ثمّنت الأحزاب السياسية الجهود التى تقوم بها الدولة والقيادة السياسية تجاه القضية الفلسطينية، منذ اليوم الأول لبدء العدوان الإسرائيلى الغاشم على الأهالى فى فلسطين، مؤكدين أن الدولة بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى، لا تتدّخر جهداً من أجل الوصول إلى حلول سلمية تحافظ على حياة وأمن المواطنين الفلسطينيين، على الصعيديين، الدبلوماسى والإنسانى.

«الوفد»: مصر لا تدّخر جهداً من أجل الوصول إلى حلول سلمية

وأكد سليمان وهدان، نائب رئيس حزب الوفد، أن الرئيس عبدالفتاح السيسى، دعا إلى عقد قمة السلام، اليوم، مع تفاقم الأوضاع فى قطاع غزة، وزيادة الجرائم التى يرتكبها الجيش الإسرائيلى فى حق الفلسطينيين، مما يزيد المسئولية الملقاة على عاتق هذه القمة.

قال «وهدان» إن التصعيد الإسرائيلى ضد المدنيين يضع على قمة القاهرة للسلام مسئولية أكبر من أجل الخروج بموقف موحّد، باعتبارها الفرصة الأخيرة أمام العالم لوقف هذه الجرائم، ومطالبة إسرائيل بالتوقّف عن حرب الإبادة التى تمارسها ضد المدنيين، والتخلى تماماً عن أحلامها التوسّعية من خلال دفع السكان للنزوح جنوباً والهروب إلى سيناء، مشدّداً على أن كل مصرى وطنى سيقف بقوة ضد هذا المخطط لمنع تصفية القضية الفلسطينية.

وأكد ضرورة وجود تدخّل فورى لإيجاد مسار آمن لدخول المساعدات الإنسانية إلى داخل القطاع، وتوقف إسرائيل فوراً عن استهداف معبر رفح من الجانب الفلسطينى، مشيراً إلى أن سكان غزة يعيشون معاناة حقيقية ستنهار أمامها القيم الإنسانية، إذا لم يكن هناك تدخل عاجل لوضع حد لهذه الممارسات غير الإنسانية.

وأشاد بموقف مصر الثابت تجاه القضية الفلسطينية، وانسحابها من القمة الرباعية التى كان مقرّراً إقامتها فى عمان، واصفاً هذا الموقف بأنه خطوة مهمة تعكس رفض مصر القاطع للدور الأمريكى الداعم للممارسات الإجرامية وسياسة العقاب الجماعى التى يقوم بها جيش الاحتلال ضد الفلسطينيين العزل، مشدّداً على ضرورة وجود موقف دولى قوى لوقف آلة الحرب التى أودت بحياة 5 آلاف فلسطينى فى 10 أيام.

«مستقبل وطن»: استجابة القادة لدعوة الرئيس تعكس الثقة الكبيرة فى دور مصر بتعزيز السلام والأمن

وأشاد نادر الداجن، الأمين المساعد لأمانة الصناعة والتجارة بحزب مستقبل وطن، بدعوة الرئيس السيسى لعقد قمة القاهرة للسلام، التى من شأنها أن تفتح آفاقاً لتسوية النزاع، معتبراً الاستجابة الكبيرة من قادة العالم للمشاركة فى هذه القمة دليلاً قاطعاً على الدور التاريخى والمحورى، الذى تقوم به مصر تجاه جميع القضايا العربية والإقليمية والأفريقية والدولية بصفة عامة، والقضية الفلسطينية بصفة خاصة.

وأوضح أن مصر تتدخّل دائماً لنجدة الأشقاء فى قطاع غزة وتقديم المساعدات الإنسانية والإغاثية لهم، والقيادة السياسية لديها فهم حقيقى لأبعاد القضية، وطرق حلها على مدار السنوات الماضية يضمن حفظ حقوق الشعب الفلسطينى، وهذه القمة فرصة مهمة لقادة العالم للتجمّع وتعزيز الحوار والتعاون، بهدف تحقيق السلام والاستقرار فى المنطقة والعالم، واستجابة القادة لدعوة الرئيس السيسى تعكس الثقة الكبيرة فى قيادته ودور مصر البارز فى تعزيز السلام والأمن الدوليين.

