البوابة نيوز:
2024-10-07@21:54:04 GMT

جامعة القاهرة الدولية.. حلم صار واقعًا

تاريخ النشر: 20th, October 2023 GMT

عادة، لا أحب كتابة المقالات عن المناسبات أو الأحداث، إلا إذا كان من بينها ما يفرض نفسه على الساحة. وهذا ما فعله خبر بدء الدراسة في جامعة القاهرة الدولية بمدينة الشيخ زايد للعام الجامعي ٢٠٢٣/ ٢٠٢٤. تقود جامعة القاهرة - كعادتها- ركب التقدم والتطوير للجامعات الحكومية المصرية، ومن ثم فلم يأتِ من فراغ دورها الريادي في الماضي، والممتد في حاضرنا، وذلك عندما تحقق للجامعات الحكومية حلمًا كان بعيد المنال، وهو أن يكون لكل جامعة حكومية جامعة دولية، تستهدف العبور بمنتجنا التعليمي والعلمي من المحلية إلى العالمية، ومن التجميد إلى التفعيل، ومن التهميش إلى وضعه في دائرة الاهتمام.

 

لم يكن تحقيق هذا الحلم سهلًا، إذ واجهته الكثير من العوائق، أبرزها فقدان الثقة في المكون المحلي، مرورًا بمعوقات إجرائية، وأخرى مادية، واقتصادية. غير أنه لم يكن من بين هذه المعوقات المعوق البشري. فلقد آمن أبناء جامعة القاهرة بأهمية هذا المشروع، فساندوه، وساندوا قيادات جامعة القاهرة، على نحو يذكرنا بالدور الوطني للمصريين، في إنشاء جامعة القاهرة عام ١٩٠٨.

ولعل الأمر الملفت للنظر، أن جامعة القاهرة الدولية ولدت كبيرة قوية، فمن الواضح أن الاستعداد والتخطيط لها تم في إطار علمي مدروس، منذ أن تم وضع حجر الأساس لها في أبريل عام ٢٠١٨. يتبدى هذا في إصدار مجلة الإنسانيات، وهي مجلة علمية دولية تصدر عن جامعة القاهرة (صدر العدد الأول منها عام ٢٠١٩)، مجلة تكون لسانًا لعلماء جامعة القاهرة وباحثيها، وذلك بهدف رفع التصنيف الدولي لجامعة القاهرة، وهو ما تحقق بالفعل. ذلك لأن رفع التصنيف العلمي لجامعة القاهرة سيعطيها القدرة على عقد العديد من الاتفاقيات الثقافية، مع كبرى الجامعات العالمية، مما يترتب عليها التبادل الطلابي، وتبادل الأساتذة، وعقد الشراكات التعليمية والمعرفية، والدرجات العلمية المزدوجة. لقد نتج عن ذلك استضافة جامعة القاهرة لكبار الأساتذة من كبرى الجامعات في شتى المجالات. وكذلك سفر طلابنا إلى مختلف الجامعات، ليعودوا باحثين كبارًا، تفيد منهم جامعة القاهرة، مما يعود بالنفع على المجتمع المصري ككل. ترتب على هذه الخطوة المهمة، تعدد الشراكات بين جامعة القاهرة والعديد من كبرى الجامعات العالمية، مما ساهم في البداية القوية لجامعة القاهرة الدولية. فلقد بدأت جامعة القاهرة الدولية مشتملة على عشرة برامج دراسية، تمتلك اتفاقيات ثقافية، أو درجات علمية مزدوجة، أو منح علمية، أو تمتلك طلابًا أجانب يرغبون في الدراسة بجامعة القاهرة. وهذه البرامج هي: برنامج الاقتصاد باللغة الفرنسية، برنامج العلوم السياسية باللغة الفرنسية، برنامج هندسة البرمجيات، برنامج علوم البيانات، برنامج الشبكات والأمن السيبراني، برنامج اللغة الصينية لإدارة الأعمال، برنامج الترجمة التخصصية باللغة اليابانية، برنامج اللغة العربية للناطقين بغيرها،  البرنامج المتكامل الدولي في طب الفم والأسنان،  وبرنامج طب وجراحة الحيوانات الأليفة.

ما قيمة العلم، بل ما قيمة الجامعة ما لم تحقق أهداف الدولة وتوجهاتها، وتدعم تحقيق استراتيجيتها؟ هذا ما سعت إليه قيادة جامعة القاهرة، وسعى إليه رئيسها الدكتور محمد عثمان الخشت، من وراء إنشاء جامعة القاهرة الدولية، إذ تعد إسهامًا حقيقيًا وفعالًا في تحقيق رؤية مصر ٢٠٣٠. فجامعة القاهرة الدولية أول جامعة دولية من رحم الجامعات الحكومية في مصر، تجمع بين نظام البرامج والكليات وتدخل في صميم الثورة الصناعية الرابعة والخامسة، وستضم الجامعة قريبًا ثلاث كليات هي الذكاء الاصطناعي والروبوت، وكلية العلوم وتكنولوجيا الفضاء، وكلية العلوم للطاقة الجديدة والمتجددة. كما قامت وستقوم جامعة القاهرة الدولية بعقد شراكات مع جامعات مرموقة دوليًا، ومن بين هذه الجامعات، جامعات سانت فرانسيس، وتولين بالولايات المتحدة الامريكية، وجامعات هيريوت وات، ونوتنجهام بالمملكة المتحدة، وجامعات هامبرج، وهيلبرون بألمانيا، وجامعة السوربون بفرنسا، وجامعة ماسترخت بهولندا، وجامعة جياو توينج وأكاديمية شنغهاي للعلوم بالصين. وكل هذا يستهدف تعليمًا عالميًا تنافسيًا، مقارنة بالجهات الخاصة والدولية، بما يسهم في بناء قدرات تنافسية متميزة، ويحقق لجامعة القاهرة - ومن ثم لوطننا العزيز- دورها الإقليمي والعالمي الرائد لطلاب الدول الإقليمية والعالمية. 

