جامعة القاهرة الدولية.. حلم صار واقعًا
تاريخ النشر: 20th, October 2023 GMT
عادة، لا أحب كتابة المقالات عن المناسبات أو الأحداث، إلا إذا كان من بينها ما يفرض نفسه على الساحة. وهذا ما فعله خبر بدء الدراسة في جامعة القاهرة الدولية بمدينة الشيخ زايد للعام الجامعي ٢٠٢٣/ ٢٠٢٤. تقود جامعة القاهرة - كعادتها- ركب التقدم والتطوير للجامعات الحكومية المصرية، ومن ثم فلم يأتِ من فراغ دورها الريادي في الماضي، والممتد في حاضرنا، وذلك عندما تحقق للجامعات الحكومية حلمًا كان بعيد المنال، وهو أن يكون لكل جامعة حكومية جامعة دولية، تستهدف العبور بمنتجنا التعليمي والعلمي من المحلية إلى العالمية، ومن التجميد إلى التفعيل، ومن التهميش إلى وضعه في دائرة الاهتمام.
لم يكن تحقيق هذا الحلم سهلًا، إذ واجهته الكثير من العوائق، أبرزها فقدان الثقة في المكون المحلي، مرورًا بمعوقات إجرائية، وأخرى مادية، واقتصادية. غير أنه لم يكن من بين هذه المعوقات المعوق البشري. فلقد آمن أبناء جامعة القاهرة بأهمية هذا المشروع، فساندوه، وساندوا قيادات جامعة القاهرة، على نحو يذكرنا بالدور الوطني للمصريين، في إنشاء جامعة القاهرة عام ١٩٠٨.
ولعل الأمر الملفت للنظر، أن جامعة القاهرة الدولية ولدت كبيرة قوية، فمن الواضح أن الاستعداد والتخطيط لها تم في إطار علمي مدروس، منذ أن تم وضع حجر الأساس لها في أبريل عام ٢٠١٨. يتبدى هذا في إصدار مجلة الإنسانيات، وهي مجلة علمية دولية تصدر عن جامعة القاهرة (صدر العدد الأول منها عام ٢٠١٩)، مجلة تكون لسانًا لعلماء جامعة القاهرة وباحثيها، وذلك بهدف رفع التصنيف الدولي لجامعة القاهرة، وهو ما تحقق بالفعل. ذلك لأن رفع التصنيف العلمي لجامعة القاهرة سيعطيها القدرة على عقد العديد من الاتفاقيات الثقافية، مع كبرى الجامعات العالمية، مما يترتب عليها التبادل الطلابي، وتبادل الأساتذة، وعقد الشراكات التعليمية والمعرفية، والدرجات العلمية المزدوجة. لقد نتج عن ذلك استضافة جامعة القاهرة لكبار الأساتذة من كبرى الجامعات في شتى المجالات. وكذلك سفر طلابنا إلى مختلف الجامعات، ليعودوا باحثين كبارًا، تفيد منهم جامعة القاهرة، مما يعود بالنفع على المجتمع المصري ككل. ترتب على هذه الخطوة المهمة، تعدد الشراكات بين جامعة القاهرة والعديد من كبرى الجامعات العالمية، مما ساهم في البداية القوية لجامعة القاهرة الدولية. فلقد بدأت جامعة القاهرة الدولية مشتملة على عشرة برامج دراسية، تمتلك اتفاقيات ثقافية، أو درجات علمية مزدوجة، أو منح علمية، أو تمتلك طلابًا أجانب يرغبون في الدراسة بجامعة القاهرة. وهذه البرامج هي: برنامج الاقتصاد باللغة الفرنسية، برنامج العلوم السياسية باللغة الفرنسية، برنامج هندسة البرمجيات، برنامج علوم البيانات، برنامج الشبكات والأمن السيبراني، برنامج اللغة الصينية لإدارة الأعمال، برنامج الترجمة التخصصية باللغة اليابانية، برنامج اللغة العربية للناطقين بغيرها، البرنامج المتكامل الدولي في طب الفم والأسنان، وبرنامج طب وجراحة الحيوانات الأليفة.