وأضاف أن رسائل «السيسى» كانت قاطعة وحاسمة لحماية الأمن القومى للبلاد، وتأكيد أن المساس به تحت أى ظرف هو خط أحمر، ومصلحة فلسطين أن تظل صامدة على أرضها حتى لا تفرغ القضية من مضمونها، مُعرباً عن ثقته فى قدرة وقوة الرئيس على تحقيق النجاح، بالتصدى لهذه المخططات الخبيثة وعدم التفريط فى شبر واحد من أرض سيناء.

وقال: «السيسى نجح بشكل قاطع وخلال أيام قليلة فى تحريك المجتمعات الدولية نحو سرعة الجلوس والتوافق حول وقف سريع للتصعيد العسكرى فى غزة، والحفاظ على أرواح الأبرياء بعد التلبية الواسعة لعقد هذه القمة المهمة».

من جانبها، قالت الدكتورة جيهان مديح، رئيس حزب مصر أكتوبر، إن عقد القمة يؤكد أن القضية الفلسطينية هى قضية مصر الأولى، ومصر لم تدّخر جهداً للتوصّل إلى سُبل لوقف إطلاق النار والتصعيد فى غزة، والدور المصرى تجاه القضية لم يتغير منذ 1948، وهى دائماً من أولى الدول التى تساند القضية الفلسطينية.

وأضافت أن مصر حريصة كل الحرص على تهدئة الأوضاع قى قطاع غزة حتى لا يتعرّض الشعب الفلسطينى لنكبات أكبر مما تعرّض لها سابقاً، موضحة أن القضية الفلسطينية كانت وما زالت محور اهتمام القيادة السياسية على مدار السنوات الماضية، مؤكدة أن ما تشهده غزة هذه المرة مختلف عن أى اعتداءات سابقة فقوات الاحتلال تشن حرب إبادة جماعية وتقوم بتهجير الفلسطينيين من أراضيهم بغرض تصفية القضية الفلسطينية، لذا لا بد من مجابهة هذا المخطط الخبيث، لذلك دعم مصر للقضية الفلسطينية ليس من أجل تحقيق مصالح شخصية.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: غزة قمة القاهرة للسلام التصعيد في غزة فلسطين القضیة الفلسطینیة هذه القمة من أجل

إقرأ أيضاً:

نهضة رواندا … امة موحدة تنهض من ركام الإبادة الجماعية

بقلم عبد الاله حسن محمد

١/٢
لطالما حلمت بزيارة شرق إفريقيا، خاصة كينيا ورواندا، وأخيراً جاء الوقت المناسب لتحقيق هذا الحلم. بدأت رحلتي متعثرةً في مطار تورنتو بسبب خطأ من موظف شركة الطيران الأمريكية دالتا، حيث كان من المفترض أن أغادر في 4 سبتمبر 2024، بدلاً عنه وصلت إلى مطار كيغالي في 9 سبتمبر 2024 حيث تم ختم جواز سفري الكندي بتأشيرة سياحية مجانية لمدة شهر بكل سهولة وناولني له مع الامنيات الطيبة بإقامة سعيدة في رواندا. في قسم استعادة الأمتعة، كان موظفو البيئة يتأكدون من عدم دخول أي مواد بلاستيكية إلى المدينة، تركت عندي انطباعاً "بأن هؤلاء الناس لديهم رؤية واضحة يطبقونها".

خارج المطار، كان في استقبالي صديق يقيم في رواندا منذ أكثر من ثلاث سنوات، ولديه بعض الانطباعات السلبية عنها. أخذني إلى فندق اسمه "لبنان"، لا علاقة له بدولة لبنان، حيث أوضح لي موظف الفندق أن الاسم مأخوذ من الإنجيل. يقع الفندق في حي ريميرا، قريب جداً من مركزه، وهو فندق نظيف ومرتب ولكنه ضيق المساحات. كانت الغرفة صغيرة، تحتوي على سرير بحجم كوين وحمام ضيق مع دش ساخن وبارد، بالإضافة إلى منطقة جلوس وشرفة تطل على حديقة الفندق، وتكلفة الإقامة كانت 50 دولاراً في اليوم. في صباح اليوم التالي بعد تناول وجبة إفطار خفيفة في الفندق، خرجت لاستكشاف كيغالي. كان الصباح مشرقاً والنسيم لطيفاً، حيث تنبعث روائح التربة والأشجار في الهواء. كان الطريق المعبد والنظيف خارج الفندق يتناقض مع زرقة السماء الخالية من السحب، في مشهد رائع لصباح رواندي جميل.