ما أود أن أختتم به حديثي، هو ما لمسته عن قرب، في الدور الكبير الذي يبذله رئيس جامعة القاهرة د. محمد الخشت، من مجهودات مضنية؛ إذ سخر كل السبل من أجل إنجاح هذا المشروع، الذي سيصبح نموذجا ستحتذيه الجامعات المصرية الحكومية والخاصة. وهو مجهود ساهم فيه كل أبناء جامعة القاهرة، وقياداتها. وكذلك لا بد من الإشادة بالدور الذي تقوم به كافة الجهات المعنية - من متابعات- في سبيل تذليل جميع الصعوبات والمعوقات، التي جعلت من الحلم واقعًا ملموسًا.. واقع يحقق رؤية القيادة السياسية في دأبها نحو تحقيق رؤية مصر ٢٠٣٠. هذه الرؤية/ الحلم، التي يحتاج تحقيقها إلى كثير من الصبر والتحمل، ومزيد من العمل والعزيمة والإرادة والتحدى.

* أستاذ الأدب الشعبي - كلية الآداب، جامعة القاهرة

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: جامعة القاهرة الدولیة لجامعة القاهرة

إقرأ أيضاً:

9 معيدين بـ«حاسبات بنها» يشاركون في برنامج تبادل طلابي مع جامعة ألمانية

أعلن الدكتور ناصر الجيزاوي رئيس جامعة بنها، مشاركة 9 معيدين بكلية الحاسبات والذكاء الاصطناعي بالجامعة في برنامج التبادل الطلابي «إيراسموس» مع كلية تكنولوجيا المعلومات بجامعة بانونيا الألمانية.

تبادل الزيارات بين أعضاء هيئة التدريس

وأكد الدكتور ناصر الجيزاوي، رئيس جامعة بنها، أن مشاركة طلاب كلية الحاسبات والذكاء الاصطناعي بالجامعة بجامعة بانّونيا يأتي في إطار تنفيذ الجامعتين لمذكرة التفاهم لتبادل زيارات أعضاء هيئة التدريس والطلاب الممول من برنامج ايراسموس بلاس بالإتحاد الأوروبي، ويهدف البرنامج لتبادل الخبرات بين الجانبين في المجالات ذات الاهتمام المشترك وبناء قدرات الطلاب وتدريب طلاب الدراسات العليا.

تعزيز التعاون مع الجامعات

وأشار «الجيزاوي» إلى تطوير العلاقات الدولية مع الجامعات الأخرى في مجال دعم التبادل الدولي للخبرات الأكاديمية والتكنولوجية، بما يعزز من تنافسية خريجي جامعة بنها على المستوى العالمي، ويسهم في رفع التصنيف الدولي للجامعة حيث أنها تسعى دائما إلى المضي قدما للوصول إلى العالمية بتحسين جودة مخرجاتها التعليمية والبحثية والخدمية لما له من أثر كبير في سمعتها الأكاديمية.

وأضافت الدكتورة جيهان عبد الهادي، نائب رئيس جامعة بنها لشئون الدراسات العليا والبحوث، أن الزيارة تهدف إلى تطوير مهارات الطلاب في المجالات التكنولوجية المتقدمة وتعزيز التعاون الأكاديمي بين جامعة بنها وجامعة بانّونيا في إطار برنامج «إيراسموس» لتبادل الطلاب. 

يذكر أن المعيدين المشاركين في البرنامج هم أحمد ماهر جمعة، وعبدالله عادل إبراهيم السباعي، وأحمد رضوان جودة عبدالحليم، وشيماء ماهر أحمد أبو العينين، وحسام فارس السيد، وفرح محمد كامل، وهبة وليد محمد، وفادي ماهر.

وسيقوم الطلاب بدراسة مجموعة من المقررات المتقدمة لمدة ستة أشهر، وتشمل مقررات عن الذكاء الاصطناعي، ومختبر الذكاء الاصطناعي، والتحليل الرياضي للمهندسين والمختبرات المشروعاتية، وبرمجة وحدة معالجة الرسوميات، وأمن المعلومات، وبحوث العمليات المتقدمة.

مقالات مشابهة

  • إجازة منتصف العام.. مفاجأة للطلاب بشأن التقديم للجامعات الأهلية
  • 646 مليون جنيه تكلفة جامعة شرق بورسعيد التكنولوجية
  • جامعة الإسماعيلية الجديدة.. قفزة نوعية في التعليم العالي بشرق القناة
  • 9 معيدين بـ«حاسبات بنها» يشاركون في برنامج تبادل طلابي مع جامعة ألمانية
  • «التعليم العالي»: 646 مليون جنيه تكلفة إنشاء جامعة شرق بورسعيد التكنولوجية
  • تعرف على جوائز بطولة مصر الدولية للريشة الطائرة
  • الريشة الطائرة يعلن عن جوائز بطولة مصر الدولية في نسختها التاسعة
  • قبول جامعة سوهاج في الدفعة الثانية من برنامج رواد وعلماء مصر
  • 10.5 مليار جنيه تكلفة إنشاءات وتجهيزات جامعة الملك سلمان الدولية
  • وكيل إفريقية النواب: تنفيذ مشروعات جامعية بسيناء ومدن القناة أمن قومي