

اعتقالات ومداهمات بمدن وبلدات الضفة.. وتفجير منزل شهيد في القدس المحتلة

شنت قوات الاحتلال فجر وصباح الثلاثاء حملة اعتقالات ومداهمات واسعة في العديد من مناطق الضفة الغربية والقدس المحتلة.

واعتقلت قوات الاحتلال في الخليل، 15 فلسطينيا، بعد أن داهمت منازلهم وعبثت بمحتوياتها.

وقالت مصادر فلسطينية، إن المعتقلين في الخليل هم راجح عودة الحروب، حمزة خصر الحروب، بلال حسين الحروب، عز يونس الحروب، مخلص وعبد الله داوود الحروب من بلدة دير سامت، فاروق عاشور، طارق عاشور، عز الدين أبو حسين، إياد شبانة من جنوب مدينة الخليل، مصطفى الشامصطي وشقيقه شفيق من بلدة يطا، محمد إيفان صليبي، حمادة ادعيس بحر، وصلاح شادي العلامي من بلدة بيت أمر.

كما اعتقلت قوات الاحتلال، في مدينة جنين وبلدة جبع، 7 فلسطينيين، عرف منهم، معتز خليلية، أديب غنام، معاذ أبو عون، عز الدين فشافشة، أحمد العقل، وعماد شتيوي. كما اعتقلت شابا لم تعرف هويته بعد من الحي الشرقي للمدينة، خلال حملة دهم وتفتيش استهدفت الحي.

ولا تزال قوات الاحتلال تواصل عدوانها على مدينة جنين ومخيمها، لليوم الثاني والتسعين على التوالي، والذي استشهد وجرح جراءه المئات من الفلسطينيين، فضلا عن الاعتقالات لمقاومين، وتهجير السكان من المخيم، وتدمير العشرات من المنازل وتسويتها بالأرض.

وفي سياق متصل، اقتحمت قوات الاحتلال صباح اليوم قرية العقبة شرقي طوباس، حيث داهمت مدرسة القرية وأنزلت العلم الفلسطيني عن مبناها. ووفق مديرية التربية والتعليم في طوباس، تقرر تحويل الدوام المدرسي إلى نظام إلكتروني في مدرستي تياسير والعقبة نتيجة لاقتحامات الاحتلال.

كما نفذت قوات الاحتلال حملة مداهمات في عدة قرى وبلدات بمحافظة رام الله والبيرة، شملت دير دبوان، برقا، سنجل، الجانية، راس كركر، دير قديس، وبيتين، دون تسجيل أي اعتقالات.

إلى ذلك اقتحمت مجموعة من المستوطنين بلدة كفل حارس شمال غرب مدينة سلفيت، واعتدت على ممتلكات أحد السكان، فيما سرق مستوطنون محتويات كراج في أم صفا شمال رام الله، تزامنا مع إغلاق مستوطنين آخرين مدخل دير جرير شرق رام الله.



وأفادت مصادر محلية أن مستوطنين قاموا بتكسير مركبة للمواطن محمود بوزية، ملحقين بها ضررا ماديا، خلال اقتحام كفل حارس.

وتشهد بلدة كفل حارس اقتحامات متكررة من المستوطنين، الذين يستهدفون منازل المواطنين وممتلكاتهم.

وفي قرية أم صفا، أقدم مستوطنون على سرقة محتويات كرج السبتي، بعد دهمه ليلا وتحطيم محتوياته، وسط هجمة مستمرة على أراضي القرية واستمرار إقامة بؤرة استيطانية فيها.

وفي بيت لحم، اقتحمت قوات الاحتلال محيط مجمع المدارس في بلدة الخضر، وتمركزت في ساحة استاد الخضر قبالة مدرستي ذكور الخضر الثانوية وذات النطاقين، مما تسبب في حالة من الذعر بين الطلبة، وقد عملت الهيئة التدريسية على تأمين دخولهم إلى المدارس.

أما في نابلس، فقد اقتحمت قوات الاحتلال قرية أوصرين جنوب المدينة، حيث داهمت عددا من منازل الفلسطينيين وفتشتها وسببت فيها خرابا واسعا دون أن تسجل اعتقالات.



وفجرت قوات الاحتلال، صباح اليوم، منزل الشهيد المقدسي محمد شهاب، بعد محاصرته ببلدة الرام شمال القدس المحتلة.

وذكرت مصادر محلية أن قوات الاحتلال اقتحمت بلدة الرام من جهة ضاحية البريد، وحاصرت منزل الشهيد شهاب، وأجبرت العائلات التي تقطن في محيط المنزل على إخلاء منازلها بالقوة، قبل تفجيره.

وكانت قوات الاحتلال قد داهمت منزل عائلة الشهيد شهاب في تموز/ يوليو الماضي، وأخذت مقاساته.

واستشهد شهاب 27 عاما في 14 تموز/يوليو 2024، برصاص الاحتلال، بزعم تنفيذه عملية دعس قرب مدينة الرملة، ما أسفر عن استشهاده متأثرا بإصابته الحرجة، واحتجز الاحتلال جثمانه.

مقالات مشابهة

  • مجزرة جديدة في غزة.. الاحتلال يقصف منزلًا للنازحين ويخلّف 18 شهيدًا
  • الإجرام الإسرائيلي يتواصل.. الاحتلال يستهدف مدارس الإيواء والمستشفيات في غزة
  • 19 شهيدًا في غارات لجيش الاحتلال على قطاع غزة منذ فجر اليوم
  • 39 شهيدًا و105 إصابات بعدوان الاحتلال على غزة خلال الـ 24 ساعة الماضية
  • أهالي بلدة المليحة في ريف دمشق يرممون منازلهم، لإزالة آثار الدمار الذي خلفه قصف النظام البائد
  • مصادر طبية: 32 شهيدًا في غزة منذ الفجر جراء غارات الاحتلال
  • حصيلة مرعبة في غزة.. أكثر من 168 ألف ضحية بين شهيد وجريح منذ بدء العدوان
  • مغردون: هجرة الموساد فخ أمني بغطاء إنساني لتهجير أهالي غزة
  • اعتقالات ومداهمات بمدن وبلدات الضفة.. وتفجير منزل شهيد في القدس المحتلة
  • أمن المقاومة يحذر من رسائل لمخابرات الاحتلال تصل أهالي غزة تشجعهم على الهجرة