ما قيمة العلم، بل ما قيمة الجامعة ما لم تحقق أهداف الدولة وتوجهاتها، وتدعم تحقيق استراتيجيتها؟ هذا ما سعت إليه قيادة جامعة القاهرة، وسعى إليه رئيسها الدكتور محمد عثمان الخشت، من وراء إنشاء جامعة القاهرة الدولية، إذ تعد إسهامًا حقيقيًا وفعالًا في تحقيق رؤية مصر ٢٠٣٠. فجامعة القاهرة الدولية أول جامعة دولية من رحم الجامعات الحكومية في مصر، تجمع بين نظام البرامج والكليات وتدخل في صميم الثورة الصناعية الرابعة والخامسة، وستضم الجامعة قريبًا ثلاث كليات هي الذكاء الاصطناعي والروبوت، وكلية العلوم وتكنولوجيا الفضاء، وكلية العلوم للطاقة الجديدة والمتجددة. كما قامت وستقوم جامعة القاهرة الدولية بعقد شراكات مع جامعات مرموقة دوليًا، ومن بين هذه الجامعات، جامعات سانت فرانسيس، وتولين بالولايات المتحدة الامريكية، وجامعات هيريوت وات، ونوتنجهام بالمملكة المتحدة، وجامعات هامبرج، وهيلبرون بألمانيا، وجامعة السوربون بفرنسا، وجامعة ماسترخت بهولندا، وجامعة جياو توينج وأكاديمية شنغهاي للعلوم بالصين. وكل هذا يستهدف تعليمًا عالميًا تنافسيًا، مقارنة بالجهات الخاصة والدولية، بما يسهم في بناء قدرات تنافسية متميزة، ويحقق لجامعة القاهرة - ومن ثم لوطننا العزيز- دورها الإقليمي والعالمي الرائد لطلاب الدول الإقليمية والعالمية.
ما أود أن أختتم به حديثي، هو ما لمسته عن قرب، في الدور الكبير الذي يبذله رئيس جامعة القاهرة د. محمد الخشت، من مجهودات مضنية؛ إذ سخر كل السبل من أجل إنجاح هذا المشروع، الذي سيصبح نموذجا ستحتذيه الجامعات المصرية الحكومية والخاصة. وهو مجهود ساهم فيه كل أبناء جامعة القاهرة، وقياداتها. وكذلك لا بد من الإشادة بالدور الذي تقوم به كافة الجهات المعنية - من متابعات- في سبيل تذليل جميع الصعوبات والمعوقات، التي جعلت من الحلم واقعًا ملموسًا.. واقع يحقق رؤية القيادة السياسية في دأبها نحو تحقيق رؤية مصر ٢٠٣٠. هذه الرؤية/ الحلم، التي يحتاج تحقيقها إلى كثير من الصبر والتحمل، ومزيد من العمل والعزيمة والإرادة والتحدى.
* أستاذ الأدب الشعبي - كلية الآداب، جامعة القاهرة
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: جامعة القاهرة الدولیة لجامعة القاهرة
إقرأ أيضاً:
أبوظبي.. أول برنامج بكالوريوس في مجال الذكاء الاصطناعي
أعلنت جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي إطلاق أول برنامج بكالوريوس في مجال الذكاء الاصطناعي، مُحدثةً تحولاً جذرياً في التعليم الجامعي لهذا المجال.
إذ يتميّز البرنامج بنهجه الشامل الذي يجمع ما بين المعرفة التقنية المعمّقة، ومهارات القيادة، وريادة الأعمال، وخبرة قطاع الصناعة، والتطبيقات العملية، ما يجعله متميّزاً عن المناهج التقليدية.
يعد «برنامج بكالوريوس العلوم في الذكاء الاصطناعي» نموذجاً مبتكراً متعدد التخصصات يزوّد الطلاب بأسس متينة في مجالات الذكاء الاصطناعي المختلفة، بما في ذلك تعلّم الآلة، ومعالجة اللغة الطبيعية، والرؤية الحاسوبية، وعلم الروبوتات.
ويشمل البرنامج تدريباً مكثفاً في الأعمال، والشؤون المالية، والتصميم الصناعي، وتحليل السوق، والإدارة، ومهارات التواصل.
ويعتمد البرنامج في مضمونه العلمي على نهج عملي يعزز التفكير الريادي، ما يمكّن الطلاب من قيادة التحولات العالمية في مجال الذكاء الاصطناعي ويهدف إلى إعداد مفكرين يتمتعون برؤى مميّزة ومهارات متعددة لحل التحديات والمساهمة في تطوّر هذا المجال على المستوى العالمي.