أول ما لفت انتباهي هو هدوء المارة وهم يسيرون في نظام وصمت على الأرصفة النظيفة المخصصة للمشاة ومعظمهم من الشباب دون الخامسة والثلاثين، لم يشهدوا المجزرة او ربما كانوا اطفالاً. ايضاً لفت نظري أطفال المدارس وهم في طريقهم إلى المدرسة بزيهم المدرسي الجميل يسيرون في مجموعات صغيرة وهم يتحدثون بلغة الكينيارواندا.
كان لدي فضول ورغبة للتحدث مع بعض الروانديين وطرح العديد من الأسئلة التي كانت تدور في ذهني. وجدتهم لا يتحدثون الفرنسية، والقليل منهم يتحدث قليل من الإنجليزية. وسرعان ما أدركت الأسباب. حتى عام 2008، كانت المدارس الرواندية تُدار باللغة الفرنسية، ثم قررت الحكومة التدريس بالكينيارواندا مع اعتماد الإنجليزية كلغة ثانية للبلاد وإلغاء الفرنسية. كان هناك عدة أسباب لهذا التحول، منها أن الإنجليزية هي لغة الأعمال العالمية، ومعظم جيران رواندا يتحدثون بها، مما يسهل التبادل التجاري. بالإضافة إلى ذلك، ساهمت العلاقة الاستعمارية السيئة مع بلجيكا وفرنسا وغيابهما أثناء الإبادة الجماعية، في إلغاء الفرنسية كلغة رسمية للبلاد، رغم أن رواندا لا تزال عضواً في مجموعة الدول الفرانكفونية. جعلني عدم القدرة على التواصل مع عامة الناس وعدم قدرة معظمهم الإجابة على أسئلة بسيطة اشعر بضعف في نظامهم التعليمي، وهكذا حال أي نظام ديكتاتوري، ربما أكون مخطأً ! استمر هذا الإحساس معي لعدة أيام وظل يبعث في نفسي بعض الانطباعات السالبة عن رواندا.

