يُمكن أن تُؤدي التوترات المُتزايدة بين "كولومبيا وجيش الاحتلال الإسرائيلي" بشأن حرب غزة، إلى تراجع عقود من العلاقات العسكرية الوثيقة بينهما، وتُعيق قدرة "بوغوتا" على مُحاربة تُجار المخدرات والمُتمردين، حسبما أفاد مُحللون أمنيون.

وتعد إسرائيل "دولة الاحتلال" من الموردين الرئيسين للطائرات الحربية ومُعدات المراقبة والبنادق الهجومية لكولومبيا مُنذ التسعينيات، لكن وزارة الخارجية، أعلنت الأحد الماضي، تعليق الصادرات الدفاعية إلى كولومبيا، بعد أن رفض الرئيس غوستافو بيترو إدانة هجوم المقاومة الفلسطينية على إسرائيل وقارن تصرفات إسرائيل في غزة بتلك التي قامت بها ألمانيا النازية.

ويقول مُحللون في بوغوتا، إن التعليق قد يعرض للخطر العديد من العقود، بما في ذلك صفقة بقيمة 5 ملايين دولار بين وزارة الدفاع الكولومبية وشركة (آي إيه آي) الإسرائيلية للحفاظ على أسطول كولومبيا القديم من طائرات كفير المقاتلة.

كما تعاقدت حكومة كولومبيا، مُؤخرًا مع شركة إسرائيلية لتزويد طائرتين من طراز بوينغ 737 بمعدات الحرب الإلكترونية وأدوات الاستخبارات التي يُمكن أن تساعد الجيش في تشويش اتصالات الجماعات المسلحة المتبقية في البلاد ومراقبة تحركاتها.

ورفضت سفارة إسرائيل في بوغوتا، الإجابة على أسئلة حول حظر التصدير وما إذا كان ينطبق على العقود التي جرى توقيعها بالفعل.

وقال محللون أمنيون في بوغوتا، إنه إذا استمر الحظر، فقد يؤثر بشكل خطير على القوات المسلحة الكولومبية بسبب اعتمادها على المعدات والتكنولوجيا الإسرائيلية.
وقال خورخي ريستريبو، مدير مركز (سيراك) الأمني للأبحاث في بوغوتا: "سيكون الأمر منهكا ومكلفا للغاية، قد يستغرق الأمر شهورا أو سنوات للعثور على مقدمي خدمات جدد وتدريب الموظفين على استخدام المعدات الجديدة والوثوق بها".

وقامت كولومبيا، بتعميق علاقاتها العسكرية مع إسرائيل في أواخر الثمانينيات من خلال شراء مجموعة من طائرات كفير المقاتلة، وهذه الطائرات الحربية قادرة على إطلاق قنابل موجهة بالليزر.

وقد استخدمتها القوات الجوية الكولومبية في العديد من الهجمات على معسكرات حرب العصابات النائية التي أضعفت القوات المسلحة الثورية الكولومبية، وساعدت في دفع المجموعة إلى محادثات السلام التي أدت إلى نزع سلاحها في عام 2016.

وتسبب العدوان الإسرائيلي والقصف العشوائي المتواصل على قطاع غزة، في أزمة دبلوماسية "ساخنة" بين كولومبيا وإسرائيل، حيث طلب وزير خارجية كولومبيا، ألفارو ليفا، الإثنين الماضي، من سفير إسرائيل في بوغوتا، غالي داغان، مغادرة البلاد والاعتذار، بعد رد الدبلوماسية الإسرائيلية على تصريحات للرئيس غوستافو بيترو، تناول فيها العدوان الإسرائيلي على غزة.

ووصف وزير خارجية كولومبيا، ألفارو ليفا، عبر حسابه على منصة إكس، تصريحات السفير غالي داغان ردا على بيترو بأنها "وقاحة مجنونة".