وأكد معالي خلدون خليفة المبارك، رئيس مجلس أمناء جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي، أهمية هذا البرنامج الذي سيسهم في إحداث تحول جذري تحقيقًا لرؤية القيادة الحكيمة لضمان مواصلة الإمارات ترسيخ مكانتها الرائدة في مجال الأبحاث الخاصة بالذكاء الاصطناعي وتطبيقه واستثمار إمكاناته لدفع عجلة الابتكار، وتعزيز النمو الاقتصادي، وتحقيق التقدّم المجتمعي.
ونوه إلى أن البرنامج سيسهم أيضا في تزويد الجيل القادم بالمهارات التقنية المتقدّمة والفهم الشامل لدور الذكاء الاصطناعي، مما يعزز قدرة الدولة على بناء قوة عمل مؤهلة ومتخصصة تقود التحولات المستقبلية في الذكاء الاصطناعي بما يحقق مصلحة الدولة والمنطقة والعالم أجمع. وإلى جانب تزويد الطلاب بالمهارات التقنية الأساسية في مجال الذكاء الاصطناعي، تكرّس جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي جهودها لإعداد الجيل القادم من المبتكرين، والمطورين، والمديرين، والقادة في هذا المجال.
وانطلاقاً من هذه الرؤية، يعزز هذا البرنامج الشامل مهارات الطلاب القيادية، ويُكسبهم أساسيات الشؤون المالية والقانونية والإدارية، بالإضافة إلى مهارات التواصل والتفكير النقدي، ما يؤهلهم لدفع عجلة تطوير الذكاء الاصطناعي واعتماد تطبيقاته في المستقبل.
ويعتمد البرنامج على نموذج التعليم التعاوني الذي يتمحور حول التعاون بين المعلمين والطلاب ويدمج الذكاء الاصطناعي في جميع جوانب التجربة الأكاديمية، ليؤدي دوراً محورياً في عملية التعلّم.
وتشمل مساقات البرنامج محاور متقدمة، مثل التعلّم العميق، والذكاء الاصطناعي التوليدي، والذكاء الاصطناعي في مجال العلوم، بالإضافة إلى التدريب في مجالات الأعمال وريادة الأعمال.
من جهته، أكد البروفيسور «إريك زينغ»، رئيس جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي والبروفيسور الجامعي أن البرنامج يأتي ضمن الرؤية المستقبلية للجامعة.
وأشار إلى أن البرنامج يجمع تعليم الذكاء الاصطناعي مع ريادة الأعمال، واستكشاف المشكلات، واكتساب المهارات الأساسية لتطوير المنتجات وأكد الحرص على إعادة تعريف مفهوم التعليم في مجال الذكاء الاصطناعي، إذ لا يقتصر البرنامج على إعداد مهندسين فحسب، وإنما يعد أيضاً رواد أعمال، ومصممين، ومؤثرين، ومديرين، ومبتكرين قادرين على قيادة الابتكار في مجال الذكاء الاصطناعي عبر مختلف القطاعات، وفي جميع المراحل.
ويجمع البرنامج ما بين التدريب متعدد التخصصات والتعلّم العملي ويطّلع الطلاب من خلاله على مجالات متنوّعة، تشمل العلوم الإنسانية، والأعمال، والفنون الحرة، ليمنحهم منظوراً أوسع يتجاوز نطاق علوم الحاسوب والتخصصات العلمية التقليدية وليكتسبوا خبرة عملية من خلال فترات تدريب تعاونية في القطاع الصناعي، إلى جانب برامج تدريبية وإرشادية، وشراكات مع كبرى الجهات الفاعلة في مجالات الصناعة والبحث في الذكاء الاصطناعي.
يشمل البرنامج مسارين أكاديميين متميّزين هما مسار الأعمال، الذي يركز على التكامل التجاري وريادة الأعمال، ومسار الهندسة، الذي يركز على تطوير نماذج الذكاء الاصطناعي ونشرها، وتعزيز استخدامها في مختلف القطاعات.
ويتوافر للطلبة الملتحقين بالبرنامج بيئة متكاملة تضم موارد حاسوبية متقدمة في مجال الذكاء الاصطناعي، وفصولاً دراسية ذكية، ومساحات مخصصة للحاضنات إلى جانب تلقي علومهم على أيدي هيئة تدريسية عالمية تتمتع بخبرة واسعة في الأوساط الأكاديمية والصناعية.
يُذكر أن التقدّم للالتحاق بهذا البرنامج الرائد متاح أمام الطلاب المحليين والدوليين، ويهدف لاستقطاب ألمع المواهب وأكثرها طموحاً، ما يعزز مكانة جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي جهة رائدة في التعليم الجامعي بمجال الذكاء الاصطناعي.