كانت تدور في ذهني أسئلة مثل هل شهدوا المجزرة؟ هل أحد هؤلاء الشباب شاهد والديه يقتلون؟ هل بقي لهم أي عائلة؟ من منهم توتسي ومن منهم هوتو؟ مثل هذه الأسئلة كانت تدور في ذهني ولا اجد إجابة لها، بل كادت أن تفسد هدوء الصباح الجميل بل زيارتي بأكملها. كنت اريد ان اعرف مدى الضرر الذي لحق بالجيل الحالي لكني لم اسمعهم طوال اقامتي يتحدثون عن تلك المجزرة البشعة التي حدثت في العام ١٩٩٤، ولا أعرف افضل طريقة لجعلهم يتحدثون. تغلبت على هذه الهواجس وقررت عدم ربطهم بالماضي او محاولة العثور على كل شيء عن المجزرة او ربطهم بالقبيلة التي لم أسمعهم ينطقون بها طوال فترة زيارتي وممنوع رسمياً ذكرها في أي مكان. هم يريدون نسيان ما حدث لهم من مآسي وفظائع. تركت تلك الهواجس وقررت التعمق أكثر لمعرفتهم بوسائل أخرى و أستمتع بتلك البلاد الجميلة وما أتيت من اجله.
بعد حوالي الساعتين من التجوال في كيغالي، أذهلني حقيقة أن المدينة نظيفة ولا توجد ارصفة متربة على جانبي الشارع وفي وسط الطرق المزدوجة توجد أرصفة خضراء من النجيلة وبعض أشجار الزينة، جميع الشوارع بها مسارات للمشاة، اذا كنت من هواة التجوال سيراً على الاقدام يمكنك السير لمسافات طويلة طالما لديك طاقة للسير، فقط هناك صعود وهبوط كثيرة نسبة لطبيعة المدينة الجبلية، لذا ارتدِي حذاءً مريحا واشرب الماء، فالطقس معتدل ولطيف للغاية. لا توجد الباعة المتجولين أو المتسولين في الطرقات العامة. طوال فترة اقامتي شاهدت متسول واحد فقط. هنالك بعض الزحام المروري وخاصة من الدرجات النارية (الموتوسيكل) وهي أرخص وسيلة مواصلات للتنقل في المدينة. يرتدي سائقو الدراجات النارية خوذات برتقالية وسترة عاكسة تحمل علامة إحدى شركات الاتصالات في المدينة، السترات البرتقالية لشركة Tigo والخضراء لشركة MTN، ويناولك السائق خوذة بمجرد الركوب معه لارتدائها، لأنها ملزمة قانونياً.
كيغالي مدينة منظمة مبنية على التلال ومنتشرة على نطاق واسع. تتكون من ثلاث مناطق هي غاسابو، كيكوكيرو، ونياروجينجي. غاسابو هي أكبر منطقة من حيث المساحة الجغرافية ويقيم فيها معظم السودانيين الذين تعرفت عليهم في كيغالي. وكل قسم من هذه الأقسام يقسم إلى احياء وله مركزه المالي والتجاري الخاص. أخذنا أحد السودانيين المقيمين في المدينة اكثر من ستة سنوات في جولة تعريفية حول المدينة، كل الاحياء المبنية فوق الجبال والوديان رائعة ومنظمة، حتى الأجزاء الفقيرة والقديمة من المدينة ذات الطرق الضيقة المتعرجة حول التلال كل شوارعها مرصوفة وبعضاً منها مرصوفة بالحصى، لا توجد بها مساكن عشوائية كما في معظم المدن الافريقية الكبرى. في المساء تمتد الأضواء إلى ما لا نهاية، أضواء ترقص على قمم التلال والوديان، تتلألأ مثل النجوم في ليلة ظلماء، إنه منظر ساحر. بطريقة ما حول الليل هذه المدينة ذات التلال العديدة إلى أرض خيالية، لم أرى مشهدًا مثله من قبل.
رواندا معروفة بوجودها الأمني المكثف وسلطاتها الأمنية النشطة نسبة لتجربتها الصعبة خلال فترة الإبادة الجماعية في ١٩٩٤. كما أن رواندا استثمرت بشكل كبير في تحسين بنيتها التحتية الأمنية والتكنولوجية مما جعلها واحدة من أكثر الدول أماناً واستقراراً في افريقيا.
اخيراً بغض الطرف عن الجدل المثير حول وجود نظام ديكتاتوري في رواندا، حتى وإن كان خيراً إلى حد ما، وعن الاتهامات الموجهة لبول كيغامي، الرئيس الرواندي بأنه فاسد مثله مثل إي ديكتاتور مستبد في افريقيا او كيغالي مليئة بجواسيسه الذين يتعقبون أي مشتبه به محتمل، إلا أن رواندا تركت عندي انطباعاً بأن افريقيا قادرة على أن تنهض من كبوتها وتخطو نحو المستقبل بخطوات ثابتة واضحة وعملية.

a_bdulelah@hotmail.com

   

مقالات مشابهة

  • الحكومة العراقية: جريمة الاحتلال الإسرائيلي في مخيم طولكرم تؤكد إصراره على ممارسة الإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين
  • وزير الأشغال اللبناني: على المجتمع الدولي التحرك لوقف المجازر الإسرائيلية
  • عام على الإبادة الجماعية.. اقتصاد غزة ينهار إلى الصفر
  • عام على الإبادة الجماعية.. أبرز 11 مجزرة اقترفتها إسرائيل بغزة
  • عام على الإبادة الجماعية.. هكذا اغتال الاحتلال اقتصاد غزة ودمر منازلها
  • نهضة رواندا … امة موحدة تنهض من ركام الإبادة الجماعية
  • فنزويلا تدعو لمسيرة دعماً لفلسطين وتنديداً بـ"الإبادة الجماعية"
  • 13 كاتبا فلسطينيا يقدمون شهاداتهم عن عام الإبادة الجماعية
  • «الثقافة الجديدة» توثق عامًا على الإبادة الجماعية في غزة بعدد أكتوبر
  • المالديف تطلب الانضمام إلى قضية الإبادة الجماعية ضد إسرائيل