الاحتلال الإسرائيلي يُواصل مجازره الوحشية ضد المدنيين في غزة (تفاصيل)

تستمر عملية "طوفان الأقصى" التي أطلقتها فصائل المُقاومة الفلسطينية التابعة لـ "حركة حماس" ضد جيش الاحتلال، في السابع من أكتوبر، لليوم الـ12 على التوالي، وتُواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي مجازرها الوحشية، التي ترقى إلى مستوى الإبادة الجماعية، ضد الشعب الفلسطيني الأعزل في قطاع غزة.

وتستهدف آلة القتل الإسرائيلية حصد أرواح أكبر عدد ممكن من المدنيين، أطفالاً ونساءً وشيوخًا، وهدم وتدمير أحياء سكنية كاملة، فضلًا عن استهداف البنية التحتية بقصف همجي لم تنجُ من نيرانه المستشفيات، إذ ارتكبت قوات الاحتلال، خلال الساعات الأخيرة، مجزرة وحشية بحق الجرحى والمصابين والنازحين من الحرب داخل مستشفى "الأهلي المعمداني" بمدينة غزة.

وتصر إسرائيل على مُواصلة العدوان وإطالة أمد الحرب، وترفض إقرار هدنة إنسانية لإدخال المساعدات الإغاثية لسكان القطاع، بالرغم من تواصل الجهود الدبلوماسية العربية والدولية لمحاولة التهدئة، واحتواء الموقف المتأزم في قطاع غزة.

وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة ارتفاع عدد الشهداء إلى 3478 شهيدًا وأكثر من 12 ألف جريح حتى الآن نتيجة العدوان الإسرائيلي على غزة.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الاحتلال كولومبيا جيش الإحتلال الإسرائيلي التوترات بوابة الوفد الاحتلال الإسرائیلی إسرائیل فی فی بوغوتا

إقرأ أيضاً:

الإعلام الحكومي بغزة يصدر بيانا بشأن القصف الإسرائيلي المتكرر لمستشفى كمال عدوان

قال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة ، اليوم الأحد، إن الجيش الإسرائيلي يضع مستشفى كمال عدوان، وطواقمه الطبية هدفاً للتدمير والقتل، وهي جرائم حرب وحشية مُركَّبة.

وطالب الإعلامي الحكومي في غزة، في بيان، المجتمع الدولي بحماية القانون الدولي وحماية الطواقم الطبية.

وفيما يلي نص البيان كما وصل وكالة سوا:

المكتب الإعلامي الحكومي في غزة:

 جيش الاحتلال "الإسرائيلي" يضع مستشفى كمال عدوان وطواقمه الطبية هدفاً للتدمير والقتل وهي جرائم حرب وحشية مُركَّبة ونطالب المجتمع الدولي بحماية القانون الدولي وحماية الطواقم الطبية

منذ بدء حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة وجيش الاحتلال "الإسرائيلي" يستهدف المنظومة الصحية بشكل مخطط ومدروس، وذلك من خلال تدمير وإحراق المستشفيات والمراكز الطبية وإخراجها عن الخدمة، وكذلك قتل أكثر من 1000 طبيب وممرض وكادراً صحياً، واعتقال أكثر من 310 منهم وتعريضهم للتعذيب والإعدام داخل السجون، وكذلك منع إدخال المستلزمات الطبية والوفود الصحية ومئات الجرّاحين إلى قطاع غزة.

ومنذ بدء العملية العسكرية العدوانية لجيش الاحتلال على محافظة شمال قطاع غزة كانت المستشفيات هدفاً مُعلناً لجيش الاحتلال، حيث قام الاحتلال بقصفها ومحاصرتها واقتحامها وقتل أطباء وممرضين، وإصابة آخرين منهم بعد استهدافهم بشكل مباشر، واعتقال جزء ثالث منهم، مما يؤكد على خطة الاحتلال باستهداف المنظومة الصحية من أجل إسقاطها بشكل كامل.

هذه الاعتداءات تطورت بشكل كبير وملفت للنظر من خلال التركيز على مستشفى كمال عدوان منذ أسبوعين تقريباً، حيث تتعرض المستشفى على مدار الوقت للقصف بالقذائف أو القنابل من الطائرات أو إطلاق النار المباشر على غرف المستشفى، وقبل يومين أصاب الاحتلال عدداً من الطواقم الطبية بالمستشفى مثل د. نهاد غنيم ود. سعيد جودة، ود. عمر الحواجري وعدد آخر من الكوادر الصحية، وكان آخر جرائم الاحتلال ضد مستشفى كمال عدوان هو إلقاء الاحتلال لقنبلة تجاه د. حسام أبو صفية عند خروجه من غرفة العمليات وتوجهه إلى مكتبه الأمر الذي أدى إلى إصابته بشكل مباشر في جريمة فظيعة يندى لها جبين الإنسانية ومحاولة اغتيال جبانة.

إننا ندين بأشد العبارات استهداف جيش الاحتلال "الإسرائيلي" للمنظومة الصحية وللطواقم الطبية ولمنع إدخال العلاجات والأدوية والمستلزمات الطبية، كما وندين محاولة اغتيال الاحتلال للدكتور حسام أبو صفية مدير مستشفى كمال عدوان، وندعو المجتمع الدولي وكل المنظمات الدولية والأممية والإنسانية إلى إدانة هذه الجريمة الجبانة التي تدل على وحشية الاحتلال وخروجه عن مفاهيم احترام الإنسانية ومهامها.

نحمل الاحتلال "الإسرائيلي" والإدارة الأمريكية وكل الدول المشاركة في الإبادة الجماعية مثل بريطانيا وألمانيا وفرنسا وغيرها من الدول المجرمة؛ نحملهم كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية والتاريخية عن هذه الجرائم الممنهجة التي يرتكبها الاحتلال "الإسرائيلي" بدعمهم ومشاركتهم.

نطالب المجتمع الدولي والمنظمات الدولية والأممية والإنسانية في كل العالم إلى الضغط على الاحتلال "الإسرائيلي" من أجل وقف هذه الجرائم المتسلسلة والمنظمة التي يرتكبها ضد شعبنا الفلسطيني منذ بدء حرب الإبادة الجماعية والتي راح ضحيتها حتى الآن أكثر من 55,000 شهيد ومفقود وأكثر من 104 آلاف جريح ومصاب.

إن استمرار حرب الإبادة الجماعية بحق شعبنا الفلسطيني، واستمرار عمليات القتل المُمنهج للاحتلال بحق مئات الأسر والعائلات الفلسطينية، واستمرار الصمت الدولي والعربي والإسلامي أمام جرائم الاحتلال ينذر بسقوط القانون الدولي والمنظومة الدولية القانونية، في إطار الكارثة التاريخية التي يُنفذها الاحتلال "الإسرائيلي" في قطاع غزة.

المصدر : وكالة سوا

مقالات مشابهة

  • بسبب التعنت الإسرائيلي.. الأزمة الإنسانية في غزة تصل إلى أقصى درجاتها
  • صحيفة عبرية تصف الفصائل الفلسطينية بـ«مقاتلي الحرية».. والاحتلال الإسرائيلي يرد
  • تفاصيل لقاء وزير الخارجية بنظيره الأوكراني
  • إدارة ترامب تسعى منذ الآن إلى ترتيب بشأن أوكرانيا
  • تعرف على القوانين التي أقرها الكنيست الإسرائيلي.. عنصرية وتعزز الاحتلال
  • تفاصيل جديدة بشأن مهاجم السفارة الإسرائيلية في الأردن
  • الإعلام الحكومي بغزة يصدر بيانا بشأن القصف الإسرائيلي المتكرر لمستشفى كمال عدوان
  • مخدرات.. تفاصيل جديدة بشأن مهاجم السفارة الإسرائيلية في الأردن
  • جرائم ومخدرات.. تفاصيل جديدة بشأن مهاجم السفارة الإسرائيلية في الأردن
  • تفاصيل إصابة جندي في لواء «جولاني» الإسرائيلي بجراح خطيرة جنوب لبنان